أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عذري مازغ - كولن ولسن وتجريد اللامتجرد














المزيد.....


كولن ولسن وتجريد اللامتجرد


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 17:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مـاء الحياة

أجمل مـايغذي نشوتي فيه، كان تعب البحث عن سواقيه، يحملني السديم إلـيه وتكتوي في جرعته، جراح قديمة، وكان يحملني الشوق الدائم إلى مجالسه، ويومها كنت أشرب وأشرب، أدك في صدري أوتاد السكينة كيما تنتهي في قلبي ذريعة الهاواجس.

آه سواقيها! سواقيكم يا إخوان الصفاء، ذبلت في دواليها دواعي النزول، وأغرقتنا في الربى حمائم الجهل والقعود الأبدي، سواقيكم يامن كتب الحقيقة باسم مستعار وتوارى خلف الممانعة، ليلوك الجهلة من بعدهم خرافة الوصل والتوصال، كانت بردة العصور المجحفة، يتيمة الوجد لأنها ولدت خارج التغطية، وكانت يتيمة أيضا لأنها ولدت خارج مهد القصور، وكانت رضيعتها حقان الزنوج وحليب الأمهات الفقيرات.

في أعالي الدوالي، تنتسج مملكة اللامنتمين، وكان كاهنوها من „البروليتاريا الداخلية “(1) كان رائدها الكبير كولن ولسن الذي بحث في الفكر الغربي ليستخلص من عباقرته المجانين نواة لمملكة الرب تتأسس على أركان „المعبد العالمي“، كان المنجم الجديد لحضارة ما بعد سقوط الحضارة الغربية يتوحد مع اللغة في عملية استمناء هزئت منها حتى فلول الشياطين، يعلن في ما يشبه التبيين، أن الحلول الممكنة لمرض الكون تترصع في مملكة العباقرة المشردين.

