|
ثلاثة مخطوطات سامرية في مكتبة المعهد الألماني البروتستانتي للآثار في القدس
حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 17:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ثلاثة مخطوطات سامرية في مكتبة المعهد الألماني البروتستانتي للآثار في القدس بروفيسور حسيب شحادة جامعة هلسنكي
علمت عن وجود هذه المخطوطات في المعهد المقدسي المذكور (DEI- Deutsches Evangelisches Institut für Altertumswissenschaft des Heiligen Landes; GPIA- German Protestant Institute of Archaeology, Auguste-Victoria-Compound, P. o: Box 18 463, Jerusalem 91184, Israel/Palestine; http://www.deiahl.de) في أواخر العام ٢٠٠٨ من الزميل الدكتور معين هلون، المحاضر في جامعة بيت لحم. وفي مستهل هذا العام ٢٠٠٩ استجاب هلون لطلبي مشكورا فأرسل إليّ نسخة مصوّرة من هذه المخطوطات الثلاثة (٦٥٠ غم، أرسلت من القدس إليّ إلى فنلندا في ١٢ كانون أول ٢٠٠٩). بدا لي حتى أواخر نيسان ٢٠٠٩ أن هذه المخطوطات السامرية الثلاثة هي الوحيدة في هذا المعهد، إذ أنني لم أر أية مخطوطات أخرى هناك أثناء زيارتي للمعهد في أواخر آذار ٢٠٠٩ والاستفسار من المسؤولة عن المكتبة، السيدة بربرا هيرفورث (Barbara Herfurth)، حول وجود أية مخطوطات سامرية إضافية. ويذكر أن أسرة دالمان في ألمانيا منحت هذه المخطوطات الثلاثة للمعهد المذكور العامَ الماضي وهي قسم من الأرشيف ولا تحمل أية شارات. يقع المعهد منذ العام ١٩٨٢ ضمن مجمّع مستشفى المطّلع، أوچستي ڤكتوريا، على جبل الزيتون. قبل ذلك كان المعهد في بناية بين مدرسة الآثار البريطانية والقنصلية البريطانية في منطقة الشيخ جرّاح في القدس. وقد أفادني الزميل الدكتور شتيفان شورش (Stefan Schorch) الألماني الذي التقيته بمحض الصدفة في مكتبة الجامعة العبرية في چڤعات رام في القدس في الأول من نيسان ٢٠٠٩ بأن المعهد المذكور كان يمتلك قبل أكثر من اثنتي عشرة سنة ثلاثة عشر مخطوطا آخر، كان هو قد اطّلع عليها واحتفظ بحاسوبه بتبيانها في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، واعتقدتُ أنها نُقلت إلى مكتبة دالمان في جامعة Greifswald الواقعة شمال شرقي ألمانيا على حدود بحر البلطيق. جولة تحرّ إلكترونية شملت المسؤولين عن مكتبة المعهد المقدسي لا سيما السيدة بربرا هيرفورث ومدير المعهد الأستاذ Dieter Vieweger والأستاذ Stefan Beyerle في جامعة چرايفسڤالد والأستاذة المسؤولة عن مكتبة دالمان Julia Mänchen هناك، لم تتمخّض عن أية نتيجة إيجابية بخصوص تحديد مكان وجود هذه المخطوطات الثلاثة عشر. ويُذكر أن الأستاذة مانشن قد ألّفت كتابا بالألمانية ، ٣٠٢ ص.، عن دالمان كونه عالما لفلسطين في القدس وچرايفسڤالد عام ١٩٩٣. (Gustaf Dalman als Palästinawissenschftler in Jerusalem und Greifswald. Harrassowitz Wiesbaden 1993). الأستاذ بايرلي كتب لي في ٢٨ نيسان ٢٠٠٩ ما ترجمته: “شكرا لك على استفسارك واهتمامك بمعهد دالمان. زميلتنا الخبيرة بكل ما يمت بمجموعة دالمان بصلة، الأستاذة يوليا مانشن، على يقين بعدم وجود أية مخطوطات سامرية في چرايفسڤالد”. وهذا الجواب القاطع أعادني إلى المعهد المقدسي مستفسرا ثانية عن مصير هذه المخطوطات، وفي ٢٩ نيسان ٢٠٠٩ تلقيت جوابا من السيدة هيرفورث وهذه فحواه بالعربية: حبذا لو أطلعني الدكتور شتيفان شورش عن هوية المخطوطات التي رآها هنا وعن طريق مَن، علّني أتمكن من البحث عنها والعثور عليها. من المحتمل أن يكون أحد المدراء السابقين أو القائمين على المكتبة قد نقلها إلى ألمانيا دون أن يترك أي أثر لذلك. إنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك. زوّدتُ السيدة هيرفورث بشارات المخطوطات كما تلقيتها من شورش وهو بدوره بعث لها بمعلومات أكثرَ تفصيلا، وبعد تنقيب استغرق ساعتين لا أكثر، تبين لنا أن هذه المخطوطات المذكورة ما زالت قابعة في المعهد المقدسي. من الواضح أنها قد اختفت عن أعين القائمين على المكتبة قبل ثلاث سنوات تقريبا عند إعادة تنظيم محتويات المعهد ووضعها في غرف أخرى. بقيت هذه المخطوطات، شأنها شأن كتب ومجلدات قديمة، في صناديقَ متنوعة في سرداب المعهد. يطيب لي في هذا السياق أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في عملية البحث للعثور على هذه المخطوطات. وهذه المخطوطات وفق ما وصلني مؤخرا من نسخ إلكترونية لبدايات المخطوطات ونهاياتها هي (الشكر الجزيل ثانية للسيدة هيرفورث):
