أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - بسيط بساطة الموسيقى














المزيد.....

بسيط بساطة الموسيقى


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


ولا أخشى سوى البساطة يا قلبي
فالبساطة بساطة القلب

البساطة هي أن أحبّك
البساطة هي أن تغيبي
وكلّ البساطة هي أن تُحبّينِي
وأن لا تُحبّينِي
والحبّ يزداد غرابة

البساطة هي البساطة
أحببتك أم أحببتني
هذا بسيط
ولكن ليست هذه هي البساطة

البساطة حبّ
في غيابي أو في غيابك

تَحطّني البساطة على أطراف الأرض
والأرض من الداخل قلب
ومن الخارج خارجَ القلب بساطة
قلبُ البساطة

البساطة هي التي تسمح بالجمع والمثنّى
والوحدة الواحدة

البساطة هي التي تكسر وتمدّ
البساطة سلامة المؤنث من أيّ أذًى لفظيّ أو معنويّ أو جسديّ
طبعا إذا كان المؤنث بساطة

في حبّك لن أفترض سوى البساطة
البساطة هي التي تعطف
البساطة هي التي تمنع التنوين
وتهبك أنوثتان

أنوثة لى وحدي
بمجرّد فتح التاء أو رسم القبلة أو حلّ الشَعر

وأنوثة نشترك فيها
أبسّط لك حبّي، أبسط ذراعي
أنبسط للمطلق تحتك
وأستبسط غضبك من الحليب السّاخن

لا ألهبك ولا أحرقك
لا أشعلك ولا أطفئك
لا أُعطشك ولا أحرمك
ولا أُخجلك
وإنّما أدعوك لمحوي من وجود لا يروق لكِ

غيّرِيه
أدعوك فقط للتعبير
كما شئتِ
قولي والنّرجس من عندي
فالبساطة هي نفسها
خذي لذتك بيديك أو بلسانك أو حتي بأظافرك إن استطعتِ
فأنا ألبس قلبكِ

أحبّك عندما تريدين لحمي لا عندما تريدين جِلدي
أحبّك عندما تحبّين قتلي لا عندما تحبّين هجري
أحبّك لو تثبتي أنّني قليل القلب أو قليل قلب
أحبّك لو تثبتين أنّني لا أحبكِ أجمل النساء

أحبّكِ ربّة العسل
فلماذا تتدّعين أنّني ألدغ
ألستُ لو أَلدغ أموت

ليس ممكنا أن أفقد بساطتي وأفقد حبّك
فالحبّ البسيط أنا وأنت لا أقلّ ولا أكثر

البساطة أن أرفع عنك نقطة واحدة
أو نقطتان
أن أضمّ جسمي لجسمك
أو تربطينني بالتاء
فأملأ حضنك

البساطة،
أنّه لا يوجد حلّ أكثر من البساطة
لتصعيد مواقف الحبّ بيننا

لا سبيل إلى الحبّ غير البساطة
وحبّي لا سبيل إليه دون بساطة

البساطة تجعل العقل طريّا يخلق دماغه بيديه
يخلط لذّتك بماء الشِعر لتنشدي :
أنثرني نثرا يا رجلي الوحيد
فنصّك دوما ودوما نصّي الأخضر والشمس تدخل
أنا الفستقه

ودوما نصّي أحمر وعشبك يتمدّد تحتي
نبضة منّى ونبضة منك

نصف الأحمر أصفر
نصف الأصفر أخضر
والنصف هو الكمال

غدا ألبس لكَ النثر الأسود القصير
لتكتب من فوق ركبتي وتَنظم العموديّ
وبعد غد أيْ بعد سطر
ألبس الأبيض الطويل لتروي لا لتتفرّج
تشدّني إلى كتفيك معلّقة وتعودّني على الإلقاء العالي
وعلى التلقي الجَلل الفصيح

علّمني التحرّر في صوتك الغارق في صدى سرّتي
حتي تفعل ما يفعله المتمرّسون بالمبتدئين
وأفعل يا يفعله المبتدؤون بالمتمرّسين
وتجعل الرّوح خفّافا على طوفان
والجسم تجعله طوفان من خفّاف

لا أخشى سوى البساطة
لا تترك للّغة سوى بعض الحروف التي لا تكفي
للنطق بحرف واحد غير أحبّك

البساطة تجعل الخيال يعجن النّهد باللّسان
ويحدس اللذة حدسا
ماذا ستفعلين لو أناديك
فبمجرّد اسمك تنتصر البساطة

بمجرّد أنني أحبّك
لا حلّ لك سوى البساطة

البساطة هو أن لا يخرج نهدك عن فمي
هذا إذا أراد أن يكون لي
أو عن يديّ
هذا إذا كان التفاح فتّاح
يميل إلى كل أشكال وألوان المستحيل المتاح
أو عن صدري
اللّهم إلاّ إذا أردت له أن يخرج من ظهري
أجل هذا نوع آخر من التفاح

البساطة أن لا يصدر عن لسانك ما يجرح الشعر
أليس لسانك نثرا في فم الشعر

تلك ليست بساطة

البساطة أيضا أن لا يخرج جسمك عن ردفيك
فهذه ليست بساطة
أو أن يفضحني عمق فرجك في الطريق
فيرى غيري طريقي
وما رحلة البارحة

الحبّ ليس ميراثا ولا استيطانا
ولا قرار تقسيم

أيّة بساطة هذه؟
أيّة بساطة إذا تحوّلت عيناك إلى كاميرا رقمية
أو برج مراقبة
هل إنتصر الطبّ يوما على الحبّ؟
هل إنتصر السينما خارح قاعة؟
وهل تزوج الأبطال في بيتكم؟

ومن شاهد الله يوما فليقل
ومن فاز بالجنة في مسابقة فليقل

هل انتصر العلم يوما على الشعر؟
هل تمنّى العقل يوما شيئا آخر غير الجنون؟
هل تمنّى القلب يوما شيئا آخر غير استعادة البصر؟
هذا ليس من صنع شِعري
فأنا بسيط

عارٍهنا في القصيد لا في الشوارع
أتغطّى هنا بقلبك وبالشِعر
لا بالأسلحة ولا بأجنحة الظلام

وأمّا إذا أحببتِ غيري ببساطة
فإمّا أنه أبسط منّي فهنيئا له بكِ
وإمّا أنّكِ أبسط منّي فهنيئا لكِ به
وإمّا أنّكما أبسط منّي ومنكما فهنيئا للشعر بالشاعر

لماذا أنا بسيط إذن؟
...

صلاح الداودي،



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنفس القلب سأحبّك
- هذه مدينتكم
- موعد على لسانك
- فكرة عن حُبّ المعاودة في صورة -أُحبّكِ-
- أُحبّكِ الصُّغرى
- أستطيع أن أحبّك
- كيف لا أحبّك وأنا أحبّك
- -إذن- العاطفيّة
- لا وقت لديّ كي لا أحبّك
- الأشعّة ما فوق السوداء
- الأشعّة ما فوق السّوداء
- تشدّد يا أيّها الطفل، تشدّد
- القمر الأخضر
- تِلْكَ أمّي : وردة الذات
- غدا في الآن يشرق حبّك
- كلّ غد نَصّي الوحيدْ
- بل أطفال كلّ يومٍ يُجرحونْ...
- هذا اليوم هو قاتل القصيدْ...
- ما وراء الجدار إلاّ غزة؛ ما تحت الجُبّة إلاّ اسرائيل
- كلّ وردة قلبكِ


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - بسيط بساطة الموسيقى