أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رياض حسن محرم - المرأة والقضاء....والمجلس














المزيد.....


المرأة والقضاء....والمجلس


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 17:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كشف الموقف المتصلب للقضاة أعضاء الجمعية العمومية لمجلس الدولة عن المدى البعيد الذى ذهب اليه المجتمع المدنى فى مصر من تمثل وليس تأثر فقط للأفكار السلفية، وصبغها لجميع أوجه الحياة فى مصر والمجتمعات العربية والإسلامية عامة الى درجة صادمة تجعل العلاج صعب جدا وشبه مستعصى، وحتى ما كان يعرف بالنخبة أو الإنتلجنسيا لم تسلم من تبنى هذه الأفكار وأبسط مثال لذلك هو موقف القضاة من رفض تعيين المرأة قاضية متتعللين بحجج ومقولات اسلامية تجاوزتها كثير من دول العالم ومن بينها دول إسلامية عديدة توصف بالتشدد مثل السودان واليمن.
لقد ابتعد المجتمع كثيرا عن افكار الحداثة والتقدم، وأوغل فى الإنغماس فى دهاليز الفكر السلفى المعتق، والحياة حولنا بأكملها شاهد على ذلك، عادات الميلاد والزواج والموت كلها تغيرت ونسخت بأخرى قادمة من الصحراء، سبوع المولود كنا نحتفل به فى طقس شعبى مبهج، الغربال والهون والحلويات وأغانى برجلاتك وياربنا ياربنا تكبر وتبقى زينا، واسمع كلام فلانة ومتسمعش كلام علانة، تحول بقدرة قادر الى عقيقة ولحم، وحتى لم ينسوا أن يفرقوا فيه بين الذكر والأنثى فله شاتين ولها شاة واحدة، حتى الأفراح أصبح معظمها يقام فى المساجد فى اطار فصل كامل بين الجنسين، يجلس الرجال ساكتين كأنهم فى عزاء بينما تردد النساء بعض الأهازيج الدينية، حضرت احد تلك الأفراح وعندما سالت عن رأيئ قلت لهم العروسة "إتزّفت"، وكان هذا رأيي فى الفرح.
حتى الكورة لم تسلم من ظواهر التأسلم، بدءا من تسمية فريقنا بفريق الساجدين، وأن سبب الإنتصارات الكروية هو دعاء الجماهير، وصلوات اللاعبين وليس مستواهم الفنى، وقيل ان ابوتريكة اتصل بالفريق قبل مباراة الكأس وطلب منهم صلاة قضاء الحاجة، وشاهدنا رفع المصاحف فى مواجهة الكاميرات فى المباريات.
عاصرت مرحلة الستينات من القرن الماضى حين كان السفور هو القاعدة وكان الحجاب ظاهرة إستثنائية، أيامها إنتشرت موضة المينى جيب، ولكن كانت الأخلاق أفضل بكثير، والتسامح هو السائد، لم نشاهد حينها التحرش بالنساء كما يحدث الآن، حتى المعاكسات كانت فى إطار رقيق، ولكن كلما أوغل المجتمع فى عملية التدين وطغى الحجاب والنقاب والذقون والجلابيب إزدادت الأخلاق تدهورا، والفساد إنتشارا، وأصبح العنف خاصة ضد المرأة إحدى السمات المميزة ، هل يملك هؤلاء الذين يدعون التدين أن يفسروا لنا أسباب ذلك.
لم أكن أتصور أن الأمر بهذه البشاعة حتى يصل الى من نسميهم صفوة المجتمع، النخبة التى نسميها الضمير الجمعى لنا والمفترض فيها انها تملك الحقيقة، وعنوانها العدالة العمياء التى تمسك بميزان الحق، أن ترفع راية العصيان بكل هذا الإصرار والإجماع مطالبة برفض دخول المرأة بين صفوفهم حتى لا تدنسها، مغلفين رأيهم ببعض المقولات البالية والمتخلفة عن الولاية الكبرى والصغرى المختلف عليها حتى دينيا، والمسموح بها كما ذكرت فى معظم البلدان الإسلامية، ومتظاهرين ببعض المسوح الإنسانية الزائفة مثل أننا نشفق عليها من صعوبة هذا العمل وعدم إتساقه مع طبيعتها الأنثوية التى تحيض وتلد.
إن هذا المنطق المعوج إذا ما مددناه على إستقامته لا يؤدى فى النهاية الاّ الى المطالبة بعودة المرأة الى المنزل تطبيقا لفهم خاطيئ لقوله ( وقرن فى بيوتكن)، والإهدار الكامل لمجمل مسيرة المرأة الى التحرر والمساواة، وحصرها فقط فى وعاء لإمتاع الرجل وحاضنة لإنتاج الأطفال.
لقد صدعوا رؤوسنا طويلا بوضع المرأة فى الإسلام، وكيف أنه كرمها، فى الوقت ذاته فإن جميع ممارساتهم هى الضد تماما، كيف أنهم أول من عارض حقوق المرأة السياسية فى الكويت، وهم الذين يجلدون النساء اللاتى ترتدين حمالات صدور فى الصومال، والذين يرجمون النساء فى ايران وأفغانستان، والأمثلة لا تعد وآخرها رفض مجلس الدولة فى مصر تعيين النساء فى سلك القضاة.
إن الغمامة السوداء لا تلف رؤوس النساء فقط ولكن ظلالها البغيضة أصبحت تعمى عيون المجتمع بأكمله الاّ من رحم ربى.
ودمتم



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة البرادعى...دعوة للتأمل
- أفاتار...والإبهار التكنولوجى
- لا تكلمنى شكرا
- -رسائل بحر- غامضة
- الصول عبد الجواد
- الحكومة ترقص على إيقاع شباب الفيس بوك
- هل وصل الأمر الى -أيام- طه حسين؟
- زكى مراد...فارس ليس من هذا الزمان
- شخصيات من السجن(2)
- فلسطينيون فى مصر (3)
- دموع أم
- 2-فلسطينيون فى مصر
- لماذا تطالب الحكومة المصرية بعودة الآثار المسروقة ولا تطالب ...
- فلسطينيون فى مصر
- العلمانيون بالقميص الإسلامى
- الحب المستحيل
- ذكريات هزيمة
- القضية الفلسطينية.....رؤية تحليلية
- دكان شحاتة .. والواقعية المصرية
- جريشة..حكاية بطل شعبى


المزيد.....




- سجلي 800 دينار..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- الملاكمة النسائية في الجزائر.. إيمان خليف تلهم العديد من الف ...
- نساء حزب المحافظين يطالبن بمنح جميع النساء الحق في الولادة ا ...
- هل أعلن ترامب الحرب على النساء؟
- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رياض حسن محرم - المرأة والقضاء....والمجلس