أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى الطحاوي - فتيات صغيرات محكومات بالمؤبد في سجن التقاليد














المزيد.....

فتيات صغيرات محكومات بالمؤبد في سجن التقاليد


منى الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 892 - 2004 / 7 / 12 - 06:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تلقيت اخيرا، عبر بريدي الاليكتروني رسالتين، كانتا الأكثر حساسية من بين ما اطلعت عليه من رسائل. الاولى تميزت ببساطة وجدية مثيرتين، اما الثانية فتميزت بالقوة والشجاعة

الرسالة الاولى تلقيتها من الاخت «مي»، وهي مصرية الجنسية في السابعة عشر من عمرها

تقول مي: لقد «قررت الكتابة اليك لسبب واحد، هو انني احدى فتيات هذا الجيل المظلوم من فتيات العالم العربي والشرق الاوسط عموما». وأضافت رسالة مي تقول: «كتبت اليك ليس لأني املك قصة كفاح، بل لأني ارغب في امتلاك هذه القصص»

ومضت مي تقول، انها تؤمن بحقوق المرأة، ولكنها لا تستطيع، او بدقة اكثر، لا تعرف كيف تدافع عنها. وطلبت مني مساعدتها بتعليمها كيف تدافع عن قضايا المرأة. واوضحت: «اعرف جيدا ان التعاطف وحده لا يكفي»

خلال قراءتي للسطر الاخير من الرسالة، فكرت، حين ارد على مي، ان اقول لها، انها هي التي يجب ان تعلمني اين تعلمت اهمية الدفاع عن حقوق المرأة في سنها الصغيرة هذه. كانت مي قد قالت، ان مجرد النظر في ما حولها، يوضح لها تماما ان النساء محرومات من حقوقهن، وأنها تريد مساعدتهن. كم اود ان يتعلم الجميع في العالم العربي، كيف يرى المظالم المرتكبة ضد المرأة وكيف اود ان اجعلهم يهتمون، كما فعلت، بخصوص القضاء على تلك المظالم

اقول لمي: احييك .. انت مستقبلنا. وإذا كان المستقبل مثلك فكم هو مستقبل باهر
ونسمع الكثير عن عدم مبالاة الشباب في العالم العربي اليوم. ونسمع ان كل ما يهتمون به هو آخر صيحات الموضة، او آخر فيديوهات روبي، او نانسي عجرم، وبريتني سبيرز. ونسمع العديد من الشكاوى التي لا تنتهي، حول اهتمام الشباب بتقليد الغرب تقليدا اعمى. ولكننا نادرا ما نسمع عن شباب صغار، قلوبهم كبيرة يرغبون في مساعدة من حولهم

عندما قالت مي، انها تعرف ان التعاطف وحده لا يكفي، وأنها تريد المساعدة بدلا من التأييد عن بعد فهي استحقت التحية
ان العالم العربي هو عالم الشباب. فلديه اكبر نسبة من الشباب في العالم - 38 في المائة من العرب اقل من 14 سنة. وربما كان عالم شباب من الناحية الاحصائية، فمن الواضح، انه عالم يحكمه الكبار، الذين نادرا ما يتوقفون لسؤال الشباب رأيهم في قضايا معاصرة - وحتى القضايا التي تتعلق بهم مباشرة كشباب
ومما لاشك فيه، ان المجموعة التي تواجه التجاهل في العالم العربي، ونادرا ما يسمع صوتها هن الفتيات والنساء. وعلى النساء طيلة سنوات شبابهن، تحمل اوامر الآباء والأخوة، حول ما يجب فعله وما لا يجب. ثم يأتي دور الازواج فيما بعد. ومن المؤسف، ان على النساء في العالم العربي، ان يصبحن جدات قبل ان تُأخذ وجهات نظرهن بجدية، وقبل ان يستمتعن بالاحترام داخل الاسرة

