|
الشيخة نادية والدكتور زويل
أحمد محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد ان قرأت فى موقعكم العجالة الممتعة للدكتور خالد منتصر "الخرافة تحكم مصر" ، تذكرت مقالى الذى نشر ، منذ سنوات قليله فى مجلة سطور تحت عنوان "الشيخة نادية والدكتور زويل " ، ولعل إعادة نشره إليكترونيا تعلن اتفاقي مع الدكتور خالد بأن الخرافة تحكم مصر تماما. الشيخة نادية والدكتور زويل سألت الشيخ عبد ربه التائه : متى يصلح حال البلد ؟ فأجاب :عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة ........ ( نجيب محفوظ فى أصداء السيرة الذاتية )
فى مجلة ديوجين ، التى يصدرها المجلس الدولى للفلسفة والعلوم الإنسانية ، العدد 173 /117،فى نسختها العربية عن مركز مطبوعات اليونسكو ، فى مقالة مترجمة لجين دورميسون تحت عنوان إجابة غير نهائية على أسئلة يصعب الأجابة عليها ، وجاء فيها أن لقاءات فلسفية عقدتها اليونسكو فى باريس عام 1996 حول موضوع " ما الذى لا نعرفه ؟" ، وفى اللقاء الثانى كان حول سؤال بسيط وصعب مثل سابقه ألا وهو " من نحن ؟! او من نكون ؟! وكلمة نحن لا يستطيع أحد ان يقول ما إذا كانت تعنى الفرد الملكى ، أو عائلة محددة فى قليل أو كثير ، او مجتمعا لغويا أودينيا أو قبيلة او امه أو التراث والتقاليد او البشر بشكل عام . واذا كان البشر جميعا هم الذين نتحدث عنهم هنا ؟ فمن يستطيع أن يتحدث عنهم فى تنوعهم وأختلافهم إلا هم أنفسهم فقط ، وهم أنفسهم فقط ؟ فالشخص اليابانى يمكن ان يتحدث عن الشخص السويسرى ، والسويسرى عن اليابانى ، والألمانى الغربى عن الألمانى الشرقى ، وناس القرن العشرين عن الناس فى العصور الوسطى - فدائما ما يكون البشر فقط هم الذين يتحدثون عن البشر . وفى جوهر السؤال من نحن ؟ ثمه قلق وجودى يكمن فى الفروق الاقتصادية والثقافية والجنسية والطائفية ، وبهذا المعنى وبالقلق الوجودى سألت نفسى نفس السؤال من نحن ؟! وأنا اقصد نحن المصريون ؟ وكيف نختلف عن غيرنا من البشر ؟ وهنا سيطرت الأجابه على ذهنى فورا ، وتمثلت فى حكاية الشيخة نادية والدكتور زويل !! فهى تعطى جانب من إجابة السؤال البسيط الصعب جدا " من نحن ؟! " الشيخة نادية ، هى الدجالة التى اشتهرت منذ حوالى سنتين او اكثر فى الاسكندرية والبحيرة ، وشغلت الراى العام ، وقصدها الناس من جميع الفئات البسطاء منهم والمثقفون ، بل توجه إليها مسئولون فى اجهزة حساسه ،وهى تدعى القدرة على علاج جميع الأمراض ، حتى المستعصية منها ، والشيخة نادية بالمناسبة شابة ريفية حاصلة على دبلوم الصناعة ، وأخذت حكما بالحبس لمدة 3 سنوات مع الشغل وكفالة 500 جنيه . اما الدكتور زويل فهو المصرى الذى تخرج من الوطن ، ونجح النظام المجتمعى والعلمى فى الولايات المتحدة الأمريكية ، فى توظيف قدراته ومهارته ، وتنميتها ، فظهرت ابداعاته فى الكيمياء ، وحصل على سلسلة من الجوائز العلمية أخرها جائزة نوبل فى الكيمياء منفردا عن عام 1999 . لكن ما الذى يجمع بين الشيخة نادية والدكتور زويل ، يجمع بينهما الموطن والنشأة المصرية ، والهوية ، وطينة هذا الوطن . الأولى رمزا للتخلف والدجل والشعوذة ، والثانى رمزا للعلم والتقدم والأبداع . الشيخة نادية صناعة مصرية 100% ، والدكتور زويل صناعة أمريكية شاركت مصر فيها بالنشأة ، فالمنظومة الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والثقافية