|
زعماء وعملاء الخيانة والفساد على فراش الحكام العرب
راوية رياض الصمادي
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 16:21
المحور:
كتابات ساخرة
كتاب عن حياة صدام حسين واليكم جزء منه .....
يحاول الحاكم العربي ـ أي حاكم عربي ـ أن يصدر نفسه لأبناء شعبه على أنه راعيهم وحامي حامهم، فهو يحافظ على مصالحهم ويرعى شؤونهم، لا حاجة لأن يعملوا فهو يعمل بالنيابة عنهم، ولا حاجة لأن يفكروا فهو يفكر بالنيابة عنهم، ولا يتم هذا كله لوجه الله، ففي النهاية تصبح الشعوب العربية لا حاجة لديها لأن تربح، لأن الحاكم يربح بالنيابة عنها، ولذلك كله فنحن نسرق دون أن نعترض، تسلب حقوقنا أمام عيوننا دون أن ننطق، وهذا أمر طبيعي للغاية، فما دمنا تنازلنا عن حقوقنا، فنحن نستاهل كل ما يجري لنا.
مؤلف الكتاب محمد الباز
سألوا مصرياً وعراقياً وسودانياً عن رأيهم في أكل اللحمة؟ فرد السوداني: يعني إيه أكل وقال المصري: يعني إيه لحمة.. أما العراقي فتلفت حوله ثم قال: يعني إيه رأي.
قبل حرب العراق التي جاءت على الأخضر واليابس كان موقف الحكام العرب صادماً للجميع بدا الجميع مسلوبي الارادة غير قادرين حتى على التصريح بالرفض.. ولذلك اقتربت النكتة من أثوابهم وأشعلت فيهم النار ولم تدع أحداً ليطفئها.
القذافي قرر يجوز ابنه الساعدي.. وفي ليلة الفرح أطلق صواريخ نووية في الفضاء الخارجي، فهو رغم أنه لا يكف عن الكلام والتصريحات لم نر منه شيئاً حتى الآن سوى صواريخ الكلام ولذلك جاءت السخرية في مكانها المضبوط.
ياسر عرفات كان عند مرمى النيران.. استدعاه الرئيس الأمريكي بوش إلى البيت الأبيض وقال له: يا باخد الأقصى لشارون يا بـ(..) وبعد دقائق خرج عرفات من البيت الأبيض وهو يرفع بنطلونه قائلاً: قال عايز يأخذ الأقصى مننا قال.
لم يكن حكام الخليج بعيدين عن السخرية اللاذعة بعد أن وقفوا مكتوفي الأيدي ولم يمنحوا شعب العراق سوى أدعيتهم التي من المؤكد أنها لم تصل إلى السماء.
أحد حكام الخليج ذهب إلى مكتب العمل بعد أن خرج بيل كلينتون من البيت الأبيض وطلب أن يغير الكفيل من كلينتون إلى الرئيس الأمريكي الجديد جورج بوش الصغير.
قالت النكتة رأيها بصراحة فالشعوب لا تحب حكامها ولا ترحب بهم ولا تفتح لهم ذراعيها بل تدعو عليهم كل صباح وترجو من الله أن يستجيب لدعائها:
* حاكم عربي وجد مصباح علاء الدين ولما خرج له العفريت قال له الحاكم: عاوزك ترجع لي أبويا اللي مات من عشر سنين فقال له العفريت هذا صعب جداً فقال له الحاكم طيب أنا عاوز أكون حاكم محبوب كل الشعب يسبح بحمدي رد عليه العفريت ساخراً: لا أجيب لك أبوك أسهل.
لا تثق الشعوب في حكامها فهم يعرفون أن الحاكم عندما ينظر في المرآة لا يرى سوى نفسه وأن كلامه عن مصالح شعبه واهتمامه بهم مجرد كلام فارغ للاستهلاك المحلي ليس إلا ولا يختلف الوضع في أخطر القضايا وأهونها.
