أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سلمان محمد شناوة - السماوة والسبعة المبشرون بالبرلمان















المزيد.....


السماوة والسبعة المبشرون بالبرلمان


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 00:06
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


الموطن في محافظة السماوة هذه الأيام في حالة ترقب وحيرة , الانتخابات ستجرى في السابع من شهر مارس لسنة 2010 , والمرشحين في مهرجان انتخابي , الكل يزاود على الكل , والكل يحاول إن يسوق نفسه أمام الناخب يخطب وده ويطلب مغفرته , والناخب العراقي ينظر بتمعن , ويبحث بين الموجودين عمن يصلح للمجلس النيابي ....

التجربة السابقة للبرلمان كانت تعيسة جدا بنظر الناخب العراقي , فكل الموجودين حاليا (( لا يساوون جناح بعوضة في نظر الناخب العراقي )) , الناخب العراقي يعلم لا يصح إلا الصحيح , ولكن اين الصحيح , عشرات من المرشحين يقفون يشرحون برنامجهم الانتخابي , بعضهم لا يعرف يتكلم والبعض معتمد على عشيرة قوية , والبعض الأخر دخل تحت جناح (( ائتلاف )) أو تكتل قوي , نفس الوجوه السابقة موجودة ألان تسوق نفسها ولكن تحت عباءات أخرى , صفية السهيل كانت مع أياد علاوي هي ألان مع نوري المالكي , خالد العطية كان مع المجلس , هو ألان مع نوري المالكي , أياد جمال الدين انفصل عن أياد علاوي وشكل تكتل باسم أحرار , الشيوعيين انفصلوا عنه وأسسوا (( اتحاد الشعب )) هناك أسماء جديدة دخلت لكن غير معروفة , المفوضية سمحت لكل قائمة إن تدخل بضعف عدد المقاعد لماذا ... جواد البولاني وزير داخلية نوري المالكي , شكل حزب دستوري وقائمة ائتلاف مع (( احمد بوريشة )) .... ينافس نوري المالكي ويطمح لرئاسة الوزراء

لقد كنت حاضرا في لقاء البغدادية مع المرشحين والناخبين في الحلقة المخصصة لمدينة السماوة , بداية أحب اشكر البغدادية على جهدها الكبير في نقل هذه المقابلات واللقاءات , حيث استطاعت إن تضيق الهوة قليلا بين الناخب والمرشح , والشكر لكل طاقم البغدادية على جهدهم المشكور ...
الحقيقة هناك مشكلة حقيقية في العلاقة بين الناخب والمرشح يجب إن تصحح , هناك فجوة كبيرة بين الاثنين , فالمرشح لم يستطيع إن يشعر بنبض الشارع , لم يستطيع بعد إن يصل إلى إحساس رجل الشارع ويفهم ما يريد , مقعد البرلمان هو في نظر البعض أو الكل إذا أردنا الحقيقة هو امتياز حقيقي , وجائزة كبيرة , بالوصول إليه , هو كسب حقيقي للمال والسلطة والنفوذ , والغنى مدى الدهر ........

المرشح لا ينظر إلى المقعد البرلماني على أساس هو وظيفة عامة , وجدت لخدمة الناس , وهي موجودة بوجودهم , المرشح للأسف لا يفهم إن الترشح والانتخاب هو عبارة عن (( عقد اجتماعي )) , يعني تبادل منفعي , وتبادل مصلحة بين الناخب والمرشح , فانا الناخب أسعى لانتخاب س من الناس لأنه سوف يقوم مقابل ذلك , بالاهتمام بمصالح الناس ويرعى شئونهم , فهو موجود لان الناس قاموا بانتخابه , فإذا تمادى أو انحرف , تكون هناك نظم مسائلة له , وإسقاطه من قبل الناخب نفسه ..... لكن هذا ليس هو الشعور العام لدى المرشح , المرشح في الحقيقة يرتفع بصوت الناخب , ثم بعد ذلك ينسى الناخب , وينسى مشاكل الناس , فقط يتمتع بامتيازات الوظيفة الجديدة .....

أولا أريد إن اقو ل إني لا انقص من عراقية أو وطنية احد من المرشحين , فكل المرشحين بنظري وبنظر الناخب كذلك سواء من الناحية الوطنية , لكني انظر إلى الأصلح والأفضل لاختيار المرشح للجلوس على المقعد النيابي ....

