أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - حيرة لغة الضاد














المزيد.....

حيرة لغة الضاد


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 16:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الضاد صوت مهم جدا من اصوات ابجدية اللغة العربية و مصدر فخرها و عزتها فهي هويتها التي تميزها عن اللغات الاخرى وتقدم نفسها: انا لغة الضاد. و تحتل الضاد الموقع الخامس عشر في الابجدية العربية و قيمتها العددية 800 و هي ايضا من الحروف المجهورة و تعود الى المجموعة التي تسمى بالحروف الشجرية بسبب موقعها في فتحة الفم كتضخيم للدال . والحقيقة نحن لا نعرف بالضبط لماذا اختارت العرب هذا الحرف دون الحروف الاخرى او لماذا تريد العربية اصلا اختيار حرف من حروف ابجديتها كأسم لها لان هذا شيء غريب حقا لا نجد مثيلا له في اللغات الاخرى و لربما يكمن السبب في صوتها الفريد من نوعه الذي ليس له وجود في لغات غير السامية و لهذا السبب تعود الضاد الى صنف الحروف التي تسمى بالحروف المستعلية و هناك احتمال بان هذا الحرف يرجع ذكريات الماضي البعيد و يوقظ الحنين الى الحياة البدائية الصحراوية في شبه الجزيرة العربية و ربما لان في هذا الصوت صفات الرجولة الخشنة تناسب الحياة الصحراوية القاسية التي كانت سائدة هناك بسبب ضخامته و صعوبة نطقه من قبل عرب اليوم وغير العرب الذين غالبا ما يحولونه الى الدال او الى الزاء (الزاي) . يجد معلمو اللغة العربية بصورة خاصة صعوبة في تدريسها للاطفال الصغار والاجانب بسبب الحيرة في ايجاد موقعها في الفم.

و لسوء الحظ تزداد صعوبة التقرب الى الضاد لوجود صوت آخر قريب منها من حيث اللفظ و الشكل الا و هو صوت الظاء. تحتل الظاء الموقع السابع عشر من حيث التسلسل في الابجدية العربية و هي ايضا من الحروف المجهورة و قيمتها العددية 900 . و لكن اذا كانت الضاد تضخيم للدال فمن هو الصوت الذي يقابل الظاء؟ كانت الظاء في العربية القديمة وفي بعض البلدان العربية تضخيم للزاء ولكن اليوم هي تضخيم للذال على الاكثر وعند الكتابة نحتار ايضا فهل نكتب اخت الصاد ام اخت الطاء اي الضاد المبطوحة او الظاء المُشالة؟ والاجابة على هذا الاسئلة ليست سهلة كما نرى و الدليل على ذلك ان العرب تختلف في تحديد صوته وعادة لا نجد اي فرق بين الصوتين في كثير من لهجات البلدان العربية المحكية ففي العراق و الاردن و .. يندمج الصوتان الى صوت واحد و يتغلب الظاء على الضاد او بالاحرى يختفي الضاد من الكلام و يصبح مقتصرا فقط على الكتابة و يتحول عند الاجانب الى الزاء فمثلا (ظروف او ضرب) تتحول الى (زروف و زرب) . وقد بدأ هذا الالتباس منذ فترة طويلة و يشكل ايضا عرقلة دائمية في طريق تدريس اللغة العربية و لكن هناك بوادر لحسم هذه المعركة لصالح الظاء في المستقبل فعلى العربية عندئذ تغييرهويتها من لغة الضاد الى لغة الظاء . هل العربية يا ترى مستعدة للتخلي عن هذا الاسم الغالي بهذه السهولة و اذا لم تكن مستعدة فما هو الحل؟

هناك اربعة اصوات تضخيم في العربية الفصحى لاتناسب نعومة حنجرة العصر الحديث:
الضاد تضخيم للدال (ضرب – درب)
الظاء تضخيم للذال (ظل – ذل)
الصاد تضخيم للسين (صين – سين)
الطاء تضخيم للتاء (طين – تين)
نستطيع ايضا ان نسير على هذا المنوال و نقارن:
الكاف مع القاف (كلب – قلب)
والهمزة مع العين (ارض – عرض)
والحاء مع الهاء (حمزة – همزة)

تميل العرب الى تضخيم اصوات الكلمات المستعارة (ايطاليا – صين - قرطاس- طازج – طاس – صفر- صلاة - سراط) لاجل تلبيسها بلباس عربي ضخم نستطيع بواسطتها التعرف على الكلمات الدخيلة على العربية فمثلا (طازج) و (طاس) كلمات فارسية و (قرطاس) يونانية و (صفر) هندية و (صلاة) من الارامية كانت تعني في اصلها الانحناء كما ينحني المسلم في الصلاة و سراط من اللاتينية. بصورة عامة تتبين لنا بان العرب تحب الاصوات السنية والتي تسبب احتكاك كالذال و الدال و الضاد و الظاء و السين و الثاء و تبدل الطاء النبطية بالظاء او الشين العبرية بالسين. هذا التنقل في الاصوات تساعدنا على كشف اللكمات الدخيلة في العربية التي طالما نعتت بعربية صرفة .تلوثت العربية بحكم تأريخها و كونهالغة ثاني اكبر دين في العالم بتيارات و موجات مختلفة من لغات اخواتها السامية و لغات تعود الى الهندو اوربية نتجت عنها لغة من اغنى لغات الشرق.



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنزيل في القرآن
- العربية واخواتها - 2 -
- العربية واخواتها
- اسباب بروز Shakespeare و القرآن – 2 -
- اسباب بروز Shakespeare و القرآن
- الانتخابات في سوق... - 5 -
- ألف همزة و همزة
- غلطة الاب الشرقي الفظيعة
- السب و الشتم افضل من السكوت – 3 –
- التنظيمات Systems and Organizations
- السب و الشتم افضل من السكوت - 2 -
- السب و الشتم افضل من السكوت
- هل المستقبل مصيره الموت؟ - 2 -
- انتخابات في سوق... – 4 –
- الانتخابات في سوق ...... - 3 -
- الطب و حسابات السيولة النقدية Cashflow
- نحن و السلع المشؤومة
- انتخابات سوق... - 2 -
- الانتخابات في سوق ......
- الحيادية و اللعب على الحبال


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - حيرة لغة الضاد