أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صائب خليل - امن اللصوص وجدار التوسع














المزيد.....

امن اللصوص وجدار التوسع


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 892 - 2004 / 7 / 12 - 06:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


سعد العرب, والفلسطينيون خاصة, ومؤيدو حقهم في العالم – واؤكد لكم انهم غالبية ساحقة- بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم شرعية الجدار الاسرائيلي ولاقانونية الوضع الناجم عن بنائه, وضرورة الامتناع عن تقديم المساعدة للابقاء على ذلك الوضع.
بدأ, القرار نصر كبير للقانون الدولي, الذي هو بأمس الحاجة الى تنفس نصر بين حين واخر يكسر اختناقه بالهزائم, وهو بالطبع نصر للحق الفلسطيني وكل من يدافع عنه.
نعلم جميعا ان القرار لن ينفذ, وان اميركا تعهدت كالعادة بحماية اسرائيل من القانون, فهل هو نصر فارغ لايتعدى الورق؟

اذا اعتبرنا الهدف والطموح المباشر لنا هو ازالة الجدار, فأنه نصر فارغ. لكن هذا الطموح غير واقعي ولذلك فالهدف غير صحيح, ويمكن ان يؤدي الى استنتاجات غير صحيحة من الاحباط. نحن نعلم مسبقا ان اقصى ما كان ممكن تحقيقه هو قرار من المحكمة, ونحن نعلم انه لن يتم تنفيذه في النهاية. لكن هذا ليس نصرا فارغا, فاسرائيل واميركا تعانيان منذ سنوات من تزايد سريع من عزلة شديدة على مستوى شعوب العالم (وليس حكوماتها), كما تعبر عن ذلك العديد من الاحصاءات, وسيوجه هذا القرار ضربة جديدة للدولتين التين تسعيان بشكل محموم لاستعادة سمعتهما في المجتمع الدولي.
اريد في هذه العجالة ان انبه الى بضعة نقاط اراها مفيدة في النقاشات التي ستجري بكثافة خلال الايام والاسابيع القادمة بلا شك, في مختلف انحاء العالم حول القرار. فمن النتظر ان تغزو التلفزيون والراديو وغيرها من وسائل الاعلام مناقشات واسعة بين الجهات المؤيدة للقرار وللحق الفلسطيني والاخرى المؤيدة للسياسة الاسرائيلية.

النقطة الاولى: كما اشار الصحفي والناشط الاسرائيلي يوري افنري في مقالة له عن الموضوع, فان هرتز (الذي توفى قبل مئة عام بالضبط) كان تحدث عن ان اسرائيل يجب ان تمثل "جدارا حضاريا بين الحضارة الاوربية والتوحش العربي". كذلك هناك الكثير من الحديث اليوم عن "الصراع بين الحضارات", ومن المتوقع ان ينسحب هذا على النقاشات التي ستجري. افنري يقدم لنا ملاحظة ثمينة هنا حين يذكرنا ان اسرائيل لاتستطيع ادعاء تمثيلها للحضارة (الغربية) هنا لان قرار المحكمة هو قرار تلك الحضارة ممثلة بخمسة عشر قاضيا منها. لذا يجب التوكيد هنا ان اسرائيل تقف في وجه الحضارة الغربية وفي صف التوحش, من وجهة نظر تلك الحضارة.

النقطة الثانية: ان اسرائيل تبني الجدار لحماية سكانها, وانه يمثل حقها في امنها, وهذا بالضبط هو الوتر الذي حاول ان يلعب القاضي الامريكي في المحكمة عليه, وهو الوحيد الذي كان قد عارض الحكم. هذه بالطبع مراوغة كلامية لااكثر, لان اسرائيل المعتدية لاحق لها بالامن, فالامن لمن اعترف بامن غيره وحقوقهم وليس للمعتدين. فأذا انكرنا ذلك واعترفنا للمعتدي بالحق في الامن, فيجب اذا ان نشرع للصوص حقا في الامن بعد سطوهم على ما سرقوه, وحقهم بالاحتفاظ به والتمتع به بامان. ليس القانون معنيا بالامن كيفما اتفق, بل الامن العادل.

النقطة الثالثة: يسميه الفلسطينيون ومؤيديهم "جدار فصل (عنصري)" ويسميه الاسرائيليون "سياج", للتذكير باسيجة البيوت التي تحمي ساكنيها. انا اقترح تسميته "جدار التوسع" لان "جدار الفصل" لايتضمن احتلالا, كما هو واقع الجدار الذي قال عنه عرفات انه "يسلبنا 58% من ارضنا". فمن الممكن مناقشة ان "جدار الفصل" (العنصري) امر "غير مرغوب به" ولكنه بسبب "الصراع" (لاحظ الكلمة المحيدة لحقيقة الاستيطان والاعتداء) والارهاب, فانه قد يعتبر مقبولا. الا ان بناء جدار في ارض جارك على اساس حماية نفسك منه, امر صعب الدفاع عنه, لذا يجب الابقاء على التذكير بانه بني في ارض لشعب اخر خلال كل المناقشات.

كما كنت قد اكدت في مقالة اخرى فان مقولة "الاحتلال" يجب ان تكون دائما في المركز, وان يسعى المناقش من الجانب الفلسطيني الى جعلها محور النقاش, وعدم الانجرار الى المحاولات المتوقعة من المقابل لابعاد النقاش عنها الى مقولات اخرى, حتى اذا كانت تلك الاخرى تبدوا مغرية. فالارهاب الاسرائيلي سيرد عليه الجانب الاسرائيلي بالارهاب الفلسطيني, الخ. كل تلك المقولات تتحمل الرد, لان لها وجها مقابلا سيسعى الجانب الاسرائيلي الى التركيز عليه حقا او باطلا, الا مقولة الاحتلال, فهي غير حيادية ولها اتجاه محدد يصعب المناورة عليه, فالاحتلال الاسرائيلي لايمكن ان يقابله في نفس الوقت "احتلال فلسطيني", ويجب التذكير بان جميع المأسي الواقعة على طرفي "الصراع" هي من نتاج الاحتلال, الذي هو نتاج اسرائيلي بحت, ولايمكن ان يأتي من الطرفين.

يجب ان يهدف الى ان يخرج المشاهد, او المستمع من النقاش بتساؤل عن عدالة الاحتلال ومسؤوليته عن كل الماسي في فلسطين اسرائيل, وليس عن عدالة الارهاب واي الارهابين اقسى وكيف هو الحل للارهاب. السؤال المتبقي في ذهن المشاهد يجب ان يعكس بلا اي التباس الطبيعة غير المتناظرة للصراع: معتد ومعتدى عليه.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام وشرف الجنس
- الجيش الصغير والحلم القديم بالسلام
- عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟
- مداح القمر
- العراق يعبر الشارع الخطر
- لحظة ايها الملائكة
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صائب خليل - امن اللصوص وجدار التوسع