|
يوميات مرشح في بابل 1-363
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 22:50
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
بلغت الحملة الانتخابية ذروتها هذه الأيام وبدأ العد التنازلي ليوم الانتخابات ،وبسبب القانون الجائر وقصر المدة المخصصة للدعاية الانتخابية،أندفع المرشحون في قائمة الأيادي البيضاء اتحاد الشعب لخوض المعركة بالجرأة والصلابة الشيوعية المعروفة رغم الصعوبات العديدة التي تواجههم وفي مقدمتها ضعف التمويل وانعدام الأعلام المرئي وعدم امتلاكهم لوسيلة فاعلة في إيصال صوتهم الى أوسع الجماهير ،ولكن الهمة الشيوعية والصلابة المبدئية التي عودنا عليها الشيوعيون وأصدقائهم ذللت الكثير من الصعوبات التي تواجههم وأحببت اليوم أن أنقل لرفاق الحزب وأنصاره وأصدقائه ومؤازريه صورة عن تحركات المرشحين متخذا من الرفيق علي إبراهيم رئيس قائمة الحزب في بابل نموذجا لعنف الحملة وقوتها والطرق التي سلكها المرشحون للوصول الى أكبر قدر ممكن من الناس،رغم أن للمرشحين الآخرين حركتهم التي توازي أو تزيد عليه لمرافقتي إياه في هذا اليوم 2-3-2010 . في تمام الساعة الواحدة ظهرا أنطلق الركب الميمون في سيارته الخاصة يرافقه الرفيق عقيل الربيعي وكاتب السطور فكانت المحطة الأولى للجولة المسائية زيارة قرية البو هزام التابعة ناحية القاسم حيث التقينا بمجموعة من أبناء المنطقة في مضيف الشيخ جبار الرميض الذي كان يساريا ولا زال صديقا للحزب وكان لحفاوة الاستقبال أثره في التعمق في مناقشة برنامج القائمة وأهدافها حيث تطرق الرفيق الى مناقشة الواقع الزراعي وضرورة الاهتمام به ،والسعي لإزالة الفوارق بين المدينة والريف من خلال تأمين مستلزمات الحياة الحرة الكريمة وتوفير الخدمات الكفيلة بتحسين الواقع الزراعي والارتقاء به نحو الأحسن، إضافة للجوانب الأخرى التي أعطاها البرنامج اهتماما استثنائيا باعتبارها اللبنة الأولى في أعادة البناء والتعمير ،وأن العبرة ليس بالبرامج وإنما في تنفيذها والآليات المطلوبة لتسريعها عندما تتوفر المصداقية والنزاهة والإخلاص،التي لا تتوفر في غير الشيوعيين والقوى الوطنية التي نبذت الطائفية والتعصب القومي ودعت لبناء الأمة العراقية بعيدا عن العناوين الفرعية التي بنيت على أساسها مرتكزات العملية السياسية في العراق وأدت الى هذا الخراب الذي دفعنا ضريبته خلال السنوات الماضية أنهار من الدم العراقي المراق على مذبح الأطماع والعمالة. وبعد ذلك أجاب على أسئلة الحاضرين التي تمحورت حول الموقف من الدين حيث بين وبجلاء عمق المؤامرة التي خططت لها القوى الرجعية لمواجهة الحزب الشيوعي حفاظا على مكاسبها ،وبسبب القرارات الثورية التي كان للحزب دورا في إصدارها مثل قانون الإصلاح الزراعي وقانون العمل وقانون الأحوال الشخصية وقانون النفط ،وهي التي دفعت العملاء وأذناب العهد المباد لاستعمال الوسائل الرخيصة لمحاربة الحزب في العراق وتساءل من أين لكم هذه الأرض فقال أحدهم حصلنا عليها من خلال قانون الإصلاح الزراعي..فكانت نادرة لطيفة ألجمت المتصيدين بالماء العكر. بعد ذلك انتقلنا الى دار الرفيق أبا غسان للقاء بتجمع لأهالي القاسم في ندوة مفتوحة تطرق من خلالها الى الكثير من النقاط التي عالجها البرنامج في الجوانب المختلفة ،سواء في مجال الأعمار أو الخدمات ،أو مجالات التربية والتعليم والثقافة والهموم الشبابية وما يتطلبه الواقع من أيادي نظيفة تسهم في بناء ما خربه الأشرار بعد عقود من الدكتاتورية والتخلف الذي أوصل الوعي الشعبي الى متاهات الزيف والدجل الذي بني عليه الواقع الراهن،وكانت هناك مداخلات كثيرة نوقشت من خلالها العديد من الجانب وكانت ندوة ناجحة . توجهنا بعدها الى قرية الإبراهيمية حيث التقينا بعائلة أحد الرفاق لحل مشكلة عائلية كادت تعصف ببناء الأسرة التي تتكون من عدد من الرفاق والرفيقات وكان لهذه المبادرة أثرها في أعادة المياه الى مجاريها ،وعودة الوئام للأسرة التي أبدت عظيم امتنانها للحزب وقيادته على