أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - رسالةٌ من الجنوب (1)














المزيد.....


رسالةٌ من الجنوب (1)


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 00:06
المحور: حقوق الانسان
    


"أيها السادة، أرسلُ هذا الإيميل وأنا يملؤني الخوف أن تَصْدُق شكوكي السيئة من فقدان الثقة فيمَن نعتبرهم مثقفي مصر الذين ينعقد عليهم الأملُ في النهوض بالبلد. أرسلُه لكي أعرف مَن المهتم بالناس ومشاكلهم، ومَن لا يهتم إلا بمجد شخصي وتصوير نفسه مناوئًا التدهور الذي حلَّ بمصر. هذا الإيميل إذا وصلك، فمعنى ذلك انه وصل، في نفس الوقت، لأكثر من كاتب ومثقف في مصر، لأرى رد الفعل، إن كان ثمة، لأسقطُ من حساباتي كل من يستحق ذلك. ثم أبحث عمن أثق في قلمه حتى أتابع معه. الموضوع الذي ألوم فيه جميع من في الواجهة في مصر من مثقفين وكتاب وعلماء ورجال أعمال، وأنتم يا أصحاب القلم والفكر، هو الصعيد. هل تذكرين حضرتك كم مشكلة قمتِ أنت بطرحها عن الصعيد؟ كم صرخة من صرخات أبنائه أوصلتِها بقلمك لمن يهتم؟ لماذا لا يوجد في أي جريدة عمودٌ، ولو أسبوعي، عن مشاكل الصعيد وأهله؟ لماذا لا يُذكر الصعيد إلا حين يكون هناك عزت حنفي أو سعد نوفل فتذهب الكاميرات لتصور لأهل القاهرة الرجل وهو داخل بكفنه زي المسلسلات؟ لا نعرف أحدا من البرامج صاحبة الصيت والشهرة قام بإرسال مُراسل لمعرفة مشكلة من مشاكل الصعيد. أرجو من شخص نحترمه ونقدره زي حضرتك أن يهتم بمشاكل الصعيد ولو بمقال كل فترة. وعلى فكرة قبل ما أختم أنا شاب عندي قناعة إن أي تطور ممكن يحصل في مصر لازم يبدأ بشباب من الصعيد المتعلم. وعلى فكرة هم كتير جدا ولديهم تعليم كويس ولو جلست حضرتك مع شباب الصعيد هنا وجلست مع شباب المدن هتعرفي الفرق في التفكير. أنا مش بقول كده عشان أنا من هناك؛ بس أنا بنقل لحضرتك ملاحظاتي. شباب الصعيد يتكلمون في جلساتهم في الثقافة وعن أحوال مصر، عكس شباب المدن ووجه بحري كل كلامهم عن الأغاني والأفلام. معلش للإطالة ويا ريت تعرضي فكرة عمود عن مشاكل الصعيد في الجريدة."
وصلتني هذه الرسالة "الغاضبة" من أحد شباب الصعيد، غُفلا من التوقيع وغُفلا من عرضه إحدى مشاكل الصعيد التي تحدث عنها. ورددتُ عليه من فوري بالطبع. لا لأبرئ ساحتي وساحة "العاصمة المدللة" من خطيئة تجاهل جزء أصيل وحميم من أرض مصر هو الصعيد، الذي هو أصلُ مصر الراسخةُ فيه قيمُ مصرَ الفرعونيةُ الرفيعةُ قبل التعريب الذي شاب مصرَ، والذي لا يشبهنا في حقيقة الأمر، فأنا من الذاهبين إلى أن ذاك التعريب غريبٌ على نسيج مصر الأنثروبولوجيّ والعِرقيّ والسيكولوجيّ، لا، لم أقصد إلى تبرئة ساحتي، ذاك أنني لستُ مُتنفّذةً صحافيًّا ولا سُلطويًّا، فلا أمتلك صلاحيات تدشين أبواب في صحيفة أو مجلة، إن أنا إلا كاتبةٌ أقوم بدوري، كما أظن وأرجو، أسعى مع زملائي الكتّاب للارتقاء بالوعي المصري، حالمةً أن يصل، للمفارقة المُرّة، إلى سابق عهده حتى الخمسينيات الماضية! على إنني لا أنفي عن نفسي تهمةَ الجهل بطبيعة تلك المشكلات التي يعانيها الجنوب، وإن عرفتها فستكون معرفة "الناظر من وراء لوح زجاجي"، وهي معرفة ناقصة. ذاك أن المحن والمشاكل لا تُعرف إلا بالمعايشة والانصهار. سألتُه إذًا أن يطرح ما يريد، على وعد بنقله في زاويتي. ولهذا حديث قادم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرض الجنايني بالأقصر، يمزجُ الشعرَ بالتشكيل
- اطلبوا العِلمَ، ولو في التسعين!
- عِمتَ صباحًا يا -شجيّ-!
- مَحو الأميّة المصرية
- الشاعرة فاطمة ناعوت: أنا اندهش إذًا أنا إنسان
- أكبرُ طفلٍ في التاريخ
- الكرةُ... وعَلَمُ مصر!
- كتابٌ يبحثُ عن مؤلف
- كلّ سنة وأنت طيّب يا عالِم!
- شمعةٌ مصريةٌ ضد القبح
- شابّان من بلادي
- آثارُ مصرَ في مزاد الأثرياء
- ما لن تتعلّموه في المدارس
- وردةُ أنطلياس، عصفورةُ الشمس
- المهذّبون يموتون غرقًا
- اقرأوا تصحّوا!
- انظرْ خلفك -دون- غضب
- كلَّ عام ونحن أجمل!
- حوارٌ متمدِّنٌ في ثماني سنوات
- رجلُ الفصول الأربعة


المزيد.....




- اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
- برنامج الأغذية العالمي: باكستان تواصل عرقلة دخول شاحنات المس ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من أطفال فلسطين م ...
- اعتقال نحو 100 متظاهر مؤيد لفلسطين بعد اقتحام برج ترامب في ن ...
- نيويورك: وقفة في برج ترامب تندد باعتقال طالب بجامعة كولومبيا ...
- ألمانيا تحقق مع مشتبه بهم في تهم تتعلق بالعمل القسري والاتجا ...
- ليبيا: الأمم المتحدة تحذر من المعلومات المضللة وخطاب الكراهي ...
- الأمم المتحدة: حرب السودان هي أسوأ أزمة إنسانية وهناك 30 ملي ...
- يونيسف: 1.3 مليون طفل دون الخامسة بالسودان يعيشون في بؤر الم ...
- -لم نعد أمريكا بعد الآن-.. شاهد كيف علق سيناتور أمريكي على ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - رسالةٌ من الجنوب (1)