أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - تاريخ وماهية القرآن 1- 3















المزيد.....

تاريخ وماهية القرآن 1- 3


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 02:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التاريخ علم له أصوله وقواعده ويخضع للفحص والتمحيص كما تخضع بقية العلوم التطبيقية والنظرية. وكل معلومة تاريخية يجب أن يكون لها سند كتابي أو تصويري أو نحت يُثبت صحتها ويخضع للتحليل العلمي. فنحن عندما نتحدث عن تاريخ الأسر الحاكمة في مصر القديمة لابد أن نستوثق من ذلك التاريخ بالرجوع إلى الكتابات الفرعونية التي عثر عليها الباحثون في مقابر الفراعنة وفي إهرامات مصر العديدة ومكتبات الإسكندرية وغيرها. وكذلك الحال بالنسبة للتاريخ اليوناني القديم والتاريخ الروماني والفارسي وغيره من تاريخ الأمم السابقة.
وإذا لم تثبت الحفريات والمخطوطات كل نواحي حادثة بعينها، يمكن أن نلجأ إلى الاستنتاج من القرائن التي ترتبط بتلك الحادثة، فإذا اتخذنا مثالاً من تاريخ الحرب العالمية الثانية، وفترة الحكم النازي في ألمانيا والدول التي استولت عليها بقوة السلاح، نجد بحوزتنا صوراً فوتوغرافية وأفلاماً وثائقية عن المعتقلات والمحرقة التي قام بها جهاز الجستابو الهتلري بحق اليهود والغجر وغيرهم من الإثنيات الأخرى. ولكن هذه الوثائق لا تثبت لنا أن شخصاً أو أشخاصاً بعينهم قد قادوا اليهود وأدخلوهم إلى غرف المحرقة، رغم أننا نعرف أسماء قواد الجستابو وأسماء بعض المسؤولين الذين أشرفوا على معسكرات الاعتقال. وفي مثل هذه الحالات يمكن أن نلجأ إلى القرائن ونسأل أنفسنا لماذا يهرب طبيب بالجيش النازي بمجرد وصول الحلفاء إلى أطراف برلين؟ فالطبيب جوزيف منغلي Josef Mengele هرب متنكراً إلى الأرجنتين وخضع لعمليات جراحية لتغيير مظهره. وعندما قال بعض الناجين من المحرقة إن بعض الأطباء كانوا يجرون تجارب على المعتقلين بتلك المعسكرات، نستطيع أن نقول بما يشبه التأكيد إن دكتور منغلي قد شارك في تلك التجارب، وإلا لماذا هرب وهو لم يكن محارباً بالجيش بل طبيباً لا يدعوه عمله إلى الهرب. وسوف ألجأ لمثل هذه القرائن عندما اتحدث عن التاريخ الإسلامي.
تاريخ جزيرة العرب في أغلبه غير موثق حتى الآن إلا في اليمن ومنطقة الهلال الخصيب. ففي اليمن لدينا مخطوطات ونقوش حجرية عديدة منذ الألفية الثانية قبل الميلاد تخبرنا عن الدولة المعينية وملوكها وآلهتها ومعابدها، وكذلك عن دولة حضرموت ودولة سبأ وبناء سد مأرب وترميمه بواسطة الحاكم الحبشي أبرهه، وغير ذلك الكثير.
