عبد الكريم قاسم ,, نفط و دم,,,,,, بين قانون رقم 80 و,,منظمة الاوبك

على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 19:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لم تزل قضية النفط فى العراق طى الكتمان ولاسيما ما يتعلق منها بالمساعى السياسية والدبلوماسية فى التاثير على مواقف الحكم القاسمى اوخطط الاطاحة به وقتله ورمى جثته فى نهر ديالى واقامة نظام حكم اكثر استجابة الى مطالب شركات النفط العالمية. لقد كانت سياسة عبد الكريم قاسم الوطنية, دفعت الشركات النفطية الى خفض الاسعار التي تحتسب بموجبها عائدات البلدان المنتجة, فكان معدل خسارة العراق عشرة ملايين دينار فى السنة خلال الفترة بين 1959 وحتى 1963 فكانت هذه الخسارة الكبيرة على حساب برانامج الاعمار الاقتصادى و الخطة الخمسية, وقامت الشركات بجملة اجراءات لتقليص واردات الحكومة العراقية من النفط مسببة فى ذلك ضيقا اقتصاديا وزيادة اسعار البانزين وبعض المواد الغذائية. حاول الزعيم عبد الكريم قاسم تجنب الصدام مع شركات النفط, ولكنه كان يطمح الى زيادة عائدات النفط وانتزاع بعض الحقوق الوطنية للعراق دون ان يقدر تعنت الشركات ومقاومتها المستميته لاى تعديل فى عقود النفط. ولم توافق شركات النفط فى ربيع عام 1959 على مضاعفة الانتاج الا كسبا للوقت وهى تلاحظ تصدع العلاقة بين الزعيم والحزب الشيوعى العراقى وجاءت احداث كركوك وأبعاد العناصر الوطنية والعمالية المناضلة عن المؤسسات النفطية حيث اخذت الشركات النفطية ببمارسة الضغوط على الحكومة وقلصت الانتاج فى شركة نفط البصرة. فى هذه الاوضاع الصعبة قامت حكومة عبد الكريم قاسم بخطوة خطرة ومهمة وتجاوز للخطوط الحمر للشركات النفطية, حيث دعت الاقطار المصدرة للنفط لبحث سياسة الكارتل النفطى العالمي فى خفض الاسعار و الاضرار بمصالح تلك الاقطار وتلبية لدعوة من الحكومة العراقية اجتمع ممثلوا سبعة بلدان لاول مرة مصدرة للنفط فى بغداد فى 14 ايلول عام 1960 واعلن عن تشكيل منظمة مهمة فى تاريخ العرب السياسى والاقتصادى هى منظمة الاوبك للبلدان المصدرة للنفط وكانت هذه ثمرة للسياسة الوطنية النفطية التى اتبعها المرحوم عبد الكريم قاسم. وخلال المفاوضات التى جرت بين الجانب العراقى الذى يرأسة عبد الكريم قاسم شخصيا وشركات النفط برئاسة السيد فشر حيث اتخذت شركات النفط موقفا متشددا ضد العراق بعد تاسيس الاوبك وانتقلت الى لغة التهديد وحسب البيان الصادر عن وزارة النفط العراقية فى 17 تشرين الاول 1961 بعض ما دار فى المفاوضات,,,,, عبد الكريم قاسم,, هذه اباركم باستطاعتكم استغلالها كما تريدون, وانى اسف لاقول لكم باننا سنأخذ بقية الاراضى بموجب تشريعاتنا الجاهزة حتى لا يكون ذلك مباغتا لكم. واشكركم على حضوركم. فيشر ,, ممثل شركة نفط العراق فى المفاوضات,,, نشكركم على اخبارنا بذالك,, وسننظر ما ستكون النتائج,,, عبد الكريم قاسم,, اية نتائج؟؟؟,,,,, انظر(ص346) المقايضة ... برلين بغداد.. نجم محمود ولانعرف الاسباب التى دفعت الزعيم الى الاسراع بتوجه انذار نهائى الى شركات النفط فى الوقت شهدت الساحة العراقية تدهورا فى علاقة الزعيم مع القوى الوطنية و اليسارية , والصدام مع حركة التحرر الوطنى الكردية التى يقودها المرحوم الملا مصطفى البارزانى باضافة الى الصدام مع الحركة القومية والناصرية. وسار الزعيم بخطوة اكبر واخطر فى المجال الحيوى الاحمر لشركات النفط العاملة
فى العراق,, وهو تشريع القانون رقم 80 لسنة 1961 الذى أممت بموجبه 99 فى المئة من الاراضى العراقية غير المستثمرة من قبل الشركات , و الخاضعة مع ذلك ضمن الأتفاقيات النفطية التي فرضت على العراق في العهد الملكي وهو أهم ضربة وجهت للشركات بعد تأميم النفط الأيراني . و أن كان يختلف في المدى البعيد عن التأميم الكامل , الا انه فتح الطريق لتصفية سيطرة الكارتيل الدولي, على صناعة النفط في البلاد العربية ومنطقة الشرق الأوسط . وليس من شك ان القانون رقم 80 كان السبب المباشر الذي دفع الشركات النفطية الى ان ترمي بكل ثقلها في مواجهة حكومة عبد الكريم قاسم وتنفيذ انقلاب 8 شباط 1963. وفي 7 شباط 1963 أعلن عبد الكريم قاسم عن تأسيس شركة النفط الوطنية العراقية وفي اليوم التالي نفذ الأنقلاب ووجدت مع جثة عبد الكريم قاسم لائحة قانون الشركة الوطنية الجديدة. لقد كانت شركات النفط تتوقع تراجع عبد الكريم قاسم عن أصدار قانون 80 وأوصلت تهديدا له عن طريق صهره عبد الجبار جواد قائد الفرقة الخامسة والذي يقضي أجازة مرضية في بيروت حيث اتصل به ممثل عن شركات النفط طالبة من قاسم التراجع عن قانون رقم 80 والا فأنه سيواجه ما لايحمد عقباه وأخبر عبد الجبار جواد عبد الكريم قاسم بذلك ولكنه لم يعبء بالتهديد وصادق على القانون . يقول الشيخ عبد الله الطريقي في كتابه صخور النفط ورمال السياسة ان حكومة عبد الكريم قاسم هي الوحيدة التي وافقت على عقد مؤتمر تأسيس منظمة اوبك في ايلول 1960, بعد رفض مصر الناصرية والمملكة العربية السعودية, عقد المؤتمر فيها .ص156 و ص298. وهكذا يلاحظ ان عبد الكريم قاسم (كان يقطع الليل في السكين ) وهو عمل يتطلب جرءة غير عادية على ارتكاب ما تخافه وتخشاه شخصيات أخرى ولكن الزعيم عبد الكريم قاسم من الرجال الشجعان الذين يقطعون الليل بدون خوف ولكن كان يعوزه كما يقول ميكافيلي في كتابه على الأمير ان يقلد الثعلب والأسد معا أذ ان الأسد لايستطيع حماية نفسه من الشراك والثعلب نفسه أمام الذئاب , لذا يتعين عليه ان يكون ثعلبا ليميز الفخاخ واسدا ليرهب الذئاب ,ص66 ميكافيلي والميكافيليه لمؤلفه د.كمال مظهر احمد ,فالحاكم الناجح هوالذي يلجاء الى الأساليب الأنسانية والحيوانية حسب الظروف والحاجة ويعرف كيف يجمع بين خداع الثعالب وفورات الأسود لان المحك والأساس لتقيم السياسة هو النجاح .

#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات