أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حيدر عوض الله - تاملات في صيف حار














المزيد.....

تاملات في صيف حار


حيدر عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 15:29
المحور: القضية الفلسطينية
    



تزداد القناعة يوماً بعد يوم بإمكانية أن تفتح إسرائيل صندوق "باندورا" (صندوق الشرور) في المنطقة. فالسلوك الإسرائيلي في معالجة التعقيدات السياسية المتصاعدة في المنطقة، أشبه بسلوك الولد الأزعر المتحلل من كل عرف أو قيم تضبط سلوكه، لم لا، فحتى الآن ينشغل العالم بتطويق هذا السلوك وليس بتربية هذا الفتى الأزعر، وتحميله نتائج أفعاله. ولا أعرف، أو نعرف، متى ستتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن أن ترى في سلوك ربيبتها إسرائيل صورة ماضيها العزيز!!!
تتصاعد طبول الحرب والتصعيد في المنطقة بوتيرة متسارعة، والهدف غير المباشر هو رأس القضية الفلسطينية، أي تصفية مضمون الدولة الفلسطينية المستقلة، ولإنجاز هذا الهدف لا بد من هدف كبير يثير استهدافه حقلاُ واسعاً من الدخان والتداعيات التي سيجري تحت غبارها إعادة ترسيم موازين القوى في المنطقة، أي شرق أوسط جديد بمضمون وبقوى فاعلة جديدة .الهدف الكبير هو إيران، "رأس الدومينو" الذي ستنهار على أثره كل القوى المسنودة بهذا الدومينو. ومن المؤسف القول إن مناعة هذه القوى والدول المستهدفة ضعيفة، مهما علت صيحات التوعد والوعيد، ومهما ازدادت الصور التلفزيونية والمسرحية لممثلي هذه الدول والقوى. ولا يعود ضعف هذه القوى والدول إلى ازدواجية معايير الدول النافذة تجاهها، فقط، وإنما، أيضاً، بسبب التداعيات الداخلية لإشكالات الديمقراطية فيها، وتقلص القاعدة الشعبية لأنظمتها. ولقد علمتنا التجارب المريرة السابقة كيف تتداعى أنظمة ودول بدت راسخة وعصية على الكسر، ثم انهارت ككومة من الكرتون المقوى.

تصدع حل الدولتين

بالرغم من القناعة الدولية الراسخة بحل الدولتين، إلا أن هذه القناعة لا زالت بعيدة كل البعد عن التحول إلى خطة ملموسة وواضحة يجري تنفيذها، فالأوروبيون، كالعادة، يقدمون أفكاراً سرعان ما يجري التخلي عنها أمام أي ضغط أمريكي مهما بلغت قوته، أو أية ممانعة إسرائيلية، مفضلين العودة إلى القاعدة السياسية التي تحيل للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مسؤولية الوصول إلى اتفاق؟ وكأن ستة عشر عاماً من المفاوضات الثنائية لم تقنع المجتمع الدولي باستحالة التوصل إلى تسوية في ظل سلوك إسرائيلي نسف وينسف من الجذور ركائز وأسس العملية التفاوضية ذاتها، ليس هذا فحسب، بل وفي ظل قضم إسرائيل المتدرج لجوهر العملية السياسية برمتها؛ أي الأرض.
المعادلة اليوم أضحت واضحة تماماً، وكل حديث عن مفاوضات ثنائية أو غير مباشرة هو مساهمة غير مباشرة، مقصودة أم غير مقصودة، في تمكين إسرائيل من ذبح الأهداف الوطنية وتفريغها إلى مستوى حكومات ذاتية، تدير شؤون سكانها واحتياجاتهم على أقل قدر ممكن من الأرض. ومن المثير للامتعاض، حقاً، تجاهل الأطراف الإقليمية لهذه الاستراتيجية الإسرائيلية. لقد اتخذ الفلسطينيون قراراً استراتيجياً بسحب مساهمتهم في مشروع عملية تفاوضية تؤدي إلى خسائر فادحة لهم. وحتى هذه اللحظة لا يوجد ما يدعو إلى مراجعة سحب هذه المساهمة، أي وقف المفاوضات مع طرف يستعملها غطاءً لعملية نهب منظم وواسع للأرض الفلسطينية.
ولكن هذا الموقف الرسمي كان من الطبيعي أن يتآكل، لأنه لم يسند بدعامتين: الأولى: حملة دبلوماسية وسياسية مكثفة ومتواصلة تنشط باتجاه تأمين اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية وحدودها استناداً إلى قرارات ذلك المجتمع الدولي نفسه.
الثانية: تصعيد المقاومة الشعبية والسلمية، والدخول في عملية تدريجية لفك الارتباط بالاحتلال، من زواية الالتزامات الأحادية الفلسطينية معه.
سيدفع الشعب الفلسطيني ثمن هاتين الدعمتين، بلا شك، وستجد السلطة الفلسطينية نفسها أمام ضغط أمريكي وابتزاز إسرائيلي يهددان مكانها ومكانتها وسلطتها، والسؤال المطروح على الحركة الوطنية الفلسطينية برمتها: هل يمكن دفع هذا الثمن؟! وما هي المخاطر المحدقة بمثل هذا الخيار؟
الخفة هنا، والبلاغات الخطابية لا تجدي، لأن قراراً من هذا النوع ستترتب عليه آلام كبيرة ومخاطر أكبر سيتحملها الشعب الفلسطيني برمته.
لقد تآكل حل الدولتين بصورة خطيرة جداً، ولا يعتقدن أحد من الفلسطينيين أنه يمكن العودة بسهولة إلى طرح حل الدولة الواحدة، لأسباب عديدة لا مجال لذكرها الآن. والسؤال المطروح على الفلسطينيين: ما العمل؟
الحل الوحيد، برأيي، يبقى خيار الدولتين رغم تآكله، وهذا الخيار على سهولة القول به يحتاج إلى تضحيات كبيرة وجسيمة، والاستثمار فيه مكلف لكنه مجزٍ. ويتطلب منا قبل غيرنا بالاستناد إلى الدعامتين السابق ذكرهما إدارة هذه التضحيات وكلفتها بطريقة مؤثرة وفاعلة ومجدية، إذ إن تكرار تجربة الانتفاضة الثانية وأشكالها لن يقدم لنا سوى تضحيات مجانية بخسائر سياسية فادحة وخيبات أمل ثقيلة. إن انتهاء حل الدولتين يعني، في إطار المعادلات الدولية الراهنة والترتيبات الإقليمية المنوي إحداثها بقوة النار، انهيار الحركة الوطنية الفلسطينية والكيانية السياسية للشعب الفلسطيني، وتحويله إلى كتلة سكانية يجري تأمين احتياجاتها المباشرة من قبل سلطة حكم ذاتي يجري توسيع أو تقليص سلطاتها تبعاً للشكل الجديد الذي سيتخذه تدهور الوضع الفلسطيني.



#حيدر_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق مغلق.. خيار انتحاري
- بانوراما الانتفاضة.. الحصاد المر
- مقدمات تصدع
- مأزق بنيوي
- لليسار در
- تضليل بامتياز
- قواعد جديدة
- تقاطع مصالح
- المربع الذهبي
- كلام قي اوانه
- لعبة جديدة
- اغتراب النص في الخطاب الديني
- ايران في مرمى النيران
- اوهام متجددة
- انهيار التنظير القومي للوحدة
- العولمة
- انتحار معلن
- فتح- استنفذت قدرتها على هضم تناقضاتها الداخلية على مفترق طرق ...
- الدمقراطية المتوحشة


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حيدر عوض الله - تاملات في صيف حار