أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - هل يصبح تزوير الانتخابات وظيفة حكومية في العراق الجديد...؟؟















المزيد.....

هل يصبح تزوير الانتخابات وظيفة حكومية في العراق الجديد...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 21:27
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


" من جرى في عنان أمله عثر بأجله "
(علي بن أبي طالب )

سؤال اطرحه مع نفسي كلما تطلعت إلى صور أثرياء المرشحين للانتخابات العامة القادمة التي حولت جدران الأبنية والدورالسكنية إلى ظاهرة قبيحة نشازا. بعض صور المرشحين تعطي انطباعا غريبا ، حيث يظهر أحدهم مادا يديه وكأنه يقول : ارحموني يرحمكم الله ، فليس الذين أنتخبتموهم في المرة السابقة أقل مني حرصا على المال العام . وآخر مطل من جدارية على علو ثلاثة امتار بابتسامة صفراء ، وكأنه يقول لن تنالوا مني أبدا ، فلست أقل نزاهة من الآخرين. وآخر يتأبط القرآن الكريم وكأنه يقول ، إنه يدفع البلاء عني مهما عملت إن كنتم مغفلون. وآخرون اختاروا أن تظهر صورهم وهم بالزي العربي وكأنهم يقولون ، ها نحن هنا لنعيد للقبيلة والاقطاع هويتهما العربية إن كنتم تفقهون. فما هو تفسير هذا الصراع المحموم على كرسي البرلمان من أناس مترفين وشبعى؟
أخمن أن بعض الساعين لعضوية البرلمان العراقي ينظرون إلى ذلك الكرسي باعتباره وسيلة للثراء السريع منطلقين من فكرة أنه " أفضل رأسمال" ناقضين بذلك مقولة كارل ماركس بأن " الانسان أفضل رأسمال". لقد منح الشعب لبعض هؤلاء المتنافسين فرصة لاثبات جدارتهم وإخلاصهم له لكنهم فشلوا ، وها هم من جديد يعيدون الكرة ، ليس بجلباب المذهب والطائفة كما في المرة السابقة ، ولكن عبر شراء أصوات الناخبين مع معرفتهم بأن أسلوبهم هذا يلطخ تاريخهم بالخزي والعار ولا يجلب لطوائفهم غير السمعة السيئة.
لقد امضى أغلبهم أكثر من أربعة سنوات يلهث وراء مصالحه من امتيازات ومنافع مادية ، فلم يجتمعو يوما بناخبيهم لبحث وتدارس المعاناة الناتجة عن فشل الحكومة في معالجة شحة الماء الصالح للشرب ، ونقص الكهرباء والوقود ،وانعدام خدمات النظافة وحماية البيئة ،وقلة فرص العمل وارتفاع معدلات التضخم التي تدفع بأغلبيتهم للجوع والفاقة. في تصريح مهم أدلى به لمؤتمر عقد في النجف ، هو الأول من نوعه لمسئول كبير مثل الشيخ بشير النجفي ، أحد الأعضاء الأربعة في المرجعية الدينية في النجف ، انتقد فيه بشدة أداء مجلس النواب وحكومة المالكي ، حيث جاء فيه :
"ضمت السلطة التشريعية (في البلاد) كثيراً من المقصرين، كما شملت التنفيذية بعضاً ممن خان الوطن والشعب وسرق المال وأثار الطائفية في البلاد مثل وزير التربية (خضير الخزاعي)". وأكد الشيخ في حديثه : " انه (الخزاعي) لم يزل يصرعلى فرض حكم طائفة على اخرى في البلاد. ولم يصغ الى النصائح التي قدمت إليه بحب وحنان من المراجع في النجف". كما انتقد المرجع الديني الرفيع أداء الحكومة بقوله : " هناك فساد اداري ، وتقصير في معظم مجالات خدمة الشعب ، كالكهرباء والماء والزراعة والنفط والحصة التموينية". إن كلمات المرجع الديني لم تلق إذنا صاغية ، لا من الحكومة ولا من اللاهثين وراء كرسي مجلس النواب وتلاشت كسحابة صيف.