*زعيم عربي رسم وشما على ذراعه يصور خريطة فلسطين المحتلة فلما سئل عن السبب قال: حتى لا أنسى. قالوا له: لكن ماذا ستفعل لو تحررت فلسطين والوشم لا يمحى فقال ببساطة: أقطع ذراعي: ولم ينس صانعوا النكتة أصحاب الشعارات الضخمة، علي عبد الله الصالح الرئيس اليمني لا يكف عن التصريحات التي يستعرض من خلالها عضلاته هو أكثر الرؤساء العرب حديثاً عن ضرورة الحرب والضرب.. رغم أنه لا يفعل أي شيء إيجابي يؤكد كلامه ولذلك فهو لم يسلم.
جلس علي عبد الله صالح يناقش مع أحد وزرائه المشكلات الاقتصادية الرهيبة التي تواجه اليمن فقال له الوزير: عندي حل مذهل.
رد صالح: قل بسرعة.
قال الوزير: علينا أن نعلن الحرب على الولايات المتحدة وبعد أن نخسر الحرب سوف ينفق الأمريكيون آلاف الملايين لتعمير بلادنا تماماً كما فعلوا في ألمانيا واليابان ويفعلون الآن في العراق هز علي عبد الله صالح رأسه وقال للوزير وماذا نفعل لو انتصرنا على الأمريكان.
عنف الحكام العرب وسطوتهم وبطشهم بمعارضيهم أفرز بدوره نكتا لاذعة ولأن صدام حسين كان الأكثر بطشاً أو هذا الذي نتفق عليه الآن بعد أن زادت فضائحه وفضائح نظامه فقد ألحقت به معظم النكت التي تتحدث عن العنف والبطش.
طارد رجال الأمن العراقيون لصاً فخاف أن يقتلوه اعتقاداً منهم أنه ليس بعثياً فأخذ الحرامي يصيح قائلاً أنا حرامي.. والله العظيم حرامي.
الغريب أن هذه النكتة نفسها قيلت في العراق أيام عبد الكريم قاسم وبدلاً من أن يطارد رجال الأمن الرجل على أنه ليس بعثياً طاردوه على أنه بعثي لكن الثابت في كل مرة أن المواطن العراقي كان يصرخ في المرتين بأنه حرامي فأن تكون لصاً في بلد عربي أهون بكثير من أن تكون معارضاً للنظام وتجهر بذلك.
القهر ليس سياسياً في الدول العربية فقط.. فالقحط الذي يعيشه السودانيون والجوع الذي لاقوه لم يدفعهم إلى الثورة ولكن دفعهم إلى التنكيت:
(أضرب العمال السودانيون فاجتمع بهم الرئيس عمر البشير لمعرفة شكواهم قالوا له: فيه أزمة في كل حاجة.. ما في زيت ولا سكر ولا لحم.. سلع في السوق ما في، قال لهم ومطالبكم إيه، فقالوا له زيادة الأجور.. فرد عليهم ساخراً وبتعملوا بيها آيه.
حالة الضنك هذه التي يعيشها المواطنون العرب جعلتهم يتمنون الخلاص من حكامهم بأية طريقة حتى ولو صلبوا.
* أحد رجال الأمن السريين اقترب من بائع صور يفرش بضاعته على أرض أحد الميادين العربية وسأله:
ـ بكم صورة السيد المسيح هذه؟
ـ بخمس ليرات.
ـ وبكم صورة رئيسنا المحبوب؟
ـ بنصف ليرة.
ـ هل هذه معقولة تبيع صورة المسيح بخمس ليرات وصورة الرئيس القائد بنصف ليرة.
ـ فقال البائع غاضباً: أصلبوه وأنا أبيع صورته بخمسين ليرة.
