أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - انها حدثت حقا














المزيد.....

انها حدثت حقا


محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 13:06
المحور: الادب والفن
    



طرق ألأبواب جميعها فأوصدت في وجهه , يعزف حالما أغنيته القديمة , وأمنية إن يجد يوما طريقا للوصل إلى بر الأمان , الى حيث يحلم كالذين سبقوه ,وما وجده من قرار صائب فيستمع أحدا لشكواه , وما ينشده , وان ينال مبتغاه ما بقي له من العمر ,على أوتار قيثارة أتعبها الزمن المتردي لأمراء السوء والقافية وما يسمون أنفسهم دعاة الفضيلة , تصدعت أجزائها فوضعت أخيرا في مزاد علني لم يقدم أحد على شرائها خوفا إن يتهم بخرق القواعد وألانظمة , صوته قد مليء الأزقة والشوارع ضجيجا , ولكن دون جدوى , فلم يستمع اليه احد حتى من اصدقائه القدامى ,ولم يأبه لوجوده منهم أحد ,وعلى أرصفة الشحاذين والناطقين بحقوق ألأمم يتناول ما بقي من مومس ظلت طريقها ,أو ما بقي من كأس لشحاذ ثمل أطربته بعض قصائد الهزل أوقفته سحابة عابرة تحمل في طياتها صور لمعارك المغول والتتار.
وعلى قارعة الطريق هناك أجساد هزلت تحتمي ببؤس مضيفها , لكنها , رغم الأسى لم ترتدي ثياب غير كانت ترتديها ,إلا من أصابه الوهن, ولن تساوم على نسمة أو ظل من ظلال النخيل, فبقت متعطرة بعطر الفرات وأرضه والبساتين . وظل هو, كما هو جميلا ومشرقا كما عرفته , لم يرقص للآهات والصخب والبكاء والعويل في أزقة ذلك الحي الذي أصبح ملاذ يلوذ به المتسكعون بحماقاتهم وأحلامهم البائسة ,يقتلون الوقت بالتفاهة والأقاويل ,يستجدون القادمين والغرباء بفتات الأطعمة .
لقد سقطت كل حساباته في لحظة صمت ,وذهبت مع الرياح إلى حيث تشتهي وهو يشاهد الحطام من حوله ,وما بقي منه , وما تشمئز النفس له , وما أهمل وسط الضجيج المفتعل كإنه رمي عن قصد في سلة للمهملات ,ومن لاذ بالفرار, ومن بقي يتسكع في المقاهي والبارات , لم يكن لديه وقت يضيعه فهناك من ينتظر,لقد عرف كل شيء ,وما يدعوا للرثاء , لكنها خطوة ربما لم تكن صائبة , وربما لم يحين الوقت لبلوغ ما يتنماه ,او إنها خطوة وضعت في غير مكانها أعقبتها خطوة وخطوة أخرى , ولم يفلح , لكنه بقي ينتظر .في غرفة مهملة يتقاسمها مع بعض الأشخاص الذين توافدوا بأعداد هائلة ينشدون حياة أخرى , يشاركونه أحلامه وأمنيات لا تحصى , وحياة لا تخلوا من القسوة في جميع فصولها , ينتظرون الأمل وطريق أخر للهرب في سرية تامة وصمت لا يبوح به احد منهم بتفاصيله للآخر ,خوفا إن يفتضح الامر , أويحدث ما لم يكن في حساباتهم الاخرى , أو يقعوا ضحية نصب واحتيال وقع الكثير فيها ,فيفقدون ما يملكون وما ادخروه لانجاز مهمتهم وحلمهم الذي ينشدونه ,يتحفظون الاختلاط بمن يعرفونهم عن بعد, ومن لا يعرفونه أحيانا, يحيط الغموض حياتهم وما حولهم وقد اكتسبوا تلك الصفات عند مجيئهم ,يتشاجرون فيما بينهم أحيانا, واحيانا يتخاصمون عندما يختلفوا بالرأي , هم كما هم , وكما عرفتهم ,يحملون حماقاتهم أينما ذهبوا , وصراعات أخرى تافهة وبغيضة لا تطاق افرزتها أحاسيسهم وشعورهم بالإحباط والفشل .لم يجد صاحبي ابدآ ما يرضي فضوله, وما يدعوه للبقاء, كلهم سواء حتى هو .