ياسين المرزوكي
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 07:37
المحور:
الادب والفن
هذه القصة مستوحاة من رواية كاتب روسيا الكبير نيقولاي غوغول " مذكرات مجنون "
"تسرني مجالسة البلهاء لانهم يجلبون النعاس " نيتشه
الاحد 14 غشت 1994
كتب بوعبيد في يومياته
الانسة منال انسانة سعيدة الحظ , عرفت ذلك من أزرار معطفها المذهبة ...وضحكتها الرنانة التي تصم الاذان , اذا كان ماسمعته صحيحا فالانسة ترى كل يوم أحد مسرحية , وتشاهد فيلما كل يوم سبت وتقضي عطلها الصيفية في فيلا العائلة قرب الشاطئ . ولها معارف ووجهاء بكل البلد ...سوف اسعى الى صداقتها , لذلك ساغامر باستثمار الدريهمات القليلة التي جمعتها في الصيف , وأشتري بنطلونا جديدا من السوق القديمة , وربما قد أغافل البائع فأربح درهما او درهمين وانتقل لمقابلتها في الحافلة او ربما يسير الحظ معي فأستقل سيارة أجرة
الثلاثاء 16 غشت 1994
حرارة الصيف لا تطاق ..لم يبق معي شيئ ..البائع ابن الزانية سلبني اخر درهم كان معي ..وضع حزام السروال في عنقي وقال انه يناسبني ..ابن الق ... , كيف عرف - وعندما قلت له اني اريد سروالا للجزء السفلي من جسمي وليس لرأسي , ضج بالضحك .
البائع أسنانه صفراء وكريهة , وضحكته تشبه اسنانه وهو ككل الباعة يضحك ليبيع , لقد كنت نكتته المفضلة في ذلك اليوم الاسود , لكن لم أشأ ان أذهب قبل اخباره بان هناك اختراع اسمه فرشاة الاسنان نكاية به
الاربعاء 17 غشت 1994
السروال ضيق بعض الشيئ , لكن لا بأس بما أنني سوف أستعمله للمناسبات ليس هناك من مشكل اطلاقا
الخميس 18 غشت 1994
اشتريت من أحد السذج بريده الالكتروني ب 50 درهم
الجمعة 19 غشت 1994
أدخلت عمدا لاحد مساجد العاصمة وكانت الخطبة حول البيعة فخرجت متمايلا بنور الايمان
السبت 20 غشت 1994
اليوم أوقفت احدى السيدات سائلا اياها عن الوقت , فوقف رجل اخر يحمل في يده ورودا ..فاقتنيت للسيدة وردة على اساس انها صديقتي ...والغبي الارعن لم يفطن لحيلتي ....
الاحد 21 غشت 1994
لم تفلح كل جهودي لاقناع الانسة منال بذكائي , حتى انني احيانا افكر باخبارها عن المعارف التي احشو بها دماغي , فمثلا اخبرها بمعرفتي بالمفكر الفرنسي شكسبير والروائي العربي الجاحظ , والشاعر ارسطو , والقصاص نزار قباني , كما قد اتمادى في تواضعي وأخبرها ان لي محاولات في القصة والمقالة وكتابة المذكرات وخصوصا اليوميات ....ٍآخ يالهي ااي انسان أنا ...
#ياسين_المرزوكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