1) F 150. Sa 0080000 - ترجمان لإلعزر الإمام أخي الربيس أبيشع 2) F 150. Sa 0090000 - كتاب الكافي لمهذب الدين يوسف بن سلامة بن يوسف العسكري 3) F 150. Sa 0100000 - كتاب شرح الفاتحة، כי בשּם لإبراهيم بن يوسف القباصي 4) F 150. Sa 0110000 - (سير القلب لمعرفة الرب لإبراهيم بن يوسف القباصي (آل قباص 5) F 150. Sa 0120000 - זה החשבן העברי, توليدة 6) F 150. Sa 0130000 - كتاب الطباخ إلي الشيخ الفاضل العالم ابو حسن الصوري أي: إسحاق أبي إبراهيم بن فرج (مرحيڤ) بن ماروث المعروف يأبي الحسن الصوري ، אב חסדה הצורי 7) F 150. Sa 0140100 - شرح سفر التكوين لمسلم بن مرجان (אב סכוה) بن إبراهيم الدنفي 8) F 150. Sa 0140200 - شرح سفر التكوين لمسلم بن مرجان (אב סכוה) بن إبراهيم الدنفي 9) F 150. Sa 0150000 - كتاب يسما الخلف بالهلال والاعياد بين طايفة السامره واليهود لأبي فرج منجا بن صدقة 10) F 150 . Sa 0160000- هذا كتاب مثأل (أي مسائل) الخلاف ج. ١ تأليف الشيخ منجا 11) F 150. Sa 0170000 - كتاب الدلايل الى العالم خضر ابن إسحاق الكاهن 12) F 150. Sa 0180100 - شرح سفر الخروج لغزال الدويك 13) F 150. Sa 0180200 - شرح سفر الخروج لغزال الدويك
ويقدر عدد صفحات هذه المخطوطات بقرابة أربعة آلاف. أسّست هذا المعهد الكنيسةُ الألمانية الإنجيلية في ١٩ حزيران عام ١٩٠٠ ليكون بمثابة همزة وصل فعالة بين الكنيسة البروتستانتية الألمانية والمواقع التوراتية في الديار المقدسة. وكان البروفيسور جوستاف هيرمان دالمان (Gustaf Hermann Dalman, 1855-194، كتب أسمه “موسيو كوستاف دالمان” في وثيقة عثمانية هي بمثابة جواز سفر من العام ١٣٢٧هـ /١٩٠٠م وتحمل العنوان “مرور تذكره سي” وهي محفوظة في المعهد ذاته أيضا. وفيها نجد هذه التفاصيل أيضا: محل ولادتي … المانيا ده؛ محل اقامتى...قدس شريف؛ صنعتي … قدس شريف اسوج قونسلوس؛ پدرنيك اسمى ومحل ولادتى ...بوليوس؛ محل عزيمتى … ستامشريقه؟؛ تابعيتي … المانيا؛ مذهبى … بروتستانت) آنذاك أستاذ العهد القديم والدراسات اليهودية في جامعة لابيزچ الألمانية المعروفة، وأصبح أول مدير لهذا المعهد المقدسي. ويذكر أن دالمان كان قد وصل إلى القدس في الثاني عشر من تشرين الثاني عام ١٩٠٢. ودالمان لاهوتي لوثري ألماني ومستشرق قام بأبحاث ميدانية مكثفة في فلسطين وجمع شعرا وأمثالا وحكايات وكتب عن الموسيقى العربية في فلسطين (G. H. Dalman: Palästinischer Diwan. Leipzig, 1901). (لا ذكر له في موسوعة المستشرقين، طبعة جديدة ومنقحة ومزيدة تأليف الدكتور عبد الرحمن بدوي، دار العلم للملايين، بيروت، ط. ٣، ١٩٩٣، ٦٤٠ ص.) ويعتبر عمله الضخم “العمل والعادات في فلسطين” (Arbeit und Sitte in Palästina) ذي المجلدات الثمانية أهم أعماله البحثية. أُعدّ المجلد الثامن بعد وفاة دالمان ويحتوي على فهارسَ كاملة وهامة وهناك طبعات عديدة لهذا العمل صدرت تباعا منذ أواخر عشرينيات القرن الماضي. ومن الواضح أن چوستاڤ دالمان كان قد اقتنى وحصل على هذه المخطوطات في الثلث الأول من القرن العشرين؛ مخطوط رقم ٣، عام ١٩١٢؛ مخطوط رقم ٤، عام ١٩١٨؛ مخطوط رقم ٢ ومخطوط رقم ٨، عام ١٩٢٧؛ المخطوطات المرقمة بالأعداد ٨، ١١، ١٢، ١٣، العام ١٩٢٨. وهناك معهد صنو لهذا المعهد المقدسي في مدينة عمّان، أما المعهد الذي يحمل اسم دالمان والذي أقيم العام ١٩٢٠ فموجود فى ألمانيا في جامعة مدينة Greifswald في كلية اللاهوت، وهناك مكتبته الشهيرة بالدراسات اليهودية. فيها قرابة عشرة آلاف صورة فوتوغرافية التقطت في كافة أنحاء فلسطين وزهاء خمسة آلاف كتاب منها ٥١ من القرن السادس عشر و ٤٩ من القرن السابع عشر و ٨١ من القرن الثامن عشر. ويمكن الاطلاع على أسماء الكتب حسب أسماء المؤلفين على الشبكة العنكبوتية تحت العنوان: http://www-alt.uni-greifswald.de/~theol/~dalman/Dalman-Inst-Judaica.pdf . وكان دالمان قد أقام دورة سنوية لطلبة اللاهوت في المعهد المقدسي تناولت مواضيع في علم الآثار والدراسات اليهودية حتى العام ١٩١٤. وهنا في هذه المقالة ينصب حديثنا على ثلاثة مخطوطات أخرى كانت عائلة دالمان قد أهدتها السنة الماضية للمعهد كما نوهنا. كانت وهي محفوظة في صندوق كرتوني صغير. من الواضح على ضوء رسالة وجهها الكاهن عمران اسحق (هو: عمران بن اسحق بن عمران بن سلامة بن غزال لاوي، وفي نهاية المخطوط رقم ٩ أعلاه نجد: اللاوي شماس محلات الأقداس في نابلس، ١٨٨٩-١٩٨٠) للأستاذ دالمان أن المخطوطات هذه قد وصلت الأخير في صيف العام ١٩١٣. وهذا نص الرسالة المحفوظة مع أوراق المخطوطات في الصندوق المذكور. ما أضفته على نص الرسالة موضوع بين قوسين (). “نابلس ٢٦ آب غ (أي غربي) سه٩١٣ (أي سنة ١٩١٣) سيدى المحترم غب (أي بعد) الشوق لحضرتكم اعرض قبلاً كنت ارسلت لحضرتكم سلت (أي سلّة) صبر / مع تحرير (أي رسالة) ولحد الان لم حظينا (لاحظ لم + فعل