أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عامر - المرأة وشبح الأمية















المزيد.....

المرأة وشبح الأمية


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 892 - 2004 / 7 / 12 - 06:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم يكن هناك شىء يمثل خطرا كبيرا على المرأة كخطر الأمية الذى تعيشة الكثيرات من بنات البلاد العربية
فلقد سادت لفترة طويلة من الزمن فكرة مضمونها أن المرأة الجاهلة تكون أقل اهتماما بحقوقها ،وأكثر اهتماما بشؤو بيتها وزوجها من المرأة المثقفة ،أو المتعلمة ....ولذالك، فقد حارب المجتمع الذكورى بشدة فكرة تعليم المرأة تحت عدة حجج وذرائع منها أن تعليم المرأة هو الطريق الممهد لفسادها وخروجها على تقاليد وقيود وهادات المجتمع
وقبل أن أتطرق الى الحديث عن الأمية ينبغى ان نقسمها الى نوعين : فهناك الأمية الأبجدية او الأمية الكتابية،وهى الجهل أو عدم الالمام بمصادر التعليم الأساسية التى تتلخص فى تعلم الكتابة والقراءة وبعض مبادىء الحساب
وهذا النوع من الأمية تعانى منة الكثيرات من النساء خصوصا الريفيات والبدويات ممن لا يزلن يعشن بعيدا عن المجتمع المدنى المتحضر وتسيطر عليهن الأفكار الذكورية المؤيدة لانعزال المرأة عن المجتمع المدنى ،حتى لا تنتقل اليها المعتقدات والافكار المفسدة لأخلاقها على حد تقديرهم
أما النوع الثانى من الأمية فهو الأمية الثقافية ،أو الأمية التربوية ....وهو على الرغم من عدم تساوى اضرارة مع اضرار النوع الأول من الأمية فهو ليس بالشىء الذى يستهان بة ....فاننا نجد الكثيرات من النساء ممن حصلن على القدر الكافى من التعليم وحصلن على أعلى الدرجات والتقديرات فى تخصصاتهن العلمية الا أنهن لا يزلن يعانين من هذا المرض العضال الذى شجع على انتشارة سيادة الافكار الرجعية الذكورية المتخلفة التى يروجها المجتمع الذكورى الذى من مصلحتة أن تظل المرأة كما هى ،لا تعرف شيئا عن حقوقها المشروعة انسانيا من خلال زيادة حصيلتها الثقافية والعلمية
ولقد نظر المجتمع الذكورى الى هذا الأمر بتفحص واهتمام ،وفضول بصورة مبالغ فيها قليلا (على حسب ماتفهمة البعض) ولكن لم يكن فى الأمر ثمة مبالغة أو خلافة
فالمجتمع لاحظ منذ بداية نشأتة أن المرأة الأمية ابجديا لا يمكنها معرفة اى شىء (الا من خلال تعاملاتها المحدودة)..لأن الطريق الوحيد المعوف الى الان للوصول الى درب المعرفة هو القراءة والاطلاع على الاعمال المكتوبة ....فكيف يتسنى للمرأة للمرأة الجاهلة بأبجدية لغتها أن تتاح لها الفرصة لتقرأ وتطلع ، ومن ثم تذيد من حصيلتها الثقافية والعلمية؟....بالطبع لايتسنى لها ذالك الا من خلال القراءة والاطلاع والتى لايمكنها بالطبع أن تقوم بها دون ان تكون ملمة ولو بأقل القليل من ابجدية لغتها
لذالك فقد خاض المجتمع الذكورى الحرب بضراوة فى وجة كل من يحاول مناقشة مثل هذة الموضوعات فضلا عن المطالبة بتعليم المرأة ....وكانت الحجج التى يتسند عليها هؤلاء الذكور هى أن تعليم المرأة هو الطريق الممهد لفسادها وخروجها عن تقاليد وقيود وعادات مجتمعها المحافظ
ولكن....لم تستمر هذة الدعوى الواهية لوقت طويل فى الضحك على عقول الناس فسرعان مابدأت هذة الأفكار تتلاشى عندما وجد الناس انة لاترابط بين تعليم المرأة وفسادها ، أو خروجها عن تقاليد المجتمع ....ووجدوا انة لاضرر على المجتمع من تعلم المرأة الكتابة والقراءة ومايعقبهما من دراسة بعض الهياكل الثقافية التى لا ترقى الى الوعى الثقافى الكامل
فبدأت الفتيات الصغيرات يعرفن الطريق نحو المدرسة،والكبيرات يعرفن الطريق نحو فصول محو الأمية....ويوما بعد يوم تراجعت الأفكار اللاعقلانية التى كانت فى يوم من الأيام خلاصة فكر وتجربة المجتمعات الذكورية المتخلفة...وبدأت الجامعات تفتح ابوابها لاستقبال الطالبات ممن كن فى يوم من الأيام من ذوات الخدور جنبا الى جنب مع زملائهم الطلاب
وبدأ المجتمع يتقبل ببطء فكرة المرأة المتعلمة ،والمرأة الجامعية والمرأة الحاصلة على أعلى الدرجات العلمية ، بل وثبت أن المرأة عندما تعطى لها الفرصة كاملة لتلقى تعليمها تثبت انها أفضل بكثير من الرجل وأثبت قدما وأكثر تفوقا منة فى جميع المجالات التى خاضتها معة متعلمة ودارسة