في ذاك اللقاء الذي جمعنا مع المرشحين والتي رعته البغدادية كان في نظري كارثة حقيقية , كارثة لمدى ضالة تفكير وثقافة المرشحين الذين حضروا اللقاء المنشود .... بالبداية أقول كانت سياسة البغدادية هي دعوة مرشح واحد من كل حزب أو كتلة , حتى تكون هناك مساواة بالطرح ولا يكون هناك أفضلية لكتلة أو حزب على الأخر ... وتشكر البغدادية على هذه الخطوة ... إلا إن حضور مرشح أخر لكتلة وكان مرشح أخر سبقه من نفس الائتلاف ..احدث نوع من البلية , حيث رفض المرشح الثاني الانسحاب أو الجلوس من الناخبين , وأصر على الجلوس على المنصة , كبرياءه كان يمنعه من الجلوس مع جمهور الناخبين .. الحقيقة ذهلنا لهذا التصرف قادا كان مرشحي ذاك الائتلاف اختلفوا قبل الانتخابات فكيف يكون حالهم بعد الانتخابات ...سؤال طرحتاه بشده أمام ذاك التصرف ....

مجمل الأسئلة التي طرحها المواطنون والتي استطاع إن يصوغها المقدم (( نجم الربيعي )) كانت أسئلة قاتلة للمرشحين كشفت لنا حجم الكارثة .....
مثلا تم سؤال مرشح (( أحرار )) كتلة إياد جمال الدين (( عن راية بالدستور )) وماهي المواد التي من الممكن العمل على تغيرها , وماهو رأيهم بالمادة (( 140 )) , كان جواب الأخ المرشح والذي كشف لنا مدى ضالة ثقافة الأخ المرشح , كان جوابه بشكل عام فضفاض مائع , جواب لا علافه له أبدا بالسؤال ......

وكان هنا تعليق المقدم الربيعي القاتل حين قال له (( كأنك لم تقراء الدستور ..ولا تعرف عنه شيئاً ......

وكان السؤال إلى مرشح (( التوافق )) , في حالة انتخابه , ماذا يفعل إذا كان التوجه إلى خصخصة القطاع العام , كان جواب المرشح بأسلوب يدل انه لم يسمع في حياته عن كلمة خصخصة ....وهي مصيبة كبرى , لأننا أمام ترشيح لمجلس تشريعي وهذا يتطلب من المرشح إن تكون لديه ثقافة قانونية مقبولة, حثي يستطيع إن يناقش أو يناضل في سبيل تحقيق المصلحة العامة .....

هي فعلا مشكلة كبرى حقا ...لأنه اليوم في كل دول العالم خصوصا تلك التي تتخذ المنحى الاشتراكي يوجد صراع شرس وعتيف لخصخصة القطاع العام , وهناك مقاتلين اشداء يدافعون عن القطاع العام في الدولة , (( القطاع العام )) يمثل الفقراء والمحتاجين , يمثل اصحاب الدخول المحدودة , يمثل قدرة الدولة على إشباع حاجات الفرد البسيطة , يمثل التعليم المجاني والصحة وعدم تحولها إلى قطاع خاص , لان القطاع الخاص , هو قطاع منفعي , لا يهتم أبدا بالفقراء وبتعليم الناس الأقل قدرة ....
القطاع العام هو الحد الفاصل الأخير , حتى لا تتحول الدولة إلى دولة للأغنياء فقط .....

وهنا كان تعليق الربيعي بشكل مأساوي ويكشف مدى الكارثة حين قال له (( كأنك لم تسمع بالخصخصة )) .. أو هكذا قال ...

يمكن كانت أكثر الكلمات معقولية ...هي الكلمة التوصيفية للأخ المرشح عن قائمة (( مثال الالوسي )) قال (( إن محافظة المثنى , هي اقل المحافظات حظا في العراق )) حتى إن قانون الدولار من كل برميل نفط , أو حصة من المنافذ الحدودية لا ينالها نصيب منها )) وهذه الحقيقة إن محافظة المثنى اقل المحافظات حظا وأكثرها فقرا , فلا يوجد بها ثروة نفطية , يعتمد عليها , ولا هي منفذ حدودي , والمنفذ الحدودي الوحيد مع السعودية مغلق منذ زمن طويل , والثروة الزراعية بها متردية , ومن المفارقات إن محافظة المثنى والذي يجري بها نهر الفرات , هذا النهر العريق , والذي صاحب كل حضارات العراق عبر كل الأزمان , لا يستطيع ألان إرواء الأرض والناس , ونسبة الملوحة فيه وصلت درجات كبيرة , لدرجة إن محطات تحليه المياه (( ارو )) لا تستطيع إن تمد الناس بحاجتهم من الماء الحلو , والكارثة الكبرى , إن معظم الخضار والفواكه يتم استيرادها من إيران وسوريا ... لهذه الدرجة وصلت حالة التردي والبؤس في محافظة المثنى ....
ولا يوجد في محافظة المثنى سوى (( مشروعين استراتيجيين هما (( مصنع الاسمنت و المملحة )) والتي توجد في محافظة المثنى اكبر مملحة في العالم وغير مستغلة بشكل حقيقي ...

كانت نظرة الأخ مرشح (( مثال الالوسي )) (( الأمة العراقية )) , حل هذه المشاكل كلها بالاستثمار في (( الزراعة وسياحة الآثار )) هنا يكون الحل الناجع لمشكلة محافظة المثنى .... المشكلة في هذا الطرح إن محافظة المثنى يوجد بها عدد مهم من مواقع الآثار ذات الصبغة العالمية , وللأسف الاهتمام العالمي بها أكثر من ألاهتمام العراقي , هذه المواقع تحتاج إلى بنية تحتية حقيقة حتى تكون جاهزة للاستثمار , وهذه المواقع بنقصها الطرق والخدمات ولا تصلح أبدا في وضعها الحالي أبدا للاستثمار , هذا بالإضافة إن مواقعنا استبيحت عبر العصور بشكل يدعو للألم , في أثناء الفوضى التي عمت العراق , وفتحت الحدود بدون رقيب نقلت أثارنا المهمة ومقتنيات المتاحف والمكتبات المركزية وموجودات دار المخطوطات إلى دول أوربا ....مأساة العراق شملت حتى مواقعها الأثرية ...

وفي سؤال لمرشح (( تجمع ثورة العشرين )) عن أفضل الحلول لحل مشكلة محافظة المثنى ...كان رد المرشح المحترم إن (( مصنع الاسمنت وحده يكفي بأيرادته )) لسد حاجة المحافظة من إيرادات مالية ... لكنه شدد على الاستثمار ثم الاستثمار ثم الاستثمار في حل مشاكل المثنى , لكنه بالحقيقة كان يفكر بعقلية التاجر الذي يبيع ويشترى , وكأن العراق قطعة معروضة للبيع في بورصة الأقوياء .... وربما هو كذلك لدرجة لم يكن له حلول سوى الاستثمار وقال بالحرف الواحد اعني بالاستثمار (( الاستثمار الأجنبي , الاستثمار المحلي داخل المحافظة , والاستثمار العراقي داخل المحافظة )) .... بمعنى أخر حلوله كانت (( استثمار , استثمار , استثمار )) .... عقلية التاجر وكيف يربح ويخسر ...
وحين تم سؤال هذا المرشح لماذا سعر طن الاسمنت الأجنبي ارخص من الاسمنت العراقي (( فهو في الكويت ب 55 دولار وفي الأردن ب 60 دولار وب تركيا ب 65 دولار )) بينما هو في العراق ب 140 إلف أي ما يقارب 120 دولار أي بسعر يماثل ضعف سعر دول الجوار , لم يستطيع إن يعطينا إجابة معقولة لماذا لا يبيع العراق بالسعر العالمي لطن الاسمنت بهذا نزيل ضغط كبير عن كاهل المواطن العراقي , والذي وصلت به أسعار البيوت ومواد البناء أسعار خيالية , لا تمكن محدود الدخل من مجارة الوضع وبناء بيت صغير له ...

وفي سؤال للأخ مرشح قائمة إياد علاوي عن (( البطاقة الغذائية )) والتي أصبحت تشكو حال المواطن وتشكو حالها , قال إنا مع الرأي القائل بقطع البطاقة الغذائية , لان الذي يصل للمواطن (( لا يسمن أو يغني من جوع )) ونحن وان كنا مع الأخ المرشح حول ضالة ما وصلت إليه البطاقة الغذائية من ضعف حال , إلا إن جوابه حقيقي استفزني , لان المرشح والذي سوف يحمل هموم المواطن إلى المجلس النيابي لا ينتظر منه الناخب مثل هذا الجواب , بل ينتظر منه انه سوف يقوم على إصلاح البطاقة والعمل كل ما بوسعه بل سوف يقاتل حتى تعود البطاقة إلى حالها الأول .....