ماض) بجوابكم جعل المانع خير (أي لعل المانع خير) والان / مقدمين لكم الكتب الذى (يستعمل دون تغيير كمقابله العامي “إللي”، ويُنظر لاحقا) عليهم الكلام بيننا (أي: الكتب التي تحدثنا عنها) فى القدس / وايضاً كتاب منا اى كتاب الحواشى (أي ملاحظات أبي سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد على تشذيبه لترجمة التوراة العربية السامرية وهي ٦٣ حاشية) وكتاب باقية (بقية) / شرح سفر الخروج (ربما مخ. رقم ١٣ أعلاه) ولا نعرفكم عن ثمنه حيث انتم اخبر / منا بقدر ما تنظرو وترو (متل ما تشوفو، بالعامية) مناسب قدمو مقبول من / حضرتكم واذا ارسلتم التسلم (؟) مع التحرير ارسلوهم مسوكرين (مسوچرين، مضمونين) / لاسمنا حسب الكرة (الكرت، البطاقة) لكم وهذا ما لزم احتراماً / عرفونا عنما يلزم من الخدم والكتب متقدمين (مقدّمة) مسوكرين باسم حضرتكم / وعلمهم (أي تبيانها) ادناه واطال بقاكم (؟) / كاتبه عمران اسحق الكاهن”
وفي الجهة التالية من الورقة: “علم الكتب الواصلين لحضرتكم / ١. كتاب الميعاد (المقصود المعاد من الجذر “عود” وليس من الجذر “وعد”) الى الشيخ ابو الحسن الصورى ١. كتاب التوبه الى المذكور بلغا (أي بلغات) اثنتين ١. كتاب الحواشي الى الشيخ ابو سعيد ١. (تحته خط وتحت الخط الرقم ٤) والكتاب الذى عرفناك عنه بالتحرير” لا بدّ من الوقوف ولو قليلا على هذا التصرف الشرقي المتعلق بعدم ذكر مقدار الثمن لبضاعة معروضة للبيع كما لاحظناه هنا في رسالة الكاهن عمران قبل قرن من الزمان تقريبا. وليس من السهل التكهن بما يحصل في آخر المطاف بصدد المبلغ النهائي المدفوع، لا سيما من طرف أشخاص غربيين كدالمان. ثقافة الغرب بعيدة عادةً عن مثل هذه المعاملات غير الصريحة والمطّاطة ذات سلسلة من الأخذ والردّ وعبارات التخجيل، من شان فلان وعلان الخ. الخ. وكان الكاهن عمران المذكور قد نسخ كتاب الترجمان (في نقحرة دالمان Tur≠mån كصيغتها في العامية كما سمعها، على ما يبدو، من الكاهن عمران) رقم ١ أعلاه لدلمن (هكذا هناك) ولاحظ ما كتب عن السعر في بداية المخطوط، الترجمان المذكور (بخصوص كل ما يتعلق بهذا الموضوع المعجمي، ينظر في أطروحة الدكتوراة: עלי ותד, ה’’מליץ’’– המילון המיוחס לפינחס הכהן בן יוסף הרבן (בן המאה ה–14) א–ד, אוניברסיטת תל–אביב תשנ’’ט، حوالي ألف صفحة):”وقد جعلت هذا الترجمان الذي هوا / باللغة (في الأصل: بالغة) العبرانيه واللغة العربيه برسم سيدي / الفاضل والفطين العالم العلامه البرفسر الدكتر / دلمن وكان ذلك فى ٣ الحجه سه١٣٣٠ (أي العام ١٩١١) وعوض عليه / ما يقوم بنظير تعبه / وانا المقر بما فيه / صحيح عمران ابن / الكاهن اسحاق / السامري / من نابلس”. قبل هذه الفقرة وردت فقرة أخرى وهي: “الموافق الى شوال سه١٣٣٠ وكان نجازه / علي يد افقر الورا واحوجهم الى رحمته / تعالى عبده وابن عبده عمران بن اسحق / بن عمران بن سلامه بن غزال لاوي / النسب وموسي الحسب والكاهن / اللقب (في الأصل: القب) ونابلس السكن:،”. إذن نسْخ هذا الترجمان وتقديمَه لدالمان حدثا في نهاية عام ١٩١١. ونرى أن علاقة الكاهن عمران بن إسحق بچوستاڤ دالمان في غضون الثلث الأول من القرن العشرين وما تمّ بينهما من بيع/هبة وشراء من مخطوطات سامرية بحاجة إلى بحث منفرد. ففي نهاية المخطوط “الخلف” لمنجا، رقم ٩ أعلاه (ص. ٧٢ هكذا والصفحة السابقة لها تحمل الرقم٨١ والصفحة الأخيرة غير مرقمة): ”كان النجاز من ذلك الكتاب في عصرية نهار / الاحد الموافق الى ١٦ شعبان من شهور / سنة الف وثلاثمايه وواحد وثلاثين / وكان اتمامه علي يد عبده وابن عبده عمران ابن / اسحاق ابن عمران ابن سلامه ابن غزال الكاهن / اللاوي شماس محلات الاقداس / في نابلس / وذلك الكتاب كتبته برسم سيدي العلام / الفاضل الدكتر دلمن مني هبا (أي: هبة) لا ترد ولعن / الله الكاذب بما يقول والله حسبي ونعم / الوكيل ربنا يمد بايعه سنين عديده / وايام مديده امين اللهم امين امين متى توفي الف امين / ”. ومن المعروف أن هذا الكاهن كان قد أهدى بعض المخطوطات للسيد يتسحاق بن تصڤي (شمشليڤتش. ١٨٨٤-١٩٦٣) الذي شغل منصب رئيس دولة إسرائيل بين ١٩٥٢-١٩٦٣، مثل مخطوط رقم ٧٠٢٣، كراس التسابيح وذلك في ٦ تموز ١٩٤٣ تصرف شبيه بهذا نجده في رسالة مماثلة وجّهها الكاهن الأكبر يعقوب بن شفيق بن عزّي (أبو شفيق، ١٨٩٩-١٩٨٧) للدكتور داڤيد تصڤي بنعط (١٨٩٣-١٩٧٣) في ١٩٣٧/١٢/٢ ومما جاء فيها “وتجدون طيه مقالة عن اعلام ومؤلفى السامريين القدماء الذين كتبوا والفوا باللغة العربية / والذين كانت لهم مكانة بارزه عند بعض سلاطين وملوك المسلمين قبل نيف وست / مئه سنه. توصلنا الى معرفتهم بمساعده بعض الأصدقاء العرب والأوربيون والمتعلمين / من السامريون. فاذا صادفت هذه الرساله استحسانكم فارجو ان تقدرون ثمنها وتتكرموا / بارساله مع ثمن كتيب الحواشي الواصلين لكم واذا كنتم لا ترغبون في شرائها /”. (ينظر في المخطوط Sam 80 38 المحفوظ في المكتبة الوطنية والجامعية في القدس). والجدير بالذكر أن هناك رسالةً أخرى في الصندوق آنف الذكر وهي بالإنجليزية بقلم الكاهن عمران اسحق ذاته (أفادني الصديق العزيز الكاهن الأكبر، عبد المعين صدقة، في العاشر من أيار ٢٠٠٩، أن شخصا مسيحيا لا يتذكر اسمه عمل على كتابة الرسائل للكاهن عمران اسحق بالإنجليزية) لدالمان. فيها يتحدث الكاهن عن قدومه من نابلس إلى القدس في السادس عشر من أيلول عام ١٩١٢ومعه الجزء الثاني من مخطوط تبيان نقاط الخلاف بين اليهود والسامريين (لا بد أن يكون المقصود هو مخطوط رقم ١٠ أعلاه) وثمنه كثمن الجزء الأول، ستون قرشا. لم يجد الكاهن الأستاذَ دالمان في القدس وكان بحاجة للمال لدفع تكاليف السفر وعليه فقد تسلّم ممن قام مقام دالمان، ولا ذكر لاسمه عند تغيبه، ثلاثين قرشا على الحساب، وما تبقّى من الحساب سيتمّ دفعُه بعد رجوع دالمان من سفره سالما إلى القدس واستقبال الكاهن له. هذا نص الرسالة وما وضع بين قوسين () هو مني:
Jerusalem Sep! 16/12 (16/9/1912)
Dear Sir On the 11th inst. (instant = ، أي أيلول، الجاري) I came from / Nablus bringing with me the manus/cript which illustrates the different /points between the Jews & the Samaritans/ for which I expected Jrs 60 the same / price as the first volume/ Your not being here, & being in /need of cash for travelling expenses, / I left the book in charge of your servant & took from him on / account Jrs 30, the remaining Jrs 30 / awaits your safe arrival to / Jerusalem, when I hope the to have / the pleasure of welcoming you/ Your obedient servant Isaac the Samaritan priest
To Professor Dalman Jerusalem
زرت مكتبةَ المعهد المذكور في السادس والعشرين من آذار ٢٠٠٩ بغية الإطلاع عن كثب على هذه المخطوطات السامرية الثلاثة. ويطيب لي هنا أن أقدم الشكر للسيدة بربرا هيرفورث لما قامت به من جهد للعثور أخيرا على الصندوق الصغير المذكور أعلاه وتصوير ما لزم لي. في المكتبة البحثية بعض المصادر عن السامريين للباحثين التالية أسماؤهم: J. Bowman, 1967; Dexinger and Pummer 1992; S. Hanover, 1904; R. Egger, 1986; J. Zangenberg, 1994; J. Jeremias, 1932. وفي المكتبة مصادر كثيرة بالطبع عن علم الآثار في فلسطين وكل ما يتعلق بهذه المنطقة التاريخية والدينية الهامة في العالم. من الكتب التي لفتت انتباهي كتاب عن مملكتي الحيوان والنبات في فلسطين وهو ذو فائدة معينة من حيث اللهجة الفلسطينية H. B. Tristram, The Survey of Western Palestine. The Fauna and Flora of Palestine. London, W. C. 1888, 455 pp.
وصف هذه المخطوطات الثلاثة:
١) هذا كتاب الميعاد الي الشيخ العالم ابو الحسن الصوري تغمده الله بالرحمه والرضوان امين. وعلى وريقة مرفقة كتب دالمان: Kitab il-ma‘ad v. abu l-Hasan eSSuri . القياس التقريبي للصفحة ٢٥سم x ١٨.٢سم والمساحة المكتوبة هي ١٣.٥سم x ٩.٢ سم. الصفحتان الثانية والثالثة بيضاوان والصفحات الثلاث الأخيرة بيضاء أيضا، لا ترقيم للصفحات في المخطوط. يحتوي المخطوط على ٣٥ صفحة مكتوبة وفيه كرّاستان تضمّ كل منهما عشر ورقات. هناك خطأ شائع في الدراسات السامرية بخصوص العنوان الصحيح لهذا الكتيب وهو “المعاد” أي المصدر الميمي من السنخ “عود” الأجوف الواوي وليس “الميعاد” أي المصدر الميمي من الجذر “وعد” المثال، والمعنى في الحالة الأولى الصحيحة هو العودة والرجوع إلى الخالق، الحياة بعد الموت، ولا مسوّغ لمعنى الميعاد أي الموعد والزمن المحدد. لا ذكر لاسم الناسخ ولا تاريخ النسخ ومكانه. كل من يقرأ هذا الكتيب يرى أن همّ أبي الحسن الصوري هو برهنة وجود حياة بعد الموت وذلك على ضوء ما ورد من آيات في أسفار موسى الخمسة. يلاحظ أن دالمان قرأ عنوان هذا الكتيب بالشكل الصحيح في حين أن الناسخ المجهولة هويتُه تارة يُخطىء، كما ورد في صفحة العنوان، وطورا يُصيب كما هي الحال في الصفحة الأولى. هذه النسخة من “المعاد” غير كاملة كما ذكر في ذيل ص. ٣٢ “من ها هنا ضايع البعض من الكلام قديماً”. الخط واضح بل وجميل، في كل صفحة ستة عشر سطرا، وفي نهاية كل صفحة من الجهة اليسرى مثبتة الكلمة الأولى الواردة في الصفحة التالية. في المخطوط حاشيتان قصيرتان على سفر التثنية ٣٢:٣٦، الأولى في ص. ١٢ وهذا نصها “כי ידין (في الأصل بالطبع بالرسم السامري أي العبري