|
كاف.. يا وثري ... نص البديعة
حسين السلطاني
الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 17:08
المحور:
الادب والفن
أنا المقهور بكِ حسين السلطاني
* * *
ناولني كأسا من مياه الشعير قبل أن أذرف بقيتي في حضرة الأمير
* * *
أفك أساوري من يدهِ أندهُ الرمان عليه لأعود بتفاحتي يا أمير ... طفولتي نسيتها هنا خذ ْ قماطها خذ ْ دلال أمي ومياه حلمتها خذ ْ كنوز خيالي وما في جيوب الطفل خذ ْ ولا تأخذ معانيها بريقة طفولتي شجرها سقيم وجوعها شديد بريقة هي .. لاعنب فيها ولا ماعون صبر الجمال هي كوزها صحراء وأرانبها قاحلة أمي فتكت بشمالها وأبي دشن جنوبها بالهلاك بريقة ٌ ... لامعة ٌ... لازوردية ٌ .. طفولتي فمن باعها لكم يا أمير ؟
* * *
يا أمير ... خذ ْ منها الذهب خذ ْ منها تمرها وقثاءها وأوحال المطر في حذائها وأترك لها بقية المعلم ونعجة رعتها في حشائش الفردوس وبنتا سقيمة عن البنت سأحكي أتسمع يا أمير؟؟ مرضت ْ لما رأتني وبها أبتكرتُ صباي نزلتُ لجرح نحلتها فمسني ظلام الحب قشرتها وقشرتني فكنا أثنيين ... واحدة ً وواحد ثم صرنا مثنى وثلاثا ورباعا وخماسا وسادسنا طفلة لم نرها
* * *
خذ ْ ماشئت من طفولتي ياأمير خذ ْ نكهة الحنطة من فمها خذ ْ الماء.. أليس الماء سؤال وجواب ؟ خذ ْبردها وحرها وإصفرار وجهها ورد لي طفولتي ففيها أكداس من الأمهات .. هن خالاتها وعماتها وفيها :- سرب من طيور الأزل بقر وبط وأغنام ومهج تنوء من فرط المحبة يا أمير سنبلها لك رد لي طفولتي وإلا ... هتكتك بالمراثي وساجلتك بالفراشات فما شأنك حتى تكدسها يتيمة ... أرملة .... في سراب النسيان أراها إنها بيمينك... دحرجها نحوي وإلا شجر سقيم عليك ونوم كله أحاجي وذكريات وبرتقال لايصوم في الشتاء
* * * يا أمير ..... أتسمعني ؟ كنا أخوة ستة خامسهم أنا ولما مات أبي قسمنا تركاته كان المستحيل حصتي دشداشة مقلمة وأمّاً كلما أقلم أضافرها أتذكر بقراتي أتذكر الرضاعة أتذكر المطر يدوسني بأقدام المياة فما بالك لاتنتبه إذ ْ كلما أعطيتك سنبلاتها وجرحها ومنديل بكائها تظل تصغي وأنا أنداح في الطفولة
* * *
يا أمير رد لي حبيبتي أدري :- خبأتها في السنبل ولا تجهل ... في مرايا تفاحة أراها في الخبز قاطنة ريشة الريح هي أبتكرتها وقلت ُ لله أخلقْها وكلما أصاها لاأصل غريق دمعتها أنا وذنبي كلما أنسى أنساها وتنساني يا أمير نحلة تجرح نفسها هي إغسلها بحمامك .. لكن ردها نحوي هي وردة نعم .. لكن ليس في حديقتك البتول بتولي أنا وحيدٌ يا أمير الظلام حصتي والبكاء يمشي معي وحيدٌ..... رد لي حبيبتي لاكون أثنيين
* * *
ما هذا الذي تهمس في إذنها هي لي .... دعني أجرحها طفلة بستاني هي عصفورة النسيان هي إبتكرتها أنا .. ومن ومن بين الغزالات أخترتها فلماذا تسجنها يا امير ؟