والعلمية المصرية قادرة تماما على تكرار انتاج الشيخة نادية وامثالها ، وتفشل تماما تلك المنظومة فشلا ذريعا فى أنتاج الدكتور زويل وامثاله ، لماذا ؟! فى الفترة القليلة الماضية ، امتلأت الصحف والمجلات بأخبار الجن والسحر والشعوذة والدجل ، سواء كان ذلك فى صفحة الحوادث أو كظواهر غريبة فى صفحة التحقيقات ،وتنتشر هذه الأيام أيضا كتب السحر والشعوذة حيث تسجل اكبر المبيعات ، لدرجة أن هناك من يكتب عن السحر الحلال والسحر الحرام ،وتستطيع أن تشترى شرائط الكاسيت التى سجلها شيوخ الجن من أمام المساجد ، وتستطيع أيضا أن تذهب إلى العيادات الجنية للعلاج بالقرآن ، والاغرب ان بعض احزابنا السياسية بدلا من تفعيل نشاطها السياسى ، اصبحت تعلن فى الشوراع عن فتح عيادات لعلاج الجن والشياطين ، فكيف يكون عندنا أمثال الدكتور زويل ؟! بل اصبح الآن يسكن في كل بيت مصري عفريت وشيطان وجن ، يحتاج اكثر من شيخ ودجال لإخراجه ؟! بل نشاهد عبر الفضائيات العربية حلقات عن التنجيم ، وأخرى عن العفاريت والجن والشعوذة والدجل ، طبعا في المجتمع المصري ، لأنهم لا يستطيعون أن يقتربوا من عورات اى مجتمع عربى ، ويناقشون مشاكله ، فالجميع يسترزق علي حساب مصر ، ونشاهد في البرنامج وزيرا سابقا للبحث العلمي مشهور بالتوابع وهو يحكي عن مواقف شعوذة كأنها معجزات ، وأستاذ أمراض نساء في اكبر كلية طب يتحدث بفخر عن مؤتمرات السحر ، وبح صوت الدكتور يحي الرخاوي وزميله عالم الاجتماع في تنبيه الحضور لعدم الخلط بين المصطلحات وان منظومة الفقر والقهر والجهل والمرض وضعف التعليم والبطالة هي التي ساعدت علي نشر الخرافة ، فيبتسم عالم الدين وعميد أصول الدين بسخرية ويقول هذا كلام في السياسة ! لا .. يا مولانا كل شيء في حياتنا سياسة حتى حضورك في البرنامج سياسة ، ورحم الله الجميع . واذكر هنا منذ عدة أعوام عرض مساء الثلاثاء 13-12-94 ،فى برنامج المواجهة بالقناة الثانية بالتليفزيون المصرى ، حالة شاب ريفى من المنوفية أسمه الشيخ مجدى ، يدعى أن هناك 2 مليار من الجان المؤمن يسكن جسده برئاسة الملكة سالى ، وكل واحد من الجان متخصص فى علاج علة أو مرض معين ماعدا العمى والشلل ، حيث يجلس المريض أمام الشيخ مجدى شارحا مرضه فيضع الشيخ يده مكان الألم ، فيخرج الجان المتخصص فى العلة من جسد الشيخ عبر يده إلى مكان الألم ، ويتم العلاج فى دقيقتين فقط حتى لو كان المرض هو الإيدز ، هذا مضمون ما قاله الشيخ مجدى فى تحدى وثقة فى التليفزيون المصرى . ولم يبين البرنامج هل هذا الشيخ متهم أو مقبوض علية أم لا ؟ حيث ذكر مقدم البرنامج أنه يعرض حالة من حالات السلوكيات الخاطئة فى المجتمع المصرى . وطبعا إذا تقدم الشيخ مجدى فى الانتخابات التشريعية المصرية القادمه عن حزب الجان ، سوف يكسب أصوات الـ2 مليار جنى ، بدون بلطجة أو عنف إو تزوير ، وقتها فى إمكان الشيخة نادية حفظها الله ان تصبح ملكة مصر ، حيث نعود إلى الملكية مرة أخرى ،بناءا على رغبة شعبية جارفة ، ونتحول إلى مملكة بترولية بمجرد أن يضع الشيخ مجدى او الشيخة نادية حفظهما الله يديهما فى أى بالوعة مفتوحة ، فينفجر البترول من جميع بالوعات مصر ، وتتحول المجارى إلى أكبر مخزون بترولى فى العالم ، خاصة ونحن نملك معظم مظاهر الدول البترولية من انتشار النقاب و اللحى ، والثوب الأبيض ،وشبشب زنوبة الذى أصبح الزى الرسمى للمصريين الآن ، والسفه و الإسراف المظهرى ،وعدد كبير من السيارات الفاخرة الفاجرة ، واصبح لدينا ضواحى وشواطئ للمليونيرات فلا ينقصنا شىء، ألا مخزون بترولى ، وإنشاء الله سوف يوفره الشيخ مجدى حفظه الله خاصة إذا ووضع يده فى يد الشيخة نادية ، وتولى الأثنان المسئوليه فى مصر ، ولن نحتاج وقتها إلى مجلس شورى أو شعب ، أو جيش أو شرطة ، أو وزراء أو موظفين أو عمال أو فلاحين ، لأن الشيخ مجدى لدية 2مليار من الجان المؤمن المتخصص ، والشيخة نادية لديها من القدرات الخارقة التى تستطيع بها تسخير الجان لحل مشاكل مصر المستعصية، وسوف ينجح الجان فى ان يوفر لكل مصرى فيلا وعربية واربع زوجات، وعروسه زيادة ، وشغالات آسيويات لزوم المظهر البترولى ، وأيضا طائرة صغيرة للذهاب إلى السوق ، بمعنى آخر سوف تحل جميع مشاكل مصر، وتصبح الدولة الأولى فى العالم ، فهى تملك 2مليار جنى متخصص فى حل جميع المشاكل ويشكلون مجلس الجان ، فلماذا نحتاج إلى الدكتور زويل وامثاله؟! واستيقظت من أحلامى على سقوط مجلة كمبيوتر من يدى كنت أقرأ فيها، ورميت بها جانبا ، لأنه لا حاجة لنا للكمبيوتر أمام 2 مليار جنى مؤمن متخصص ، فماذا يفعل الكمبيوتر وهو اختراع من بلاد الكفار أمام هؤلاء الجن المتخصص ، وكيف يواجه الكمبيوتر اكثر من 300 خرافة مرتبطة بالجن والعفاريت يقال أنها منتشرة فى مصر ، وإذا حاول كل قارئ الآن أن يستعرض مسميات الكائنات فوق الطبيعية التى سمع عنها فى طفولته فقط ، يجد صف طويل من أسماء الملائكة والشياطين والأسياد ، والعمار ، السلعوة ، المزيرة ، المارد ، الامن دجر ، ابو رجل مسلوخة وامثاله ، بغلة العشر ، الجن والعفاريت والقرين ، جنية البحر وعروسة البحر ، وأم الشعور وأم الغولة ، الغول والشبح ، والصل والنداهة ، والطنطل ، وإنسان الماء ، غير أرواح الموتى والمسيح الدجال والبشر الممسوسون وغيرهم كثير ، فالخرافة تسيطر على عقولنا ، وسيناريو الجهل هو السائد بين المصريين ، ولا يتحرك أحد ، ولا يوجد فعل إيجابى للمؤسسات المنوطة بالثقافة والأعلام والتعليم و الدين لتتحدى هذا التيار ، ويزيد على ذلك إن تلك المؤسسات تنافس جماعات الإسلام السياسى فى وضع العوازل على عقولنا ، وهذا طبيعى فالخرافة والدجل والشعوذة لا تثير أحد ولا تسبب قلق لأحد فى المجتمعات التى لا تحترم العلم ، فالتخريف يمارسه الجميع من شركات أستثمار ، ومدارس تغيب العقل ، وتفسير وتأكيد النظريات العلمية بالقرآن ، والمحاولات الساذجة لأسلمة العلوم ، والتمحك العلمى بالدين ، فكم من شيوخ ومفكرين وصحفيين يخدرون الناس ويغيبون العقول مثل الشيخ مجدى والشيخه نادية حفظهما الله ، وبعد ذلك يأتى من يستنكر أننا متخلفون ، والحقيقة أننا مصممون ومصرون على التخلف ، بدليل انتشار الخرافات حتى بين المتعلمين . فنحن نملك شخصية ذات تركيبة ثقافية واجتماعية لا تؤمن بالعلم فى أعماقها ، بل تدعى ذلك وتتظاهر به الصفوة فى المناسبات ، والمراد بالصفوة هنا أساتذة الجامعات والبحاث فى كافة المجالات ، ويجب أن نسجل هنا أن مصر بها قاعدة علمية لا تقل عن مثيلاتها فى الدول المتقدمة بل تزيد عنها فلدينا 1400 عالم لكل مليون نسمة يعنى حوالى 85 ألف عالم فى كافة التخصصات منتشرين فى حوالى 318 مؤسسة بحثية من جامعات ومراكز بحوث ، وتكلفة وتجهيز هذة الكوادر تقدر بعشرات المليارات من الجنيهات ، فالسعر النقدى للثروة البشرية