منطقة الحجاز وأواسط الجزيرة العربية لم يعثر الباحثون فيها على أي مخطوطات باللغة العربية للفترة التي سبقت الإسلام، بل عثروا على مقاطع صغيرة تدل على أن اللغة العربية كانت لغة يتحدث بها الناس لكنها كانت تفتقر إلى النقاط وعلامات التنوين وحروف العلة  vowels التى تمثل الحروف a, o, e, i في اللغة الإنكليزية، واستعاض عنها أهل العربية بالفتحة، والضمة، والكسرة، والتنوين لاحقاً. وعلامات الترقيم هذه قد أخذها أهل اللغة العربية من اللغة الآرامية أو السريانية بعد ظهور الإسلام. وأقدم مخطوطة عُثر عليها حتى الآن هي مخطوطة "الرقش" أو "الرقشة" ويرجع تاريخها إلى عام 267 ميلادية
المصدر MSM Saifullahm Mohammad Ghoneim & Shibli Zamam
From Alphonse Mingama To Christoph Luxenberg: Arabic Script & the Alleged Syriac Origins of the Quran


   
الكتابة على يسار المخطوطة عبارة عن خليط من النبطية والعربية التي ليس بها أي نقاط أو علامات ترقيم. والكتابة العمودية إلى يمينها هي كتابة ثمودية. والكتابة التي على يمين الصورة هي فك تلك الرموز النبطية والعربية إلى اللغة العربية المعاصرة. ويظهر من هذه المخطوطة أن اللغة العربية لم تكن لغة مكتوبة كما هي اليوم.
فإذا كانت هذه هي الكتابة العربية حتى عام 267 ميلادية، أي قبل حوالي ثلاثمائة سنة قبل ظهور القرآن، نستنتج من هذا أن اللغة العربية لم تكن لغة مكتوبة ومقروءة وإنما لغة تخاطب بين الناس في الغالبية العظمى من الوقت. ويذهب بعض علماء اللغات إلى أن العربية المكتوبة في أيام ظهور القرآن كانت كلمات عربية مكتوبة بالحروف الآرامية أو السريانية لأن اللغتين الآرامية والسريانية كانتا لغة الكتابة السائدة في ذلك العصر.
وعليه نستطيع أن نقول إن التاريخ الإسلامي كله تاريخ شفهي لم يُكتب إلا بعد أن تطورت اللغة العربية وأُدخلت عليها النقاط وعلامات الترقيم في نهاية القرن الأول الهجري ومنتصف القرن الثاني. فتاريخ يعتمد على ذاكرة الرواة على مدى مائة عام أو يزيد، تاريخ لا يمكن الوثوق به إطلاقاً. وفي هذه الحالة لا يمكننا إلا الاعتماد على القرائن فقط.
ولكن الإشكال في الإسلام هو أن المسلمين يأخذون كل ما يسمعونه من رجالات الدين مآخذ الجد ويعتبرونه حقيقة لا تقبل الجدل، ناهيك عن التفكير فيما سمعوا أو نقده. وإذا أخذنا مثلاً قصة زواج محمد من خديجة وعدد أطفاله منها، يتضح لنا مدى ركاكة ذلك التاريخ. فكل كتب السيرة وتاريخ البخاري وكتب الأحاديث متفقة على أن محمد تزوج خديجة عندما كان عمره خمس وعشرين سنةً وكان عمرها أربعين سنةً، وكان لها زوجان قبله. وأنجبت له عدداً من الأطفال لم يتفق الرواة على عددهم أو ترتيب ولادتهم. يقول ابن كثير في مختصر السيرة النبوية (قال ابن عباس كان أكبر ولد رسول الله القاسم، ثم زينب،  ثم عبد الله،  ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية) (ص 512). وقال أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري، عن ابن عباس: (ولدت خديجة من النبي ابنه عبد الله ثم ولدت له زينب ثم ولدت له رقية ثم ولدت له القاسم ثم ولدت الطاهر ثم ولدت المطهّر ثم ولدت الطيب ثم ولدت المطيّب ثم ولدت أم كلثوم ثم ولدت فاطمة، وكانت أصغرهم) (نفس المصدر ونفس الصفحة). ففي هذه الرواية ولدت خديجة عشرة أطفال لمحمد. وكلا الروايتين عن ابن عباس، وهذا يبين لنا إما أن ابن عباس كان يعتمد على ذاكرته التي يبدو أنها خانته كثيراً، أو أن الرواة عنه كانوا يكذبون.
