|
جدار الفصل المقدسي إعدام للعرب
نمر نمر
الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:36
المحور:
القضية الفلسطينية
كانت الزيارة للاحياء العربية المقدسية وقراها ضمن فعاليات المسيرة المشتركة اليهودية العربية للوقوف عن كثب على معاناة المواطنين العرب من جرّاء اقامة جدار الفصل العنصري (الهمجي، البربري الذي يشطر القرية الواحدة، الحي الواحد والعائلة الواحدة الى شطرين، دون أي اعتبار للمشاعر الانسانية، الاخلاقية والروابط الاجتماعية).
قصد الحكومة ليس حماية السكان اليهود وتوفير الامن لهم، بل الأهم السيطرة على أكبر مساحة من الاراضي المصادرة، وتضييق الخناق على السكان العرب لحملهم على الرحيل من جرّاء شدّة المضايقة، التنكيل، الاعتداءات، الحواجز، القمع، التيئيس ومصادرة لقمة العيش. السيّد سرحان السّلايمة رئيس بلدية الرّام شمال القدس قاد هذه الجولة المشتركة يوم الجمعة الاخير، لينقل الصورة الحقيقية للجيتوات العصرية الحديثة التي بنتها، تبنيها وتحاول بناءها حكومة اسرائيل بحجة الامن الواهية. الجدار العنصري يفصل ما بين الرام والمنطقة الصناعية المشتركة عطاروت والشارع الرئيسي الموصل بين القدس ورام الله. كل حي، حارة، قرية عربية في المنطقة زرعت حولها مستوطنة، ثكنة عسكرية احتلالية. - مخيّم اللاجئين رامة يسيطر عليه الحكم العسكري زرعت قربه قرية (كوخاب يعقوب). - اراضي قرية جبع صودر معظمها واقيمت عليها مستوطنة (آدم). - على اراضي حزمة اقيمت مستوطنتا (نفي يعقوب و بسجات زئيف). - قرية عناتا يشطرها الجدار الى شطرين وعلى ارضها مستوطنة (عومر). - مخيم اللاجئين شعفاط (20.000 نسمة) على مساحة 203 دونمات تحتضنه عنوة (بسجات زئيف) وحي التلة الفرنسية يقوم على اراضي قرية العيساوية. - أعمال الحفر، الهدم وبناء الجدار بين قرية الزعيّم وحي العيزرية على قدم وساق. هذه ليست صورة خيالية وهمية، بل هو الواقع المر الذي يعيشه السكان العرب في بلاد السمن والعسل، عن الفقر، المآسي، النفايات، حواجز حرس الحدود، التفتيش، المطاردات والملاحقات حدّث ولا حرج وبعد اتمام بناء الجدار كما هو مخطط له فيحتاج الأخ في بعض الحالات للسفر 30 كم حتى يصل الى أخيه او اهله، ناهيك عن حواجز الاذلال والقمع وتعطيل سيارات الاسعاف عمدًا. * السيد سرحان السلايمة قال: عدد سكان القدس العربية 260 الف نسمة، 40% منهم في القدس والباقي في جوارها، والعربي الذي يترك بيته ويعيش في بعض احياء وقرى القدس، يفقد هويّته ومواطنته المقدسية بعد سبع سنوات. * الحاجة عفيفة سرور لاجئة في معسكر شعفاط اكّدت بألم واصرار رغم نوائب الاحتلال: نحن شعب يُحب الحياة والسلام، نودّ تربية ابنائنا، المذلّة التي يعانيها المواطن العربي تفوق كل تصور، نحن نعيش مأساة، في كثير من الحالات نرغم على التعرّي بحجة التفتيش. * المواطن عبد الكريم سلوتي – مخيّم شعفاط تحدّث عن مراحل التهجير ايام الحكم الاردني ثم الاسرائيلي الذي يفوق كل تصوّر او وصف. * السيّدة جهاد ابو زينة، مركّزة النشاط النسائي في المخيم، تحدّثت عن معاناة الاهل تحت وطأة الاحتلال ومما قالته: المرأة الفلسطينية ليست مجرمة كما يحاولون تصويرنا في وسائل الاعلام الاسرائيلية، تعالوا زورونا وشاهدوا معاناتنا عن كثب. رغم همومنا اليومية، فالمرأة هي ربّة الأسرة بعد سجن وتوقيف الزوج او الأبن او ثكلهما، ومضت قائلة: وحين شاركت مؤتمر للسلام في اليونان، اعتقلت لتسعة ايام بعد عودتي، ولكن هذا لن يردعني عن مواصلة البحث عن السلام المنشود والعيش الكريم، لتأمين مستقبل اولادنا جميعًا، انا ضد العمليات الانتحارية، لكن ما الحيلة، فان الاحتلال الغاشم هو الذي يدفعنا الى ذلك مرغمين. * الدكتور زياد الحلاق (علم النفس) والمحاضر في جامعة القدس العربية في ابو ديس قال: لن اتحدّث عما أعانيه وأُقاسيه، بل عن معنى حياتي في مدينة القدس: ما يميّزني هو إنتمائي لهذه المدينة، مدينة التسامح والتعايش كما تعلّمنا في المدارس، كي نعيش مع كافة أبناء الديانات المختلفة والاحزاب والقوميات. ولا شرعية لأحد ان يحتوي القدس لوحده، والمدينة (اليوم تحت وطأة الاحتلال اصبحت مأساوية لأبعد الحدود، مدينة الحب تحولت الى مدينة الكراهية، وما نصبو اليه ان تستعيد هذه المدينة قيمها ورموزها امام العالم اجمع). بعد هذه المداخلات التي عبّر عنها الاخوة المقدسيون بصدق وأسى دون ان يفقدوا الأمل والأصالة البشرية، جرى حوار يهودي عربي، تباينت الآراء وتشعّبت خلال مجموعات للحوار، الا ان احدى المشاركات العربيات انفجرت بالبكاء الصامت من جرّاء ما سمعته من احدى المشاركات اليهوديات التي قالت: لا يهمني ما يتحمله الغير، حتى لو قُتل وعُذّب، المهم ان اعيش انا بأمان. مشاركة يهودية كانت لديها الجرأة الادبية صرخت قائلة: انا كيهودية أخجل بما تقوم به حكومتي من هذه الممارسات غير الاخلاقية. اذا كان هذا حال السكان هنا في هذه المدينة التي يتوهّمونها موحدة بموجب قانون الغاب، فكيف يكون الحال في بقية مدن وقرى فلسطين في الضفة والقطاع، في زمن رديء، نُصِّب به بوش وشارون حُماة للأمن والدمقراطية في العالم اجمع !!
(حرفيش)
#نمر_نمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|