أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عصام شكري - كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!














المزيد.....

كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 15:29
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


مأثرة واحدة اسجلها بحق المهزلة الانتخابية الحالية وهي قدرتها العجيبة على تحويل اصناف المهرجين المأجورين للمخابرات المركزية الامريكية والجمهورية الاسلامية ( وهم اليوم نفايات النظام العالمي الجديد ) الى وطنيين:

القومي أياد علاوي الذي عمل مخبرا لــ CIA وروج لحرب امريكا المجرمة على مجتمع العراق والتي ادت الى مقتل مئات الالاف والى هذه الكارثة الاجتماعية الواسعة، اصبح اليوم وطنيا يتحدث عن "المؤامرات الانتخابية" التي تحاك ضد العراق. والاسلاميون الدمى الذين نصبتهم امريكا وتحركهم الجمهورية الاسلامية في احزاب الدعوة والمجلس والتيار الصدري بصحبة ذلك المجاهد ( في سبيل المال !) احمد الجلبي، اصبحوا اليوم وطنيين يتلوون ألماً على مصير الوطن وتدمع عيونهم حزنا على ثلم سيادته بينما يتقاسمون هم عوائد نفطه المسروق!. في حمى هذه المهزلة والصراع على النهب والسلب والارهاب، يتصدر هؤلاء المهرجون صفحات الجرائد والمجلات والفضائيات وهم يقسمون اغلظ الايمان بان كل منهم هو ”الملاك “ غير المجنح الذي سينقذ العراق من التمزق والطائفية بينما خصمه في القائمة الاخرى ” طائفي ومتآمر“.

اياد علاوي الذي كان كل نضاله السياسي قبيل احتلال العراق منحصر في التنقل بين ال MI6 و ال CIA لحثهما على ضرورة واهمية الحرب على العراق متوسلا شنها باسرع ما يمكن. داعية الحرب والقتل هذا الذي تغرق يداه بدماء الالاف من العمال والنساء والاطفال والشباب والشيوخ كان في البدء مسؤولاً لحزب البعث الفاشي في السبعينات ثم مواليا لامريكا وخادما لمصالحها، تحول اليوم بقدرة قادر وفقط بظل هذه الاوضاع المشوهة الى وطني ذو غيرة ينتقد قرارت هيئة المسائلة والعدالة ويعتبرها واجهة لتنفيذ اجندة الجمهورية الاسلامية في العراق. !

وبدلا من تقديم اعتذار الى الشعب العراقي على جريمته في التعاون مع الحكومة الامريكية على تدمير المجتمع وقتل مئات الالاف من الابرياء واغراق الجماهير بالدم وتمزيق المجتمع بالدين والطائفية والقومية والمذهبية والتواطئ مع حليفه المجرم جورج بوش وديك تشيني ورامسفيلد فانه يتحدث عن ”مؤامرات“ خصومه وكيف تبنى الدول وكيف انه وحده القادر على تحقيق الرخاء!.

غريمه نوري المالكي هو الاخر يطرح نفسه كوطني باعتباره رئيساً لحكومة الميليشيات الاسلامية - القومية التي يسميها ب ”دولة القانون“. المالكي وحزبه الدعوة الاسلامية مازالا يصارعان من اجل منح امريكا لهم فرصة اخرى لبناء ”الدولة المركزية”، تلك التي ملت الاخيرة من تكرار شروط بناءها على مسامعه و“التعنيفات“ التي يتلقاها من الحاكم الفعلي للعراق - السفير الامريكي. ماذا عمل المالكي بعد كل هذه الفترة؟ اين هي الدولة الان؟ اين الاوضاع الطبيعية والرفاه والحريات؟ هل فقط ببناء الجيش والشرطة والمغاوير والامن ودعمها بالمزيد من المعتقلات و“اقبية التعذيب“ وشن حملات تصفية واغتيال للمعارضين وفرق الموت تبنى الدولة ؟ هل هذه هي دولة قانونه الطائفي ؟. ان بناء اجهزة القمع تلك ليست بهدف حماية المجتمع والبشر بل من اجل حمايته هو وحزبه الاسلامي ومصالحهم. انه يدعي القضاء على الارهاب ”التكفيري الصدامي“ كما يسميه ليصحو الناس في اليوم التالي على انفجار مهول اخر. حتى الماء والكهرباء وابسط الخدمات لم ترجع لحد اليوم بينما استشرى الفقر والحرمان والامية والفساد في كل مكان. ان صراخ المالكي حول ارجاع البعثيين وتسييره التظاهرات ”الاستهلاكية“ هو دعاية اجهاضية لتقولات رفاقه الاسلاميين الشيعة الموالين لايران حول تواطئه مع البعثيين واتهامه باحتكار السلطة. ولكن حزب البعث انتهى. لن يتمكن حتى لو اراد ووافقت امريكا ان يعود كما كان. فاعادة انتاج نفسه بمواصفاته الفاشية الاستبدادية السابقة تتطلب شروطا غير متوفرة له اليوم. بل ولا يمكن ان يوفرها ولو شاء. احد تلك الشروط هي الاوضاع العالمية المتغيرة ونهاية الايديولوجيا القومية الفاشية ونفور وكراهية الجماهير له.

