الاحتفاء بيوم المرأة العالمي تعزيز للكفاح الوطني والعالمي لتحرير البشرية من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 19:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة

اقترن تحديد يوم 8/اذار من كل عام، يوما عالميا للمرأة، في عام 1910، بتطور علاقات الانتاج الراسمالية وبلوغها مرحلة الامبريالية وشمول استغلالها عموم البشرية. الامر الذي مكن مفكرو الحركة الشيوعية تطوير الكفاح الطبقي والوطني من اجل تحقيق هدفها الرئيس تحرير البشرية من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد، الى كفاح عالمي تسهم فيه جميع البشرية. والربط بين الكفاح من اجل التحرر الوطني والنضال من اجل التحرر العالمي من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع الانساني الخالي من جميع اشكال الاستغلال. ومن خلال الكشف عن ان الملكية الخاصة لوسائل الانتاج هي المصدر الرئيس لجميع اشكال الاستغلال الطبقي، عبر تطور مراحله، الى جانب ضرورتها كوسيلة لتطور قوى الانتاج وبالتالي المجتمع البشري، اكدوا على امكانية بل وحتمية الغائها ، بعد بلوغ وسائل الانتاج حدا من التطور يضمن تحقيق من كل حسب قدرته ولكل حسب حتاجه، باعتباره القاعدة المادية لبناء المجتمع الانساني الحقيقي . ومن خلال دراستهم لتاريخ البشرية عبر مراحل تطورها ولمجتمعات متخلفة معزولة،اكتشفوا بان البشرية عاشت قرونا في قطعان يسودها الانسجام والتكامل الطبيعي الضروري بين المرأة والرجل، لتامين البقاء. بل واحتلت فيه المرأة موقعا متميزا باعتبارها مصدر انتاج قوة القطيع بزيادة عدد افراده وتربية اجياله . واستنتجوا بان الغاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج على مختلف مراحل تطورها هو السبيل الوحيد ليس لتحرير المجتمع من جميع اشكال الاستغلال فقط بل ولتحرير المرأة من جميع اشكال التمييز ضدها،واستعادة الترابط الطبيعي والتكامل بين المرأة والرجل بل والموقع المتميز للمرأة باعتبارها تتحمل اعباء انتاج البشر اكثر من الرجل. وكان لابد من ايجاد الوسائل والاساليب لتوعية البشرية ووسائل واساليب تعبئتها في الكفاح من اجل تحررها عبر جميع مراحله وصولا الى تحررها الناجز من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد . فنهضت المنظمات العمالية والنسوية الوطنية والعالمية وخاضت كفاحا وطنيا وعالميا متصاعدا، وقدمت تضحيات باهضة وحققت انجازات رائعة. فقد استطاعت وضع وتطوير القوانين الوطنية والمواثيق الدولية لضمان حقوق الطبقة العاملة والغاء التمييز ضد المرأة. وارغام هيئة الامم المتحدة على الاعتراف بيوم المرأة العالمي وكرسته لمواكبة تطبيق القوانين والمواثيق الدولية لالغاء التمييز ضد المرأة . وجندت وتجند معظم دول العالم اجهزة اعلامها للاحتفاء به. واستثمرته شركات انتاج الزهور والهدايا لجني الارباح . في حين بقي الاستغلال الطبقي بل وتطور الى استغلال عموم البشرية وبقي التمييز ضد المرأة بل واخذ يتفاقم في بعض مناطق العالم تحت واجهات ومبررات وادوات مختلفة. فكل تلك الاجراءات لم تمس السبب الرئيس للاستغلال الطبقي والتميز ضد المرأة وهو الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وما فرضته من علاقات انتاج قائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان، بل وللتستير عليها.
ورغم ذلك اصبح لاحتفاء كل شعب بيوم المرأة العالمي، تاريخ يعتز به ويعمل على الاستفادة مما سجله من تطور في كفاح طلائعه من النساء والرجال وما حققه من انجازات وما مر به من انتكاسات وكوارث ليعزز ثقته بقدراته على تجاوز محنته مهما اوغل اعداء البشرية من محتكري ملكية وسائل الانتاج، في استغلاله واستعباده، والسير قدما نحو تحرير نفسه والمساهمة في تحرير البشرية . فقد عرّف الشيوعيون العراقيون شعبنا باليوم العالمي للمرأة عام 1944 واحتفلت به طلائع الشعب العراقي من الرجال والنساء في منظماتهم العمالية والنسوية سرا. واعترفت به حكومة ثورة 14/تموز عيدا رسميا وشعبيا وقيمت دور المرأة العراقية في النضال الوطني لتحقيق الثورة باصدار قانون الاحوال الشخصية في اليوم العالمي للمرأة عام 1959،الذي الغى الكثير من قوانين التمييز ضدها . في حين كان في مقدمة اجراءات ثورة الردة في شباط 1963، الغاء قانون الاحوال الشخصية ومحاربة الحركة النسوية والغاء الاعتراف الرسمي بيوم المرأة العالمي . ليعودوا الى الاعترف به لتشويه اهدافه، في السبعينات من القرن الماضي واستغلاله للتمويه عن حقيقة معاداتهم لتحرير شعبنا عموما و المرأة خصوصا . واحتفى وسيحتفي به كذلك معظم اقطاب العملية السياسية التابعين للمحتلين، للتستير على كل ما نفذوه من مخططات لادامة تركيع شعبنا وارجاعه قرن الى الوراء ولاسيما في مجال سلب المرأة لجميع حقوقها التي نالتها عبر نضالاتها الجبارة فضلا عما تعانيه مع شعبها ولاسيما الاطفال من عملية ابادة منظمة، والتستر بانجازات مخادعة كاشراك المرأة في صنع القرار عبر منح المرأة مواقع في برلمان وحكومة تابعين .
وستحتفي طلائع الشعب العراقي من النساء والرجال باليوم العالمي للمرأة رغم كل ما تعانيه من كوارث ومحن مستنهضة الجماهير للكفاح من اجل التحرر الوطني وصولا الى التحرر الاجتماعي، مستلهمة الثقة بحاضرها ومستقبلها من خلال تجاربها التاريخية وتجارب شعوب العالم، ودعمها . وستبقى البشرية عموما وطلائعها من الحركات العمالية والنسوية تحتفي بيوم المرأة العالمي تعزيزا لكفاحها الوطني والعالمي من اجل التحرر من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد والتمييز ضد المراة،وبناء المجتمع الانساني الحقيقي، مجتمع التكافؤ والتكامل والمحبة بين المرأة والرجل ...

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات