محمود قحطان
الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 03:09
المحور:
الادب والفن
...و.. هُنا كانتْ!
تَتبخترُ بينَ خمائلِ أحزاني نهراً لا ينضَّبْ
تنساقُ عميقًا بينَ تفاصيلِ الزَّمنِ الَّلانوعيْ
تُغرقُ أطلالَ الماضي أشذاءً منها
ورحيقاً مُندلِقًا من سَوسنِ نرجسِها الَّلالوني
فأعبُّ غزيرًا من يمٍّ ثَرْ
وأَظَلُّ أعبُّ.. أعبُّ..
أعبُّ غزيرًا
حتَّى أتمايلُ من شدَّةِ سُكري!
...و.. هُنا كانتْ!
تتراءى أطلالُ بقايا صورتِها في جُدرانِ الصَّمتِ الأثريةْ
وضجيجِ مدينتِنا.. والنَّاسْ
يتلاشى في نفقِ اللَّيلِ اللامتناهيْ
...و.. هُنا كانتْ!
تشذبُ زهرُ النَّيسانِ اليافعْ
تترنَّمُ بالألمِ المتوشِّحِ بالأمَلِ المفقودْ
في لحظاتٍ من نشوةْ
وأنا ألهثُ بحثًا..
بينَ زوايا فَمِّي
عنْ بسمتِها المُرتَسِمَةْ
مذْ ذاتَ مساءٍ فيروزيّْ
..ألهثُ بَحثًا
عن آثارِ القدَمينِ الحافيَتينْ
فوقَ دُروبِ الَّلحظاتِ المنسيَّةْ
منْ تقويمِ السَّنةِ الضوئيَّةْ
كان الليلُ بهيجًا تلكَ الَّليلةْ
منْ ليلِ حُزيرانِ الصيفيّْ
كانتْ تنسلُّ وتنسلُّ بعيدًا بينِ نسيمِ البحرِ الهادِرْ
تتحمَّمُ في كلِّ مَساءٍ بندَى أنفَاسي
كانتْ تستقبلُ في كلِّ مساءٍ ليلاً آخرْ
..و.. هُنا كانتْ!
وبصبرٍ أيُّوبيّْ
تنتظرُ الآنَ بشوقٍ
تنتظرُ الآنَ مجيئي الغائبْ
تنتظرُ الآنَ هنا..
ضمَّةَ صَدري
في ليلِ الرَّغبةْ!....
#محمود_قحطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