* * *
وداعا يا أمير ..... ....................... زهرتي تتحدث بعيدا ولا تدنو هناك في شمال الفواكه أراها طفلة المسجد ... يتيمة أزراري لاتطيعي البنفسج فهو زهر كسول وأعبري نحوي أنا الطفل البدوي من فرط البداوة يدي كلمة ٌحدثتها عن الشجر فرقت لرأفة الأغصان لاداعي لنفترق ردي الطفل نحوي أبوىٌ أنا ..بالغزلان أمسح وجوهكم وإلا:- مهج كسولة وأنباء لاتصل وذهاب كله عودة وشجر عاطل عن الخضرة أو ذهاب إلى الثمر .... شقوا أسمها من الثمر يتيمة ساعدي خضراء هي أخت الحقيقة ..... قلت الحقيقة ؟ أنتن أسمعن قريب الله أنا ..وبي ندم قديم الله يعرفه أنا المسور بالذنوب سوره أخواتي ... جميل الشك كلما يقرأ ينساني * * *
إطلعي من البئر ... غافية أطلعي الوسيمة ... يابنت الكلب لماذا أنا نبى وسكران أسمعتي يانهر الله أما أنت يا أثمار العالم إبتعدي عني مثل الضفة والنسيان لاأعود لكافي .... ياكافي نهرية أنتِ أسمك يقول هذا جرحي المحنط انت زاوية الزوال .. من ذا الذي دلك على الفراق وأسماءه بنت المطر فاسقة أحزاني تلاوة من الحب والرخاء الشديد عليك أنهضي لأغادر ترهاتي
* * *
صوم على الأثمار ضحك كله جد والأثمار تضحك بديعة خيالي... بريقة أسناني كلما يلمها الكلام تذهب تذهب لحدائقه ذهبية مثل تبر الشوطىء تسب أحزاني برقة عقلها... صباح عليك أجرحه فينز دما ... أبتعدي كاف .... ياكاف مجروحة قلبي أقتربي ... فكي أزرار قميصي أرملك أنا... شبيه المغفرة أنا .. وذو الإثم العظيم كلامي رش عليك ، به المدح والذم ياذال ذنوبي أبتكر الله رمانة نسيتها هنا .. أنا عاقل الحنطة ... وديع الرماد مهج عليك وإبتسامات كلها صداع صحراء عليك محيط غارق بالماء عليك فتكتي بالشعر يا أجمل منه الغامضة مثل جرح الجواب رمانة عقلي ... أختِ نعاسي أسفنجة عظامي وأنا من الذهاب والمجيىء رحلت رجلي لنهري وأولادي فردوا لي البلاد (( يا بلادي الكسولة أنا الطفل دربيني لأقترف الرجولة )) يمامي أنا ومن عادتي الأحزان وحدي ... من زمن بعيد الغريق أنا من شُبه بأسماءه أنا راعي الطيور.. أطير بهن وأرعاهن في السموات البعيدة كدستُ غريقا كي أرتب ذنب الماء مذنب يا ماء نشربك وفيك الغريق ؟؟ ترفع يدها .... الكلام لك تفضلي :- منذ أسبوع أوربما عام أو من عشرين سنة لم أرك في المرايا الكسول البعيد المهندس ياعاطفي طائع الصبيات والأثمار ياهلاكي درب الفراشات أنت لاتبتعد بها .. يانارها لاتدخل بفراشاتي المضيق صبية قبرك أنا وعجوز طفولتك تزوجتُ الموت كي لاتموت وكلما تنام قربك القبرات أكون قطة الأسف رمانة يديكَ أنا فما بالك تذهب بعيدا في الحقيقة إذ كلما هبط المطر صرختَ ستحبل الورود فقلت لها :- باسلاتٌ أُخياتي وأنتي منهن من فك نكهة النعناع عني لتصيري البعيدة ؟ زبد أيامي ..تلاوة أفكاري مري كي تصير الحديقة مري ذهبا تصير والطريق قصير لايسع المزدحمين نحو موتهم يذهبون أحدهم أنا واداعا يا كافي في الفردوس آراك
* * *
أتذكرين ..... عندما كنا نجمتين في السماء أذا ما طلعت الشمش نجف وإذ ما تغيب نلهو في فراديس المطر أتذكرين الماء نام بيننا ولم نبتل ولكم غسلتك بالجفاف ومياها أليفة كنت أنت ماهذا المدح ألأن الغراب بيننا يا أرملة البيضة لنقف.... لنقرأ الزراعة نقرأ في المروج خطايانا ونمشي لنبع البحر ونهتهف بالكسولة فضية أنتِ .. في كل الفصول أنتظرتيني كنتُ ألهو ربما في مخ البرتقالة أو جاورتُ العنب المعصورفي الحانات شهقت بكل النساء ... عاليا شهقتُ فلماذا تهت في مياه البحر ولم تعودي للبراري وحيدة وحدتي أنتِ أو أعود لصباي أعود لأجرح الطفل أسرق مخدته أنام في بقاع الشمس نكاية بالظل ...................................... عندي حنين للبداية وكلما أكتب شعرا أفتك بالبسملة عالية ظلي أنا البعيد أفرق الماء لأنقذ الغريق فما بالك تكدسين الغرقى وتجمعين المياه عليهم تقولين لروحي أذهبي لفخ السماوات الجسد ما اريد خذي الملك والبحر لي ..... أعني الضياع جرح سفرجلة وقد عضها الرحيق لاتنامي بالقرب مني كدسي فراشك في الورود البعيدة يوم تحلمين بالضوء يرضع نهده الظلام وأحلمُ بالظلام يرضع نهده الضوء نامي في شهيقي لأتفردس في زفيرك يا بنت المحن حذائي مقلوب وأمي تستعير سترة أبي لتتقي أحلامي
* * *
جاهلية فكرتي هتكها الجنود قبلي ولم يحيى الوطن قلت يحيى ؟ أبعد يديك يا يحيى عن الوطن يا يحيى الموت ماسيٌ والقبر مثل البيوت ما بالي أرنبي وأنم ةفي الكسولة غطوني مجروحة يدي كلما أفيق من نومي تتضخم أحلام السرير أكتب عن نجمة الحب وعن فراشة لم تلامس رحيقها فما بالي أستدل بشجرة يتيمة تشرب من ينابيع الزمن وتقف في تخوم النسيان أسمعتِ يا كاف لن أذهب الى موتي قدما نحو الطفولة لاأربي أناي من جديد صبي أور أنا مدلل بابل أسلافي خمرة وشعير فمن منكن يا بنات أورشليم تستطيع أن تحط أو تطير سفلي السماوات أنا بيد أني الغريق لم ألحق بنوح ... إذ قال للمؤمنين :- أهذا شاعر فرماني بلوح عاكف على ترك القرى ونسيان أمي من تكونين ياأمي ؟ عباءة الريح أنت أمي موتي لتطول المراثي لأكتب صداك في القصيدة أمي ناعس ولا أنام وداعا أذن أو بقاء أذن سلاما على (كاروكي ) إذن سلاما على ثوبك ... أذكره .. كلما بلله المطر ترشين علينا الحليب أمي أحذيتي حطمها المطر لذلك عائد لعطرك يا بابل عطرك الكافي عائد أليه مطرود الكاف أنا أأدخل.. أم أعود لسؤالي القديم يعلو مهجا وبرتقال لو كنت يابابل ويا كاف مكنت مرتحلا لكن ماحل يتامى الحب غير الرحيل
* * *
لنمضي قدما بإتجاه نقاش قديم ولنبحث عن فارس أسمه الليلك أأعود بدوية قلبي فالأرنبة أكلت عدسي الارنبة تأكل وأنا أبتسم
