رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 07:10
المحور:
كتابات ساخرة
مع كل صباح اصحو على ايقاع عزف موسيقى النشيد الوطني
وعند آخر هزيع من الليل أنام على ذلك الايقاع.
وأردد مع الدنيا نشيد وطن متعب ، يلهو به زعيم عافه الزمن وعافته قلوب من يحكمهم ، لكنه كابوس جاثم لم يبارح كرسي كرس حياته من اجله ونسي ان ثمة وطن يتسرب من بين ايدينا فيما يديه عليه كي لا يطير .
منذ أن صافحت عيناي صورة الوطن لم أجد الا صورته مصلوبة على أعمده الانارة ، او مشنوقة على جدران البيوت والمكاتب ، وجهه ويده التي تطيش في أخيلة الزهو الفارغ وتحايا يلقيها على فراغ منجزاته المتوهمة ، تعيس من يراه وتعيس من يسمعه ، واتعس منه من يجلس في قيلولة معه ، فهو يرمي بأعواد القات هنا وهناك –بحسب سياسيين جلسوا معه- وعليك أن تضع على عينيك نضارة حتى لا يفقأها لحظة مزاح ، ولو كانت هذه النظارة سوداء يكرهها "فليشرب من ماء البحر".
أتحداه يوما أن يثبت أنه ديمقراطي حقا ، لا يستطيع أن يثبت ذلك ، إلا شفويا أما عمليا فهو ديكتاتور صغير ، خدمته الصدف ، وألانت له الشعب بعض كلمات منمقة يلقيها مرة بحزن وأخرى بعاطفة مزيفة ، يقول أنا معكم فإذ به يتحول الى النقيض عمليا ليقمعكم ،ويردد فنانه ذو الصوت الرخيم "مالنا الا علي" على كاسيت ذو مؤثرات تستحلب عواطف الشعب وتحيل عواصف الثورة فيه الى" يانار كوني بردا وسلاما"
هذا علي ومن مثله ، وما لنا الا هو ، فلولاه لما كنا عرفنا ان البحر ملحا أجاجا ، ولولاه لما عرف بعضنا القارات الست ، ولولاه لما استنشقنا الهواء بلون البارود ، ولما التفت الينا العالم ونظر الينا بخوف ورعب ، ذلك هو المنجز الوحيد الذي يمكن أن يفتخر به زعيم بلد أرعب العالم..!!
مؤتمرات دولية تعقد لإنقاذه ، ومنح يستدرها من أجل "توطيط" امن واستقرار الكرسي ، وكروش من حوله يملؤها بالتخمة ويغدق عليها من النعيم ألوانا ، فيما الشعب جائعا يتسكع في الشوارع والازقة وأبواب المطاعم والمساكن باحثا عما يسكن صراخ معدته ، يلهو بنا كما يلهو صبي بدميته ، يسجن ويسحق ،ويرحق خيرات الوطن رحقا ، يتعالى على الشعب بتواضع مزور ، من خلال صورة مفبركة لشيخ ضرير زاره ، أو طفل يحمله بحنان مصطنع بين يديه ، أو قبلة لصغيرة داعبت أحاسيس صباه ، فتحرك الشجن فيه لعشق قديم.
هذا هو الذي مالنا إلا هو ، هو هو، لم يتغير فيه شيئا سوى أن ثمة بياض بدأ يغزو رأسه ، وبوادر ميراث قاتم لمن بعده ، وإلى يوم ذاك المصير دعونا نقول ما لنا الا علي..!!
[email protected]
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