شاكر عامل
الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 23:03
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
بعد سقوط نظام البعث الصدامي الدكتاتوري على اثر احتلال العراق عام 2003 من قبل الولايات المتحده والدول المتحالفه معها, رمت قوى الاسلام السياسي-المذهبي الطائفي الشيعيه منها والسنيه بكل ثقلها,في مسرح الاحداث وتداعياتها التي اعقبت الاحتلال, واستخدمت كل ما تملكه من الامكانيات الماديه والمعنويه التي لديها, مستغله الدين-المذهب, ومستعينه بترسانه من الميليشيات المسلحه, المدربه جيدا, والتي تم اعدادها وتجهيزها وتدريبها في دول الجوار, وبدعم سخي من حكوماتها, وذلك لاستعراض قونها,ومن ثم لفرض هيمنتها على الشارع العراقي, الذي دمرته حروب النظام الدكتاتوري وسنين الحصار المرير ,التي فرضت على شعبنا بسبب جرائم النظام البائد,ومستغله الفراغ السياسي الهائل, الذي نتج بسبب الممارسات القمعيه,القاسيه, والوحشيه,للنظام الدكتاتوري الدموي, ضد القوى والاحزاب الوطنيه واليساريه والقوميه المعارضه للنظام انذاك,وما اصابها من الاعدامات, والسجون,والقتل والتشريد في المنافي,ما ادى بالنهايه الى استفراد الطاغيه صدام حسين الكامل للسلطه السياسيه, وفرض هيمنه الحزب الواحد, او العائله الواحده على الحكم في العراق.وهكذا ولجت قوى الاسلام المذهبي-الطائفي الساحه السياسه العراقيه,في ظروف الاحتلال,وبغياب او ضعف قوى اليسار الديمقراطي العراقي.وهكذا راحت قوى الاسلام المذهبي-الطائفي,وبالاخص الشيعيه منها,تعمل المستحيل في سبيل تحقيق حلمها وغايتها,في الوصول الى مركز القرار, والامساك بالسلطه,وذلك بالتماهي مع سلطه الاحتلال وبحمايه منها,وبدعم سخي من نظام الحكم في ايران. ولهذا فهي قد سلكت طريق التعاون الوثيق مع سلطه الاحتلال وبالاخص سلطه السفير بريمر,والعمل معا لوجهه ترتيب الاولويات,بمعنى اولويات الاحتلال, وهذه معروفه للجميع,وخاصه تاسيس دوله ما بعد صدام حسين وهذا ما اسموه ب" العراق الجديد .و" السياسه الجديده".فما هو العراق الجديد ؟ انه العراق الضعيف المحتل , فاقد السياده عرضه لتدخل دول الجوار , والتحكم بشؤونه , وتنفيذ اجندتها فيه. وما هي " السياسه الجديده ؟ اتها السياسه الطائفيه المقيته , لقد كان تاسيس مجلس الحكم على اساس طائفي , وان ما نتج عن هذه السياسه كان الاشد ايلاما في تاريخ العراق المعاصر, فقد دخل العراق مذاك عهد الصراعات الطائفيه , وحروب ميليشيات الطوائف, التي ما يزال يئن المجتمع العراقي تحت ثقل جرائمها . ان فكر قوى الاسلام المذهبي - الطائفي هو فكر شمولي لايمكنه التعايش مع الاستحقاق الوطني والديمقراطي, ولكن راينا كيف ان هذه القوى قد استفادت من االانفتاح على الديمقراطيه, ودخلت المعترك الانتخابي ,وصناديق الاقتراع للوصول الى مركز القرار والحكم ,وسرعان ما لملمت هذه القوى نفسها في ائتلافات وجبهات,مثل " الائتلاف العراقي الموحد" للشيعه,و" جبهه الحوار" للسته , وقد حقق الائتلاف الشيعي فوزا منقطع النظير في الدورتين الانتخابيتن السابقتين,حيث تم تقاسم السلطه محاصصاتيا وطائفيا مع التيار الكردي والتيار السني, لكونهم الاغلبيه في مجلس النواب. ان هناك عوامل وظروف عديده اتت بقوى الاسلام المذهبي-الطائفي الى السلطه في العراق ,بهذا الزخم والكثافه والقوة,منها ما ورد سابقا في افراغ الساحه السياسيه في العراق من الاحزاب الوطنيه والديمقراطيه واليساريه عموما" قوى اليسار الديمقراطي" من قبل نظام البعث في العراق انذاك, حيث تعرضت تنظيمات هذا التيار للدمار الشامل على يد النظام, وتم بعثره قواة الاساسيه وتمزقها وتباعدها في ظروف التشرد والاغتراب لسنوات طويله. اما قوى التيار " اليسار الديمقراطي" ,وبسبب شده الاضطهاد الذي وقع عليها وغياب قياداتها او تغييبها داخل السجون والمعتقلات, وبسبب الحروب العديده والطويله للنظام والحصار الكابوسي المرير الذي فرض على شعبنا بسبب نهج النظام انذاك ,وغير ذلك من الاسباب فقد لجات هذه الجماهير الى الدين والاحتماء به علها تجد الطمئنينه والمؤاساه عما يلحق بها من ويلات وكوارث ومصائب وظلم على يد النظام البائد, وهكذا كان ,فقوى الاسلام المذهبي في العراق لم تتعرض الى الويلات والمحن التي تعرض لها "اليسار الديمقراطي" . صحسح انه تم اعدام بعض من رموز الاسلام المذهبي الروحيه على يد النظام انذاك, ولكن معظم قياداتهم كانت تعيش حره وفي بحبوحه من العيش في الخارج ,وخاصه في ايران وسوريا وبقيه دول الجوار, اما