ونحن نعرف من علم وظائف الأعضاء physiology أن المرأة بعد سن الأربعين يقل عندها إفراز هورمونات الأنوثة ويبدأ عندها ما يُعرف في الطب ب menopause ويقول عنه العرب "سن اليأس" الذي يبدأ فيه عدم انتظام الدورة الشهرية، وبالتالي يصبح احتمال الحمل ضعيفاً، وفي الغالبية العظمى من النساء تتوقف الدورة في سن الخامسة والأربعين ويصبح الحمل غير ممكنٍ بعد ذلك. فمن المستحيل علمياً أن تلد امرأة تزوجت في سن الأربعين عشرة أطفال قبل أن تموت وعمرها خمس وستون سنة. ثم أن محمد الذي ولد له من هذه المرأة الأربعينية كل هؤلاء الأطفال، كيف لم تلد له عائشة البكر ولا صفية الشابة التي تزوجها ليلة قتل زوجها، ولا أي زوجة أو محظية من زوجاته العديات ومحظياته الشابات من اليهوديات مثل ريحانه، أي طفل مع أن أغلب زوجاته كان لهن أطفال من أزواجهم قبله؟
القرائن تؤكد لنا هنا أن خديجة لم تلد لمحمد الأطفال الذين نسب المؤرخون الإسلاميون أبوتهم له، وربما كانوا أطفال خديجة من زوجيها السابقين. وإذا اعتمدنا تاريخ الإخباريين هذا فإن فاطمة وهي أصغر أطفال محمد تزوجها علي بن أبي طالب سنة اثنين هجرية وكان عمرها خمس عشرة سنة (العجاب في بيان الأسباب، لابن حجر العسقلاني، ص 77). وخديجة توفيت عام عشرة من بدء الرسالة، أي قبل ثلاث سنوات من الهجرة. فإذاً كان عمر فاطمة عشر سنوات عندما توفيت أمها. وخديجة ماتت وعمرها 65 سنة. إذاً لابد أنها ولدت فاطمة وعمرها يومئذ خمس وخمسون سنة. وهذا في رأيي أمر لا يمكن القبول به من ناحية علمية. ولكن مجرد ذكر هذه الحقيقة يجعل من الكاتب شخصاً مرتداً وشاتماً للرسول، عقابه السيف، كما يقول ابن تيمية في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول"
تاريخ الإسلام كله، بما فيه تاريخ نزول وجمع القرآن، تاريخ مزيف كتبه الرواة بعد مرور عشرات السنين بعد ظهور الإسلام، وكان الغرض الرئيسي منه هو تأليه محمد وتمجيد الإسلام عامةً، والقرآن على وجه الخصوص. وسوف استعرض في الحلقة القادمة إستحالة أن يكون القرآن الذي بين أيدينا هو القرآن الذي يقول المسلمون إنه نزل على محمد من عند الله بواسطة جبريل.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقولون ما لا يفعلون
- الإسلام يزرع الجهل والخزعبلات في أتباعه
- المسلمون يحتكرون كل شيء حتى الله
- خرافة العصر الذهبي في صدر الإسلام 3-3
- خرافة العصر الذهبي في صدر الإسلام 2-3
- خرافة العصر الذهبي في صدر الإسلام 1...؟
- مع القراء عن نباح الكلاب
- على نفسها جنت براقش - النباح حول المآذن
- إنجازات الحوار المتمدن
- نفاق وعاظ السلاطين
- حصاد الهشيم - الحلقة الأخيرة
- حصاد الهشيم - الحلقة قبل الأخيرة
- حصاد الهشيم - الحلقة الثانية
- حصاد الهشيم - الحلقة الأولى
- عَوْدٌ على بدء - الرجوع إلى الفيزياء
- ماذا ترك العلم لإله السماء؟
- تعقيباً على القراء
- إله أم صنم؟
- ماذا أراد عائض القرني من نشيده؟
- ملحد أم لا ديني؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - تاريخ وماهية القرآن 1- 3