لم يترك الشعب المصري أحدا إلا وجرحه بالنكتة حتى الذين أحبهم.. لم يفرق في ذلك بين جمال عبد الناصر وأنور السادات. بين فيفي عبده والشيخ الشعراوي، بين هزيمة 1967، وانتصار 1973، وهو ما جعل عبد الناصر نفسه يتوتر، فبعد أن أعلن أنه سيتنحى ألهبه الشعب المصري بالنكتة للدرجة التي دفعته لأن يطلب من المصريين أن يخففوا من التنكيت، وكما سجل أنيس منصور في كتابه (عبد الناصر المفترى عليه والمفترى علينا)، فإن عبد الناصر قال: احنا من غير ما نعرف بنسمع الإذاعات ونرددها. ونقول مفيش فايدة، الشعب المصري يسمع أي حاجة وينكت عليه، تعرفوا موجة النكت التي طلعت في الأيام اللي فاتت.. أنا عارف شعبنا. شعبنا طبيعته كده، وأنا لم أخذ الموضوع بطريقة جدية وعارف الشعب المصري كويس، ما هو أنا منه وأتربيت فيه، كل واحد يقابل واحد يقول له سمعت آخر نكتة ويحكى.
وكأن عبد الناصر أعطى تصريحا للشعب المصري، لأن ينكت عليه وعلى كل ما يقابله، ولذا مرمطت النكتة برجال المرحلة الناصرية الأرض.
* عبد الحكيم عامر قال لشمس بدران: مدير مكتبي ده شخص غبي! فقال له شمس إزاي؟ اشار له عبد الحكيم قائلاً استنى.. واستدعى مدير مكتبه وقال له : روح بيتي شفني هناك أو لا، فخرج الضابط وغادر المبنى وبعد فترة عاد ليقول للمشير للأسف يا فندم سيادتك مش في البيت، ثم أدى التحية وانصرف فالتفت إلى شمس بدران قائلاً: مش قلت لك إنه غبي.. كان ممكن يوفر المشوار ويسأل عني في البيت بالتليفون.
وقيل: ثلاثة لا يدخلون الجنة، شمس بدران، وعبد الحكيم بن عامر وجمال عبد الناصر، الأول ترك الجيش بدون عدة والثاني مات حبا في وردة، والثالث تنحى وقت الشدة.
ـ عبد الناصر كان يلقي خطاباً عندما عطس أحد الحاضرين فتوقف قليلاً وسأل: مين عطس؟ فلم يرد أحد فأمر بإطلاق النار على الجالسين في الصف الأول وسأل: مين عطس، فلم يرد أحد فأطلق النار على الصف الثاني وسأل: مين عطس، فرفع رجل اصبعه وهو يهب واقفاً وقال: أنا يا ريس، فرد الرئيس يرحمكم الله.
ـ التقى صديقان أيام عبد الناصر فبادر احدهما الآخر: هل علمت أن فلانا خلع ضرسه من أنفه، فرد عليه ولماذا لم يخلعه من فمه؟ فقال له هو حد يقدر يفتح فمه.
ـ عثر على تمثال احتار علماء الآثار في تحديد أصله، فاقترح جمال عبد الناصر إرساله إلى المخابرات لكشف غموضه، وبعد ساعات قالوا له: لقد تأكدنا أنه تمثال رمسيس الثاني، فقال لهم كيف، فقالوا اعترف بنفسه يا فندم.
ـ سأل رجل عجوز أحد الشباب، إيه رأيك في الثورة، فأجابه: الثورة.. الله يا سلام؟ فرد الرجل العجوز للدرجة دي بتحب الثورة! فقال له الشاب بسرعة: طبعاً دا أنا من كتر حبي في الثورة نفسي في ثورة ثانية.
وهذه النكتة مسجلة باسم عبد الحميد جودة السحار الكاتب الروائي تقول: إن رجلاً كان يشتري صحيفة كل يوم، ثم ما يكاد ينظر في الصفحة الأولى حتى يرميها على طوال ذراعه، فسألوه: بتعمل كده ليه، فيقول: كفاية إني قريت الوفيات، فيردوا عليه، بس الوفيات مش في الصفحة الأولى، فقال لهم: اللي مستني وفاته، حيموت في الصحفة الاولى.
ربطت النكتة بين عبد الناصر والسادات.. وكأنها كانت تريد أن تنتقل من الأول إلى الثاني بنعومة. وقد يكون الكاتب الساخر محمود السعدني له دور كبير في ذلك، فقد لخص الموقف كله في عبارة واحدة. عبد الناصر موتنا من الرعب والسادات حيموتنا من الضحك، الربط كان بهذه النكتة.
