أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - حصار هوليود ووعي الآخر














المزيد.....

حصار هوليود ووعي الآخر


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على توظيف المعطى السياسي في السينما بشكل لم يسبق له مثيل ، لا في معدلات البذخ على هذا النمط من الأفلام و لا في درجة الإساءة والتشويه الذي لحق بالحقائق التاريخية للشعوب غير الغربية ، والتي تعد غائبة ككيان فعلي مؤثر ( غير صوري ) بمقدار استمرارية ذلك المشروع من غير قنوات مؤثرة تفضحه .
وفي إطار سياستها الرامية لتهميش أي دور ريادي للآخرين في تشكيل العالم ، حضارة ومعرفة ، تحاول أمريكا اختيار الموضوع الذي ينبغي الانشغال به ، بوصفها المنتج الأوحد لشتى أشكال الحياة ( السياسية والاقتصادية والثقافية ) . وما ذاك الانشغال المشروط ، إلاّ نوع محترف من تقنين العلاقة بين صانع " الصورة " ومتلقيها . فما أن يكتمل تفسير إحداها وإدراك ماهيتها ، حتى نجدنا قد انتقلنا إلى البحث عن التفسير الملائم لصورة أخرى ، تسيء للواقع بطريقة مغايرة .
إن ذلك السعي العالمي يتضاعف يوماً تلو آخر ، واضعاً قدراتنا خارج دائرة التأثير والمواصلة ، اعتماداً على هوس الجهات الممولة له ، وتعويلها الجنوني على حالات الربح والنجاح واسع النطاق ، كذلك لسطوع الهيمنة شبه التامة على مراكز ( صناعة القرار ) ، ناهيك عن السينما ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيري ، كنوع جديد من ( فلسفة الاحتكار ) .
لكن من يطلق الفايروس ، قد لا يأمن شرهُ دائماً !!
على الرغم من إمعان هوليود ( كعبة السينما ومختبر السياسة الأمريكية ) في تشويه حقيقة المواطنين غير الأمريكيين -العرب والمسلمين خاصة - فان الأصوات المعارضة لاتجاهها تتكاثر من حين إلى آخر ، لكن غالباً دون عناية واضحة أو تنسيق دقيق يُقدمها كوجهة نظر فاعلة تملك حيوية مجالها الحضاري ، ناهيك عن شرعية وجودها إنْ في الحياة أو في الطموح لتحسينها . يضاف إلى ذلك إن الإطار السياسي الفعلي الذي تصدره وتروج له أمريكا هـو بالضبط ما يدعم تلك الصورة النمطية المغالية في إظهار العرب أو آخرين غيرهم كإرهابيين أو مرتزقة .. كيف يا ترى ستكون صورة الغد ، مع هوس التطرف الديني للمسلمين الموجه ضد الآخر في مختلف بقاع العالم ؟
أليس من الجدير بنا والحال هذه ، أن نتقدم خطوة إلى الأمام في طريق انتشال واقعنا الفعلي من افخاخ التطرف والأصولية ومظاهر التخلف والعنف التي تمسك بمفاصل حياتنا الراهنة ، إذا ما كنا جادين في تحسين صورتنا أمام العالم ؟
إن العالم العربي يمنح العالم الغربي دلائل أخرى لتمكين الأخير من إحكام الحصار عليه ، ولإيغال الصورة – أيا كان نوعها – بتمتين صياغتها النمطية . ولن يكون هذا الشروع النمطي بمعزل عما يتصل بالأمر من سيل البطولات الأمريكية الخارقة والموجهة للقضاء على واقع السلوكيات اللاحضارية لغير الأمريكيين ، والتي تحدد خطورتها – برأيهم – جسامة الدور الذي على الغرب أن يلعبه حفاظاً على الأهداف الشاملة لأبنائه في السلام والحرية والديمقراطية ، وصولاً إلى جوهر النظام الديمقراطي الجديد أو فضاء العولمة الآمن في اقلّه .
ضمن هذا الاتجاه تندرج معظم الأنشطة الإعلامية والسياسية والثقافية الغربية سواء في التلفزيون أو السينما أو وسائل الاتصال كافة . وبما أننا محاطون بهيمنة شاملة لصورة نمطية يتناسل حضورها بغياب الوعي المضاد لها ، الوعي النقدي الذي راهن ( إدوارد سعيد ) على فاعليته الثقافية ، فنحن أوجب ما نكون لتفعيل وعي المواجهة الذي عليه أن يسارع لإنقاذ سرقة التاريخ على يدي صناع هوليود . ونشاط من ذاك النوع لن يكون مكرساً لمعاداة ( الرأي الآخر ) كما يتصور البعض ، قدر محاولته كشف مظاهر العنف والتمويه المتضمنة في نموذج الخطاب السينمائي الأمريكي .
والخطاب السينمائي كما هو معلوم للجميع ، الأداة الأكثر تأثيراً في حقل التلقي الجماهيري قياساً إلى باقي الفنون .
إذا كان الأمر على هذا النحو ، فهل علينا تحمل مئات الأفلام السينمائية التي تتقصد خلط الحقائق وتزويرها بشكل يخدم توجهاتها المرحلية ويغذي تفوقها ؟
غالبية تلك الأفلام قريبة من ذاكرة المُشاهد وتفضي عناوينها بمكنوناتها ، منها فيلم (تحت الحصار-1986 ) ( أكاذيب حقيقية-1994 ) ( الرعد الاسود-1996 ) ( الخطأ هو الصواب ) ، وأخطرها فيلم ( الحصار- 1998) للمخرج "إدوارد زويك" الذي احب الجمهور فيلمه الشهير ( أساطير السقوط) . في سياق الحديث عن هكذا نمط من الأفلام ومحاولة تأملها بشكل يتجاوز الوقوف عند فتنـتها الظاهرة ، من حقنا أن نتساءل : عن سبب عدم إعطائها القدر المناسب من الاهتمام والدراسة ، حتى بات من المستغرب أن تذهب كثير من المؤسسات الرسمية في بلداننا العربية لحذر وصول هذه الأفلام إلى الناس ، مع أن مشاهدتها والاطلاع عليها أوجب بكثير من الجهل بها .
أليس التأكيد على توعية المتلقي بنوايا صناعة تلك الأشرطة ، يقتضي منا كشف الصورة أمامه ، وإعطائه الفرصة كاملة في ممارسة وعيه الخاص بها دون تلقينه وصفات جاهزة أو أحكام موجهة ؟



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة كازانوفا
- أفلام وأوهام وواقع افتراضي
- بوابة رومان بولانسكي عالم من الأسرار والمتاهات
- أفكار حول خطاب الثقافة العراقية وحسن قراءة العالم
- حوار مع الناقد السينمائي أحمد ثامر جهاد
- جحر الإمبراطور
- سوء استخدام الحرية
- صور الاستبداد من ثقافة الخوف إلى الخوف من الثقافة
- الحرب من الواقع الى الصورة
- عالم السينما الفسيح
- عيد الحب ومنفى البلاد العربية
- حول إشكالية التلقي بين الرواية والفيلم
- أجهزة الدولة العراقيةإإإ والولاء المزدوج
- بوضوح شديد ..تعددت السلطات والهم واحد
- بوضوح شديد الاعلام العربي...سلوك النعامةإإإ
- ماذا تبقى من البعث؟سؤال عراقي
- عن السؤال الثقافي والقراءة الواهمة إشارات في المتغيَّر العرا ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - حصار هوليود ووعي الآخر