القديم) تفسيرها اذ يدين ومحتملاتها يدين ثواب العمل لمن يرغب العمل ولا يقدر عليه لقوله כי יראה כי אזלת יד: ويدين اى يحكم بالعدل ويوصل بالحكم الحق لكل مستحق ثواب ثوابه”. والحاشية الثانية في ص. ٢٢ “حاشيه لسيدنا هكهن عمران رضى عنه عفوه تعالى عن عبيده اهل الدين هو عنما لا يقدرو على فعله فى دار الدنيا ويتركوه انما خوفا ومصانعة لاهل الكفر כי יראה כי אזלת יד’’. مقدار هذا الجزء الضائع قرابة سبع صفحات مقارنة بمخطوطات أخرى لكتيب ”المعاد” مثل مخطوط Bodley Huntington 350 لناسخه إبراهيم بن عبدالله بن صدقة بن صفي عام ٩٧٠ هـ-١٥٦٢م. بداية هذا النقص تبدأ من “اضداداً” وتنتهي بـ “فما فسرناه” أي: ...في الضلال مجرا الصنف الاول اللذين سماهم اضداداً … فما فسرناه من التربه التي هى القبور”. هذه هي الأسطر الأولى للمخطوط والإشارة / تفصل بين نهاية سطر وبداية آخر: “هذا كتاب المعاد تاليف الشيخ / العالم الفاضل ابو الحسن الصوري / رضى الله عنه امين اللهم امين / بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ونكتفى / اعلم ان الحكمة خلق البارى تعالى لدار الدنيا المشحنه بضروب / الالام لا يخلص معها لدة ولا يوخد منفعه غير منفعته ولا يصح / ان تثبت متي لم تثبت دار غيرها مباينه فى هذا الحكم لها / جعلها الله تعالى كذلك وصله لتكامل الحكمه والمعرفه بها واذا / كان الامر كذلك كان من البين ان الشرايع لا يجوز ان تكون / هى طريق معرفتها لأن الشرايع انما يصح ان يستدل بها / متى علمت انها صادره من جهة حكيم لا يسفه ولا يظلم اذ / …”. وهذه هي الأسطر الأخيرة في المخطوطة: “فلو لم يكن فى كتابه جل وعلا وعز ما يدل على الدار الآخره / ألا هذا الفصل لكفا. وفيما تركته من الشرح / بجميعه يطول ما لا يكاد ان يدرك علمه اكتر من المحصلين / والله بكرمه يوفق استيفاء ذلك والفوز بكل امر مكتسب / ثوابه ومحمى من عقابه فهوا اللطيف الكريم الغفور الرحيم / انشا الله تعالى امين امين / تمت وبالخير عمت”. يرمي أبو الحسن الصوري في هذا الكتيب إلى إثبات وجود الآخرة وذلك عن طريق العقل والنص ويستشهد ببعض الآيات لا سيما بسفر تثنية الاشتراع ٣٢: ٣١-٤٣ (ص. ١٠-١١) وسفر التكوين ٩: ٤-٥؛ سفر الخروج ٢٠: ٦. ويستعمل المؤلف ألفاظا عديدة للتعبير عن الحياة الدنيا والآخرة مثل: دار الدنيا، ص. ٢؛ هذه الدار، ص.٣، ١٣؛ دار عمل، ص. ٣، ٢٠؛ دار تكليف، ص. ١٩، ٣٠، ٣١؛ دار الجزا(ء)، ص. ٣، ٥، ٢٠؛ دار الثواب، ص. ٤؛ دار اخرى، ص. ٩؛ يوم الدين، ص. ١٨؛ دار النعيم، ص. ٢٢؛ اليوم الموعود، ص. ٢٣؛ الدار الآخره، ص. ٣٥. ومما يجدر ذكره أن لغة الصوري العربية تحتل مستوى أرفع بكثير من لغة معظم السامريين الذين كتبوا بهذه اللغة حتى يومنا هذا. من الصعوبة بمكان فرز ما يمثل لغة الصوري عمّا يعكس لغة الناسخ أو بالأحرى النسّاخ على مرّ العصور والأجيال. ظاهرة شائعة في هذا المخطوط كتابة الياء المتطرفة بدون النقطتين كما هي العادة في مصر اليوم. الألف المقصورة تنقلب أحيانا ألفا طويلة أو هاء. في بعض الأحيان لا وجود للهمزة المتطرفة كما في “السفها” ص. ٢. والتاء المفتوحة تنقلب أحيانا إلى تاء مربوطة مثل “تفرقة اجزأه” ص. ٨؛ تقدسة اسماؤه” ص. ٣٠؛ فظهرة، ص. ٣٣؛ قد ذكرة، ص. ٣٤. في بعض الأحيان يلاحظ استعمال “أفعل” بدلا من “فعل” مثل “أقرن” ص. ٢٨ و”اللذين” بدلا من “الذين” ص. ٣٢؛ و”الذي” يستعمل مثل “اللي” بالعامية، ص. ١٣، ٣٣. وجدت مثلا واحدا لفعل ماض للغائبين بنون في آخره “اللذين استظلون بهم” ص. ٢٤. وفي مجال النحو يجد القارىء هذه الأمثلة غير المعيارية: لم تنتهى، ص. ٣؛ لم يعود حيا، ص. ٧؛ استحال أن يحصل بها غرضٍ ص. ٣؛ ولا يتكلف بمثله عاقلٍ رشيدٍ، ص. ٥؛ ظاهرة أكلوني البراغيث: فوائد احدهم عظم الترغيب، ص. ٨؛ ولا يجوز يكون هذا الوعد، ص. ٩؛ هذه البلدتين، ص. ١٦؛ ان يقيده بشاهداً، ص. ٢٨؛ حتى لا يبقى منهم احداً، ص. ٣٣. وفي المجال الصرفي والدلالي يمكن التنويه بالاستعمالات التالية: تعالى علوا كبيرا (عن الله)، ص. ٢، ٣، ٢٦، ٣٢؛ أعواض جمع عوض، ص. ٧؛ الاحسان هو النفع الغير مستحق، ص. ٩؛ مفرده ومجمله، ص. ١٦؛ قوله عز من قائل، ص. ٢٨، ٢٩؛ القسامة بمعنى القسَم، ص. ٢٨، ٣٢؛ التربة التي هي القبور، ص. ٣٣، ٣٤. وأخيرا لا بد من الإشارة إلى بعض الاختلافات بين النص العبري التوراتي الموجود في هذا المخطوط ونص أبراهام ورتصون صدقة، تل أبيب ١٩٦١-١٩٦٥ منها: לעולם/לעלם, משנתי/אם שנתי, בארק/ברק, ותחז/ותאחז, השיב/אשיב, עצי/חצי, ארנינו/הרנינו. (وينظر في أطروحتي للدكتوراة: התרגום הערבי לנוסח התורה של השומרונים, מבוא למהדורה ביקורתית. האוניברסיטה העברית, ירושלים 1977, חלק א’, עמ’ 35–46).
