|
بمناسبة مرور مائة عام على وفاة الكاتب العظيم تشيخوف
إبراهيم إستنبولي
الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:39
المحور:
الادب والفن
إنسانٌ متواضع ، وحيد و غامض بمناسبة مرور مائة عام على وفاة انطون تشيخوف إعداد و ترجمة د . إبراهيم استنبولي [email protected]
انطون بافلوفيتش تشيخوف ( 1860 – 1904 ) واحد من اكثر الكتاب شهرة و المقروءين جداً في روسيا وفي البلدان الأخرى .. فمسرحيات تشيخوف ، والتي لم تكن تتمتع ، خلال حياته ، بنجاح خاص ، نجد انه من جديد يتم إخراجها على احسن واشهر الخشبات المسرحية في العالم ، وفي مختلف اللغات ، و أن المخرجين يجدون جانباً واحداً ، وثانيا وثالثاً ، سابقاً غامضاً وغير مكتشف فيها ، بالضبط كما لو أن تشيخوف كان على تلك الدرجة من التعقيد و الغموض بالنسبة للجمهور وبالنسبة للقراء ككاتب قصة وككاتب مسرحي . النثر لديه في منتهى البساطة . كل شيء شفاف و مفهوم . لكنها بساطة واختصار مخادعين . الخجل ، اللباقة الفائقة ، والحصافة مع غياب أي ميل للثرثرة والديماغوجية ، إلى جانب طبع يمتاز بالطيبة والإيثار ـ هذه هي مواصفات شخصية الكاتب . وكم من الفرضيات والتكهنات التي دارت حول ما إذا كان تشيخوف مسيحياً أم مادياً ملحداً !. بل كان هناك رأي هو " .. إن تشيخوف الطبيب لم يكن مؤمناً .. " ، كذا . لقد كتب الكثيرون عن عدم كون تشيخوف مؤمناً ، لكن أعماله ـ كلها بلا استثناء ـ تشهد على العكس . فالبحث عن الحقيقة ، عن الله ، فضح الزيف والخسة ، الكشف عن الخواء الروحي ، إلى جانب محبة الناس والعطف عليهم والبحث عن معنى الحياة ـ هذه هي المعاني الرئيسية لمجمل إبداع الكاتب . إن طبع انطون بافلوفيتش ، الليِّن والرقيق لدرجة الإدهاش ، قد تشكل على الرغم وبالضد من الأسلوب العنيف للتربية التي تلقاها في طفولته . لقد كان والده طاغية ومستبداً ، غالباً ما كان يلجأ إلى العقوبات الجسدية ، كان يضربهم من اجل كسرة خبز أعطوها للكلب . كانوا يأكلون حتى الشبع فقط عندما يحلّون ضيوفاً . لقد تربى الأطفال في ظلِّ القسوة و الانصياع ، كما كان " يحشي" لهم دماغهم بقوانين الرب ، وكان يلجأ إلى إيقاظهم ليلاً أو يضربهم على أي خطأ يرتكب عند قراءة نص من الكتاب المقدس.. وحسب تعبير الكاتب نفسه ، لقد " بالغ الأطفال في صلواتهم " ، ولم يكن في ايمان الوالد لا حب و لا رحمة و لا طيبة. كان الرب يبدو مرعباً و مخيفا. " الاستبداد و الكذب نهشا طفولتنا لدرجة أن تذكّر ذلك يبعث على الغثيان والقرف " . " أنا تلقيت في طفولتي تعليم ديني ومثله من التربية مع غناء كنسي ، قراءة الرسل... والقيام بالصلاة الصباحية في الكنيسة بشكل منتظم... والمساعدة في الطقوس على المذبح ، وقرع الجرس. و ماذا ؟ حين أتذكر اليوم طفولتي فإنها تبدو لي مظلمة بما في الكفاية ، وانه ليس عندي من الدين شيء . يجب القول ، أنه حين كنا ، أنا و اخوتي نغني وسط الكنيسة trio التوبة" أو" لحن آرخانكلسك" ، فقد كان الجميع ينظرون إلينا بحنان وكانوا يحسدون والديَّ ، بينما نحن كنا نحس و كأنه محكوم علينا بالأعمال الشاقة " ( من رسالة ) . وهنا يمكن أن نسأل ، من أين تلك الطيبة " التشيخوفية " ، تلك العاطفة و تلك الوداعة ؟ إنَّ نور تشيخوف لا زال يُدفئ حتى الآن . فلا مكان للانقباض والكآبة في قصصه ، وسخريته ناعمة لا تجرح أحدا . لاشيء يذهب أدراج الرياح . لاحظوا كيف أن عادات الحياة في الكنيسة وطباع الرهبان منثورة بتؤدة و بمعرفة في اقصوصات وقصص تشيخوف ! إنها من طفولته ، ولتكن قد اكسبها مسحة قاتمة العنف الأبوي على الروح الفتية . أنهى تشيخوف معهد الطب وعمل طبيبا ممارساًً . ولذلك هناك عدد كبير من الأطباء بين أبطال قصصه ـ آستروف ، ديموف ، إيونيتش ، أبطال سلسلة القصص " جراحة " ، " السرير رقم 6 " ، وغيرها الكثير . جهد تشيخوف من اجل إعالة جميع أفراد عائلته . مرض بداء السل منذ أن كان عمره 13 عاماً ، وكان يعرف تشخيص مرضه ، لكنه لم يعالج نفسه نهائياً . ما هذا ، نفسية الطبيب ؟ وهو ينفث الدم ، سافر في رحلة مضنية إلى جزيرة ساخالين . هل أراد أن يذري حزنه بعد وفاة أخيه المحبوب أم أراد رؤية المذنبين التائبين بأم عينيه ؟ سراب ، فقد اختفت الأوهام الوردية . اقرءوا كتابه " جزيرة ساخالين " ـ إنها بحث مستفيض لحالة الناس الساقطين روحياً . طباع خشنة ، غياب أي نوع من التوبة ، الرذيلة في افضح صورها . لقد أجرى تشيخوف ، حسب يومياته ، آلاف المحادثات . قائمة طويلة حول ما كان الناس ـ منفيون و مهاجرون ـ بحاجة إليه ، راحت تكبر وتكبر . وقبل كل شيء ـ الأدوية . وقد ثابر تشيخوف على إرسالها لهم حتى وفاته . هناك ، على جزيرة ساخالين بالضبط ، سنحت الفرصة لتشيخوف أن يلتقي اثنين من القساوسة ، خدم الرب ، اللذين ذهبا إلى هناك ، استجابة لنداء الواجب ، من دون أي ضجيج ، من اجل مساعدة المنبوذين والساقطين ، ليساعدوهم وليخففوا عنهم بما استطاعوا . عام 1901 . حفل زفاف في كنيسة بموسكو على الممثلة المعروفة أولغا ليوناردوفنا كنيبّر . لم تنجح الحياة العائلية . هي في موسكو ، هو في يالطا . رسائل رقيقة ، لطيفة . عام 1904 . نصحه الأصدقاء بالسفر " للعلاج " في المصح الدارج حينئذٍ ـ مكان صغير بادن فيير في ألمانيا ، حيث توفي انطون بافلوفيتش تشيخوف ، بعيداً عن الوطن وعن الأصدقاء . بجانبه كانت فقط أو لغا ليوناردوفنا ، التي كانت ، كما يُعتقد ، غير مبالية تجاه الإيمان و تجاه الرب . لكن من يدري ، فقلب الإنسان مجهول . حتى أثناء منازعته الأخيرة كان انطون بافلوفيتش غامضاً بما فيه الكفاية . كان يقلقه شيء واحد فقط : أن لا يزعج أحدا . وحين ساءت حالته ليلاً ، طلب استدعاء الطبيب ، لكنه تمنى عدم إيقاظ الصبي لكي يذهب من اجل اسطوانة الأكسجين . فهو لن يلحق في جميع الأحوال . جاء الطبيب . طلب تشيخوف كأساً من الشمبانيا . قال بالألمانية : " ايخ شتيربي " ( إني أموت ) . وبهدوء ، دون أي اختناق مبرّح ـ وهذا نادراً ما يحدث عند وفاة المصابين بالسل ـ انتقل إلى العالم الآخر ... تم نقل جثمان الكاتب الروسي العظيم إلى روسيا . وتم دفن تشيخوف في مقبرة " نوفوديفيتشي " في موسكو . آخر رسالة كتبها إلى أخته : " ساعدي الفقراء . احفظي الوالدة . عيشوا بسلام " . كانسان متواضع و نظيف ، عاش كما كتب : " في الإنسان كل شيء يجب أن يكون رائعاً : وجهه ، و ثيابه ، وروحه ، و أفكاره " ( دكتور آستروف ، " الجد فانيا " ) . أحدهم أحصى أن في كتابات تشيخوف تعيش وتعمل ثمانية آلاف شخصية . حتى القصص القصيرة " مسكونة " بكثافة ـ وكل بطل ـ شخصية متكاملة . ودون أن يكون مع ذلك لا مقدمات و لا وصايا في الأخلاق . الحوارات متنوعة جداً ، لكن الموضوع تقريبا واحد : موات الروح البشرية ، عن القيم الكاذبة ، الأبدية والعابرة اللحظية ، العطف نحو المستضعفين والمهانين . و .. لين مدهش ، فكاهة لا تبلغ حد التهكم ، " تشيخوفية " بامتياز ، لا تشبه الضحك " الغوغولي " من خلال الدموع ... هناك الكثير الكثير من الكتابات والدراسات عن تشيخوف ، عن حياته و عن إبداعه . مع أن قصصه ، رواياته ومسرحياته منتشرة بدرجة واسعة جداً . ولذلك سأحاول التركيز فقط على بعض الجوانب التي ، من وجهة نظري تعتبر بالنسبة لنا ممتعة و هامة . كتب تشيخوف ، بناء على الطلب ، قصصاً مكرسة للكنيسة و لأعياد الفصح .. لكنها لم تكن تبدو كتوصية ، بل كانت دوماً نابعة من القلب ، وتحمل الطابع الجدي للإبداع كاملاً . " فانكا " . صبيٌّ يكتب عن حياته القاسية إلى إنسان قريب منه ، إلى جدّه ، وذلك في ليلة عيد الميلاد ، عندما يعيش المرء بشكل خاص المعاناة ، يتذكر ما هو جيد ، يشعر بالمأساة : لماذا أنت في هذا اليوم توجد عند الغرباء وليس مع الجد . أصحاب البيت ، أولئك الذين " يجرّون " الصبي لأتفه شيء ، قد ذهبوا إلى صلاة الصبح . حالة نادرة : فانكا وحيد ، وبإمكانه كتابة رسالة من غير عجلة . تفصيل صغير : الصبي يكتب وهو يجثو على ركبتيه أمام المقعد . النافذة مظلمة ، تنعكس من خلالها شمعته ، كما لو أنها " شاشة " . ترتسم في مخيلته صورة الجد الحبيب الكلب فيـون . و بفرح تتلألأ النجوم المتناثرة في السماء . ودرب التبّان يظهر بوضوح ، كما لو انه قبل العيد قد تم غسله ومُسحَ بالثلج . قصة صغيرة للغاية . لكن كم فيها من الألم والرقة والسذاجة القدسية للصبي . والنهاية الثاقبة . فالصبي ، بعد أن ألقى بالرسالة في صندوق البريد ، وقد داعبته آمال حلوة رائعة ، ينام بعمق دون أن يعرف ، أن رسالته المعنونة باختصار " إلى القرية ، إلى الجد " ، لن تذهب إلى أي مكان ولن تصل لأي كان . والقصة الرائعة المكرّسة لعيد الفصح ـ " القوزاق " . " جنازة " وقصة مضحكة ، مُـرّة . وكما ذكرنا ، إن موضوع الإنجيل يبرز في الرواية الوثائقية " جزيرة ساخالين " . كلمة طيبة عن القساوسة ـ الرسل ، الذين يتحملون الحرمان كما الجميع ، ويعاملون المنفيين ليس كمجرمين ، بل كأناس تعساء للغاية . و قصة " المزمار " . يفكرُ الحدائقيُّ : أربعون سنة و أنا ألاحظ عاماً بعد عام كيف إن ، الأمر بيد الرب اعرف ، كل شيء يسير إلى نهاية واحدة .. إلى الأسوأ ، أراهن . على الأرجح ، إلى الدمار ... لقد جاءت لحظة النهاية لعالم الرب ... و ، يا إلهي ، كم مؤسف ! هذه ، طبعاً ، إرادة الرب ، العالم ليس نحن من صنعه ، يا أخي ، لكن مؤسف ... كم من الخير ، يا سيدي المسيح ! " . لقد تنبأ تشيخوف بكارثة الثورة ، بما في ذلك نتائج التطور التكنولوجي . " الإنسان الروسي الجديد " لوباخين يقطع الأشجار في حديقة الكرز ـ جمال رباني ، حديقة التقاليد الروسية ، حديقة الثقافة والروح الروسيتين ... لربما ، إن تشيخوف لم يرَ مخرجاً من المأزق ، لم ير حلاً بديلاً .. بالمناسبة ، هل واضح اليوم وسهل ـ إلى أين وكيف لروسيا أن تسير ؟ و إن الأمر ، على الأرجح ، ليس في قتل حديقة الكرز ، بل في ضعف و قصور الناس " الجيدين" المثقفين من مثال رايفسكايا و الجد فانيا مع سونيا ( شخصيات محورية في قصص الكاتب ـ المترجم ) . من خلال الكثير من القصص تمر كالخيط فكرة أفقدت تشيخوف السكينة والهدوء : عن الأيمان الكاذب ، الاستعراضي ، عن المسيحية الميتة ، عن الظلمة و الجهل . فالأيمان الكاذب يسبب الانهيار ، الشخصي والوطني . عن هذا كتب الكثير كل من تولستوي و ليسكوف ، لكن تشيخوف يعكس ذلك بطريقته الخاصة المختلفة ، بسهولة ومع شيء من السخرية . لقد عاد تشيخوف اكثر من مرة في كتاباته إلى الموضوع الذي طالما أقلقه ـ الأيمان الشكلي ، الروتيني - بحكم العادة ، والذي مع ذلك يرافقه خواء روحي كامل ـ وقام بدراسته من جوانب مختلفة . وهو ، بالمناسبة ، موضوع ملح في كل الأوقات .. اليوم في روسيا لو تسأل أيا كان ـ الجميع مؤمنون .. فلماذا إذن كل هذا العدد من حالات الانتحار والجرائم وعلى مختلف المستويات .. ليس بسبب الفقر على كل حال ... يقولون انهم يؤمنون بالله ، أما الواقع ـ فراغ من الداخل . هل يا ترى ممكنة الانتقالات والتحولات من المسيحية الشكلانية إلى المسيحية الحية وبالعكس ؟ كأن تعلن التوبة ، تتعمد ومن ثم فجأة تبدأ السكر وتدخل في حالة من الضلال ؟! كما تبرهن الحياة ، توجد هكذا حركة في هذا الاتجاه وفي الاتجاه المعاكس ... حين كان يسأل تشيخوف السؤال التقليدي : أي أعماله اكثر قربا لقلبه ، فقد كان يجيب بشكل دائم : قصة " الطالب " . وهذا لأمر يبعث على السرور ، لأن تشيخوف يظهر هنا بالضبط وبشكل موجز للغاية ذلك الانتقال من القبول الاعتيادي للإنجيل ككتاب اثري إلى الفعل الذي يحمله الكلام الإلهي على الإنسان . موضوع القصة بسيط . طالب من الأكاديمية الروحية ، تحت تأثير الإحساس بالواجب ، يذهب في اليوم السابق لعيد الفصح ليقرأ من الإنجيل على الأرامل في حاكورات منازلهن . إنه جائع وحزين ، و يشعر بالبرد . هو لا يرى في " عمله العبادي " أي معنى . يبدأ بالحديث عن تبرؤ بطرس ( المقصود به نكران بطرس للمسيح ـ المترجم ) ، عن البكاء المرير للحواري ، وعن عذابات الضمير لديه . و فجأة يرى التلميذ كيف إن إحدى النسوة تبكي . فيشعر بالقلق : هذا يعني أن كل ذلك الذي حدث في تلك الليلة الرهيبة مع بطرس يلامس هذه المرأة بشكل ما . إذا بكت العجوز ، فليس لأنه هو ، الطالب ، يجيد التحدث بشكل مؤثر ، بل لأن بطرس و معاناته قريبان ومفهومان بالنسبة إليها . و عن تعاسة آخرين ـ " الإنسان المعلب " و " موت موظف " . ربما أحد ما يعرف نفسه فيهما . بيليكوف ، الإنسان المعلّب ، الذي يحظر كل شيء ويخاف من كل شيء ـ " ربما يحدث كذا وكذا " ، ـ شاهد فتاة تركب دراجة هوائية ، مرض من المعاناة ومات . و أخيرا تم وضعه في " العلبة " .! " السرير رقم 6 " ، " آنّا في العنق " ، " السيدة مع كلب " ، مسرحيات " حديقة الكرز " ، " الأخوات الثلاثة " ، " النورس " ـ يمكن تسمية جميع القصص والمسرحيات ، إعادة قراءتها كلها . في كل منها حياة ، محاكمات ، عذابات و استكشاف ... كاتب مدهش للغاية ... لقد قال الفيلسوف بيردياييف عن تشيخوف : " اتحاد آلام الرب مع آلام الإنسان " . الفيلسوف س. بولغاكوف افصح بحزم اكبر : " من حيث قوة البحث الديني إن تشيخوف يسبق حتى تولستوي ، وهو يقترب من دستويفسكي ، الذي لا مثيل له في هذا المجال " . هناك كتاب طيب عن تشيخوف للكاتب الروسي المهاجر بوريس زايتسيف . إنها حالة نادرة بالنسبة لنا ، نحن المواطنين السوفييت ، أن يكتب عن تشيخوف إنسان متدين . من قبل تم إصدار ذلك الكتاب فقط في باريس ، والآن ظهر في روسيا أيضا . " منذ فترة قريبة قرأت كتابكم عن تشيخوف . لقد قمتم " بنفضه " بكل حرص وبعناية فائقة . انتم " رممتموه " ، أعدتم تشكيل ما أبدعه الخالق الأول . إنكم لامستم تشيخوف الحقيقي . ولم تنسوا ، كما يبدو ، أي شيء ، حين كشفتم عن جوهره ، الذي ربما ، هو نفسه ، لم يراه حتى النهاية . إن كتابكم بمثابة اقتباس " للثمين من التافه " ، حسب كلام الرب ، الذي قاله للنبي : " إذا استخرجت الثمين من التافه فستكون كما هي شفاهي ... " . تلك السيرة الذاتية هي بالطبع ليست " أدبية " فقط ، بل تقف ، من حيث المبدأ ، عند حدود الأدب و ذلك الذي " من القلب إلى القلب يتكلم في تحية صامتة " ـ من مراسلة الاباتي يوحنا ( شاخوفسكي ) إلى بوريس زايتسيف . الطريف أن الكاتب ، وهو يبحث عن الحقيقة ، عن الرب ، عن الروح وعن معنى الحياة ، فقد قام بذلك ليس من خلال دراسة حالات التسامي الروحي ، وإنما من خلال جوانب الضعف الأخلاقي ، من خلال حالات السقوط و عجز الشخصية . أي انه عبّر عن حبه وعطفه دون أن يقع في أحكام فاضحة . لقد تضامن تشيخوف مع دوشينكا ، مع بيليكوف ، مع كاشتانكا و مع آستروف ... باختصار ، لنسعد بأنه لدينا هكذا كاتب ، كما هو تشيخوف ، الذي يمكن أن نقرأه ونعيد قراءته . ذلك الإنسان المتواضع جداً ، الرقيق ، الوحيد جداً والغامض .
أو لغا كولِيسوفا كاتبة في جريدة " ميترا " المسيحية الروسية .
#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوشكين .. في ذكرى ميلاده
-
تحيــة إلى العفيف الأخضر مثقفاً منسجماً مع ذاته
-
العولمــة : نهايـــة أسطورة
-
آنا آحمادوفا : قصـة حـرفٍ و مصـير
-
العولمة اعلى مراحل الاستعمار
-
مهد البشرية . . الشمالي؟ أو - صفحــة من التاريخ -
-
بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليس
...
-
الاول من ايار ـ هل عفا عليه الزمان ؟
-
قمة الدول العربية القادمة و مشروع - الإصلاح الامريكي - :- سف
...
-
بين بَطَر السلطة و بؤس المعارضة تضيع الاوطان- أنظمة - بطرانة
...
-
احذروا دجوبولّلو أو قواعد الإمبريالية العشر
-
مقال فــي الصحة النفسية
-
- استعمار روسيا - حول دور روسيا في النظام العالمي الجديد
-
وصــفة من أجل شباب دائم
-
و في العـــراق ... قلقٌ و حزن
-
معــاداة السامــية في روسيا :من ستالين حتى الطغمة المالية
-
بقايــا - آلـــهة - أو قصص غير مفيدة
-
الشاعر الروسي أوسيب إيملييفيتش مندلشتام قصة حياته و موته
-
مــلاحظات حول موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري- ا
...
-
يفغيـــني يفتوشينـــكو
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|