أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامح عوده - كل آذار وأَنّتُنَ بألف خير














المزيد.....

كل آذار وأَنّتُنَ بألف خير


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 13:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



سأكتب بعضاً من شجوني على أعتاب آذار الحالم بمائه، ومطره، وزهوره، وعن الغبطة التي يهدينا إياها كلما هل، ما يكادُ أن يبدأ حتى ينتهي وفي كل يوم تهبنا السماء عطاياها وهي تغرس الذاكرة بمرج جميل من الزهور، زهور نبتت بعد أيام من البرد والمطر، لهذا نعشق آذار حد الجنون .
ربما هذه بعض من تفاصيل آذار ولكنها ليست كلها، فآذار يأتي محملاً بذكرى تغمر الذاكرة بعطر فريد، فيتجدد النبع الخالد فينا، وتنبتُ في دواخلنا روح أرجوانية أخرى؛ تهبنا نشوةً عارمةً تطوف بنا الكون..!! في الثامن من آذار يولد الكون من جديد ونحن ننحني أجلالا عظيماً للمرأة أينما وجدت، مهما اختلفت جنسيتها أو لونها، أو عرقها .
نعم .. سأكتب في هذا اليوم إلى المرأة التي وهبتنا الحياة، سأكتب لها بحبر الروح حرفاً صارخاً يملأ الكون وفاءً، واعترافاً بجميلها، سأكتب عن سواعدها، وعطائها، وأكتب لها على السطور ما تعجز الألسن عن النطق به، وبين السطور سأسكب اعترافاتي بقدسيتها الأزلية، وبين كل حرف وحرف سأزرع نرجساً، وقرنفلاً، وياسمين .... ورود جوري كلما حل ذكرها مالت انحناءً لهيبتها .
يأتي آذار .. وقبل أن يبدأ يذكرنا ..
بيوم المرأة ..
وعيد الأم ..
ويوم الأرض ..
فعذراً أيها الشهر الجميل سأتركك جانباً رغم ما وهبتنا إياه من فرح، وخير ..!! وأسبحُ في فضاءٍ فسيح آخر، في عوالم متداخلة، مائجة .. سأكتب عن الأرض ، والمرأة ، وأمي .. وقهوة أمي وعشق أمي، سأكتبُ عن درة الفجر النقية عن المرأة الفلسطينية، عن قدسيتها، وأنا أرى كل النساء الفلسطينيات في هيئة أمي، أمي المجاهدة، الصابرة، أم الشهيد، والجريح، أم الأسير، فهل تعبرُ حرفي عن وفائي لأمي – المرأة في قلاع التحدي أينما وجدت – وأنا غارقٌ في بحر عشقها اللجي العميق سأستحضر روح محمود درويش وأعيد عقارب الوقت عشرات السنين وبضعُ سويعات وهو يغزل من حروف الشعر من خلف القضبان غزلاً لامه التي رأى كل الملائكة تتجسد فيها، فلنحن إلى رائحة خبزها الصباحي، والى يدها وهي تمسح عن أجفاننا لحظات التعب، سنبقى نحن ونحن .. إلى الملاك الذي يهبنا كل لحظة حياة أخرى كي نستمر ..
كالبحر أنتِ .. أيتها الفلسطينية، زرقاء، شفافة لكن الفرق أعذب أنكِ من البحر بكثير، لذا سأدع الكلام يورقُ من جديد وأكتب إلى المرأة .. إلى زوجتي التي قاسمتني الحياة بحلوها ومرها، سأكتب لها ولصبرها، ولتفانيها في أن تكون سنداً لي في كل المواقف، ولو حاولت أن أكتب عنها فلن أستطع، لأن مدادي سينضب ولو كان بحجم ماء البحر..!! أيتها الشامخةُ كمآذن المساجد، أرى فيكِ كل النساء الفلسطينيات، وهن يسبقن البرق في العطاء، يسبقن الريح وهي تبعثر أريج الزهور، يسبقن المطر وهو يهب الأرض روحاً جديدة، وهن يبدعن في كافة مجالات الحياة، وهن يربينَ أجيالاً عصية على الكسر، لا تنحني أمام العواصف، وتقاوم القهر والظلم والاحتلال بإرادة لا تلين، سأكتبُ وأكتب .. عن زهراتي رغد، رؤى، مرح، وجد؛ ماء الحياة وروحي السابحة في هذا الكون، ففي يوم من الأيام هن السند، هن ما نورثه لهذه الأرض الطاهرة التي أراها تشبه المرأة الفلسطينية بكل تفاصيلها .
في يوم المرأة العالمي سأكتب إلى المرأة العظيمة، إلى الزيتونة التي لا تموت، إلى جدتي التي تجاوز عمرها القرن أو أقل بقليل، إليها التي عاصرت النكبات والنكسات، وظلت صابرة ولم تندثر، وسأكتب إلى روح الشهيدة دلال المغربي التي قادت الرجال عبر قارب مطاطي إلى قلب الوطن فلم تأبه بموج البحر الهادر، ولا بعدو غادر .. فهي التي كتبت بدمها تاريخاً نفخر به إلى يوم الدين، وأكتبُ إلى أختي البعيدة، إلى الأسيرة " أمنة منى " التي تمضي حماً مؤبداً بالسجن، والى وأخواتها خلف القضبان رسائل من نور، عنوانها " فلا بد للقيد أن ينكسر " ولا بد أن يستجيب القدر .
ومهما أمعنا في الكتابة وغرقت أقلامنا في عوالم المرأة فلن نفلح في كتابة لحظة من عطاءآتها في ميادين الصمود والعطاء، لأنها كون شاسع بما تتداخل فيه كافة التضاريس، فيا أيتها العذبة روحاً، الدائمة عطاءً ستبقين قلعةً شامخة على مدار الدهر، تاجاً فوق الرؤوس، في آذار وغيره، ستبقين مشعلاً لا ينطفئ ينير دروب العطاء، واسمحي لي أن أهتفَ بك ولك كلما جاء آذار .. " كل آذار وأنت ِ بألف خير "



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة
- روسيا بعيون جديدة ..(..!!..)..
- ثمة نور في آخر النفق ..(..!!..)..
- القدس عاصمة العشق الأبدية ..(..!!..)..
- هي فوضى ..(..!!..)..
- كأن السماء تمطرُ شعراً، وموسيقى ..(..!!..)..
- هذيان صباحي
- اعتداءات المستوطنين كوميديا مكشوفة..(..!!..)..
- الواهمون ..(..!!..)..
- أولاد مصر ..(..!!..)..
- مجازر صبرا وشاتيلا، وإجرام المستوطنين مشهد مشترك والمجرمُ وا ...
- قلاقل قلقيلية، ومشروع حماس في الضفة .. (..!!..) ..
- الماضون إلى الجنة .. (..!!..)..
- وشوشة ..(..!!..)..
- عائدون ....(..!!..)..
- ولا بدَ أن يستجيب القدر ..(..!!..)..
- يا كاتب التاريخ مهلاً ..(..!!..)..
- ( و َ .. الله ُ يفصل .. بينهم .. !! ) ..
- المرأة الفلسطينية نموذج عطاء، واستمرارية نحو الإبداع ..(..!! ...
- - ما حَكَ جِلدَكَ غيرُ ظفركَ - ..(..!!..)..


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامح عوده - كل آذار وأَنّتُنَ بألف خير