أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زينب رشيد - مرارة السيد الرئيس!!














المزيد.....

مرارة السيد الرئيس!!


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 07:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



عندما يقرر الرئيس المصري محمد حسني مبارك ان يجري عملية لاستئصال المراره في مشفى الماني فان هذا يعني عدة امور ليس من بينها امرا واحدا ايجابيا.

اول هذه الامور ان الرئيس مبارك لا يثق بالامكانيات الطبية المتوفرة في المشافي المصرية ، كما انه لا يثق بقدرات الطبيب المصري لاجراء واحدة من اصغر وأبسط العمليات الجراحية، واذا كان راس الدولة لا يثق بقدرات الطبيب المصري فكيف تطلب الحكومة من المواطن المصري ان بتلك القدرات، أما اذا كانت عدم ثقة الرئيس المصري في قدرات المشافي المصرية وأطبائها في محلها وهي كذلك فعلا فان جريمة جديدة أو بالاحرى مستجدة تضاف للجرائم التي تُرتكب بشكل أو بأخر بحق المواطن المصري الذي يُقاد في حالته المرضية الى مسالخ تودي بحياته حتى لو كانت حالته بسيطة تماما كما حصل مع الفنانة سعاد نصر التي فقدت حياتها نتيجة خطا طبي فادح لا يرتكبه طلاب السنة الاولى في كلية الطب، طبعا هناك أعداد غفيرة من المواطنين الذين فقدوا حياتهم نتيجة لخطأ طبي لكن ولأن الراحلة سعاد نصر فنانة ويعرفها الجميع فقد سمعنا عنها أما المواطن العادي فليس هناك من يهتم به أو يسأل عنه فيما لو حصل له ما حصل للفنانة المذكورة.

ثاني أمر وهو معطوف على الأول، كون الرئيس مبارك حاله حال زعماء بقية جملوكيات التوريث العربية سيزايد على الجميع بخطبه الرنانة وشعاراته البراقة التي تمدح قدرات الطبيب المصري وترفع من شأن ومستوى المشافي المصرية، فاذا كان الأمر كذلك أليس ما فعله هو تبذير واسراف لا ضرورة له في ظل الاوضاع الرهيبة التي يعيشها أبناء مصر من أسوان وحتى الاسكندرية، فملايين المصريين يعيشون في المقابر ومثلهم في عشوائيات بيوتها آيلة للسقوط وملايين غيرهم لا مصدر رزق لهم إلا جمع القمامة وما يعرضهم ذلك الى أمراض أخطر بكثير من مجرد التهاب مرارة كما حصل للسيد الرئيس وهو ما أستطيع أن أجزم بأنه ليس صحيحا، ومئات آلاف خريجي الجامعات لا مكان عملي يُسخرون فيه طاقاتهم وتعليمهم الا ارصفة المقاهي وجلسات الكيف الرخيص وآلاف المشاكل الأخرى التي يعاني منها الشعب المصري، وانني على ثقة تامة بأن من سيقرأ ما كتبت هنا عن تبذير الرئيس المصري سيتهمني بالغباء والسذاجة قبل أن يقلب على قفاه ضاحكا، ذلك لأن الجميع يعرف ان مصر قد تحولت ومنذ انقلاب ايلول المشؤوم الى مزرعة خاصة تعود ملكيتها لثلة من العسكر سابقا ولعائلة الرئيس وحاشيته حاليا، والمصريون لا يعدون الا كونهم مزارعون بالسخرة في وطنهم.

الأمر الثالث وهو الحديث العلني عن الحالة الصحية للرئيس مبارك وهو ما لم يعهده الشعب المصري سابقا، لأن صحة الرئيس تعتبر من اكثر أسرار الدولة - المزرعة - كتمانا، الا أن هذا الحديث عن الحالة الصحية للرئيس والشفافية التي يتحدث عنها الاعلام الرسمي المصري قد جاء بعكس النتيجة المتوخاة رسميا منه، فالتفاخر بالشفافية كان يجب ان يكون في حالة واحدة وهو ان يُعلن عن حقيقة مرض السيد الرئيس، وعن ثقة الرئيس بالمشافي والاطباء المصريين من خلال وضع نفسه تحت تصرفهم، أما الحديث الخائب عن مرارة الرئيس فهو لن يقنع طفلا مصريا طالما ان المراد منه الايحاء بأن الرئيس "فقعت" مرارته من الجهد الكبير جدا الذي يبذله في سبيل سعادة ورفاهية المصريين وتأمين احتياجاتهم ومستقبل أبنائهم، في حين اني أقدر أن الرئيس المصري سيكون هو ومن حوله آخر من تتعب مراراتهم، فهم كانوا ومازالوا السبب الرئيس لكل ما حل بمصر والمصريين من كوارث صحية وبيئية واجتماعية الخ..

في كل الأحوال فان نظام الرئيس المصري يضع مسمارا جديدا في نعشه من خلال هذا الخبر الفج الذي أهان مصر العريقة قبل أن يهين أبنائها الكرام الذين "فقعت" مراراتهم من نظام سخر البلاد والعباد لمصلحته ومصلحة عائلته ولا يتواني عن اهانتهم وافقارهم وتجويعهم وارهابهم..نظام أصبح الخلاص منه من اولى أولويات شعب مصر.



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارفع رأسك عاليا يا ابن العراق الجديد
- خطر التزمت الديني على أطفالنا
- الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا
- المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زينب رشيد - مرارة السيد الرئيس!!