بهيجة حسين
الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 07:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
هي ليست بلد «سايبة» ولا بلا صاحب، لأن أصحابها يسدون عين الشمس، وعودهم ضارب في الأرض بالطول وبالعرض، وغير قابل للكسر.
وإذا كانت الحكومة قد قررت لأي سبب من الأسباب هدم مستشفي الشاطبي بالإسكندرية، فلتقرر كما تشاء، فالبيت ليس بيت أبيها ولا نحن أغراب حتي يطردونا.
فنحن أصحاب مستشفي الشاطبي وكل مستشفيات البلد وكل شبر فيه وكل حفنة تراب، ولنذكر الحكومة وأعضاءها جميعاً أنه وفي سبعينيات القرن الماضي أراد الرئيس الراحل أنور السادات بيع هضبة الأهرام لإقامة مشاريع استثمارية عليها، ولم يستطع، فقد تصدي للدفاع عن هضبة الهرم أصحاب الهضبة وأصحاب البلد، في معركة لن ننساها قادتها وقتها د.نعمات أحمد فؤاد.
وأراد وزير الثقافة في تسعينيات القرن الماضي أيضاً تأجير جزء من فضاء قلعة صلاح الدين الأيوبي لتحويلها إلي ملاهي، فتصدي له وأوقف مشروع المراجيح أصحاب تاريخ القلعة، وأحفاد صانعيه.
وقد زينت الحكومة لنفسها، فكرة قلع صرح طبي من جذوره، لأسباب لا علاقة لنا بها، منها إقامة حديقة ومنها إقامة فندق مع وجود المستثمر، ومنها أن منظر المستشفي ومرضاه يؤذي نظر ومشاعر مكتبة الإسكندرية وزوارها، ومنها أسباب أخري لا نعرفها بكل تأكيد.
ولكننا نعرف أن هدم المستشفي يعني حرمان 200 ألف مريض يتم علاجهم سنوياً في المستشفي، كحق دستوري من حقوقهم في العلاج بمستشفياتهم العامة، ونعرف أيضاً أن ارتكاب هذه الجريمة سيكبد الدولة، أي سيكبدنا ومن لحمنا الحي ومن مالنا، ملياري جنيه.
ونعرف أن أصحاب قرار الهدم سوف يقومون بتوزيع المرضي علي مستشفيات المدينة ليشاركوهم خرم الإبرة وقرص الدواء، والمصير المجهول، ونعرف أنهم سيدمرون معدات طبية بتشوينها في الصناديق حتي يأكلها الصدأ، ونعرف أن العاملين في المستشفي سيشردون وستضيع دماؤهم مع المرض والمعدات بين المستشفيات.
ولكننا مع كل هذا، نعرف أن البلد ليست «سايبة» ولا نحن «هفية» حتي نقف صامتين أمام تدمير ما نملك، ولا ندافع عنه بأجسادنا.
#بهيجة_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