أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر














المزيد.....


الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 23:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يمر أسبوع من دون أن تلقي السلطات المصرية القبضَ على مجموعةٍ من جماعةِ الاخوان المسلمين المحظورة، التي تمثلُ كذلك المعارضة العلنية المشروعة في مجلس الشعب المصري!
تناقضٌ سياسي فج، ورأسا المجتمع المصري منفصمان ومتوحدان! وهذا التناقض العجيب بحاجة إلى التوضيح.
إنهُ تعبيرٌ رمزي كذلك عن عجز قوى الحداثة العربية عموماً عن التلاقي حول ثقافة سياسية مشتركة وحل مشكلات المواطنين المعلقة.
أكبر بلد عربي، وأهم قوة تحديثية عربية مشلولة في واقع الأمر عن إيجاد شيءٍ جديد في جسمِ الأمة المتمدد من الخليج إلى المحيط المشلولِ غيرِ القادرِ على اتخاذ موقف عصري تحديثي ديمقراطي خلاق!
الإخوان المسلمون على الرغم من كل تطوراتهم الفكرية والسياسية لايزالون في خندقٍ معارض للحداثة، التي هي جوهر العصر السياسي.
إن بؤرةَ المسألة تكمنُ في أن الديمقراطية التي سلموا بتداولها بين الفرقاء السياسيين تتطلب العلمانية، التي لم يقاربوها.
فمقاربتُها تتطلبُ إعادةَ النظر حتى في تسمية حزبهم:(حزب الاخوان المسلمين)، فهو يعني حزباً ذكورياً، لا تمثيل فيه للنساء، ويعني انه حزبٌ غيرُ مصري، لأن المسيحيين مستبعدون منه.
كيف يستطيع حزبٌ معارضٌ يمثل نسبة كبيرة من المصريين أن ينفي المواطنين المسيحيين المصريين من داخله؟!
كذلك فإن ظهورَهُ باعتبارهِ الحزبَ الإسلامي الوحيدَ ينفي كذلك إسلامية المواطنين الآخرين الذين لا يؤمنون بتصورات الحزب السياسية والفكرية!
إن توحد الحزب مع المطلقات الدينية والذكورية المفارقة للتاريخ الراهن، تجعلهُ حزباً جامداً من الناحيةِ السياسية وغيرَ قادرٍ على استثمارِ الفرصةِ السياسية الكبيرة المؤاتية له لكي يقومَ بتغييرٍ تاريخي منتظر في مصر.
إن هذا الغبشَ الايديولوجي يحدثُ لأسبابٍ كثيرةٍ متعددة ومتداخلة، إنه بسبب الجمود الكبير الذي ارتبط به الحزب، فالجماعة السرية لها تقاليد شمولية تفرضُ نفسها، ويصعبُ عبرها حدوث تعددية داخلية عميقة، وبالتالي فإن الفكرَ السياسي يغدو متصلباً.
كذلك فإن تعبيرَ حزبِ الاخوان عن الفئات الوسطى المدنية الحرة خلال هذه العقود، جعله في تضاد مهم وأساسي بالرأسمالية الحكومية البيروقراطية الفاسدة، المعرقل الأكبر للتطور الاقتصادي وللحريات السياسية والفكرية، من دون قدرةٍ على طرح برنامج الرأسمالية الديمقراطية الحرة البديل عن نظام رأسمالي شمولي.
إن عدم طرح ذلك لا يقود إلى الحداثة بل إلى الجمود في المحافظة الدينية، وهي محافظةٌ ليست ذات غنى فكري إسلامي كبير. فلم تُنتجْ تصوراتٌ فكرية خلاقة هنا، بل جُعلت العباداتُ والمعاملاتُ في مركزِ الإنتاجِ السياسي للحزب، بدلاً من الأفكارِ الحديثة والعقلانية الدينية، والمقاربة مع الغرب الديمقراطي.
هنا نجد ان الأحزابَ التركية المعبرة عن الطبقة الوسطى، حصلت على فرصٍ تاريخية أكبر للتماثل مع طبقتها، بسببِ انتشارِ الرأسمالية الإنتاجية الخاصة لزمنٍ كبير، مع تآكل الرأسمالية الحكومية البيروقراطية على مدى عقود، لكن الأتراك الاخوان المسلمين لم يجمدوا تنظيماتهم السياسية، ونقلوا البؤرةَ السياسيةَ من العباداتِ إلى الأفكارِ السياسية التحديثية التي غدت المحورَ في ممارساتِ التشكيلات الحزبية الدينية - العَلمانية، وجعلوا العبادات في الخلفية الاجتماعية، فيستطيع أي مواطن أن ينضم للحزب مهما كانت آراؤه الدينية، وهنا لعبتْ العَلمانيةُ المحدودة كذلك دورَها في تطوير الحزب النهضوي (الديني)، في حين ورث الاخوان المسلمون أثقالَ دولةٍ عسكرية امتدت نصف قرن، ورغم انفضاض الفئات الوسطى عنها، ومعها جمهورٌ واسعٌ من الفقراء، فإنها لم تعطِ القوى الاجتماعية إمكانات كبيرة للملكيات الفردية الإنتاجية الواسعة، فشلت البيروقراطيةُ الاقتصادَ والحياةَ السياسية الاجتماعية.
لكن بالمقابل لم يتخذ الإخوانُ المسملون المصريون مرونةً سياسية كبيرة كنظرائهم الأتراك، فظلوا متمسكين بالتنظيم التاريخي، وثوابته الجامدة، وتشكلتْ منه تنظيماتٌ أخرى بعضُها مسلحٌ إرهابي مما رسم علامةَ استفهام كبرى حولهم خاصة للفئات التحديثية التي هي مفاتيح التغيير السياسي.
إن صعوبات الاخوان أكبرُ من نظرائِهم الأتراك، فالأتراكُ يواجهون مجتمعاً سنياً مهيمناً أُعد طويلاً لبروزِ الطبقة الوسطى، وليست فيه جذور حضاراتٍ مغايرة لها، في حين أن الإخوان المصريين يقابلون مجتمعاً إسلامياً مسيحياً ذا جذور وثنية حضارية كبيرة، وهذا يتطلب ثقافة وطنية وإنسانية وديمقراطية كبيرة، لتاريخ مصر ولتاريخ الإسلام!
رأسا مصر بحاجةٍ إلى الحوار المشترك، مثلما أن الرأسمالية الحكومية والرأسمالية الخاصة بحاجةٍ إلى خطةٍ اقتصادية تنموية مشتركة تتأسس بشكلٍ ديمقراطي، وللأسف فقد عودنا الخصومُ الكبارُ على تمزيقِ الخرائط الوطنية أكثر من إعادةِ بنائها!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية
- الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)
- التحولات السياسية في تركيا (1-2)
- التحليل والتغيير
- خطاب للعامل الذكي
- انتهاء زمن الدولة الأبوية
- الخلاص هو في التحالف مع اليسار الديمقراطي
- غياب الجدل من تاريخ اليمن
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي (1)
- الرأسمالية الخاصة في البحرين (2)
- صراع الغرب والإسلام الآن
- الرأسمالية والبداوة
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين (2)
- الثورات والاقتصاديات المشوهة
- الحرس: عقدة المشكلة
- حوار مع العفيف الأخضر (3 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر (2 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر ( 1 3)


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - الهجماتُ مستمرةٌ على إخوان مصر