لقد حان الوقت للانصات الى تلك الاصوات الشابة، وإجراء حوار معها. انني ادعو القراء لإرسال ردودهم على السؤال الذي طرحته مي، حول سبل الدفاع عن حقوق المرأة، على العنوان التالي: [email protected] ، وسأقوم بإطلاع مي على بعض ردود الفعل، كما سأطلب منها ابلاغنا عما ستفعله هي لقضية المرأة

أبدأ الحوار بمناقشة كيفية تنشئة البنات في العالم العربي. فقد ضمنت قارئة، سأشير اليها بالحرف الاول من اسمها (ر)، هذه القضية، رسالة أثارت في داخلي حزنا عميقا. تقول الاخت (ر)، 28 سنة، وتعيش في احدى دول المشرق العربي، انها لا تلقى أي سند وتأييد من اسرتها. وعندما بعثت لها بردي الذي ابلغتها فيه بحزني على ما سمعته منها، ردت برسالة قالت فيها انها والكثير من صديقاتها يشعرن بأن اسرهن كانت تفتقر الى الحب

سألت (ر) عن نوع التأييد الذي تحتاجه من اسرتها، ادلت بإجابة تعبر عن جوهر النقاش الذي اود ان ابدأه مع القراء. تقول الاخت (ر) ان التأييد الذي كانت تتمنى الحصول عليه من اسرتها كان امرا بسيطا، ويتلخص،على وجه التحديد، في تفهمهم واحترامهم لحقيقة انها بشر، ولها دور مهم تلعبه في المجتمع
تقول (ر) انه من غير المنطقي ان تواجه البنات مئات المشاكل خلال سنوات مراهقتهن، من اجل المحافظة على حقوقهن. وتقول (ر) انها كانت ترفض ترتيب اسرّة اشقائها عندما تطلب منها والدتها ذلك. والسؤال هنا هو: لماذا تطلب ام من ابنتها ترتيب الاسرّة للأولاد؟ لماذا لا يرتب اشقاؤها اسرّتهم بأنفسهم؟

تتذكر (ر) الدفاع عن شقيقتها عندما يحاول احد اشقائها ضربها، إلا ان الام كانت تتصدى لها باستمرار، وتطلب منها عدم التدخل، مؤكدة ان من حق الشقيق تأديب شقيقته. مرة اخرى، اود ان اسأل: لماذا تسمح الام لإبنها بضرب ابنتها؟

ادرك تماما ان الكثير من الاشياء التي تعلمها الامهات لبناتهن، هي الأشياء التي تدرك هؤلاء الامهات ان المجتمع يطلبها. إلا ان على الامهات إدراك حقيقة ان بوسعهن تشجيع المجتمع، وحثه على التغيير. وان ذلك يمكن ان يحدث من خلال تغيير الطريقة التي ينشئن بها الاطفال. الامهات والآباء على حد سواء يمكن ان يلعبوا دورا هنا. فهذه مسؤولية لا تقتصر على الامهات وحدهن. الأطفال يولودون من الامهات والآباء سويا، ولديهم فرص لتغيير المجتمع من خلال تغيير الطريقة التي ينشئون من خلالها اطفالهم

نقلت لي (ر) قصة فظيعة حول امرأة تحبس بناتها داخل حمام المنزل

وتقول هذه الام، ان البنت يجب ان تخضع للتأديب «لكي لا تفلت». هذا النوع من التفكير تجاه البنات يجب ان يتوقف. وكما تقول الاخت (ر)، فإن هذا النوع من السلوك يهدف الى كسر روحهن وإلغاء عقولهن حتى يصبحن طائعات



#منى_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيكافح من أجل فتيات العراق ونسائه؟
- أوقفوا ختان البنات
- نساء مثل تحف فنية معلقات على جدران الزواج
- تكاشف علني في قضايا تخص النساء
- تعالوا نزين فضاءنا بحقوق النساء


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى الطحاوي - فتيات صغيرات محكومات بالمؤبد في سجن التقاليد