اهتمامها بمختلف الجوانب الحياتية وتدخلها لإصلاح ذات البين ،وكان لهذه الأسرة الكبيرة أثرها في الدعاية الانتخابية للقائمة حيث ملأت المدينة بالبوسترات واللافتات لمرشحي القائمة ووزعت الكثير من الكارتات في أماكن مختلفة من خلال علاقاتها مع الآخرين وسبق أن أقيم في دارهم عدد من الندوات منذ بدء الحملة الانتخابية. بعد ذلك انطلقنا الى مدينة الحلة حيث التقينا بالرفيق الأستاذ الكاتب كاظم القريشي (أبو سلام )رئيس الجمعية الإنسانية للمتقاعدين والرفيقالكاتب عدنان التويجري الذين رغم كبر سنهما جعلا من بيت الرفيق آبا سلام مركزا للدعاية الانتخابية وتحويله الى ورشة عمل يجري من خلالها توزيع الكارتات ولصق البوسترات بجهود فردية منهم ومؤازرة من أفراد العائلة التي تركت أعمالها الأخرى وانصرفت للنشاط الانتخابي ، ونشر الإعلانات في المنطقة وقيام أحد أبنائها بتوزيع الإعلانات في كراج سيارات الداخل لتصل الى أكبر عدد من المواطنين،حيث بين الرفيقين بكل فخر أن القبول والترحيب من المواطنين دفعهم للعمل أكثر لما وجدوه من تجاوب حقيقي معهم من قبل الكثيرين عندما يعرفوا بأنهم يروجون لاتحاد الشعب لما للحزب من مكانة في نفوس الغالبية من العراقيين لمواقفه المعروفة ونزاهته التي يفتقر أليها الكثيرون. بعد ذلك توجهنا الى موعد آخر في قرية حرملة حيث التقينا مع جمهور كبير من أهالي القرية في مضيف الشيخ ،وقام الرفيق آبا عوف بشرح فقرات البرنامج والطرق الكفيلة بتطبيقه وأن ذلك لا يتم إلا بمؤازرة الجماهير للحزب من خلال انتخاب ممثليه ليكون صوتهم عاليا في البرلمان ثم تطرق الرفيق قصي الطائي عضو مجلس المحافظة السابق ومدير زراعة بابل السابق لمناقشة مشاكل القرية في مجال الخدمات والزراعة ،وما بذل من جهود لإيصال الماء الصافي لقريتهم وأتفق معهم على مشروع زراعي يسهم في تطوير الزراعة وفق التقنيات الحديثة من خلال المنظمات الإنسانية العاملة في العراق بحكم عمله الاستشاري في هذا المجال. وفي خلال هذه الرحلة التي امتدت لأكثر من سبعة ساعات تخللها لقاآت أخرى مع مواطنين بشكل متفرق حيث وزعت عليهم كميات من البوسترات والكارتات لتوزيعها أو تعليقها في الأماكن التي وجدنا ضعفا فيها أو جرى أزالتها بفعل العوامل الجوية أو تخريب المخربين،وكنا نتوقع من الرفيق رئيس القائمة أن يكون بمستوى الضيافة العربية ويتكفل بطعام العشاء إلا أنه ودعنا شاكرا دون أن نتذوق طعم زاده أو نرى لون نقوده وهذا من العجائب في الانتخابات العراقية فقد وجدنا في المرشحين عن القوائم الغنية كرم حاتمي يقف أمامه حاتم الطائي ذليلا حاسرا بما يقدمون من أطعمة فاخرة لم نعتدها في حياتنا بما تحوي من لذيذ الأطعمة و(مصرف جيب) يزيد أو ينقص بحسب القدرة المالية لهذا المرشح أو ذاك أو محله من السلطة الجديدة في العراق الجديد ،إلا أصحاب الأيادي البيضاء التي لم تدنس بالمال العام ،فكان بياضها مدعاة فخر لكل شيوعي شريف ومواطن نظيف كان له دوره في الترويج للقائمة والدعاية لها فإلى أمام يا أبناء الرافدين فقائمتكم ترنوا إليكم والى جهدكم لتأخذ مكانها في التغيير نحو الأفضل وبناء الدولة المدنية الديمقراطية دولة الكفاءة والعدل والمساواة.
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنتخبك يحلو الطول وأسمر
-
بدلنه الفيس بلاطيه
-
الصوت الشيوعي عندما يكون عاليا
-
انتخبوا ألجواهري .. اتحاد الشعب 363
-
أخذ فالها من أطفالها
-
سيبقى العراق بخير يا زهراء363
-
الشاه بندر وعقد الماضي
-
بيت الشعب 363
-
أبن الشامية البار عبد الواحد حبيب غلام
-
أن صحت أنفضحت وإذا سكتت نوكلت
-
انتخبوا...ولا تنتحبوا
-
عرس آذار
-
لماذا تخفيض الرواتب والسكوت عن الفساد
-
متى يحاكم قتلة سلام عادل
-
أبراهيم الخياط يسب العنب الأسود
-
فاتك السوم
-
يا أديب كن أديب
-
البراءة..هل هي الحل؟
-
الحزبية وليس الكفاءة هي المعيار الأول
-
اجتثاث المطلق ...قبل اجتثاث صالح المطلك
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
المزيد.....
|