وفي سؤال مثير حقا والسؤال مبني إن نصف عدد أعضاء مجلس المحافظة الحاليين تم ترشيحهم للبرلمان , السؤال يقول إذا كان الأخ عضو مجلس المحافظة وهو لم يبقى في المجلس سوى عام واحد منذ الانتخابات السابقة )) ولم يفعل للمواطن شي يذكر , فماذا يفعل للمواطن حين يدخل البرلمان .... الموضوع مهم جدا , لان العملية أصبحت أشبه بسباق مصالح من يفوز أكثر (( لم يعد مجلس المحافظة يكفيني , بل أريد المزيد ...أريد مقعدا بمجلس النواب ..وربما اكثر .....
كان رد الأخ مرشح (( ائتلاف القانون )) بما انه الوحيد من الحاضرين عضو مجلس المحافظة وقال انه بلجنة التربية ويقول اعتقد إنا عملت للمحافظة الشي الكثير ....

وفي سؤال إلى مرشح (( ائتلاف القانون )) , كيف لم يطبق القانون وانتم عنوانكم (( ائتلاف القانون )) كيف لم يطبق على وزير التجارة وهو من المقربين لنوري المالكي , كان رد الأخ لا يشفي قلب المواطن العراقي أبدا , حقيقي كان الأخ هو وممثل الأمة العراقي (( مثال الالوسي )) أكثر الموجودين لباقة وقدرة على الرد السريع على الأسئلة , إلا إن أجوبتهم لم تكن تحمل ذاك الجواب الذي يكون ردا معقولا لتساولات المواطنين , ويبقى المواطن بحيرة .... من هو الأفضل حتى احتار ....

الناخبين وتغير الو لاءات ....

نتوقف إمام حالة غريبة للمرشح العراقي , وهي سرعة تغير الولاء , المعروف إن المستقلين ليس لهم فرصة إمام (( اسماك القرش )) الكبيرة , لذلك كان من مصلحتهم الانضواء تحت أجنحة النسور , في انتخابات مجالس المحافظات السابق , تعرفنا على أسماء كثيرة دخلت تحت عباءة هذا التكتل ها وذاك , نجدها ألان وبعد سنة واحدة فقط قد دخلت تحت عباءة أخرى ومظله أخرى , وتنادي ببرنامج انتخابي لا يمت أبدا , بالبرنامج الانتخابي السابق , فكيف حدث ذلك , يتساءل المرشح ويحق له إن يتساءل (( لمن يكون ولاء المرشح )) ....

هل يكون ولاءه لأبناء محافظته الذين أعطوه أصواتها ضناً منهم انه سوف ينحاز لهم , ويقاتل من اجلهم , وينقل مشاكلهم للسلطة في بغداد , حتى لا يغبن الناخب ....
هل يكون ولاء المرشح للحزب الذي انضوي تحت عباءته , والمعروف إن العملية تحتاج إلى مصروفات ضخمة لا يستطيع المرشح المستقل المحدود الإمكانيات , إن يقوم بها ... فالحزب أو التكتل رب النعمة للمرشح ...فهل يعقل حين تتعارض مصلحة الناخبين والتي يحملها المرشح امانه برقبته , هل يعقل ان سوف يتصادم مع رئيس الكتلة ....

لقد كان هذا احد اسئلة الربيعي في البغدادية التي حضرت للسماوة , ولم يكن ابدا جواب احد من المرشحين معقولا ابدا ولم يعطينا أي اجابة عن كيفية ان يكون الناخب اولى من رئيس كتلته ....

بالحقيقة إن وظيفة البرلمان (( هي وظيفة تشريعية )) بالمقام الأول (( تحتاج إلى ثقافة قانونية معقولة )) , حتى يستطيع البرلماني الرد على القوانين ألمقدمه, تحتاج إلى قدرة على المفاوضة , للوصول إلى درجات معقولة من الطلبات التي يطليها لمحافظته , يحتاج لقدرة على المناورة حثي يستطيع إن يتعامل مع الكتل والأحزاب في البرلمان في بغداد , عملية المناورة مطلوبة جدا , إذا علمنا انه في إن كل كتله تمثل منطقتها ومن مصلحتها إن تحصل على اكبر تنازل من الكتل الأخرى لمصلحة محافظتها أو منطقتها ....