٢) هذا كتاب التوبه الي العالم العلامه الشيخ ابو الحسن الصوري تغمده الله بالرحمه والرضوان امين. وكتب دالمان على وريقة kitåb et-tøbe, abu-l˙asan eßߥri، على ما يبدو بناء على ما ورد في العنوان المضاف. يبدو لي أن ناسخ هذا العنوان ليس مَن نسخ المخطوط. في أسفل الصفحة الأخيرة، رقم ٥٣ كتب الناسخ مجهول الهوية: זה כל מה אתעתק מזאת המקראות הישנות עתקתי (في الأصل بالحرف السامري والمعنى: هذا كل ما نُسخ من هذه النصوص القديمة، نسختُ، دوّنتُ، لاحظ استعمال ضمير الإشارة المؤنث المفرد وبعده اسم جمع مذكر منته باللاحقة -וֹת، وفق منوال العربية). القياس التقريبي للصفحة ٢٤.٦سم x ١٨.٤سم والمساحة المكتوبة هي ١٥.٢سم x ١.٢ سم. عدد الصفحات ٥٣ وهي مرقمة بالحروف السامرية. في المخطوط ثلاث كراسات، الأولى حتى صفحة ١٩، والثانية تضم الصفحات ٢٠-٣٩ والأخيرة تشمل الصفحات ٤٠-٥٣. معدل عدد أسطر الصفحة هو عشرون؛ والصفحة مقسّمة إلى عامودين، الأيمن وهو الأكبر وفيه النص العبري السامري بالحرف السامري وفي العامود الأيسر وضعت الترجمة العربية بالرسم العربي. لا توجد أية إشارة لا بالنسبة لهوية ناسخ المخطوط ولا لزمن ذلك ولا لهوية المترجم. ما يمكن استنتاجه مع ذلك هو أنه كان جاهزا وتسلمه دالمان خلال الثلث الأول من القرن الماضي بواسطة الكاهن عمران اسحق. في الواقع لم نعثر في السابق على مخطوط يحمل هذا الاسم لأبي الحسن الصوري. يبدو لى أن الباحث A. E. Cowley كان قد أشار قبل أكثرَ من قرن من الزمان، إلى وجود هذا المؤلَّف ونسخة منه موجودة في أمستردام (The Jewish Ency. X, p. 681، وينظر في أطروحتي، ج. ١ ص. ٤٦) إلا أنه لم يُشر بشكل دقيق إليها. وهناك من ينسب هذا الكتاب لمهذب الدين يوسف بن سلامة العسكري مثل إسحاق بن تصڤي في ספר השומרונים, ירושלים 1970, עמ’ 156 הע’ 5، وقد ورد الاسم هناك خطأ “التربة” بدلا من “التوبة”، واخرون مثل جوينبول يقولون إن مؤلف الكتاب قيد البحث هو أبو الحسن آخر وليس الصوري (T. G. J. Juynboll, Commentarii in Historiam Gentis Samaritanae. Lugduni Batavorum 1846, p, 59, note 10). ومما يجدُر ذكرُه أن أبا الحسن الصوري في كتابه الشهير، الطبّاخ (نُشر نصفه الأول وترجم إلى الألمانية، ينظر: Gerhard Wedel, Kitab aT-Tabbakh des Samaritaners Abu l-•d. ومن بين الفروق بين دالمان وفيركوفتش أن الأول عرف العربية أما الثاني فلم يعرفها. القياس التقريبي للصفحة ١٨.٥ سم x ١٢.٦سم والمساحة المكتوبة هي ١٠.٤سم x ٧سم. عدد الصفحات ٥٢ وهي مرقمة بالأرقام العربية الحالية. في المخطوط ثلاث كراسات، الأولى حتى صفحة ١٩، والثانية تضم الصفحات ٢٠-٣٩ والأخيرة تشمل الصفحات ٤٠-٥٢. النص التوراتي العربي مكتوب بالحبر السائل الأحمر والباقي بالحبر السائل الأسود. الصفحات السبع الأخيرة بيضاء. أمامنا نسخة حديثة نسبيا من نسخ الحواشي التي أضافها أبو سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد إلى تنقيحه لترجمة التوراة السامرية التي كانت في متناول يده في القرن الثالث عشر في مصر. ونحيل القارىء المهتم بهذا الموضوع إلى أطروحتنا للدكتوراة، ص. ٨١ الخ. وص. ١١٩ الخ. عدد هذه الحواشي هو ٦٣ ولكن العدد هنا في هذا المخطوط قيد البحث هو ٦٤، إذ أن إحدى الحواشي في السفر الرابع قد قسّمت إلى قسمين. وإليك تبيان عدد حواشي كل سفر من أسفار التوراة الخمسة والصفحات: حواشي السفر الأول ٢٦، ص. ١-٢٠ حواشي السفر الثاني ١٨، ص. ٢٠-٣٤ حواشي السفر الثالث ٩، ص. ٣٥-٤٦ حواشي السفر الرابع ٦، ص. ٤٦-٤٩ حواشي السفر الخامس ٥، ص. ٤٩-٥٢
يمكن القول إن هذه الحواشي هي بمثابة معالم أساسية في منهاج عمل أبي سعيد التنقيحي من حيث اللغة والمقارنة بين العبرية والعربية والتفسير واللاهوت والجدل الديني بين السمرة واليهود والقرائين. ويلاحظ المرء أننا لا نعرف الكثير عن أبي سعيد هذا الذي تبوأ مركزا عاليا في صفوف أصحابه السمرة. بادىء ذي بدء لا علم لنا باسمه وبأسماء آبائه بل اكتفت المصادر المتوفرة لدينا بالإشارة إليه بـ”أبي” إلا أنه حظي بألقاب ونعوت مرموقة مثل: الشيخ، شيخ المشايخ، السديد، الربيص، سديد الدين، العالم، الفاضل، العامل، القدوة، الزاهد. ويلاحظ المتمعّن في هذه الحواشي تأكيد أبي سعيد في مواطن عديدة على تفسير غير عادي أنعم عليه الله به. من هذه المواطن: وهذا الكلام غريب لم يلم به شراح الكتاب الشريف” (ص. ١٠)؛ “وهذه الحاشيه غريبة في المعنيين اعنى الترجمه عربياً والشرح” (ص. ١٢)؛ “وهذا القول غريب لم يلم به من شارحي الكتاب الشريف لله الحمد على الانعام به” (ص. ١٣، “كلمة “أحد” ناقصة بعد “به” وهي موجودة في مخطوطات أخرى مثل: M. Baillet, Semitica 26 (1976), pp. 143 ff; Sam 8038 Jewish National and University Library, p. 15)؛ “هذه المسله مُشكله وما عرفت من حلها من شراح الكتاب الشريف على ما ينبغي وقد منَّ الله عز وجل عليّ بحلها وعلى الحقيقه...” (ص. ١٤)؛ ” ثم قراة اكتر طايفتنا هذه السوره (سفر الخروج ٤: ٢٤، ויבקש המיתו) عبرانياً قراةً مفسودةً موافقةً لهذه الترجمه فالحمد لله الذي