اليوم بات الجميع مدعياً القدرة على انقاذ وتخليص المجتمع وذلك لاخفاء الوقائع التالية:

1) ان جميع القوى الحالية من اسلامية او قومية هي قوى في حالة افول. فتغير التاكتيك الامريكي الى تاكتيك التساوم والتحاور ومنح الشرعية للاسلاميين من اعداءها ادى الى تفريغ تلك الحركات (بمجملها) من محتواها الذي قام على اساس العداء للغرب ولامريكا.

2) فشل كل مشروع امريكا في العراق ومن ظمنه القوى التي نصبتها وبدائلها جميعا. ليس فقط في تشكيل دولة مركزية قوية بامكانها ارجاع الاوضاع الطبيعية بل حتى في في بناء محميات دينية وطائفية وقومية بظل الفيدرالية. ان التخبط والصراعات والفشل والمزيد من الانهيار هو السمة الاساسية لهم. وذلك ما تراه الجماهير واضحٌ امامها.

3) كره ومقت الجماهير لتلك القوى الاسلامية والقومية بعد 7 سنين من الدمار والقتل والارهاب والنهب والسلب وتحطيم المجتمع وضرب مكانة المرأة واستشراء الفساد والفقر والامية والتهجير والانتهاكات.

4) ومن الناحية العملية فان ذلك يدل على ان الجماهير باتت اكثر أهلية لركل هذه القوى برمتها والتحول الى جبهة اليسار والعلمانية والاشتراكية والتمدن والانسانية، بشرط حضور قوى اليسار والشيوعية وبدائلها.

ولتلك الاسباب وغيرها بدرجة اقل فان المرشحين للمهزلة الانتخابية يعزفون على وتر ”العراق“ وخدمة العراق و“المؤامرات“ على العراق وهكذا. بعد ان قتلوا الاف البشر بالتواطئ مع امريكا، وبعد ان فشلوا في تشكيل دولة واستبدلوها بمافيات ميليشيات اجرامية وبعد ان يأست امريكا من ادوارهم، اصبحوا اليوم يتغنون كجوقة نشاز بالوطنية وانقاذ المجتمع. ولكن دون جدوى.

آجلا ام عاجلا ستطوى جماهير العراق المتمدنة والعلمانية صفحتهم السوداء هذه.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتلَ مدينة ؟
- ثمن التفرج على مهرجي ”الديمقراطية“ !
- اقصاء ومصالحة
- الانتخابات، البعثيين، وجواب الازمة !
- نجاح الثورة الايرانية سيصعد الحركة الثورية في العراق
- الانحطاط السياسي في العراق
- احسان فتاحيان - اعدام مواطن *
- عاجل - بلاغ من منظمة العفو الدولية – مكتب النشاطات العاجلة، ...
- الشارع ، البرلمان، و”تكتيك“ المهزوم
- هل ثمة منابر مجانية ؟
- قلب عالم لا قلب له !
- لم يعتبر المالكي قتل الناس اعمالا ”تافهة“ ؟!*
- مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم ال ...
- نداء لمساندة جماهير ايران الثائرة
- هانتنغتون - بوش بهيئة جديدة - الجزء الثاني
- حول الحركات العلمانية في العراق
- أي قانون ؟!
- حول البنك الدولي: سياساته واهدافه
- وداعاً يا رفيق
- البنك الدولي: الخصخصة للعراق والتأميم لامريكا


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عصام شكري - كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!