حيدر السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 17:06
المحور:
الادب والفن
الماء يجري والنسيم عليل
لكنْ حديثُ الراحلين طويل
بالأمس خاطبنا الحسين بموقف
لا تركنوا للظالمين يقول
واليوم نذكره لنأخذ عبرة
تحيا بها الدنيا ويحيا جيل
نظر الجيوش تجمعت لقتاله
فغدا بناظره السماء يجيل
أيْ ربّ إنا لا نريد قتالهم
هل للبغاة إلى النجاة سبيل
وبكى عليهم عارفاً بمصيرهم
يا للرزية حزنهم سيطول
ألقى على سمع الزمان مقالة
والقول من مثل الحسين ثقيل
لا تعطينّ يد السلامة ذلة
ما ذاق طعم المكرمات ذليل
أهدى الأنامَ ابنُ النبي مواعظاً
لم يهدها التوراة والإنجيل
وأتى إلى القرآن يحفظ آيَـهُ
بدم الشهادة فالضبى جبريل
ومضى ينادي بالصلاح وبالتقى
لكنّ من لبى النداء قليل
وتفاخرت ذبل السيوف بقتله
ما كان يُعدل بالحسين قتيل
لا قبله لا بعده لا دونه
لا فوقه إلا النبي مثيل
ملأ العوالم كلها بضيائه
فإذا هو التنزيل والتأويل
يا باسطاً كف القِرى لعدوه
هلا لعثرة من رجاك تقيل
أجملت فيك مقولتي بقصيدة
والقول فيك على الدوام جميل
يا سيدي كل القلوب ملكتها
أفلا يملك في هواك خليل
يممت شطر منارتيك توسلاً
والدمع من عيني عليك يسيل
فأهاجت الذكرى بقلبي لوعة
واشتد من فرط الهيام عويل
أمنارتان أم اليدان تبرعمت
ليدل منها للوفاء دليل
أكبرت موقفها النبيل بكربلا
حيث انبرى للزينبات كفيل
يا صاحب الفضل العظيم ملكتني
والعبد أكبر مبتغاه قبول
أفدي بروحي منك أنملة
ولأنت أكبر والفداء ضئيل
حاولت أن أصل المقام بمدحتي
أنىّ لمثلك أن يكون وصولُ
كلا وحاشا إنما أملي بكم
فالخير منكم دائماً مأمول
أملت قربك في الحياة تشرفاً
وإلى جوارك في الممات أميل
الحب حبك يا حسين وغيره
بحر السراب دقائق ويزول
يفنى المحب ونور حبك خالد
لا يعتريه مدى الزمان أفول
#حيدر_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