منّ عليّ بالنهوض في الترجمه الصحيحه الفصيحه والقراة المحرّرة”(ص. ٢٢)؛“ولا لم (هكذا في المصدر) يذكر ذلك احد من الشراح...” (ص. ٢٦)؛ “وقد غلط شارحوا الكتاب الشريف من اليهود القرايين اذ جعلوا العوض عن الحمار كالعوض عن الثور...” (ص. ٢٨-٢٩)؛ “وهذا الكلام غريب لم يلم به شارحوا الكتاب الشريف لله الحمد” (ص. ٣٠)؛ “وهذه معاني دقيقه غريبه …” (ص. ٤٤). في عناوين المخطوط يشار إلى أسفار التوراة بالعدد الترتيبي، السفر الأول، الثاني الخ. في حين إن الأسماء العربية المسيحية: التكوين، الخروج، اللاويون، العدد، تثنية، مستعملة في المتن (أنظر ص. ٢، ٣، ٤، ٨، ١٠، ١١، ٢٥، ٢٦، ٣٣، ٣٤). والعبارة الرائجة في الإشارة إلى أسفار موسى الخمسة، التوراة، هي “الكتاب الشريف” ( أنظر ص. ٤، ٥، ٦، ٨، ١٣، ١٤، ١٥، ٢٠، ٢١، ٢٥، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٣٠، ٣٣، وترد حينا “الشريعه المقدسه” ص. ٥٢). يذكر أبو سعيد بعض الأسماء والملل في حواشيه مثل: ارسيطوطاليس؛ من علما اليهود؛ ابن اسد كبير شراح القرايين؛ الفيومي، سعادة الفيومي؛ أبو الحسن الصوري؛ شارحوا الكتاب الشريف من اليهود؛ ابو الفرج هرون قبحه الله؛ اليهود والقرايين؛ (اليهود) الربانيون؛ اصحابنا كثرهم الله؛ ستنا ساره، سعادة الفيومي عالم اليهود قابله الله، ارسطوطاليس؛ (ص. ٦، ١١، ١٢، ١٨، ٢١، ٢١، ٢٤، ٢٧، ٢٩، ٣١، ٤٠، ٤٢، ٤٨، ٤٩، ٥٠). لا يمكن القول إن لغة أبي سعيد العربية المتمثلة في هذه الحواشي أو في ترجمته المنقحة لتوراة السامريين بالعربية أو في مؤلفات أخرى له إنها سليمة صرفا ونحوا بالرغم من افتخاره بهذا. في مقدمة المخطوط Arabe 6 في المكتبة الوطنية في باريس والذي يحتوي على التوراة السامرية بالعربية نجد هذه الجملة “اقتضت المصلحة عندي ان اترجم هذه النسخه وما تقدمها وما قد اكتب بعدها ان شا الله تعالى بعبارة صحيحة فصيحة لتنقل منها نسخ تنسخ الباطل الدي عول عليه الفيومي...” (أنظر أطروحتي للدكتوراة، ج. ١، ص. ١٣٥). من الهنات اللغوية في كتاب الحواشي ما يلي: هاء بدلا من الألف المقصورة، ص. ١، ٤٦، ٤٧؛ تاء مربوطة بدلا من التاء المبسوطة (المفتوحة) كما قد ترجمة في هذا المكان، ص. ٢، ٢٥، ٤٨، ٥١؛ ترقيق الصاد الى سين، استلاحات، ص. ٤؛ ظاهرة أكلوني البراغيث، حارو علماوهم، ص. ٧، ٢٣، ٢٤؛ “الذي” ثابتة الصيغة مثل “اللي” العامية، ص. ٧، ٣٤؛ تفخيم الدال الى ضاد، والانغماض طول صحبتها الجسد الترابي، ص. ١٠؛ حالة إعرابية غير سليمة: لوحين الجوهر، ص. ٣٤، ما لم يصل أحداً من الناس أجمعين إليه، ص. ٣٤، لم تكل عينيه، ص. ٣٤؛ قلب الذال زايا كما هي الحال عادة في العامية: وما اعرف له عُزراً ولا ما يستند اليه، ص. ٥٠، المحزوف، ص. ٥٢. وبخصوص المستوى الدلالي والمعجمي يمكن الإشارة إلى ما يلي: مفهومات، ص. ٢، ١١؛ الدولة الثانيه، ص. ١٠؛ النفس الاماره بالسو، مطعوم، منكوح، ملبوس، زخاريف، ص. ١٣؛ فتكون الجمله سنتين تعجز (أي: تنقص) شهرين وثلثين، ص. ١٥؛ وعلمنا من ها هنا ان التوبة الخالصة مسقطة للعقاب، ص. ١٧؛ قايمة على ميلة، العشر كلمات، ص. ٢٠، ٢٨؛ يغني وضوحها عن تعديدها، ص. ٢٤؛ المطر البكير اللقّيس، بُرْنية، الله اكبر، ص. ٢٦؛ ابله الصبيان، ٢٧؛ الصعايد والسلايم، الملبن في مصر هو الحلقوم في الشام، ٢٩؛ ماء الحصرم، السرادق لا الصحن، ٣٠؛ القسامة أي القسم، التوبة الخالصة، ٣٢؛ للتمييز بين المقدس وبين المبدل، ٣٥؛ والملتوتة بالزيت، ٣٦؛ الجبل المختار الشريف، كنيسة نابلس الشريفة، وترب الايمة الاطهار، ٣٧؛ أشخاص بمعنى أنواع، الحرامة بمعنى تحريم، الاجنحة والفلوس، ٣٨، ٤١، ٤٢؛ ماء ندة، مساقفته، تحجيز، الحايض والذايبه، ٣٩؛ النبايل، ص. ٤٠؛ بين الغرويبن، يوم حج الفطير، يوم الاستغفار، حج التظليل، واليوم الثامن من عقيبه المدعو بالحبسه وهى معناها الانعكاف للعباده فـى القدس، ٤٣؛ سيعور الخطية، ٤٤؛ قرميته قويه فى الارض، ٤٥؛ قبور الشهوه، ٤٧؛ عسقلان تفاحة الشام، ٤٩؛ اللطائف سماويه والكتائف ارضيه، ٥٠. وأخيرا نورد مثالين لهذه الحواشي: ١) الحاشية الثانية في السفر الأول: “من اسما السمأ الرقيع وهي لفظةً نقلت من اللغه / العبرانيه الى العربيه بحروفها الاربعه. ومن اسمايه الفلك / فمن ترجم רקיע (في الأصل بالحرف السامري) ياخذ هذه الثلاثة كان مصيباً وقد / تُرجم بالجمد والبساط والجلد وترجم عرشاً وهو قريب / ص. ١-٢). ٢) الحاشية الثانية في السفر الثاني: “قصده ملاك الله وطلب اهاجته اعلم ايدك الله / ان سعادة الفيومى عالم اليهود قابله الله اخطا فى ترجمة/ هذه السوره غاية الخطا لانه نسب الرسول عـ م الى / ارتكاب معصيةٍ كبيرةٍ اذ القتل لا يكون الا على كبار / المعاصى التى اصاغر الانبيا معصومون منها لا سيما اكابرهم / وانى لاعجب من المتقدمون من امتنا رحمهم الله كيف / رضوا بترجمته والجهال منهم يظنون انها ترجمة ابى الحسن / الصوري رحمه الله وحاشاه من ذلك ثم قراة اكتر / طايفتنا هذه السورة عبرانياً قراةً مفسودةً موافقةً / لهذه الترجمه فالحمد لله الذي منّ عليّ بالنهوض في الترجمه / الصحيحه الفصيحه والقراة المحرّرة../.
