أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أحلام دونكشوت مغربي4














المزيد.....


أحلام دونكشوت مغربي4


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


بقي محب بالمقهى اكثر من ساعتين وهو يراقب الداخلون والخارجون من وإلى المقهى دون أن تقع عينه على أحد يعرفه معرفة جيدة، أشار عليه أحد الوجوه ممن كان جالسا بالقرب منه بأنه عليه أن ينتظر حتى السادسة مساء حيث تمتلئ المقهى بالمهاجرين عساه يتعرف على أحد من أهله أما الذين يتواجدون بالمقهى حاليا فهم فقط المعطلون عن العمل أو الذين يمتهنون بعض التجارات المحرمة كبيع الحشيش والمخدرات، ثم خمن قليلا فسأله عما إذا كانت له أوراق الإقامة، حيث أخبره محب انه مهاجر منذ البارحة ولا يملك شيئا.
ـ حسبتك قديم بإسبانيا، انظر! يستحسن أن تدخل المقهى المقابل، فهو لغجري إسباني، ولا تداهمه دوريات الأمن أما هذا المقهى فهو مشبوه، ويداهمونه كلما أرادوا دون إذن النيابة أو ما إلى ذلك، هنا لا يحترمون حرمة المقاهي المملوكة للمغاربة.
ـ إذن! سأكون مرتاحا هناك؟
ـ نعم، عليك فقط أن لا تكون زبونا ثقيلا على صاحب المقهى
ـ كيف ذلك؟ لم أفهم!
ـ هل تشرب؟! أقصد الجعة؟
ـ نعم بعض الأحيان، صحيح فهمت، شكرا على النصيحة
عرف محب بأنه، وكي لا يكون زبونا ثقيلا كما أشار السيد الذي قدم له النصيحة، عليه أن يتناول أكثر من مشروب ما دام سيجلس طويلا حتى ساعة خروج العمال من عملهم لعله يجد أحدا من معارفه، لكنه كان محرجا بسبب عدم معرفته للصرف بالعملة المحلية، وكان عليه أن يسأل عن ثمن الجعة احتياطيا حتى لايصرف كل ماعنده من عملة اليورو، كانت لديه بعض الدراهم التي كسبها من عمله بالناضور، لكنها لاتنفعه هنا، ويعلم مسبقا أنه يمكن مبادلتها باليورو فقط عندما يسعفه الحظ في إجاد مهاجر ينوي السفر إلى المغرب.
دخل الحانة واقترب إلى مهاجر كان يحتسي جعته بالشريط الذي يفصل باقي الحانة عن العاملين بها، واستأذنه بالجلوس بصحبته حيث وافق الآخر على جلوسه، سأله محب عن ثمن الجعة، كما أخبره بأنه لا يعرف الإسبانية، فتكلف المهاجر تلقائيا بطلب مايريده محب كما أخبره بثمن المشروب.
بقي محب بالحانة إلى أن اقتربت عقارب الساعة إلى السادسة مساء، هم بالخروج ليطل على المقهى المجاور وما أن اقترب من الباب حتى وللى مجفولا من الفزع والخوف وأهاله أن شرطيين مقبلين إلى المقهى، توجه نحو صاحبه متسائلا:
ـ هل من باب آخر أخرج منه، الشرطة قادمة إلى هنا، وأنا لا أملك وثائق.
ـ هدء من حالك ياصاحب وتظاهر باللامبالات، انا الآخر لا أملك وثائق رسمية، هذه من الشرطة البلدية، ولا شأن لها بنا، هدء يا صاح ولا تجعلهما يشكان فينا الشكوك وندخل معهم في دوامة السين والجيم، هذه الشرطة مهمتها ضبط حركة السير وتغريم المخالفين لأماكن الوقوف ولا تهتم بالمهاجر إلا في حالة الخصومات أو المخدرات.
ـ اعذرني لأني لا أعرف هذا، انا هنا في إسبانيا منذ البارحة، هل تعتقد أنهما لن يكلمانا؟
ـ نعم متأكد، جاءا لتناول مشروب وسيذهبان، الشرطة التي يجب أن تخاف منها هي الشرطة الوطنية، لهم لباس رسمي أزرق مغلوق ووجوههم مكشرة يتطاير منها العنف، لهم سيارة عادة تحمل كتابة policia nacional أي الشرطة الوطنية وسيارتهم زرقاء أيضا.
بالفعل تناول الشرطيان مشروبهما وخرجا، تعلم محب اليوم درسين بالغين في يومه الأول بالغربة: الأول هو أن ليس كل من يلبس البدلة الرسمية هو من البوليس والثاني هو أن، ليس كل البوليس بوليس الهجرة، بل هي أقسام متعددة التخصصات. لاحظ أيضا أن يومه الأول في الهجرة قد أصابه بمرض الجفول الذي يصيب الحيوانات الوحشية لدرجة أن البدلات الأمنية أثارت فيه حساسية النفور، وهي حساسية نادرة وقد لا يتوفر لها دواء، ولكي تستفيق نباهته لها أيضا أخبره جليسه أن الشرطة التي تهتم بالمهاجرين قد تكون، وفي حالات كثيرة باللباس المدني، وعليه وبناء على تجربته، ولكي يتجنب الإحتمالات السيئة، عليه أن يتجنب التجوال في المدينة أيام العمل أو أثناء الحملات الدورية خصوصاإذا لاحظ في هيأتهم ما يعبر عن حالة طوارئ كتسييج زجاجات سيارتهم مثلا.
خرج محب ليطل على المقهى المقابل الذي يأمه المغاربة كما قال له محمد بمحطة مورسيا، تفحص جموع الوجوه الحاضرة هناك إلا أنه لم يعرف منهم مايكبح ضالته، خطر له أن يقوم بجولة في الحي لعله سيصادف أحدا في الحي، تقدم صعودا مع الشارع فراعه مارآه، اكتشف كما لو كان في أحد الأحياء المغربية: دكاكين مغربية تعرض منتوجاتها بالشكل المغربي ذاته وزبائن وزبونات مغربيات أيضا.
كان الحي الغجري قد بنته الحكومة الإسبانية لتسكين الغجر فيه، وهو عبارة عن مباني من ثلاث إلى أربع طبقات تحتوي على شقق من ثلاثة إلى أربع حجرات إضافة إلى حمام وصالون وكانت مجهزة بالإنارة والماء الصالح للشرب، ومع مرور الوقت، ومع ازدهار الفلاحة بالمنطقة وإنتعاش الشغل بها، بدأ بعض الغجر يرحلون إلى وسط المدينة والإندماج مع أهلها، وكان الغجري كلما توفر له سكن آخر أو تعرض لضائقة مالية بسبب البطالة التي فرضتها العمالة السوداء بعد توافد المهاجرين الجدد أو بسبب تعاطي المخدرات، كان يبيع شقته لأي مهاجر قادر على منح مايطلبه من مال، وهي في الغالب أثمنة بخسة، مقابل عقد تمليك عرفي.
يتبع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام دونكشوت مغربي3
- لي في عينيك
- أحلام دونكشوت مغربي2
- أحلام دونكشوت مغربي
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب
- حكايا من المهجر 2
- تطوان أو تيطيوين(العيون)
- حكايا من المهجر
- هكذا تكلمت بقرة
- مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
- في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
- الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
- عندما يتحول الخبز إلى غرام
- اعترافات مومس (2)
- اعترافات مومس
- عندما يطفو علينا نهيق العلماء
- دردشة على رصيف الأزمة
- حقيقة الوجود بين ماركس ونيتشة
- نسقية المجتمعات الكلبية


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أحلام دونكشوت مغربي4