قاعدتها الجماهيريه ,فهي رغم تعرضها للاضطهاد والسجون والتعذيب على يد اجهزه قمع النظام السابق ,الا ان القاعده الماديه من الحسينيات والجوامع ومراقد الائمه ومؤسسه الحوزه وغيرها لم يصبها الاذى الكبير وبقيت تمارس طقوسها واعمالها بهذا الشكل او ذاك,ولهذا ,فما ان سقط النظام, واستتب الوضع لقوى الاحتلال, حتى بادرت هذه القوى الاسلاميه المذهبيه ,بالحركه السريعه, وراحت تعبر الحدود, بهدف الامساك بزمام الامور يساندها الشارع- المذهب, وفتاوى رجالاته من الايات العظمى للمذهب,بعد تجربه دورتين انتخابيتين ,وسبع سنوات بعد سقوط النظام ,ماذا حصل الشعب العراقي من حكم الاسلاميين وماذا قدموا للبلاد ؟ بعد تجربه السنوات الماضيه, راينا ماراينا من الويلات والماسي ,وحروب ميليشيات طائفيه,هجرات داخليه وخارجيه, بطاله مليونيه بين الشباب ,نهب وسرقه اموال الدوله ونفط العراق,عرض القطاع العام ومؤسساته ,وخاصه صناعه النفط والغاز,للبيع والخصخصه,واستثمار الشركات الاجنبيه,بالاضافه الى انعدام الخدمات الاساسيه من توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء, وغير ذلك الكثير الكثير, لقد خبر المواطن العراقي بنفسه تجربه الماضي حيث اعطى صوته بسخاء لاناس لم يستحقوه, فقد سرقوا صوته وخذلوه, وتناسوه مهتمين بمصالحهم الخاصه والاثراء على حسابه, بينما بقي المواطن يئن تحت ثقل مشاكله ومصائبه. ان تجربه السنوات السبع الماضيه من حكم الاحزاب المذهبيه ولدت خيبه امل كبيره وياس عند المواطن العراقي من تحسن الوضع الامتي والمعاشي على الاقل, ولهذا اصيبت قوى الاسلام المذهبي- الطائفي بصدمه كبيره للخساره الكبيره والفاضحه في انتخابات مجالس المحافظات في اذار 2009,وذلك بامتناع قطاعات كبيره من الشعب العراقي بالتصويت. لها.ان جبهه الاسلام السياسي-المذهبي الطائفي في العراق تعاني تصدعا في بنيانها, وتنافرا متزايدا بين اطرافها الرئيسيه, في خضم صراعها على السلطه والتسابق المحموم الذي وصل حد التناحر والتصفيات الجسديه ,في سبيل الفوز والهيمنه على اكبر ما يمكن من خيرات البلد , والسيطره على مؤسساته الرئيسيه,والهيمنه على مركز القرار, وفي سبيل تحقيق ذلك استباحت هذه القوى كل المحرمات للوصول الى غاياتها .ان بلادنا مقبله على انتخابات نيابيه جديده ,ويدورهذه الايام صراع محموم, وتنافس شديد , ودعايات انتخابيه تستخدم فيها كل الوسائل المتاحه وبطرق نزيهه وغير نزيهه, ويجري الاستفاده من وسائل الاتصال ,ووسائل الاعلام بمختلف انواعه والوانه, وذلك لكسب صوت المواطن . وفي هذه الاجواء يصرف المال بسخاء لشراء الاصوات ,وتقدم الوعود والاغراءات الكثيره من هذا الطرف او ذاك, ويصل الحال بالبعض لشراء الاصوات بالمال وغيره.. والحال هذه فان هناك كم هائل من القوائم والاحزاب والمنظمات والاشخاص, والكل يسابق الزمن في التنافس المرير للفوز باصوات الناخبين والحصول على اكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب.امام المواطن العراقي الان فرصه التدقيق وامعان النظر في الوعود والاقوال والبرامج ومصداقيتها ,ومصداقيه القوى التي خلفها ,قبل اعطاء الصوت لهذه الجهه او تلك لكي نفوت الفرصه على المحتالين والسراق وعديمي الضمير والمجرمين وبائعي الوطن من الوصول الى قبه البرلمان او الى مركز صنع القرار. لقد اختبر المواطن العراقي بنفسه خلال السنوات الماضيه وبالتجربه اليوميه الملموسه ,مقدار نزاهه هذا اوذاك او هذه الجهه او تلك. واليسار الديمقراطي العراقي يشارك ايضا في هذه الانتخابات ,ويطرح برنامجا شاملا ومتكاملا لانقاذ البلاد واصلاح الوضع الداخلي للوطن العراق ,وتلبيه الحاجات الملحه للقطاعات العريضه من مواطنبه, المعيشيه منها والخدميه ,الصحيه والتعليميه وغير ذلك الكثير,وهذا البرنامج نجده مجسدا في قائمه " اتحاد الشعب " ,وهي القائمه التي تمثل اليسار الديمقراطي العراقي, اليسار ذو التاريخ العريق المشهود له بالوطنيه الصادقه والامانه والنزاهه. ان قائمه "اتحاد الشعب"هي القائمه الاكثر وضوحا والاكثر امانه والاكثر مصداقيه والاقرب في التعبير عن طموحات القطاعات الشعبيه الواسعه ,وكل مكونات المجتمع العراقي المختلفه,من العمال, والفلاحين ,والنساء, والطلبه, والشباب, والاطفال, والرياضيين ,وغيرهم, امنحوا اصواتكم لقائمتكم قائمه "اتحاد الشعب"فهي ضمير الشعب العراقي ,وهي قائمه الشعب كله على اختلاف قومياته وشرائحه واديانه وليس قائمه طائفه.
#شاكر_عامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