ختاما نردد قول الحاخامين اليهود: “יגעתָ ולא מצאתָ אל תאמין’ - تعبتَ ولم تعثر على شيء فلاتصدّق. هذه المخطوطات السامرية الست عشرة التي أميط عنها اللثام في مقالتنا هذه نتيجة تظافر الجهود كما بيّنّا أعلاه، تضاف إلى قرابة الـ ٢٥٠٠ مخطوط سامري في شتّى مكتبات العالم. في تقديرنا ليس من المحتمل البعيد أن تكون هناك مخطوطات سامرية قابعة في صناديق أو على رفوف كساها الغبار في مكتبات عامة أو خاصة دينية في رحاب القدس القديمة. في القدس الغربية توجد مخطوطات سامرية في مكانين رئيسيين: المكتبة اليهودية الوطنية والجامعية وفي معهد فليمات المخطوطات العبرية - IMHM-The Institute of Microfilmed Hebrew Manuscripts من ناحية وفي مكتبة يد بن تصڤي من الجهة الثانية. وكان كاتب هذه السطور في بداية ثمانينيات القرن الماضي قد أعدّ وصفا مقتضبا بخط اليد لقرابة تسعين مخطوطا في هذه المكتبة، كان رئيس دولة إسرائيل الثاني، إسحاق بن تصڤي، قد ابتاع معظمها من أصدقائه السامريين كما فعل أوروبيون آخرون قبله مثل فيركوڤتش ودالمان المذكورين أعلاه.
New Samaritan Manuscripts in East Jerusalem
Samaritan Manuscripts exist in approximately seventy public libraries the world-wide. Their number can be estimated at over 2500; the lion’s share is housed in the National Library of Russia in Saint Petersburg; 1350 in number. Almost all of them are fragmentary and are classified into fourteen categories in accordance with the subject matter discussed in them.
Recently, towards the end of the year 2008, my colleague, Dr. Moin Halloun, lecturer at the University of Bethlehem, was kind enough to draw my attention to the existence of three Samaritan manuscripts in East Jerusalem. Halloun sent me a copy of these manuscripts early in 2009.
During my last research trip to the Holy Land, Mount Gerizim and Jerusalem (22 March-5 April 2009) I had the opportunity to closely examine these three manuscripts housed at the library of the German Protestant Institute of Archaeology, Auguste-Victoria-Compound (P. O. Box 18 463, Jerusalem 91184, Israel/Palestine; http://www.deiahl.de). These three manuscripts were granted by the family of Dalman in Germany to the this library towards the end of 2007.
This Institute was established by the Evangelical German Church in 19 June 1900 and its first director was the Biblical scholar, Gustaf Hermann Dalman, (1855-1941) who came to Jerusalem in 12 November 1902. Dalman, who apparently had good relations with the Samaritan High Priest, >Imrån Is˙åq, (1889-1980), succeeded in getting/purchasing at least 16 Samaritan manuscripts from the above mentioned priest. This transfer of manuscripts from Nablus to Jerusalem took place during the first three decades of the twentieth century.
During my trip only three Samaritan manuscripts were available at Dalman’s Jerusalemite Library. Thanks to joint efforts the other 13 manuscripts which were at the library in the middle of the 1990’s had probably disappeared some years ago as a result of re-organisation of the library. I believed, like others, that they were moved to Dalman’s Institute in Greifswald University in Germany. Yet a round of e-mails correspondence led to the rediscovery of the manuscripts at the end of April 2009; they were found by Mrs. Baraba Herfurth, the librarian, in some boxes with other old books. They are now in Jerusalem and carry the designations: F 150. Sa 0080000– F 150. Sa 0180200.
The three manuscripts are kept in the archive of the library:
1) Kitåb al-Ma>åd (the book of the hereafter, the afterworld) by Is˙åq Ab¥ Ibråh•m b. Fara≠ (Mar˙•v) b. Mår¥®, well known by the kunya, Ab¥ al-Óasan al Í¥r•, Av Isda (end of the 11th-beginning of the 12th centuries).
2) Kitåb al-Tawba by Ab¥ al-Óasan al Í¥r• in two languages, Neo Samaritan Hebrew and Arabic translation. In fact this manuscript is not about repentance at all, it is actually a collection of prayers and supplications recited in the the six working days. No information is given concerning the names of the scribe or the translator
3) Kitab al-Hawashi by Abu Sa‘id b. Abu al-Óusain b. Abu Sa‘id (13th century, Egypt, the reviser of the Old Arabic Translation of The Samaritan Torah). These marginal notes known in the scholarly world by the term “scholia” are 63 in number and shed plenty of light on Ab¥ Sa‘id’s revision.
In this article a detailed description and analysis of these three unknown manuscripts are presented. The description of the remaining 13 (perhaps more?) have to wait for our future trip to Jerusalem. These 16 Samaritan manuscripts, consisting of approximately over 4000 pages, are by so far the only discovered ones in East Jerusalem. It is not impossible that we can hear in the future about discovering additional Samaritan manuscripts in the Holy Land, not so far away from the Centre of the Samaritans, Mount Gerizim, Nablus.
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله
-
“جرزيم ” وسلامة العربية
-
فدية الابن البكر في اليهودية
-
بن يهودا وإحياء اللغة العبرية الحديثة
-
إليعزر بن يهودا، أبو اللغة العبرية الحديثة
-
-أنا من اليهود- وعربيته
-
خلّيه في القلب يجرح ولا يطلع لبرّا ويفضح
-
حول ترجمة شعر عبري حديث إلى العربية
-
العربية في الغرب
-
عيّنة من الأمثال في اللغة الفنلندية
-
حول تأثير العربية على عبرية “سيفر هعولام” تأليف ابن عزرا
-
أنت إسرائيلي؟
-
كنيسة الجسمانية
-
ومضات حول التفكير العلمي
-
حول بعض القيم الأخلاقية
-
النقد الموضوعي ضروري جدا
-
تناخ رام” للعوامّ بالعبرية الحديثة للمدارس اليهودية
-
أبو حنا وأبو اسكندر و”ظل الغيمة” في معرض الكتاب بهلسنكي
-
فقط قُرنة
-
الحوار العربي الإسكندنافي
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|