|
عراق اليوم يرقص على كف عفريت
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 17:10
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
اليوم العراق وبسبب التنافس الدموي والمستقتل من قبل كل المتنافسين ( الكبار ) على حصد اكبر عدد من المقاعد وباستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة .. الى درجة افقدت المحلل السياسي والمتابع للاحداث القدرة على رسم صورة واضحة ( واقعية او قريبة من الواقع ) لما ستنتجه وتفرزه الانتخابات القادمة ... فكيف بالمواطن العادي والبسيط الذي يعلق كل الامال والاحلام على تغيير جذري وجوهري في شخوص العملية السياسية التي اعتمدت المحاصصة الطائفية والاسلوب التوافقي التي دمرت ومزقت اللحمة الوطنية وجرت عليه الويل والثبور .. وزرعت الخوف والرعب بقلوب المواطنين على طريقة ( جاك الذيب .. جاك الواوي ) .. ويتمنى الخلاص باي ثمن ... حتى وصلت بالبعض من البسطاء ان يقول ( ليأتي يهودي عادل ونزيه يحكمني ولا اريد مسلم ظالم وحرامي يحكمني ) .. هذه هي مشاعر العراقيين البسطاء ..و يعلقون امالهم على نتائج الانتخابات المقبلة .. ولكي أرسم صورة لما يحدث من صراع وتنافس .. بانتظار ما سيحدث .. لان من يدعي انه يعرف ما سيحدث .. يجب ان يكون قريبا من اصحاب القرار الامريكي .. كرئيس احدى القوائم الكبيرة المعروفة .. او قريبا من اصحاب القرار الايراني وهو ايضا زعيم لاحدى الكتل التي تخوض الانتخابات .. او ان يكون قريبا من اصحاب القرار لتكتل يخوض الانتخابات وله اجندة خفية يحاول العمل على تحقيقها وبنفس الوقت يكذبها وينتظر تهيأ الظروف الملائمة لاعلانها ..وبما انني لست قريبا لاي من هؤلاء .. احاول استقراء ما يجري عسى ان نصل الى بعض الحقيقة وليس كلها .. 1 --- الملفت للنظر الدعاية الانتخابية للسيد اياد جمال الدين ( وللمعلومات انا شخصيا لدي تحفظات علية) ولكن هذا لايمنع انصاف الرجل مهما كانت دوافعه و الجهة التي تمول حملته الانتخابية .. هذا الرجل بدعايته الانتخابية قد ادخل نكهة واسلوب لم يألفة المواطن البسيط بزيه الديني المؤثر في النفسية العراقية واللغة التي خاطب بها المشاهد لقد قدم خدمة دعائية ناجحة ليست لقائمته فحسب وانما لكل القوائم الصغيرة ..من خلال التركيز باسلوب خطابي رائع لعيوب الساسة الحاليين وانتهاكهم لابسط حقوق الشعب.. وتكرار مناداته ومن على شاشات الفضائيات باقصائهم والتخلص منهم وعدم اعادة انتخابهم .. وكانه يتكلم وينادي بلسان كل عراقي وعراقية حرموا من ابسط حقوقهم . وبذلك قد خدم العملية السياسية والديمقراطية في العراق ما عجز غيره عن تقديمه .. لايهم ما ستحصل عليه قائمته من مقاعد ولكنه عبر عن همومي وهموم المواطنين وهذا يكفيه فخرا .. 2 --- من الملاحظ ان الادارة الامريكية قد خاب املها في ادارة المالكي ووزراءه للعملية السياسية .. مما دفعها للتخلي عنه وتراهن على شخصية ثانية .. والاسباب والمؤشرات عديدة لامجال لشرحها .. 3 --- الدور الايراني الذي تبنى شعار محاربة البعثيين .. من خلال احمد الجلبي وعلي اللامي ( هيئة المساءلة والعدالة ) في قراراتهم المتناقضة .. اجتثاث المئات من كبار الضباط الموجودين في الخدمة حاليا وطردهم من مناصبهم.. ولا احد يشك بولائهم واخلاصهم للعراق عندما ساهموا بصورة فعالة ومخلصة بمحاربة الارهاب واعادة الامن للمواطنين.. اضافة الى كون الغالبية العظمى منهم من العرب الشيعة غير الموالين لايران .. هذا الاجراء يتناقض مع اعلان حكومة المالكي الموافقة على اعادة يعشرين الف ضابط من ضباط الجيش السلبق و المنحل .. والكل يعلم و هذا ليس بسر مخفي ان كل ضباط الجيش العراقي السابق هم بعثيون .. فمن يخدعون بهذه اللعبة ؟؟ وعلى من يضحكون ؟؟ الحكومات المحلية في النجف هددت البعثيين وعوائلهم بترك المدينة وفي كربلاء أعلن الهر (العتوي ) عن طرد 40 معلم ومدرس من الوظيفة لانهم بعثيون .. انا لاافهم ولا استطيع هضم هذه الاجراءات المتناقضة التي تربك المجتمع ومصلحة من تخدم هذه العشوائية بالقرارات ؟؟؟ ولكن كلها تؤشر الى اليد الخفية التي تريد زعزعة الوضع الامني للعراق .. ولاسيما في هذا التوقيت الحرج بالنسبة للانتخابات 3 --- بناء على ما تقدم .. العراق اما يتجه لحكم الحزب الواحد من خلال السيطرة على مفاصل الاجهزة الامنية .. كما فعل صدام حسين ..في حينه والارتماء رسميا في احضان ايران .. والاحتمال الثاني العودة للانقلابات العسكرية برعاية امريكية بريطانية ...