جميل جدا أن ينحاز الوجودي في التجريد اللامتناهي، في صمك اللا انتماء، ملتصقا بسجع اللغة حين تسجنه في عتمتها أو هو يسجنها في عتماته، ليعلن صراحة، من خارج الكون، وبعملية التوحيد الصوفية مع فطرته المدركة، أن الذين تحوزهم هزات المجتمع، ويرقنون فوق ميكانيزماته هم في الآخير سكان التجريد الفلسفي، بمنطق آخر، تصبح الفلسفة، في التحامها بما يشحن الحضارة في سيرورتها التاريخية هي ميتافيزقا التجريد، ويكون دجالوا الفكر المعاصر في سيرورة البحث عن اكسير الإنسان المثالي تأسيسا على فلسفة أديرة الرهبان، في طريق الروح إلى كمالها وتوحدها، هم قوة الحضارة والتاريخ محمولا على أعتاق المؤتمنون منهم على استهجان عقل „البروليتاريا الخارجية“ ( الكلاب الغير قانعة بتعبير كولن).
كان كولن ولسن في كاتبه „سقوط الحضارة“، وفي لمحة لسيرته الذاتية، حاول أن يبني قاعدة انتمائه للا منتمي على أساس تصوفه المغدق ب„أنا العبقرية“ مشتتة في اللاستقرار والتجوال ليخلق قاعدة من الأراجيز المكافحة في مسرح التناص الأدبي مأخوذة من أعرق الكتاب المعروفين في المسرح والشعر والفلسفة، وبعملية تحريك خيوط الأراجيز اعتمادا على لحظة الإبداع لدى هؤلاء المفكرين بما تستلزمه من البحث والتقصي وما تحتاجه من تفرغ، رأى في هذا التفرغ لحظة الفطرة المدركة معزولة في لحظة ابداع لتخلق الإنسان اللامنتمي، ولكي يثبت مراميه، ركز بشكل كبيرعلى سرد قصاصات لأهم الكتاب الذين أبدعوا كتاباتهم في لحظة انعزال، وطبعا رأى في الإبداع لحظة اللانتماء مقصورة فقط على من يشكل في نظره قوة الحضارة، رأى في الوجوديين قوة هذا التجلي، بينما الفلاسفة الماركسيين مثلا، كانوا يكتبون ابداعاتهم وهم يلقون محاضراتهم من منابر „البروليتاريا الخارجية“ ولا رأى في أسفار داروين إلى العوالم الغابوية سر اللانتماء, بل رأى فيهم بالإضافة إلى الفرودية فلسفة التجريد بامتياز.
إن مهمة اللامنتمي، حسب كولن كانت هي البحث في زمن التدهور(شبنغلر) عن القوى المؤتمنة لإنقاد العالم، وهم تبعا لذلك الأنبياء الجدد الذين يقودون العالم بالورع والخرافة: „إن تراقص عصر لاديني مع فكرة مدينة عالمية ترافقا محكما يعني أن ذلك العصر هو عصر تدهور“ (كولن مستدلا بشبنغلر صاحب كتاب تدهور الحضارة) .
إن اللاتجريد الذي ألهم فيلسوفنا هذا يبدو من خلال استدلالاته، هو اقحام الفلسفة فيما يجبر تماسكها المفترض بإرادة الذات في أن تبلغ ميثاليتها الكاملة، أن تدخل إلى روحها في مملكة الرب (والغريب أنه لا يلاحظ أنه يناقض هذا الطرح وهو يغدق كتابه باستدلالات من نيتشة نفسه) وهو على الرغم من اصراره المفعم في خلق طبقته اللامنتمية من خلال رصد عناصرها من داخل المجتمعات الغربية نفسها يعود في مقال آخر ليؤكد أن الحضارة الغربية هي حضارة اللامنتمين. نستخلص من هذا، وعلى الرغم من استصاغة أن القوة الخارقة في الجتمع الغربي، تشكلها هذه القلة من العباقرة والمجانين، في استقلالهم الذاتي من هذه المجتمعات، هم هم أيضا أساس هذه الحضارة اللامنتمية. أليس هذا ما يحيل إلى أن لفظة اللانتماء ليست في المقام الأخير سوى لعبة لفظية تستوحي كاتبنا من خلال هوس اللغة السردية، وإلا فمن ماذا هي الحضارة الغربية هي لامنتمية إذا علمنا أن هذه القلة تستمد لا انتماءها من انعزالها عن مجتمعاتها ذاتها؟ ثم أليس هذا هو مايمثل ذروة التجريد؟ أم أن التجريد لا يظهر عند كولن إلا في ربط الفلسفة ربطا واقعيا بالتاريخ من حيث هو تاريخ المجتمعات مستقلا عن غائيته الدينية.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام دونكشوت مغربي4
- أحلام دونكشوت مغربي3
- لي في عينيك
- أحلام دونكشوت مغربي2
- أحلام دونكشوت مغربي
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب
- حكايا من المهجر 2
- تطوان أو تيطيوين(العيون)
- حكايا من المهجر
- هكذا تكلمت بقرة
- مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
- في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
- الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
- عندما يتحول الخبز إلى غرام
- اعترافات مومس (2)
- اعترافات مومس
- عندما يطفو علينا نهيق العلماء
- دردشة على رصيف الأزمة
- حقيقة الوجود بين ماركس ونيتشة


المزيد.....




- تناثر في السماء.. متفرجون يوثقون لحظة انفجار صاروخ -سبيس إكس ...
- داخل غرفة زجاجية.. شاهد رحّال كويتي -مُعلّق- بأعالي الجبال ف ...
- -بداية الاستيلاء على الديمقراطية-.. سياسي فرنسي يهاجم ترامب ...
- ماكرون يدعو إلى زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي الأوروبي
- ترامب إلى السعودية بعد أن وافقت على استثمار تريليون دولار
- أسرار صناعة السفن السوفيتية تغادر أوكرانيا بمباركة رسمية
- الرئيس البولندي: على حلف الناتو زيادة الإنفاق العسكري إلى 3 ...
- القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية توقف جميع التدريبات بالذخ ...
- حلوى بـ 35 مليار دولار في ميدان كييف
- الجيش الروسي يستهدف مطارا أوكرانيا ترابض فيه مقاتلات -إف-16- ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عذري مازغ - كولن ولسن وتجريد اللامتجرد