أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تراخى الحزنُ فوقَ خدودِ البنينِ














المزيد.....

تراخى الحزنُ فوقَ خدودِ البنينِ


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


تراخى الحزنُ فوقَ خدودِ البنينِ


إهداء: إلى روح الزَّميل ألياس صليبا


.... .... ......
تراخى الحزنُ فوق مآقي الكرومِ
فوق دموعِ الأسى
فوقَ خدودِ البنينِ

ديريك صديقة بوحي وروحي
نغوصُ في شفيرِ التِّيهِ
في غربةِ الرُّوحِ
في خضمِّ الأنينِ

نعبرُ متاهاتِ الحزنِ
ضجرٌ لا يفارقُ خيوطَ الشَّفقِ
ماتَتْ أغصانُ الرُّوحِ
عندَ ظلالِ القلبِ
بين بتلاتِ الأقاحي!

اختفَتِ البسمةُ من شفاهِ الرُّوضِ
قلوبٌ تلظَّتْ من جهامةِ الرَّدى
سحنةُ السَّماءِ تلبّدَتْ
حولَ هلالاتِ الصَّباحِ!

خرَّتْ نجمةٌ فوقَ هديلِ اللَّيلِ
فوقَ يراعِ الحلمِ
تنمو أحزانُنا كأمواجِ البحرِ
كأمطارِ الخريفِ
كزغبِ الفراخِ
كأجنحةِ القطا في أوجِ الحصادِ!

نعبرُ شفيرَ الغربةِ
غير مبالين بأزقَّةِ الطَُفولةِ
ولا بأسوارِ المدارسِ
ذكرياتٌ على مدى بوحِ الرُّوحِ
لا تفارقُ نسيمَ الصَّباحِ
مَن يستطيعُ أن يبلسمَ
أغوارَ الجراحِ؟!

حلمٌ مبلَّلٌ بالمتاهاتِ
يحاصرنا بدموعٍ ملتاعةٍ
من كلِّ الجهاتِ
حلمٌ من نكهةِ النَّدى
يتناثرُ فوقَ ثنايا الذكرياتِ

كم من العطاءِ حتّى فاحَ عبقُ الأزاهيرِ
على صدرِ المساءِ
كم من الشَّقاءِ حتّى هاجَتِ الرِّيحُ
من فيضِ البكاءِ!

قلبي مشلوحٌ في قفارِ الغربةِ
غربتي غربتان معرَّشتانِ
في نضوحِ دمعتي
حرفي يناجي أنينَ الرُّوحِ
يغلي من علقمِ الأسى
يذهلني قلبي
كيفَ لا يتعبُ من التَّعبِ؟!

كيف يتحمَّلُ جراحاً غائرة
قلبٌ يزدادُ اشتعالاً
ينوحُ مرارةً
من انحسارِ منارةِ الأدبِ!

نتوهُ في دنيا المسافاتِ
تاركين خلفنا ذكرى
مشبَّعةٍ بأريجِ الحنينِ
متناغمة مع حفاوةِ البوحِ
كأنها نداءُ قصيدةٍ موشّحةٍ
بتجلِّياتِ غربةِ الرُّوحِ

أحنُّ إلى مذاقِ اللَّوزِ والتِّينِ
إلى عنبِ (البحدو)*
إلى أصدقاءٍ من لونِ غضارِ السنينِ

آهٍ .. يا قلبي المزنَّر بأنهارِ الحنينِ
يرحلُ الإنسانُ خلسةً
عابراً سديمَ اللَّيلِ
تاركاً خلفه
اخضرارَ الكرومِ
براعمُ الطُّفولةِ تنضحُ
من أحضانِ أمٍّ رؤومِ!

ترتسمُ أمامي باحاتُ المدارسِ
تتناهى إلى مسامعي
نحيبُ الطلابِ والطالباتِ
دموعُ الزُّملاءِ والزَّميلاتِ
تنضحُ على إيقاعِ الرَّحيلِ

رحلَ الزَّميل ألياس صليبا
عابراً غبشَ اللَّيلِ
توارى بينَ أسرارِ الغمامِ
غمائمُ الرُّوحِ أعمق من أبجدياتِ الرَّحيلِ
أعمق من جموحاتِ الخيالِ
خيالنا غارقٌ في صخبِ المتاهاتِ
على اِمتدادِ المدى
في غديرِ الآهاتِ!

قلبي يناجي أشجانَ البحارِ
فجأةً سطعَتْ زميلةٌ في مروجِ الذَّاكرة
نهضَتْ مثلَ غيمةٍ وارفة
شامخة فوقَ مرامي القلبِ
بدَّدَتْ صقيعَ غربتي
بلسمَتْ أحزانَ الصَّباحِ
تمايلَتْ فوقَ روحي شوقاً
إلى ضياءِ السَّماءِ
نثرَتْ ورودها فوقَ أغصانِ الحنينِ
وُرودٌ مخضّبةٌ بإيقاعِ القصيدِ

تماهَتْ دمعتان فوقَ ندى الخميلِ

من هنا أسمعُ أوجاعَ الأزقّة
أسمعُ أنينَ الجراحِ
أرى دمعةُ أسىً
دمعةُ حرفٍ
دمعةُ طفلٍ
دمعةُ قبّةٍ شامخة في وداعةِ المساءِ
أرى زميلَ عراكِ العمرِ
يسيرُ نحو الأعالي
يحلُّ ضيفاً على زرقةِ السَّماءِ!