العلمية وأجهزتهم ومؤسساتهم يدور حول 150 مليار ! كل ذلك بدون عائد يذكر ، حتى المشروعات القومية الكبرى التى أعلن عنها فى السنوات الأخيرة لم تستفيد من تلك القاعدة العلمية ، والأعجب ان تلك الكوادر البحثية يمتهنون البحث العلمى كمهنة ، ولكن التفكير والتخطيط العلمى كسلوك حياتى يومى يغيب عنا ، وأقول عنا لأنى واحد منهم ، فالباحث أو أستاذ الجامعة ،يمارس تلقين وتدريس وتطبيق التفكير والبحث العلمى داخل المعمل أو المحاضرة فقط ، وبمجرد أن يخرج وينتهى من عملة يصبح لا فرق بينة وبين الأنسان العادى، الذى يغيب عنة التفكير النقدى والعلمى فى أسلوب حياته اليومى داخل مؤسسته وخارجها ، والشواهد كثيرة على ذلك لا يتسع المقام لها هنا ، ولكن أهمها تعاطف نسبة كبيرة من الصفوة عن جهل أو عنادا فى الفساد مع التفكير الغيبى للجماعات المتأسلمه ، والتى تدعى أنها دينيه ، وينعكس ذلك واضحا فى انتخابات نوادى أعضاء هيئة التدريس ، وانتخابات النقابات المهنية المختلفة، وأيضا غياب المناقشة العلمية والموضوعية داخل اجتماعات العمل فى مؤسسات الصفوة مثل مجالس الأقسام والكليات واجتماعات اللجان الدائمة والندوات العلمية . علاوة على ما تمتلئ بعه الصحف والمجلات من حوادث الفساد فى الجامعات والبحث العلمى ، بل إذا فتح ملف واحد فقط وهو ملف المشروعات البحثية التى يلهث ويهرول ورائها الجميع سنرى العجب ، وسوف تنتشر روائح كريهة ، تزكم الأنوف ، فإذا كان ذلك بين غالبية الصفوة العلمية فما بالك بعمق المشكلة بين سواد الناس . وإذا كانت الشعوذة والدجل والخرافة منتشرة فى العالم كله فهى عندنا تتم باسم الدين ، وأصبحت مجالا للسياسة والتجارة ، وهى سبب وفى نفس الوقت نتيجة للتطرف الدينى وتجارة الدين وحالة اليأس التى نعيش فيها . ويزيد على ذلك ان كل المؤشرات تعكس تراجع مصر فى التكامل مع العالم الخارجى حيث يتناقص راس المال الاجنبى فى الاستثمارات المباشرة فى الداخل ، وأنخفاض حجم التجارة الخارجية بالنسبة للتجارة العالمية ، والأستقبال المتناقص للتكنولوجيا العالمية . أننا الآن فعلا فى القرن الحادى والعشرين ، وبدأته مصر بأحتفاليه سياحية تحت سفح الأهرامات ، لكن هذة الأحتفاليه لم تدخل مصر القرن الجديد ، لأن العنصر الرئيسى للتغيير فى العشرين سنة الماضية منذ ظهور الكمبيوتر هو سيطرة العلم والتكنولوجيا ، وهنا يجب ان نتساءل ..هل لدينا علم وتكنولوجيا ؟..هل عندنا منتج علمى وتكنولوجى مصرى اصيل ؟ فى التقرير العالمى للعلم world science report الذى تصدره اليونسكو كل سنتين تستعرض فيه احوال العلم فى العالم ، وكان التقرير الأخير فى القرن العشرين عام 1998 ، جاء فيه ان العالم كله أنفق عام 1994 على البحث العلمى والتطوير التكنولوجى Scientific Research & Development ( R&D) 470 بليون دولار أمريكى ، ساهمت فيه امريكا الشماليه بأكبر نصيب بنسبة حوالى 38% ، وجاءت بعدها أوروبا الغربية حيث ساهمت بنسبة 28% ، ثم اليابان والدول الصناعية الجديدة بنسبة 19% ، والصين بنسبة 5% ، وكان فى اخر القائمة واقل نسبة هى الدول العربية مجتمعة حيث كان نصيبها 0.4 % ، ( اربعة اجزاء من الواحد الصحيح )، وهو أصغر أنفاق فى العالم كله . وكانت نسبة الأنفاق على على البحث العلمى والتطوير التكنولوجى Scientific Research & Development ( R&D) بالمقارنة بأجمالى الناتج المحلى ، اكبرها فى