|
شوهت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج سايكولوجيا البشر والثورة العلمية التكنولوجية ستحرر البشرية منها ومن تبعاتها
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 14:36
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
شوهت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج سايكولوجيا البشر والثورة العلمية التكنولوجية ستحرر البشرية منها ومن تبعاتها اثبت العلماء منذ قرون ان كل انسان يولد حاملا لكل العناصر الوراثية الحاملة للسمات العامة للبشر مع بعض خصائص الجنس والنوع والتأثيرات الطبيعية والبيئية عبر الاجيال . في حين تخضع انطباعاته وافكاره و سايكولوجيته لتأثيرات الحياة اليومية منذ مولده، بل وكما كشف العلماء يمتد هذا التأثير الى لحظة تكونه. فما تعانيه الام يؤثر على الجنين ومستقبله. فالافكار والسايكولوجيا لا تورث ويمكن التحرر من نتائجها السلبية او على الاقل التخفيف منها، بتغيير الظروف الموضوعية او المعالجة السايكولوجية. كما يمكن غرس السلبية منها وشل الايجابية من خلال تشديد الضغوط الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، سواء بالنسبة للفرد او لاي شعب . واذا يمكن تحقيق ذلك بالنسبة للفرد عبر سنوات عمره فان ذلك يتطلب بالنسبة للشعوب جيل او جيلين. فتغيير الظروف الحياتية لاي شعب تتطلب تغييرا في الموقع الاجتماعي لكل فرد فيه وفقا لعلاقات الانتاج السائدة عبر تطورها وما يتبعها من تطور في اوضاعه الاقتصادية والسياسية والفكرية والسايكولوجية. وقد استغل اقطاب الملكية الخاصة لوسائل الانتاج هذه الخصائص العامة لافكار وسايكولوجيا البشر لشل طموحاتهم للتحرر بغرس اليأس وضعف الثقة بالنفس وبالشعب والبشرية وتمزيق وحدتها بخلق مختلف الضلالات الدينية والطائفية واشغالها بمختلف الصراعات وتروعيها بافضع الجرائم وتهديدها باخطر اسلحة الدمار لادامة استغلالها وخدمة مصالحها. فكرسوا الاموال والطاقات وطوروها عبر الاجيال لتضليل البشرية وتشويه سايكولوجيتها وقتل طموحها نحو التحرر والتطور. فما اكثر الاديان والنظريات وما اكثر الوسائل من معاهد ووسائل اعلام ، وما اكثر الادوات من رجال دين وعلماء وفلاسفة وما اكثر السبل لشل طاقات البشر من بث الرعب عبر الكوارث التي تنزلها بالشعوب الطامحة للتحرر وتعميم تجارب الاسلحة الفتاكة والمدمرة من ناحية واطلاق المجال للخيال والاداب والفنون لشل ارادة البشرية بالرعب من المستقبل ولك ان تقرأ بعض ما ينشر وما يبث في وسائل الاعلام على مدار الساعة . فعلاقات الانتاج الراسمالية وهي تمر في مرحلة احتضارها بعد ان ساهمت فيما وصلت اليه وسائل الانتاج من تطور جبار في عصرنا، تلجأ الى كل الوسائل والاساليب والادوات عبر تاريخ الملكية الخاصة لوسائل الانتاج لوقف تراجع قدراتها على ادامة هيمنتها على جميع العالم. فاخذت تركز جبروتها وكل طاقاتها على مناطق وشعوب معينة لاسباب موضوعية وذاتية، لتقدمها مثلا لردع شعوب العالم عن الطموح للتحرر، كما يجري في العراق في ظل احتلال القطب الاكبر للراسمالية، من جرائم ابادة وردات حضارية وتشويهات لمنجزات اجتماعية وسياسية عراقية وعالمية . فتحت شعار تحويل العراق الى نموذج للديموقراطية في الشرق الاوسط تحولت الحملة الانتخابية الجارية الى حملة ابادة متنوعة الوسائل والاساليب بدءا بتصعيد مختلف اشكال التفجيرات في الاماكن المزدحمة لقتل اكبر عدد ممكن من العراقيين عموما، الى التركيز على بعض المواقع الدينية او الطائفية لاثارة الفرقة، وتحويل التنافس على الاصوات الى بورصة لشرائها بالمال وحتى السلاح، والتنافس بين المرشحين الى صراع ابادة الخصم بكاتم الصوت . وتتهيأ قوات الاحتلال لادامة الصراع على السلطة، الذي حولته الى صراع على نهب المال العام، بعد الانتخابات وعلى تصعيده حتى قبل نهاية الانتخابات. ورغم كل ذلك لم تشعر الادارة الامريكية بالاطمئنان على هيمنتها على الشعب العراقي وادامة احتلالها له من خلال الاتفاقية الامنية وتحت ستار جدولة سحب قواتها المقاتلة . فتصريحات اوباما على الرغم من كل ما يغلفها بعبارة دبلوماسية يؤكد على" الانسحاب المسؤول" و"الالتزام بجدول الانسحاب الا اذا تدهور الامن بشكل خطير" !! والموافقة على ابقاء وحدة قتالية و6 الوية استشارية فضلا عن الابقاء على 50 الف لتدريب الجيش العراقي كما نصت الاتفاقية الامنية . والمح ادرنو الى امكانية ابطاء وتيرة الانسحاب هذا العام اذا تدهور الوضع بعد الانتخابات وهو احتمال!! كما حذر من أي تغيير يحدثه التدخل الايراني او أي بلد اخر في اوضاع العراق قائلا: فاننا سنضطر لاعادة النظر في جدول انسحابنا الزمني . كما اعلن الخبير العسكري الامريكي في 25/2/2010 "الابقاء على 15 قاعدة عسكرية من اصل 57 قاعدة في بغداد والانبار بحلول ايلول من هذا العام واكد ان عدد القواعد العسكرية الامريكية في العراق وصل الى 98 الف قاعدة عسكرية ، ومن المقرر خفضها الى 50 الف قبل اواخر عام 2011."