حسن خضر - مصر
الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 11:38
المحور:
الادب والفن
نحن الكلابَ الحقيقيينَ
يزدادُ عواؤنا في العُتمةِ
العُتمةُ مملكتُنا الشاسعةُ
المسكونةُ بالانتظارِ والبردِ..
كنّا كلاباً مهذَّبةً
نحْفُرُ قبلَ التَّبرُّزِ
ثمَّ نَرْدِمُ الماضِي..
جئنَا هنَا..
قبلَ أنْ تبنوُا هذه البِنَاياتِ
وأنتم بعدُ لا تعرفونَ الكلامَ
كانتِ الأرضُ كلُّها لنَا
وعواؤُنا يَعْمُرُ الليلَ.
انصتُوا إليهِ
وهو يعودُ دفعةً واحدةً
حينَ تنقطعُ الكهرباءُ
وتخرسُ لبعضِ الوقتِ آلاتكمُ
الحديثةُ.
تعرفونَ وفاءنا طبعًا،
انظروا ماذا فعلتُم أنتُم
بمصائرِ أصْحَابكم!؟
القططُ الخبيثةُ
التي صاحبْنَاها مُرغمينَ
لأنها تعرفُ المدينةَ أكثرْ
حكتْ عن أعمالٍ غريبةٍ درّبَتْهَا عليها بعضُ نسائكِم
عن تفاهاتِكم في البيوتِ
التي لا تستطيعونَ الوقوفَ في نوافذِهَا العريضةِ
آمنينَ،
وعن بكائِكم أحيانًا دونَ صوتٍ.
حين صرتُم كلْبييِّنَ تمامًا
تركنا النَّهار لكُم,
لِسَعيكُم الخائبِ..
نحنُ الكلابَ الحقيقيينَ لا نحملُ سوءًا لأحدٍ
لكنَّ خوفكم يوقظُ ذاكرةَ الطرائدِ فينَا
خوفُكُم يُسْعرُنا.
فاتركوا الليلَ لنا،
لعوائِنا الذي نادرًا ما يعودُ
بعد أن فارقْنَا الرَّملَ
والزّراعاتِ.
ولا تركضُوا وراءنا في الشّوارعِ
فالأحجارُ آلمتْ أجسادنا فعلاً
وأقْعَدَتْ كثيرين منّا
ربَّما.. إلى الأبدْ.
#حسن_خضر_-_مصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