* * *
إنفر خفيفا لها وإذ تنظر وجهها إنفر ثقيلا إليه فأذا كان من عاداتك لم الرحيق خذه ولا تقطف زهر وجنتها كلمها عن قنفذ في الأحلام يسرح كلمها عن نشأة الأغصان في وجه التراب وعن ولادة الحب في عام يابس وطويل مر ذاك العام يا كافي ومرت بعده أعوام كأسنان الفراشات حتى مررنا بفيل ساهر من فرط النجوم ولم يلدغ رحمك طفل سواي يوم قرأتِ من السور بقراتها وعناكبها ونملها وأنتهيتِ نائمة على سطح المائدة فكان مكتوبا على غيمة الصيف أسمٌ نجا من هلاك العدم وحط على يديك تلاه عصفوران كنا نزقهم جود المناجل
* * *
إنفر خفيفا لوجهها فإن لم تستطع إنفر ثقيلا لساقها وأسمع جذاذات اللسان لاتحدثها برفق اليمامات لِمّ الطير عليها وقل غرد ياغراب أتسعي صيفا ... لن يعطش البرتقال فيّ وعندي من السحب مايكفي لأمطر فوقك مرتين لتحيى البرتقالة وأحيا أنا لاغيره الموت يكسرني الموت يسحبني من كافي ومن معركة الجياد ويهتكني مرتين :- - عندما تبكيني يا حاءنا إرجع إذ أذهب في القطن نحو الثلج ومرة أبكي أنا أرملةُ وأطفالا من المطاط لاعنب يلهون به ولا في النوم مرت فوقهم أحلام الزراعة
* * *
كاف..... عندما يغرد بلبل على مخدتك قولي أتى :- متأخرا لايهم ثملا لايهم لاتبتعد جدا يا بلبل كافها غرد تراكَ ... إصمت تسمعك لاتأكل التين ..أو تشرب ماءه أسبح في رياح النخل وتعطر بالبساتين لاتقرب التين وأنت تأتي متسحبا إليها من عطلة الموت قف على شباكها لتشم النخل فيك لاتغرد قبل أن تفك كلاب العطب وترى وحلك يابسا على شفتيها وبقايا تراب سجين بين فخذيها ذاك ترابك القديم لاتغرد قبل أنتشطر قلبها لترى رفات بلبل يبتسم إنفخ رماده قف مكانه وغرد
* * * كاف .... والوفر العظيم ثمرة دحرجتها الريح وأعدتها لترابها ولم ألمس مفاتيح جنانها ولم أ ُدخل المفتاح في قفلها كي أرى طفل أعماقها يسبح في الرخام لم أفك أزرار غيمتها كي أرى مطرا يهذي من الحمى ويصرخ أنا الصحراء ولم أزرع يدي في ورد قميصها ليخضر كاف ... عاليا شهيقي على واوك عاليا مثل الآراجيح تعلي بهية نطالع موتنا الأبدي في مرايا غرفة نترك قمصاننا يبيض فيها الحمام لنكسل في إلتذاذ النوم حتى نلحقُ ورما في السرير من شدة النفي في جزائر الجسد كل هذا نكاية بالوداع نلهث في حلم ونلهث حتى تجفل رمانة وأرنبان نطيع الطبيعة نعصي الطبيعة نذهب للبئر راكضين ثم ندنو من الينابيع يرشنا ماؤها لنبرد
#حسين_السلطاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمشي مع النفري
-
كلمات ساتركها على الارض
-
جدل
-
حمل في مرايا الذئاب
-
وصية ماركيز الأخيرة
-
كلمات سأتركها على الارض
-
إبعدوا الصخرة عن سيزيف
-
ياقوت الحيلة
-
أمرأة الدهليز
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|