!! ومع كل ذلك تتعزز ثقة الواعين من ابناء الشعب العراقي والشعب الامريكي وشعوب العالم بحتمية تحرر الشعب العراقي والامريكي وسائر شعوب العالم بفضل محتوى العصر، عصر تحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية، بفضل الثورة العلمية التكنولوجية . فامام انظار العالم تترنح الهيمنة الامريكية تحت ثقل ازماتها البنيوية و اعبائها وتضحياتها فضلا عن عارها وادانة البشرية لجرائمها. ومع اتساع الفئات المدركة لحتمية تحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وكل تبعاتها، بدأ السؤال عن كيف ستتمكن البشرية من تحرير نفسها من كل ما رسخته الملكية الخاصة لوسائل الانتاج من تأثيرات سايكولوجية ومن عادات وتقاليد اجتماعية عبر الاف الاجيال ؟ وكم سيتطلب من الاجيال؟ ان عملية تحرر البشرية من التاثيرات الفكرية والسايكولوجية لعلاقات الانتاج الراسمالية تسير مع عملية تراجع مواقع هذه العلاقات ومع التطور العلمي والتكنولوجي العاصف الذي يشهده عصرنا واخترقه الكثير من حدود الملكية الخاصة له، و حتكار نتائجه، وما يقدمه من امكانات لتحرير البشر ماديا وسايكولوجيا . فالافكار والسايكولوجيا والعادات والتقاليد لا تنتقل بالوراثة وانما بتأثير الظروف الذاتية والموضوعية للفرد والمجتمع. فالانترنيت مثلا يشكل اعظم تحدي للملكية الخاصة للعلم والمعرفة . فهو ليس مجرد ابتكار معاصر مثل التلفزيون والتلفون ولا مجرد نظام مندمج متعدد الوسائل والاساليب يجمع بين التلفزيون والتلفون والمطبعة بل يتعداها الى المختبرات العلمية واجراء التجارب في جميع المجالات والمنشآت الصناعية واحدث منجزاتها والمكتبات الجامعة للمعارف التاريخية والمعاصرة في جميع المجالات . والاهم من كل ذلك انه في متناول فئات واسعة من البشر لقلة تكاليفه ومستلزمات استخدامه . فالانترنيت يشكل اعظم تحدي للملكية الخاصة للعلم والمعارف في عصر اصبح العلم والمعرفة وسيلة الانتاج الرئيسية.فضلا عن كل ذلك فان الانترنيت اختصر الفارق بين الشعوب والدول رغم كل الاختلاف في مراحل تطورها الذي فرضته علاقات الانتاج القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان. بل ان الشعوب المتخلفة تتطلع الى الانترنيت وما يوفره من امكانيات باعتباره منقذا لها مما تعانيه، اكثر من الشعوب والفئات المهيمنة على الثروة والمتعة . سعاد خيري في 4/3/2010
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحتفاء بيوم المرأة العالمي تعزيز للكفاح الوطني والعالمي لت
...
-
الشيوعيون العراقيون الاجدر بثقة الجماهير الطامحة للتحرر والد
...
-
ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكي
...
-
الانتخابات البرلمانية العراقية في ظل الاحتلال اخر فصول ابادة
...
-
تصعيد التهديد الامريكي لايران بالحرب بحجة امتلاكها السلاح ال
...
-
جامعة الصداقة بين الشعوب احد اعظم منجزات الحركة الشيوعية في
...
-
محاكمة بلير الاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية مقدمة لمحاكم
...
-
عقود من الدكتاتورية وسبع سنوات من الابادة والترويع تعجز عن ش
...
-
الفوضى المدمرة للانتخابات العراقية في ظل الهيمنة الامريكية ا
...
-
الراسمال الارهابي اخطر مراحل الراسمالية وعشية تحرر البشرية ا
...
-
توارد قرارات وزير الداخلية بتقييد حرية سفر المرأة العراقية م
...
-
خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراس
...
-
سجل احتلال ايران بئر فكة تصاعد الصراع الايراني الامريكي وكفا
...
-
الشعب العراقي يحدد -الامن- امنية البشرية الرئيسية في عصرنا،
...
-
تحتفل البشرية بانجازات عام استكملت القاعدة المادية لتحررها ر
...
-
الانظمة الثيوقراطية اخر اسلحة الراسمالية لاطالة عمرها تتهاوى
...
-
قمة المناخ في كوبنهاكن نقاشات وصرعات لتضليل البشرية والهائها
...
-
جرائم لا تغتفرمن اجل نهب ملايين اطنان النفط العراقي, تدمير ش
...
-
العراق يشهد افضع جرائم الراسمالية المحتضرة وابشع مهازل التار
...
-
الشعب البريطاني ينجح في محاكمة بلير كمجرم حرب والمحتلون وادو
...
المزيد.....
-
المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات
...
-
أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم.
...
-
كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك
...
-
الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق
...
-
فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ
...
-
نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
-
عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع
...
-
كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
-
آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
-
العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|