ـ جاء عبد الناصر للسادات في المنام وقال له: يا أنور، فرد عليه أفندم ياريس، فقال له إنت بتقول إنك عملت تنظيم الضباط الأحرار ماشي، وبتقول إنك اللي ما عملت الثورة ماشي، وبتقول أنك الوحيد اللي حاربت الفساد ماشي، لكن قل لي بذمتك أنت كنت تقدر تقول يا جمال.. كده حاف؟. هذه النكتة سارت على هديها نكت أخرى كثيرة.. تشير إلى أن السادات لم يكن يقول لعبد الناصر إلا حضرتك وسيادتك.. لدرجة أنه حضر معه حفلاً لأم كلثوم.. ولما سأله عبد الناصر عن الأغنية التي ستغنيها ثومه فقال له السادات: حضرتك الحب يا أفندم، في إشارة إلى أغنية أنت الحب!
أطلق المصريون كما هائلاً من النكت على السادات، لكن النكت التي طاردته لم تؤثر فيه، ولم يكن قادراً على حل شفرتها وفهم معانيها، ومن ثم كان لابد أن يستعمل الناس أسلوباً آخر كي يفهم وكان هذا الأسلوب على النقيض وهو المظاهرات.
ولأن المصريين لم يرحموا حكامهم من التنكيت عليهم حتى الذين أحبوهم منهم، فأنهم لم يتركوا أحد من الحكام العرب في حاله، وكانت حرب العراق التي كشفت عورات الجميع فرصة لهم ليمارسوا هواياتهم المفضلة، لكن المفاجأة أن الناس كادوا يفقدون قدرتهم على السخرية.. النكت خرجت باهتة بلا لون ولا طعم ولا رائحة، حتى رسوم الكاريكاتير التي نشرتها الصحف العربية والمصرية.. عكست مزاجاً مضطربا.. فيبدو أن الألم كان أكبر من الاحتمال.. ولذلك لم يستطع أحد أن يسخر منه بحرارة.. فخرجت النكت بطعم العبث ونكهة العدمية.
إنني لا أتفق مع الذين يقولون إن النكتة سلاح قوى ومؤثر.. فهي دليل العجزة الذين لا يستطيعون الفعل فيكتفون بالكلام، صحيح أن النكت أرقت الحكام العرب، وأقلقت منامهم، وأقتحمتهم حتى وصلت إلى فراشهم ومخادع نومهم... لكن ماذا حدث.. مازالوا قابعين على صدورنا.. ويبدو أنهم سيظلون على هذا ـ لا مؤاخذة ـ الوضع كثيراً..
#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قلب الأحداث وتصارع الحقائق
-
الثقافة الإستهلاكية.. متى نمتلك ادواتها؟
-
النساء في الديانة اليهودية - وحقوق المرأة
-
قصيدتي إليك
-
الذكاء العاطفي والذكاء الإجتماعي مقدرات قد تجعل الحياة أسهل
-
من أسباب التخلف العلمي في المجتمعات العربية والإسلامية .. ال
...
-
الوغز بالأبر هل هي ظاهرة أم موضة العصر أم علاج لأمراض مستعصي
...
-
هذي حياتي في سطور
-
العيد وإنفلونزا الخنازير وردود أفعال الناس حولها
-
عقاقير تأثر في الشباب
-
اليوم العالمي لحقوق الطفل
-
البرامج التعليمية الخاصة بالطلبة المتمييزين
-
النظام العذائي وعادات تناول الطعام إلى متى ؟!
-
للرجل والمرأة خمس حواس لا سيما للمرأة فهي ترى بينما الرجل ما
...
-
سلاماً لمن أحبنى وبكي
-
كأي غصنٍ على شجرٍ لجلال برجس بانوراما الحلم
-
يجب التعود عليه واحترامه منذ الطفولة .... سوء استغلال الوقت
...
-
وكأن الأيام تكتب عني
-
الإعلانات الموجهه .. كيف يمكن الإستفادة منها ؟
-
الدكتور عدنان الطوباسي والدكتور صالح الحربي يدعون إلى دراسة
...
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|