باستثناء اثنين أو ثلاثة كانوا لهم قدرة معقولة على الرد كان اللقاء حقيقة كارثة , تعود بنا إلى نقطة الصفر , بالنسبة لي إنا الناخب أو غيري مجموع الناخبين , كيف نختار من هؤلاء من يمثلنا في المجلس النيابي , هل نختار المرشح الذي يفكر بعقلية التاجر , أو نختار ذاك المرشح والذي لم يسمع يوما بالدستور أو قراء بنوده أو فقراته ولم يسمع أبدا بالمادة (( 140 )) من الدستور العراقي , أم ننتخب ذاك المرشح الذي لا يعرف شي عن الخصخصة , وكل دولتنا وحكومتنا مبنية على القطاع العام , فهل يتفق مع التاجر مثلا على بيع القطاع العام إلى التجار والأثرياء , فكيف يعيش ساعتها الفقير والمحتاج ... ومن لا يجد قوت يومه ...

لم يستطيع المرشحون إعطاءنا كيف يمكن التعامل مع مشكلة البطالة , الأرقام التي طرحت في اللقاء أرقام كارثية , فالبطالة في المحافظة تقدر ب 49 % , الوظائف قليلة , المشكلة الكبرى إن هناك اتجاه في الاونه الأخيرة لجلب عمالة من الخارج العملة المستوردة تتمثل (( بعمالة هندية وبنغلادشية )) تطلب بأجور اقل بكثير من العامل العراقي , هذا الاستيراد زاد من مشكلة البطالة , ولا نعلم ماذا سوف تعمل الدولة إزاءها , ولا نعلم كيف يستطيع هؤلاء الناخبون إن يثيرون قضية في البرلمان , وهم بهذا القدر من قلة المعرفة , لا نعلم كيف سوف تتشكل أسلوب وثقافة المرشحين , هل سوف تقد م لهم القوانين جاهزة بحيث يكون المهمة الوحيدة لهم هي التوقيع أو التبصيم ,دون إدراك على ماذا يوقعون أو على ماذا يبصمون , وإذا كان هو هذا الحال الذي سوف يؤول له هذا الحال , إذن ما فائدة الانتخابات , ولماذا التعب لاختيار هذا المرشح أو ذاك , وهم في الحقيقة يمثلون صورة طبق الأصل , صورة مكررة مستنسخة من الأخر .....

تبقى مشكلة الفساد من اكبر المشاكل في محافظة المثنى , المعروف إن محافظة المثنى من أكثر المحافظات فسادا , وان هناك مافيا حقيقة تتحكم بالمشاريع التي تنفذ , إن هناك أساليب احتيالية كثيرة للرشوة , والفساد الإداري في المحافظة , لم يستطيع احد من المرشحين اعطئنا صورة كيف يمكن التخلص من هذا المارد في المحافظة ....

اللقاء يعيدنا إلى نقطة الصفر كيف يستطيع المرشح إقناع الناخب بأفضليته على غيره , والكل تقريبا يتساوون , شعارات رنانة مثيرة تنتشر في الشارع الكل يدعو بأسلوب أو بأخر إلى (( دعونا نصلح ما أفسده الآخرون )) (( ائتلاف القانون , والأمن لكل الناس )) (( الدعوة للإصلاح )) (( القضاء الفساد )) (( انتخاب الكتلة التي تستطيع إصلاح الكهرباء وتوفير العمل والقضاء على البطالة ... نفس الشعارات نفس الوجوه السابقة ... نفس البرامج الانتخابية .... نفس الأوراق ... ونحن نعلم بعد السابع من مارس وحين يجلس النواب على مقاعدهم سوف تمزق كل الشعارات الانتخابية .... وربما ينسى المرشح إن هناك ناخب ينتظر منه تنفيذ وعوده الانتخابية ....

المشكلة إن نفس الكتل والائتلافات والأحزاب هي نفسها الموجودة في البرلمان السابق , فإذا كانت هذه الكتل والأحزاب والائتلافات لم تستطيع إن تفعل شي بالدورة السابقة , وكان لديها الوقت الذي استمر لأربعة سنوات والمال والسلطة والنفوذ , فطيف تستطيع هذه الأحزاب والكتل والائتلافات إن تعمل شيئا في الدورة السابقة ...

اللقاء طرح سؤال مهم وهو كيف يختار رؤساء الكتل المرشحين في قوائمهم , الحقيقة إن هناك الكثير من المرشحين يسيئون بقلة معرفتهم وطريقة تعاملهم مع الناس يسيئون إلى شخصيات وقيمة رؤساء الكتل , نتساءل بدونا كيف يتم الاختيار وماهو المقياس حتى ينظم هذا المرشح إلى هذه الكتلة أو تلك ....

هناك إشاعات انتشرت في الشارع هذه الأيام إن تم توزيع أموال ضخمة على أسماء معينة من المرشحين , لمساعدتهم على الصرف على حملتهم الانتخابية هذه الأموال والطريقة التي وزعت بها تثير التساؤل عن الهدف منها , وكيف تتم المساواة بين المرشحين وهل حقا هناك مساواة ....بين المرشحين ...

إننا نشكو كذلك غياب الشخصيات المؤثرة , فشيخ العشيرة شخص مؤثر على عشيرته , واعيان المدينة أشخاص مؤثرون في مدنهم وقراهم , ورؤساء النقابات العمالية والطلابية والنسوية مؤثرة في موقعها , للأسف لم يتحرك أي من هؤلاء للتأثير على المرشح حتى يستطيعون كسب اكبر امتيازات لمدنهم ... إن مفهوم اللوبي كما هو موجود بالولايات المتحدة لا يزال غير مفهوم لدينا ... يوجد في الولايات المتحدة شخصيات ومؤسسات وجماعات ضغط كثيرة مثل (( السود )) و (( العرب )) والايطاليين والايرلنديين هؤلاء يمثلون مجموعات ضغط نعمل في صالح مجموعتها بحيث إن مجمع أصوات الكل يعطى دفعة واحدة مقابل ما يحصلون عليه من امتيازات قانونية في ظل القانون طبعا .....

من العدالة إن نقول إن محافظة المثنى سوف يصعد سبعة مبشرون بالبرلمان إلى المجلس , فمن العدالة إن يصعد واحد من الرميثة وأخر من الخضر وأخر من الوركاء وأخر من المجد وثلاثة من السماوة حتى يكون هناك توزيع عادل بين المدينة واقضينها ... المشكلة إن عدم توجيه الأصوات الوجهة المطلوبة سوف تعمل على تشتيت الأصوات وبالتالي سوف يظلم قضاء أو أكثر من وجود نائب من أبناءهم ...

أسئلة كثيرة ولا توجد أي إجابات , وحيرة واضطراب , وعدم وضوح بالرؤية ...والمرشحين صور براقة تنتشر بالشوارع , قيل بوسائل الإعلام إن هذه الحملة كلفت الكتل الانتخابية مبالغ طائلة صرفت علة وسائل أعلام وفضائيات بالخارج والداخل للوصول وتسويق المرشحين بأفضل صورة ....وسائل الإعلام تهتم بتلميع الصورة الخارجية تجعلها براقة جدا تثير الذهول , ولكن ماذا عن المضمون ... المضمون لا يعلم به إلا الله ..... والراسخون في العلم ... (( علم الانتخابات طبعا )) ....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون المنظمات الغير حكومية
- الدكتورة ابتهال الخطيب
- زينب
- قرار الهيئة التميزية
- العراق ولعبة الانتخابات
- هل الله عادل وحكيم فعلا ؟
- لماذا الكوتا النسائية ؟!!!!
- المطلق واللعبة السياسية
- أي عاشوراء تصومون ؟!!!
- العريفي والسيستاني والتعايش المفقود
- حكاية الجيش العراقي
- نادين البدير ... ومساحات الضوء المفقودة
- نادين وأزواجها الأربع
- الحسين ثائرا
- العراق وأعياد الميلاد
- مركز ذر للتنمية
- محنة العقل العربي
- الصابئة المندائيون
- مجتمع مدني
- متلازمة داون


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....



المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سلمان محمد شناوة - السماوة والسبعة المبشرون بالبرلمان