أرى حمائمَ بيتنا العتيقِ
تحلِّقُ فوقَ هديرِ الآهاتِ
مَنْ يستطيعُ أن يخفِّفَ
من لظى دموعِ الأمَّهاتِ؟!

وجعٌ في سماءِ الرُّوحِ ينمو
وجعٌ في ظلالِ الرُّوحِ يغفو
وجعٌ فوقَ أغصانِ القصيدةِ يعلو
وجعٌ من شفيرِ المآسي
وجعٌ من وهجِ الحنينِ
من فقدانِ الأماسي!

كيف سأعيدُ عذوبةَ القهقهاتِ
أين أنتَ يا كابي سارة
يا صديقَ الكرومِ والفنونِ
تعال يا صديقي وأطلق عنان ضحكتكَ
لعلَّكَ تخفِّف قليلاً أو كثيراً من هذا الأسى
من غدرِ الزَّمانِ
من تفاقمِ المراراتِ
ضحكةٌ صاخبة من تلكَ الضحكاتِ
كافية أن تمحقَ أحزانَ السنينِ
وتزيلَ عوالقَ الآهاتِ!

وأنتَ يا نعيم إيليا
يا صديقَ الشِّعرِ والكرِّ والفرِّ
يا بطلَ الشطرنجِ وبهجةَ السَّردِ
يا سفيرَ الغربةِ
كيفَ تركتني في أزقَّةِ الغربةِ
أصارعُ البحرَ وحدي
كيف تنامُ بعيداً عن جرّاركم الكبير
هل يتراءى لكَ غافياً حول سلالِ التينِ
بين سهولِ القمحِ
ألا تشتاقُ إلى أيامِ الحصادِ
إلى نقاوةِ القهقهات في حوشنا العتيقِ
كم ضحكنا على طرافاتِ الوالدِ
مهدِّداً إيانا لو اقتربنا من غنمته
سيرفع علينا فردةَ الرّحَّانِ*
ضحكنا مراراً من الأعماق
كم كان شغوفاً في صفصفةِ (ريسيّاته)*
كأنَّه مستغرقٌ في درسٍ
من دروسِ الوفاءِ
كم عبرَ براري القمحِ
كم من الوفاءِ
حتّى ارتسَمَتْ فوقَ شفاهِنا بسمةُ الشَّفقِ!

آلو كابي
أهلاً صبري
زميلنا ألياس صليبا
مدرِّس الرياضيات في ذمَّةِ الخلودِ!
لاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ!
لم يكُن مدرّساً للرياضيات يا صديقي
كان مدرّساً للتاريخِ!
للتاريخِ؟!
كيف تحمَّلَ تاريخاً مجصَّصاً بالاسفلتِ
كيف تحمّلَ دكنةَ الاسودادِ
اسودادٌ مبقَّعٌ بالهزائمِ

نعبرُ مرافئَ الغربةِ
نناغي حفاوةَ اللَّونِ
حبري نداوةُ غيمةٍ
ممهورةٍ بأريجِ القصيدِ
تسمو الأحبَّةُ عالياً نحوَ الفراديسِ
فتنسابُ دموعنا بملوحةٍ باذخة
حالما تناجينا أوجاعُ النَّواقيسِ!



ستوكهولم: 5 . 3 . 2010
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولةٌ مغموسةٌ بتلاوينِ الحياة
- تحنُّ ينابيعُكِ إلى ارتعاشاتِ سوسني 6
- يرقصُ قلبي مع طقوسِ الغجرِ 5
- أرسُمُكِ ضوءاً على إيقاعِ المزاميرِ 4
- وردةٌ يانعة مثلَ نضارةِ الثَّلجِ 3
- يا شهقةَ اللَّيلِ الطَّويلِ! 2
- هطلَّ الدُّفءُ علينا مثلَ غيماتِ المساء 1
- تاهَتِ الحكمةُ عن دربِ المنارة 42
- بينَ مساماتِ الغمام! 41
- إليكِ أيتها المتعرِّشة في بوحِ القصائد
- فوقَ رذاذاتِ الماءِ الزُّلال! 40
- بزوغُ زنبقة في ثغرِ تلّة 39
- رحلةٌ مسربلة بالآهات 38
- شوقُ الطَّبيعة إلى سفوحِ الوئامِ 37
- جراحُ الرُّوحِ من أعتى الجراحاتِ 36
- أبهى من حفيفِ الفراشاتِ 35
- تأتي الطُّفولةُ مثلَ بياضِ الثَّلجِ 34
- أنتظرُ رعشةَ الخلاصِ من خشخشاتِ اليباسِ! 33
- مطرٌ من لونِ المسرَّة 32
- حوار مع الأديب والفنَّان صبري يوسف


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تراخى الحزنُ فوقَ خدودِ البنينِ