طارق قديس
الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 02:36
المحور:
القضية الفلسطينية
يبدو أن سبعة عشر عاماً من الأخذ والجذب دون فائدة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت كافية لكي تعكس لنا تغيراً واضحاً في موقف صائب عريقات كبير المفاوضين في منظمة التحرير الفلسطينية من اتفاقية أوسلو التي تم التوقيع عليها في عام 1993، ويصل بتفكيره إلى ضرورة انتهاج طريق آخر لإقامة الدولة الفلسطينية بعد أن تنصلت إسرائيل من كافة وعودها واتفاقياتها من الفلسطينيين حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية. فقد ذكرت بعض وسائل الإعلام أن عريقات كان قد أعد مسودة وثيقة في أواخر عام 2009، تطرح طرقاً عديدة للمقاومة السلمية في ظل تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط، والتي من بينها الحد من التعاون الأمني مع إسرائيل، والذي يعني بالضرورة حل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي جرى تدريبها على يد المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في المنطقة الجنرال كيث دايتون.
كما وتطرح الوثيقة احتمالية أن تؤول اتفاقية أوسلو إلى نهايتها وأن يتم حل السلطة الوطنية الفلسطينية، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى خلق حالة من الفوضى في الضفة الغربية.
بالإضافة إلى ما سبق تطرح المسودة حلاً ثالثاً يدعو إلى التخلي عن المطالبة بحل الدولتين، والعمل على الوصول إلى حل الدولة الواحدة ثنائية القومية على أرض فلسطين التاريخية كاملة. مع العلم أن الخيار الثالث ليس الحل الذي يفضله شخصياً لكنه خيار نابع مما سماه مواصلة إصرار إسرائيل على عدم العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس ما تم الاتفاق عليه بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في عهد الإدارة الأميركية السابقة.
ورغم أن الخيارات الثلاثة لا تشكل حلولاً جذرية حقيقية لمشكلة الدولة الفلسطينية، ولا يمكن الاعتماد عليها في التعامل من الكيان الإسرائيلي بحيث تأتي بنتائج مثمرة في المستقبل القريب دون أن يحتاج الفلسطينيون إلى إضاعة سبعة عشر عاماً آخر لاختبار حل سلمي جديد، إلا أن مجرد طرحها – أي تلك الخيارات الثلاثة - من شخصية كصائب عريقات تشكل ضربة قاسية للمدافعين عن أوسلو، وإثبات أن الطريق لإقامة دولة فلسطينية تحظى بالشرعية الدولية ليس حكراً على أوسلو وحدها، وأنه بالإمكان العثور على طرق أخرى يمكن للفلسطينيين أن يلجأوا إليها لإقامة دولتهم المشروعة بعدما تم اختبار أوسلو سبعة عشر عاماً دون جدوى.
#طارق_قديس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