ولكي يقتل الفراغ الهائل الذي يحيط حوله فقد عمل في مجالات شتى وأذلها بجهد لا يحتمل ولا يطاق, حيث لا توجد فرص للعمل , فهو يعمل أحيانا عتالا وأحيانا بائعا للخبز وعلى أرصفة الشوارع يبيع الألبسة والعطور, وأحيانا في مطعم يغسل الصحون وشوائي على منضدة في ليالي الشتاء الباردة والمطر ,كما هو شأن الآخرين والكثيرين من أمثاله ,مما جعله يشعر بالسأم والضجر, وأنه يحتضر . استيقظ يوما وكأن شيئا اقض مضجعه من سبات عميق ,يدعوه للسفر, وهو يحزم حقيبته وأشياءه الأخرى يودع من يحيطون حوله والاخرين من يصادفهم في طريقه, متجها الى دياره في طريق يملئه اليأس وإحساس بالخسارة مما قد ضاع منه ,وقلبه يخفق بشدة من الفرح حين اجتاز البوابة الأولى من الحدود, كأن قلبه يريد إن يخرج من صدره, بصحبة آخرين ممن اصطدموا بالجدار نفسه , فتذكر عندها قول السفاح ضاحكا – لولا فرحة الإياب لعذبت أعدائي بالسفر – ووقف حيث يقف الركاب جميعا في طابور عند نقطة التفتيش الرئيسية مع حقائبهم وهي المحطة الأخيرة للانطلاق والسماح لهم بالدخول إلى ارض الوطن , إلى حيث ينتمي , بعد يتم تفتيشهم وحقائبهم مع بعض الإجراءات الأخرى , حيث حدث له ما لم يكن يتوقعه أن يحدث لأحد ابدا عندما فتح المفتش حقيبته وهو غالبا ما يكون من العناصر الأمنية مندهشا غاضبا , صعق هو لها أيضا,كانت بعض المنشورات والصحف والمجلات التي لم يسمح بدخولها وتداولها قد وضعت فوق الملابس التي اشتراها لاطفاله قبل عودته لأحد الأحزاب التي يطلق عليها أسماء( معادية) أو(محظورة ) للنشاط السياسي للدولة تنشط في بعض دول الجوار حيث تحتمي بها وتمارس نشاطها من بعيد
ما هذا
لا اعرف
كيف لا تعرف ..ابن إل.....
صدقني
كيف تريد إن أصدقك , وانهال عليه بالضرب والشتائم وقد تجمع عدد كبير منهم يضربونه بقسوة و ما يملكون من قوة وأقتادوه , إلى حيث لا يعلم احد , فقد كان على موعد مع الموت .كان لا يعرف أبدا إن احد ما قد عبث بحقيبته, وانه وقع ضحية لعمل قذر ودنيء لا يخلو من الخسة والانحطاط , ولا يخلو من المخاطرة قام بفعله احد المتسكعين على طاولات المقاهي والبارات بدون إذن منه . الذين يدعون انهم دائما مع الثورة والحق ,أولئك كانوا يتصيدون في المياه العكرة , هم سبب كل ما لحق بنا من تشرد اضطهاد , وما حل بنا من سوء وجوع وضياع ,الذين اختاروا الهروب من المواجهة, فتفرقوا في أنحاء عدة من العالم ينعمون بحياة رائعة وهدوء بعد إن استضافوها واستظلوا بظلالها , وتركونا نحترق في لهيب النار والمحرقة , وقد كنت يوما جزء مما توارثه الأبناء ,فانفصلت , وكان يجب أن أنفصل. لكنني احمل الثورة في نفسي ولن ادعي بها فهي في دمي تسري , فأنا اعلم كما يعلم غيري ,انني ليس مطرقة يطرق بها ,أو ببغاء يردد ما يقال له ,فقد ولدت لأكون وأعيش حرا .



#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة مجنون على شاطىء الفرات
- دعوة للشحاذين
- خطوات ضائعة
- اعتراف رجل بساق واحدة
- الخطيئة ترصدها النظرات
- ذي قار..ي
- انظروا..
- في قفص الاتهام
- (متهم) .. قصيدة
- أنا أقول نعم
- قصيدة .....إنتظار
- قصيدة .


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - انها حدثت حقا