- الثامن من اذار -

فادي البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 09:18
المحور: الادب والفن
    

عام يجر عام
والطفل يكبر وينمو
على أرصفة الشوارع ينام
يحلم أن يكون عصفور
حين ينظر للغيوم
والليل الطويل
يذهب بالطفل..إلى
بستان الوطن الذي منه تهجر

2
يبكي والدمع يغسل
الشوارع وأضواء السيارات
يضحك على حزنه
وكم في القلب من جروح
ينزف وينزف
دماء حين يرى الأطفال
يركضون نحو مدارسهم
والآباء والأمهات منتظرين
خروج أبنائهم من بوابة الحياة

3
كم حلمت أن أكون طفل
يضع رأسه تحت وسادة
وينهض في الصباح
ليكسب قبلة ..ماما
نعم اشتقت لصورة الشمس
الدافئة الحنونة على الضلوع

4
عشرون ألف مرة أفكر
وعشرون مليون مرة
أقول أنا أحب
نعم أحب الأشجار والطيور والأنهار
والسماء والغيوم والنجوم
والأمطار والزمهرير والريح
والرعد والبركان..
وقفت ويدي تمسح
الدمع الذي يسكن خدي

5
وقلت أنا أحب..
لكن من يحبني..؟
الزمان الأقدار
خانتني واستباحت مضجعي
فكنت العصفور المغترب
رحلت مسافات ومسافات
أرهقني التعب والنعاس

6
والأفكار تستجدي الرحيل
من عقلي ومن أحزاني
امشي واضحك على ماساتي
والناس تظن ضحكي
فرحا وابتهاجا فحياتي سعيدة

7
الثامن من آذار
تاريخ ميلادي وتاريخ تكويني
ولدت وتولدت معي حماقاتي
اركض نحو مجهول الوجود
لأكون هناك ما بينهم موجود

8
من هم..؟
إنهم اؤلائك الذين نعتوني
باني لن أكون
نعم أنا لن أكون كما هم كانوا
ولعلي شطحت بأيامي بعيدا
انا من سحقتني الرياح
انا من استسلمت لنعشي الصغير
وكنت الذليل في حضرة العمر
كما النساء في عصرنا
وسطوة الرجال عليهم

9
الثامن من آذار
يا نساء الأرض
عيد ميلادكم وميلادي
انه يوم الحزن والتعاسة
يوم الاستبداد والهجر
دعونا لا نضحك على أنفسنا
يا سيداتي..فهذا اليوم
ليس يوم تحريرنا من الاستعباد
انه ليس سوى 24 ساعة
نستيقظ فيها ثم ننام
وننغمس مع الأحلام

10
يا سيدات الأرض يا أرواحي
من ينجد أجنحة الفراشات
من يسعفنا من غمرة الجروح
إننا نغرق نضيع
في مكان ليس لنا فيه عنوان
تاريخ الأرض كله ينهار قلقا علينا




11
وما عسانا نقول لذات الروح
سوى إننا سنبقى هنا
شئنا أم أبينا
سنبقى فوق الرفوف
يعشش علينا العنكبوت
بخيوطه الحريرية

12
ها أنا الآن امضي
بأعوامي العشرين
استجدي خلاصي بكأس الخلود
كما كان جلجامش

13
وتعالوا معي يا نساء الأرض اجمع
لنسطو على زواريب حضاراتنا
فنحن اليوم هنا وغدا هناك
ولن تكون مقولتنا للأيام المقبلة
أنا أريد وأنت تريد
ودع الأقدر تفعل ما تريد
فما الحياة إلى لحظات
نعيشها ثم أساطيرنا نعيد


الثامن من آذار
" فادي البابلي "

#فادي_البابلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات