أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مسرحية -قلب الحدث-:














المزيد.....

مسرحية -قلب الحدث-:


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 15:50
المحور: الادب والفن
    



التناغم والاختلاف في العرض المسرحي
صميم حسب الله
كلية الفنون الجميلة - بغداد
صافرات الخطر تقترب من قلب الحدث وتخترق جدران القلوب بضجيجها الذي بات مألوفا في واقع ملئ بالفزع والفوضى والدمار تلك هي افتتاحية مسرحية "قلب الحدث" نص واخراج مهند هادي ، تمثيل فلاح ابراهيم وسمر قحطان وآلاء نجم ، والتي عرضت مؤخراعلى قاعة المسرح الوطني في بغداد. توزعت الافكار في هذا العرض بين جمالي مبتكر ومتقن يتمثل في الرؤية الاخراجية ، وبين تقليدي مستهلك تشكل عبر النص المحكي.
ان الحركة المتقنة للديكورات في كثير من مشاهد العرض جاءت لتعبر عن مفهوم المخرج حول علاقة المسرح بالسينما ومدى الافادة من تقنيات السينما في تشكيل مجموعة من اللقطات السينمائية على خشبة المسرح عبر اجساد الممثلين ، الذين تنوعت شخصياتهم بين بائع للجرائد ومدمن على شرب الحبوب المخدرة وزوجة يتحول دورها تارة مع بائع الجرائد واخرى مع المدمن .. وهي شخصيات عامة من المجتمع الا ان ما يجمع بينهم هو موتهم في انفجار واحد . وقد كان لفكرة تعدد الازمنة في العرض دور مهم لتعزيز فكرة حياة ماقبل الموت ومابعده والتي عمد المخرج اليها عبر دخول شخصية رابعة الى فضاء العرض والتي سوف نطلق عليها افتراضا تسمية (مسبب الموت) والتي قام الممثل مهند هادي بتجسيدها بشكل جمالي حيث جاء مكملا ومتناغما مع علاقات الشخصيات الاخرى ، الا ان هذه الشخصية ظلت تراوح في مكان واحد بصفتها مسببة للموت او مكلفة بزراعة الانفجارات هنا وهناك والتي اودت بحياة الكثيرين ومنها شخصيات العرض الاخرى، وعلى الرغم من الاشارات التي كانت هذه الشخصية (مسبب الموت ) تبثها بين حين وآخر تارة بإبتسامة ساخرة واخرى بنظرات صارمة متجهمة إلا أنها كانت تحتاج الى تطوير في السلوك وتغيير في الشكل لتلعب دوراً اشبه بدور الشيطان في غوايته للبشر .. وكان لابد من تطوير مفردتها الوحيدة والمهمة في ذات الوقت الاوهي "حقيبة السفر"التي كانت تدعم وجودها على خشبة المسرح لنراها وقد تحولت من دلالتها التقليدية والتي مثلت ولسنوات طويلة ذلك المهاجر بلا عودة والتي استهلكها المسرح العراقي تماما عبر عروض عدة في مراحل الهجرة الجماعية على مدى سنوات النظام السابق والنظم التي تعاقبت على الحكم من بعده.. إلا اننا في هذا العرض شاهدنا تحولا لهذه المفردة " الحقيبة" التي دخلت من خارج المسرح ( خارج الحدود) وبرفقة تاجر الموت بشكله المختلف والمخادع وبياضه الناصع وضحكته القاتمة ، ليشتري بحقيبة امواله الفاسدة ارواح البسطاء.. عبر سيارات تنفجر هنا وهناك.
وفي دلالة مغايرة كشف لنا المخرج عن حقيبة جديدة تصاحبها اناقة مبالغ فيها لشخصية السياسي الهارب من الداخل الى الخارج بعد ان حصد اموال الشعب عبر فساد دام سنوات حتى بات الهروب امراً حتمياً عليه من اجل العودة بالغنيمة الى دياره وحياته المستقرة التي جاء منها ، مكتفياً بسرقات تمنحه عيشاً مرفهاً وتبعده عن شعب مليء بالجوع والالم. ان التحولات الكثيرة التي حصلت داخل فضاء العرض كشفت لنا عن وجود عقل إخراجي مبتكرٍ ومسيطر على أدواته الاخراجية.. الا ان لجوء المخرج الى تأليف نص العرض عبر متنٍ حكائي باتت افكاره واقعاً معاشاً لاجديد فيه ، يعد تناقضاً بين الصورة الاخراجية التي عبر عنها مخرج العرض والكلمة المنطوقة بكل مباشرتها والتي كانت على طول العرض تهشم من رؤيا الاخراج التي اتسمت من جهة اخرى بجمالية وتفكير عالٍ.. ذلك ان وجود رؤيا بهذا التجريب لاتتوافق مع مثل هكذا نص يعتمد الجملة البسيطة في طرح افكاره.
ان التناقض الذي نشير اليه ، يكمن في حالتين هما:
- قدرة المخرج على توظيف المنظر المسرحي لإرسال مجموعة من الاشارات والعلامات التي تمنح المتلقي المساحات الواسعة للتفكير واستنباط الصور الجمالية عبر تأويل للأفكار المطروحة. – الجملة النصية التي تصدم المتلقي بسبب واقعيتها البسيطة التي يسمعها المشاهد في كل نشرات الاخبار والحياة العامة حتى باتت تثقل عليه ايامه والتي قتلت روح الاكتشاف في هذا العرض. ولابد لنا ان نذكر ان اداء الممثلين كان له الفضل الاكبر في تطوير خطة العرض الاخراجية من خلال تعاملهم المتقن في كثير من المشاهد مع الديكورات الثابتة والمتحركة في المشهد نفسه عبر الصمت والحركة الا ان هذا التطوير وكما اشرنا سابقا سرعان ما يتراخى في رتابة الكلمات التي تعبر عن واقع مؤلم لا نحتاج فيه الى مسرح يحكيه لنا، لأن طموحنا في المسرح هو اكتشاف حلول فكرية وجمالية تعالج واقعا اجتاحه السواد.
لقد كان الفعل التمثيلي واضحا ومتباينا بين الممثلين في هذا العرض فقد كان الممثل سمر قحطان يسرع الخطى لإكتشاف تعابير ادائية وصوتية وحركية تدعم وجوده على خشبة المسرح وقد تمكن من ادواته في مشاهد عدة اهمها مشهد "الزواج" الا انه اخفق في ايجاد حلول تعبيرية في مشاهد اخرى ذلك ان تكرار الاداء والانفعالات الزائدة كانا رفيقه حتى بات في بعض المشاهد قريبا من اداءه في عرض سابق له هو مسرحية (صدى) من اخراج حاتم عودة.
اما بالنسبة للممثل فلاح ابراهيم فإن البساطة في الاداء والاسترخاء فقد كانا عاملا مساعداً له في اداء هذه الشخصية الا ان ذلك لايعفيه من الوقوع في فخ التكرار، وفضلا عن ضحكاته التي جاءت معبرة عن حالة الشخصية في هذا العرض الا انها لم تكن تختلف كثيرا عن ضحكاته في عروض اخر.
ولابد لنا من الاشارة الى ان عودة الممثلة آلاء نجم الى خشبة المسرح بحضورها وامكانياتها الادائية قد ساهمت في نجاح هذا العرض بكل ما حمل معه من رؤى ومفاهيم تدفع بعجلة المسرح العراقي الى الامام.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً
- مسرحية -هنا بغداد- : موت في النص .. تشويه في العرض !!
- تحولات المكان المسرحي .. وسوء الفهم !!


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مسرحية -قلب الحدث-: