عصام شكري
الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 10:25
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالة بعنوان "استأنفوا الانتخابات العراقية" وجهت فيها لنوري المالكي اتهاما ب "دفع الديمقراطية الهشة في العراق الى حافة الهاوية". وقالت ان موقف المالكي برفضه قرار المحكمة ووصفه له بغير القانوني، ”سبب صدمة للجميع“.
وحول الموضوع يقول الاعلام المأجور ان امريكا تمارس "الضغط" على حكومة المالكي لالغاء قرار هيئة المسائلة والعدالة الخاص باقصاء البعثيين والاسلاميين السنة.! ولكن المعروف ان الدول تمارس ضغطا على بعضها البعض لو كان هناك تشابه بينها وبحد ادنى. ولكن ما الشبه بين دولة محتلة بجيش عرمرم ودولة العوبة تنام على انفجار وتصبح على انفجار بينما ايدي ساستها على حقائب السفر للهرب في اي لحظة ؟!.
الجنرال بترايوس وبقية العسكر الامريكيين هم الذين يلعبون بمن يسمون انفسهم سياسيين في العراق ويحركونهم كالدمى الخشبية يمنة ويسرة؛ من المالكي وعلاوي والصدر والحكيم الى الهاشمي والطالباني والبرزاني والمطلك والعاني وهلمجرا. المشكلة ان الجماهير لا تكتفي بالتفرج على هذه المسرحية السقيمة وشخوصها الكومبارس بل تدفع للاشتراك بها بدمائها وحياتها ومصيرها ومستقبلها وسلب ارادتها.
امريكا تريد اليوم مد يدها الى البعثيين محاباة لهم وللاسلام السياسي السني، لا من اجل ارجاع حزب البعث، فذلك غير ممكن، ولا من اجل ضرب مأجوريها ببعضهم، فذلك حاصل في كل الاحوال، بل لتخرج من ورطتها المستفحلة. لا علاقة للامر بهراء الوطنية التي يتبجح بها الافاقون ولا بعمالة هذا او ذاك للجمهورية الاسلامية الايرانية او للسعودية او غيرها. فكلهم مأجورون. واسمائهم جميعاً مسجلة على قوائم مدفوعات اما الجمهورية الاسلامية او امريكا او المملكة السعودية اوالكويت او اسرائيل او سوريا وغيرها.
وللناس ان تدرك ثمن التفرج على هذه المهزلة ”الديمقراطية“. ثمن غال يدفعونه من دمائهم وحياتهم ورفاههم ومستقبل اطفالهم.
--------------------------------
افتتاحية العدد 115 من جريدة نحو الاشتراكية بتاريخ 26 شباط 2010
#عصام_شكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