امريكا الشماليه حيث انفقت 2.5 % من إجمالى الناتج المحلى على البحوث والتطوير التكنولوجى ، وانفقت اوروبا الغربية 1.8 % من إجمالى الناتج المحلى على البحوث والتطوير التكنولوجى ، وكانت اقل نسبة أنفاق فى العالم موجودة فى الدول العربية مجتمعة حيث أنفقت 0.2 % ( جزءين من الواحد الصحيح ) من إجمالى الناتج المحلى على البحوث العلمية والتطوير التكنولوجى . وفى عام 1995 صدرت فى امريكا الشمالية 38.4 % من المطبوعات العلمية فى العالم ، 35.8 % من تلك المطبوعات العلمية صدرت فى اوروبا الغربية ، 10.1 % صدرت فى اليابان والدول الصناعية الجديدة ، وكانت اقل نسبة اصدار للمطبوعات العلمية فى الدول العربية مجتمعة ، التى صدر عنها 0.7% ( سبعة أجزاء من الواحد الصحيح ) من المطبوعات العلمية فى العالم ، ثم يستعرض تقرير العلم أحوال براءات الأختراع التكنولوجى فى العالم ويذكر ان 47.4% من مجموع براءات الأختراع التكنولوجى فى العالم 1995 كانت فى أوروبا الغربية ، 33.4% فى أمريكا الشماليه ، 16.6 % كانت فى اليابان والدول الصناعية الجديدة ، أما الدول العربية مجتمعة فقد حصلت على رقم صفر % ، وأكررها كان نصيب الدول العربية مجتمعة من براءات الاختراع التكنولوجى فى العالم عام 1995 صفرا كبيرا ، بمعنى ان الدول العربية لم يصدر عنها او تساهم باى ابتكار تكنولوجى فى العالم . لماذا لا نعترف أننا متخلفون ؟! واننا مصرين على التخلف ، لماذا لا نعترف أننا مستهلكون للعلم والتكنولوجيا ؟! أننا أمة ناقلة لكل شىء ، ونتعامل مع الدين والتراث والتاريخ بشكل أنتقائى ، ويغيب عنا العقل النقدى العلمى الموضوعى . لقد كف عقلنا عن العمل بطريقة نقدية . وفى كتاب وصف مصر(كتاب يضم جملة ابحاث54 عالما فى كافة المجالات التى اجريت بعد الحملة الفرنسية على مصر واستغرق تأليفه حوالى 13 سنة 1809-1822 ) جاء الوصف السيكلوجى للإنسان المصرى ، بأن المصرى سوف يظل عبدا ، يائسا ، سلبيا خاملا ، تدور به دوامات الشك ، دون ان يفكر فى وضعه المحزن ، ولربما تكون بلادته هبة من القدر، والبلادة ملحوظة فى كل بلدان الشرق ، والبلادة معوقة للانتاج الحضارى الذى هو تغيير البيئة لمواجهة احتياجات الانسان المتطورة ، وغياب الانتاج الحضارى ، يعنى تثبيت الوضع دون تغييره اى يعنى التخلف ، ويتساءل استاذنا الدكتور مراد وهبة شيخ الفلاسفة فى كتابه "ملاك الحقيقة " هل حالة التخلف هنا عابرة ام دائمة ؟ ويقول ان جواب كتاب وصف مصر، مايزال على حاله حتى اليوم . معنى ذلك ان حالة التخلف فى مصر حالة دائمة . لكن يبقى هناك دائما بصيصا من الأمل نستمده من حالة الدكتور زويل ، فنشأة الدكتور زويل هى نفس النشأة لملايين المصريين ، لكن العامل المتغيير هنا هو المنظومة المجتمعيه والعلمية الأمريكية التى أحسنت أستثمار نشأته وقدراته ، ووفرت له المناخ المناسب لتنطلق ابداعاته . وتحقيق هذا البصيص من الأمل يستوجب تغيير وتجديد المنظومة المصرية من جذورها وبأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافيه ، لكن السؤال الأهم هو متى وكيف يحدث ذلك ؟!
#أحمد_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقفون والعمدة
-
الحرية الأكاديمية وأسلمه المعرفة
-
الإرهاب و وسائل الإعلام
-
فى بلاد الكفيل
-
المرأة المصرية فى عباءة الكفيل الوهابى
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|