لا أدري فيما إذا كان الشيخ على علم بحجم المال السياسي الذي يهدر في شراء أصوات الناخبين حينا ، وبالهدايا الثمينة حينا آخر، فيما تنفق مئات أخرى من ملايين الدولارات على الدعاية للمرشحين عبرالصحافة والقنوات الفضائية للترويج لانتخابهم. إن واحدة فقط من الجداريات التي تم نشر المئات منها في شوارع بغداد والمدن الأخرى لصالح مرشحي الائتلافات الحاكمة تكلف حوالي المليون دينارا ، يعرف الجميع أنها ممولة من ميزانية بعض الوزارات.
يجري هذا في حين لا تجد ملايين العائلات مأوى لائقا للسكن ، وأن آلافا منها بدون مبالغة تسكن البراري خارج المدنية والتحضر مفترشة الحجارة والرمال ، مشاركين القطط والكلاب السائبة في بحثها عن القوت في القمامة. شخصيات فاسدة لو نجحت في إعادة انتخابها لمجلس النواب فستكون ببساطة سندا وشريكا لحكومة فاشلة تهدر أموال الشعب وتكرس التخلف الاقتصادي في البلاد بدلا من شحذ الموارد المادية والبشرية لعملية التنمية والاعمار.

خلال هذا الصراع المحتدم بين اللصوص القدامى والجدد ، يشق مرشحون وطنيون نزيهون ضمن قائمة اتحاد الشعب طريقهم إلى قلوب وضمائر الناس عبر برنامجهم وتعهداتهم التي لم يساومو عليها يوما ، لا داخل مجلس النواب ولا خارجه ، ودعايتهم الوحيدة وشعارهم الرئيس هو الصدق قولا والعمل دون هوادة من اجل حياة أفضل لجماهيرالشعب. لقد شهد لهم بهذا خصومهم وأصدقاءهم حاليا وعبر تاريخهم الطويل العتيد. يكرس أعضاء قائمة اتحاد الشعب حملتهم الانتخابية مدافعين عن حقوق المرأة والطفل والأرامل والأيتام والمعاقين وكبارالسن ، ويسعون بإصرار لضمان حرية التعبيرعن الرأي والنشر والعقيدة ، وحق العمل والنشاط النقابي، والدفاع عن حقوق الفلاحين والمزارعين الصغار في الحماية الضريبية من أجل تطويرالانتاج الزراعي وازدهاره. لقد أثبتوا طوال سني كفاحهم من أجل هذه الأهداف أنهم أهلا لثقة الجماهير الشعبية ، وبأنهم الأكثر اصرارا على مكافحة الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة ، مطالبين الحكومة ومجلس النواب القادمين بحشد الموارد المالية والبشرية لاعمارقطاعات الانتاج المادية والخدمية لتحسين حياة الشعب والوقوف مع المظلومين ضد مستغليهم.

ذكر رئيس قائمة اتحاد الشعب في البصرة أن أربعا وعشرون كيانا انتخابيا بضمنهم قائمة اتحاد الشعب وقعوا وثيقة شرف من أجل انتخابات نظيفة ، وقبل أن يجف حبر تواقيعهم على تلك الوثيقة خرقت اثنتان وعشرون كيانا منها ما وقعت عليه ، فلم تحترم لا توقيعها ولا تعهداتها أمام شعبها. فبدأت بشراء الأصوات واستخدام المال السياسي ، وترهيب وتخويف الناخبين للتأثير في خياراتهم في تناقض فظ مع ما وقعوا عليه قبيل أيام. كيانات مثل هذه لا تحترم اتفاقا أخلاقيا كيف تتصرف في قضايا مصيرية تخص مصالح الوطن وحقوق المواطنين؟ وعن احتمالات قيام الكيانات الحاكمة النافذة بتزويرالانتخابات ، قال رئيس قائمة اتحاد الشعب لمراسل وكالة ( أصوات العراق ) " هناك مخاوف مبررة من التزوير عبرت عنها شتى الكتل الانتخابية ، فقد سمعنا أن هناك تسعيرة للصوت الواحد يبيعها المتنفذون في المراكزالانتخابية وحسب الطلب ، كما أن هناك غرف عمليات عن دورات لتسقيط ورقة الناخب.