وهذا الاحتمال الاكثر وقوعا كما اعتقد ... 4 --- المحاولات التي تبذل لتهجير اهلنا المسيحين من نينوى وكركوك الى سهل نينوى .. عن طريق زرع الرعب والخوف في نفوسهم بقتل ابنائهم الابرياء لكي يطالبوا بمنحهم الحكم الذاتي تحت حماية حكومة اقليم كردستان ..وهذه العملية لاتحتاج الى تحليل لانها خطة مكشوفة ومن وراءها معروفين حتى لو بررت بحجج واهية .. والغريب الحكومة المركزية تشكل لجنة للتحقيق بجرائم قتل اهلنا المسيحين .. وهي طريقة غير مجدية وغير رادعة في الوقت الذي يهرب الفقراء ويتركون دورهم خوفا من الخطف والقتل .. وعدم استجابتها لنداءات النواب وفي مقدمتهم النائب ممثل المسيحيين يونادم كنا .. 5 --- التجربة الديمقراطية في اقليم كردستان ومحاولة اجهاضها من قبل البعض الذي لايؤمن بالديمقراطية من خلال الضغط على كتلة التغييروالاتحاد الاسلامي الكردستاني بكل الوسائل بما فيها العنف المسلح .. ستكون له انعكاسات على الساحة العراقية كلها .. انني اتوقع لكتلة التغيير حصولها على ما لايقل عن18 مقعد في المجلس الجديد .. وهذا الرقم سيكون مؤثر في حالتي المعارضة او المشاركة في الحكومة الجديدة .. لان الحكومة الجديدة لن تشكل على اساس المحاصصة كالسابق( ثبت فشلها الذريع ) وانما حكومة مشاركة وطنية لكل اطياف الشعب ومن تحالف احزاب الاغلبية .. ان استمرار الضغط على كتلة التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني له انعكاسات خطيرة على الاستقرار الامني في الاقليم مستقبلا ولاسيما اذا تدخلت اطراف خارجية في الصراع وهذا ليس في صالح اهلنا الكرد وانعكاساته على مجمل شعبنا فهل يدرك المغامرون خطورة اللعبة .. ؟؟؟ 6 --- كركوك كمسمار جحا في خاصرة الجسد العراقي .. ان محاولات التحالف الكردستاني تكريدها والعمل على ضمها الى اقليم كردستان .. سيوجج صراعات بين الاقليم ودول خارجية محيطة بالعراق .. والادلة على ذلك عديدة ولا مبرر لمناقشتها .. ان هذه المحاولات لن تخدم الاستقرار لا في كركوك او الاقليم او العراق كله .. وما على المراقب الا انتظار تطور الاحداث .. 7 --- هناك اشاعة ترشح الدكتور الشهرستاني وزير النفط الحالي لمنصب رئيس الوزراء الجديد ..مما يعني ان شركات النفط بدأت بالتدخل بالشأن الداخلي العراقي .. 8 --- اشاعة ثانية تقول بترشيح بيان جبر الزبيدي لمنصب رئاسة الوزراء .. في حال انتصار التحالف الموالي لايران 9 --- البعض يقول ان المالكي قد اضاع المشيتين .. لا ايران راضية عنه ولا امريكا .. وان حزب الدعوة قد يرشح الدكتور علي الاديب او الدكتور حيدر العبادي حال ظهور نتائج الانتخابات .. والبعض الاخر يشكك بهذا التحليل ويعتبرون ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن المالكي ويعتبرون هذه المساجلات كذر الرماد في العيون.. والله اعلم ببواطن الامور ... 10 --- نبض الشارع العراقي يميل الى تاييد كتلة العراقية (علاوي ) لكونها علمانية ...فهل تكون مفوضية الانتخابات نزيهة وتوصل من يختاره الشعب لحكم العراق للسنوات الاربع القادمة ؟؟؟ ام ستزور النتائج لصالح احزاب السلطة الحالية ؟؟؟ العلم عند علام الغيوب ... اللهم احفظ العراق واهله
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نريد رقصا وغناء .. ولا نريد نوحا وبكاء
-
قلوبنا معكم يا اهلنا يا مسيحيي الموصل
-
يانساء العراق اتحدوا.. الرئيس القادم أمرأة
-
لا اتهم ... لاأبرأ ... ولكني أتخوف
-
فلوس الدعاية الانتخابية ما تعبانين بيهة
-
لوتخلوني العب .... لو اخرب الملعب
-
السيدة كلنتون مشاعرها عراقية وان لم تكن عراقية
-
ليلة رعب عاشتها عائلتي والجيران .. واللواء 24
-
هلهولة للشيخ اللي نزع الجبة والعمامة
-
بايدن ... حلال المشاكل.. مع الاعتذار لامامنا الكاظم (ع)
-
حكومة النجف المحلية وتجنيها على حقوق الانسان
-
الكتلة العراقية وعدد المقاعد التي ستحصل عليها
-
كنس تجار السياسة بانقلاب ابيض
-
الناخب والمنخوب وما بينهما ....
-
بغداد اليوم رقصت على سيل من الاشاعات
-
فشل الديمقراطية ام ديمقراطية الفاشلين
-
جياع الشعب الى متى يمتصون دماءكم ويهدرون ثروتكم ؟؟ وانتم صام
...
-
الشرارة التي ستحول المواكب الحسنية الى ثورة شعبية
-
المنطق المفلوج في تبرير الموقف المعوج
-
جانت عايزة والتمت
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
|