وبدأنا نرى التفوق الأنثوى فى المجالات العلمية وقد أضحى حقيقة وأمرا واقعا لا مناص من الاعتراف بة واقرارة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعودنا هنا فى مصر أن نرى نتائج الشهادات العامة وقد تصدرت الفتاة قائمتها الطويلة فى اصرار وتحدى للذكر الذى لم يعد سوى رمزا لا معنى لة بعد أن كان هو القوة الوحيدة المسيطرة على المجتمع....الأمر الذى اعتبرة البعض حقيقة لا تقبل التبديل او التغيير
هذا الى جانب تفوق الأنثى فى المجالات الأخرى التى اختارت دراستها فى الجامعة الأمر الذى لايستطيع احد انكارة
ولكن ....وعلى الرغم من كل هذا التقدم الذى لم يكن يخطر ببال من عاشوا فى القرن التاسع عشر ان تصل الية المرأة فى هذة المدة الوجيزة نسبيا ....فما زالت الغالبية العظمى من الفتيات المتعلمات يعانين من أزمة ثقافية حادة
فالمناهج الدراسية لا تكفى ....والقيود الاجتماعية ما زالت بصورة أو بأخرى مترسخة ....والخرافات ما زالت مسيطرة على بعض العقول التى يفترض انها متعلمة
فما زالت الكثيرات من الفتيات يعتقدن أن للرجل الحق فى التسلط عليهن تحت مسمى القوامة
ولا تزال الكثيرات يعتقدن أن للرجل الحق فى تعدد الزوجات ، بخلاف المرأة التى لا يحق لها ان تعدد من الأزواج
وأيضا لا تزال الكثيرات منهن يعتقدن بأن للرجل الحق فى اقامة علاقات جنسية متعددة خارج اطار الزواج ، بينمكا يعتقدن فى الاطار نفسة أن المرأة لايحق لها ممارسة الجنس قبل الزواج
واضافة الى ذالك فما زالت الكثيرات يعتقدن فىما وراء الطبيعة !!!!،فنجد الكثيرات لايزلن يؤمن بوجود الجن ، بل ودخولة الى جسد الانسان ، بل وتحدثة بالنيابة عنة
وقد لوحظ فى الفترة الأخيرة بعد الانتشار الواسع المدى للمد الاسلامى المتطرف والذى من مصلحتة نشر هذة الأفكار الهدامة ، لوحظ أن هذا الفكر قد تغلغل فى عقول النساء على وجة الخصوص ، فنجد أن اكثر حالات الصرع التى يعتقد صاحبها أنها ناتجة عن دخول الجن الى جسد الانسان هى حالات نسائية
بل وقد اذداد التطرف فى هذا الأمر حدة عندما صرح البعض بامكانية اختطاف الجن للانسان
فهناك حكاية انتشرت بشكل مخيف هنا فى الاسكندرية مضمونها أن سيدة وجدت طفلها البالغ من العمر اربع سنوات يبكى بشدة ، وحينما حاولت اسكاتة اشتد بكاؤة ، فعاقبتة بحبسة داخل دورة المياة بالمنزل ، وبعد قليل لاحظت انقطاع صوتة فظنت انة قد كف عن البكاء ففتحت الباب لتفاجىء بأنة غير موجود
بالطبع ، هذة الحكاية لا تدخل عقل طفل صغير فضلا عن عقل انسان راجح العقل ..متزن الفكر...ولكن وللأسف الشديد فقد انتشرت بصورة تبعث على التشاؤم والفزع والخوف من انتشار مثل هذة الأفكر الهدامة التى ان دلت على شىء فانما تدل على مدى الانحطاط الفكرى والأمية الثقافية التى نعاني منها والتى تسبب فى انتشارها المد الاسلامى المتطرف الذى من مصلحتة نشر مثل هذة الخرافات
لذالك ...يجب علينا أن نتفهم قبل كل شىء أن محو الأمية الثقافية للمرأة قد اضحت ضرورة ملحة لمواكبة التقدم العلمى والتكنولوجى لكى يتسنى لنا الخروج من دوامة الاستهلاك التى نعيشها على منتجات العالم المتحضر بما فيها المنتجات الثقافية والمعلوماتية....ولن يتأتى لنا ذالك الا اذا تمردنا بشكل جرىء على العادات والتقاليد والأفكار الرجعية المسيطرة على عقولنا
وكما قلت من قبل ....فالمناهج الدراسية ليست كافية لمحو الامية الثقافية لأنها لا تتناول جميع الفروع الثقافية التى ينبغى ان تلم بها الفتاة ...كما أنها قد تخضع احيانا للمصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ،والدينية للدولة ....فهى بذالك تفتقر الى المصداقية والحياد التى ينبغى ان تتمتع بها المصادر المعرفية المختلفة ....ولذالك يجب علينا أن نساعد على انتشار المصادر الأخرى للمعرفة مع الأخذ بالاعتبار ضرورة التعامل معها بكل حياد وموضوعية ودون تحيز لطرف على حساب اخر
فتعدد مصادر المعرفة وعدم اقتصارها على مصدر أو اتجاة واحد يعزز من دور الثقافة كعامل اساسى لبناء مجتمع ناجح ...الأمر الذى يعتبر بشكل كبير دافعا لمحو الأمية الثقافية التى تعانى منها الكثيرات ممن يحملن القاب المتعلمات والمثقفات ...وبذالك نساهم فى بناء مجتمع مثالى قوامة الـــعلــم ، والــحرية ،والعــدل والمســـأواة



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان والهروب من الحقيقة
- الاسلاميون والمرأة
- وداعا أعوامى العشرينا
- البكارة ...وجرائم الشرف
- تعليم الفتاة بين الرفض والقبول
- الاسلام ونظرتة الدونية للمرأة
- الكفن الأسود
- ختان الاناث عمل اجرامى
- لا للزواج المبكر
- هكذا حمى الاسلام المرأة


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عامر - المرأة وشبح الأمية