أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكرياء الفاضل - الحسناء والمفتي المتقي














المزيد.....


الحسناء والمفتي المتقي


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 16:21
المحور: كتابات ساخرة
    


وقفت على شط النهر، بقامتها الرشيقة، تداعب مياه النهر البلورية بقدمين ناعمتين لتزيدها لمعانا وبريقا، تحت أشعة غروب أحمر توسط الأفق استعدادا للرحيل. كانت حورية برمال صحراء ناعمة تدلّعها الرياح وجبين عريض، علامة ذكائها، يعلو بحيرتين زرقاوين صافيتين وأنف متوسط الحدة استقر تحته برعم وردي كاد ينفتح. لم تنتبه إليه وهو واقف خلفها، على بعد بضعة أمتار، يتفحصها بغريزة بهيمية. لبرهة أطبق جفنيه، لما وقع نظره على أسفل ظهرها، وتخيلها في حضنه تداعب شفتيه برحاقها المعثق. فازدادت حرارته وهاجت مخيلته واحترقت أعصابه بنار الحرمان. اشتهاها بكل حيوانيته وقوة ذكورته، فتلك الرمانتان المتدفقتان، فوق بطنها المشتد كأوتار عود زرياب، كانت تزيده رغبته فيها وتشعل هذيانه بها. ولربما جعلته يخلص في خياله الواسع. حاول، مرارا، مراودتها دون جدوى. أغراها بالمال فلم تجب، عرض عليها زواج المتعة فأثار استغرابها وضاعف من احتقارها له. قالت له مرة، بعدما صارحها بحيوانيته: لو تهديني قلادة من نجوم السماء وتضع البدر تاجا على رأسي ما كنت من نصيبك..
أجابها: لماذا؟ أنا رجل وأشتهيك بكل جوارحي..
فردّت عليه بأنه ليس في دوقها ولا بالمستوى الفكري الذي تطمح له. ساعتها تملكته رغبة جنونية في خنقها، لكنه تراجع وعدل عنها لينتقم منها شر انتقام كما اعتقد.
جاءت محاولة انتقامه منها دنيئة وخسيسة، حيث حرض زملاءها، بالدراسة، عليها متهما إياها بالفجور والدعارة في الكبريهات. وأصدر فتوى تبيح دمها رجما بالحجارة وكأن شيء لم يكن: لم يحاول مراودتها على نفسها، ولم يحاول استدراجها ليوقع بها في فراشه، ولم يحاول إقناعها لتضاجعه. بل كان يصدر فتواه وكأنه ليس طرفا معنيا فيما يحصل. لقد نسي كيف سال لعابه ساعة لامست نهديها نظرته الشهوانية وجردتها من ثوبها مخيلته الشاذة وكيف كان يطاردها في كل مكان حتى في أحلامها الهادئة. لقد كانت رغوة هستيريته، وهو يخطب في طلاب الجامعة، تتطاير من فيه وكأنه جمل أصابه السعر.
لم تهتم بحملته المسعورة عليها ولم تعرها أي انتباه لعلمها أنه قزم يحاول التظاهر بالعظمة وأن صوته مبحوح لا يصل إلا لآذان شواذ الفكر الطامعين في بركته ورضاه وهم قلة حتى ولو وُضعت المرايا من حولهم. وانتقد موقفها هذا بعض أصدقائها لكون التهاون واللامبالاة بالتهديدات قد يؤدي إلى نتائج غير حميدة، إذ ذوي الشذوذ الفكري ليسوا وهما. لكنها أجابتهم بأن أي خطوة يتخذها أي أحمق ضدها ستكون بداية نهاية عالم الجنون.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية: جماعات دينية أم تنظيمات سياسية
- الاتحاد السوفياتي لا زال قائما
- وحدتنا الترابية: قضية انفصاليين أم قضية غياب الديمقراطية؟
- حرية التعبير في المغرب المخزني: إلى أين؟
- فطرتنا الحقيقية: سياسة المعيارين
- عيد مبارك سعيد و كل عام و أنتم ديمقراطيون
- عندما يصبح الإنسان بضاعة
- نضال الجماهير الشعبية في متاهات الصراعات الإديولوجية
- ابن الشهيد و الحاج عمر
- الألفية و الألفية
- فران الحومة أو نادي المهمشين
- الغرب 2009


المزيد.....




- فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقد ...
- ابنة النجم المصري محمد صلاح: -هددوني بالحبس- (فيديو)
- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...
- الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكرياء الفاضل - الحسناء والمفتي المتقي