وعن نفس الموضوع ، تحدث السيد حسن الشمري رئيس كتلة الفضيلة بالبرلمان العراقي لنفس الوكالة قائلا : “ لدينا معلومات خطيرة عن إجراءات للمفوضية بعضها يتعلق بزجها 845 ألف ناخب لا وجود لهم حيث ستخصص مراكز اقتراع خاصة بهم ترتكز بالمحافظات الشمالية والغربية” . وقد وزعت أرقام الناخبين بالشكل التالي : 50 الف بكركوك ، و174 الف في نينوى ، وبين 150 ألف الى 200 ألف ناخب في السليمانية ودهوك واربيل ، بينما كانت حصة بغداد 305 آلاف ناخب مركزة بمناطق خاصة بمكون انتخابي واحد. ولدينا معلومات تفيد ان الحبر المستخدم غير ملائم ونسبة ثباته لا تتجاوز 30% ويمكن أزالته بسهولة ، كما أن الأقفال السرية المرقمة لم يتم حفرها على الأشرطة بل تم استخدام ألوان من السهل أزالتها لغرض إعادة الترقيم.

وحول الموضوع نفسه وجه رئيس الوفد البرلماني الاوروبي للعلاقات مع العراق ستروان ستيفنسون انتقادات حادة لحملة الانتخابات العراقية التي رأى انها تجري على خلفية من "الحيل القذرة و القتل و الفساد و الابتزاز والتخويف" معتبرا "ان الحديث عن انتخابات حرة ونزيهة ليس الا وهما" بتعبيره. وقال أيضا "ان النخبة الحاكمة مصممة على تدمير خصومها بدلا من العمل على هزيمتهم عبر السعي من اجل الحصول على دعم الناخبين لاحزابهم وسياساتهم ".
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة مع والدتي حول هدايا المالكي الانتخابية لرؤساء العشائر. ...
- العفو عن سلطان هاشم وزملائه .. أفضل للعراق من إعدامهم....؛؛
- وا حسيناه ..... جئنا لنجدتك.....؛؛
- دردشة مع والدتي حول الانتخابات العراقية القادمة...؛؛
- الأحزاب الدينية الحاكمة... وخيارات الناخب العراقي...؛؛
- لم كل هذا الفزع من البعثيين.....؟؟
- المساعي الأمريكية لأحتواء أزمة - قرار الاجتثاث -
- لا عودة للبعث الصدامي... قولوا ذلك ولا تترددوا...؛؛
- السيد مقتدى الصدر ...وخطوطه الحمراء....؛؛
- بعد خراب البصرة... بريطانيا تعترف بالخطأ...؛؛
- أيها الناخب تذكر هذا .. قبل أن تمنحني صوتك....؛؛
- - هيئة المساءلة والعدالة - أم -هيئة العمل بالمعروف والنهي عن ...
- كوبونات النفط .. والضمائر المنتهية الصلاحية في العراق الجديد ...
- الحكومة العراقية والمعارضة ... في قفص الأتهام...؛؛
- مراجعنا السياسية والدينية الشيعية والسنية... لا ترد على الإس ...
- السيد نوري المالكي...والفرص الضائعة...؛؛
- عرب الجنسية ... والفرس المجوس...؛؛
- مغزى زيارة كربلاء .. وسانتياغو دي كومبولا .. وذي الكفل...؟؟
- نوري المالكي وعبد الكريم قاسم ... دروس وعبر...؛؛
- حرمان الأقليات العراقية من حقوقها...دليل إفلاس سياسي فاضح .. ...


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - هل يصبح تزوير الانتخابات وظيفة حكومية في العراق الجديد...؟؟