أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال محمود - أسئلة تفرض نفسها على هامش اغتيال المبحوح المغدور














المزيد.....


أسئلة تفرض نفسها على هامش اغتيال المبحوح المغدور


طلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 13:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد أن أعلنت مباحث إمارة دبي عن نتائج تحقيقاتها في عملية اغتيال محمود المبحوح، وبعد أن تكد للجميع مسؤولية الموساد الإسرائيلي عن هذه العملية، خرجت علينا قيادة حماس بكافة مستوياتها لتعلن عن عزمها الرد على هذه الجريمة، وقالت أن الرد سيكون بحجم المغدور المبحوح، وأن على إسرائيل أن تتوقع هذا الرد في القريب العاجل.
مقابل هذا المشهد الخطابي، تقف حكومة حماس بوزير داخليتها بإصرار شديد في وجه أي محاولة للتحرش بالحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، التزاما بهدنة وقف النار المتفق عليها شفاهة مع إسرائيل بعد انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
مشهدان في غاية التناقض، إصرار ومثابرة فعلية على فرض الالتزام بهدنة شفوية مع إسرائيل، ولجوء يثير الغثيان إلى الخطابة بالتهديد بالرد على جريمة اغتيال المبحوح المغدور. تناقض يضع المرء أمام أسئلة لا مفر من طرحها، استفزازا لكل ذي عقل للبحث في حقائق الأمور، وتوسلا للهرب من آفة التضليل التي تمارسها حركة حماس منذ اغتيال الشيخ أحمد ياسين عام 2003.
أول هذه الأسئلة يطال رواية محاولة الموساد اغتيال خالد مشعل: فما حدثتنا مباحث دبي عن سير عملية الاغتيال من عمل غاية في التنظيم بدءا من رصد الهدف، ومتابعته، وتوظيف عالي للتكنولوجيا، والإحكام في السيطرة على مسرح العمل، والتمويه على حركة فريق الاغتيال، وانتهاءا بالتنفيذ والانسحاب الهادئ من المسرح، كل هذه التفاصيل تذهب بنا إلى الوراء، إلى ما يزيد عن العشر سنوات، إلى حيث محاولة فاشلة يقدم عليها الموساد لاغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان. هذه العملية التي كانت في غاية البساطة، حد السذاجة، والتي لم تتمتع بأي حد من التدابير الأمنية الكفيلة بتحقيق الهدف منها، لتطرح السؤال حول جدية الموساد في استهداف خالد مشعل؟. وهل يمكننا أن ندعي مطمئنين إلى صحة ادعاءنا أن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه في عملية اغتيال خالد مشعل يقف من وراء النجاح السياسي الكبير الذي حققته إسرائيل لاحقا، بالتنصل من التزاماتها في العملية السلمية، والتشكيك في وجاهة تمثيل القيادة الفلسطينية للشعب الفلسطيني في ضل الانقسام الذي أشرف خالد مشعل على إنجازه لاحقا؟!... أسئلة أردت أن أوقظها في الوعي السياسي الفلسطيني.
وثاني الأسئلة فمتعلق بحقيقة نوايا حماس الرد على قتل المبحوح. فالمبحوح ليس الأول من تغتاله إسرائيل، ولم تنال قضية اغتياله سوى الخطاب النارية من قيادات حماس. فالشيخ المؤسس أحمد ياسين، اغتالته إسرائيل في مشهد غاية في الدرامية، لنشهد من حماس خطابا ناريا بالانتقام، حتى وصل بمزاد التهديدات في تلك الأيام، وعلى لسان الرنتيسي، حد التهديد بعشر عمليات في عمق إسرائيل، ليأتي الرد عاجلا من إسرائيل باغتيال الرنتيسي نفسه. وبنفس المنطق خطب نارية بوجوب الرد، والرد على الدوام إسرائيلي، وهكذا حتى اغتيال المبحوح، فهل من رد أم أنها الخطب النارية ذاتها التي تعودنا عليها من قيادات متخمة لا ترى في فلسطين وقضيتها سوى سوقا لتصيد الربح الوفير من خلال التجارة بأموال زكوات المسلمين بغير وجه حق فيما يرضي الله أو يغضب وجهه الكريم، لا فرق؟.
وأما ثالث الأسئلة، فهو متعلق بتفسير الميل الدائم لدى حماس للتطهر من آفات الاختراق من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، مقابل العمل الدءوب على الدفع بتعاون فتح والسلطة الفلسطينية مع أمن الاحتلال في هذه الجريمة أو غيرها. ألا يذكرنا هذا المنطق في الاتهامات التي تم كيلها ظلما وعدوانا لقيادات من حركة فتح بالوقوف وراء اغتيال الرنتيسي، والقوقا، لتأتي أجهزة أمن حماس لاحقا لتميط اللثام عن عناصر من فلذات أكبادها تعاونوا مع الاحتلال في تنفيذ هذه الجرائم. ألا يتذكر الجميع أن حماس علمت أن من قام بتصفية المرحوم محيي الدين الشريف هما الأخوان عوض الله، في الوقت الذي ظلت تثابر على اتهام القيادات الأمنية في السلطة الفلسطينية بهذه الجريمة؟. والسؤال المهم، لمصلحة من تصر قيادة حماس، بالذات الخط الانقسامي منها، على اتهام قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال؟. ألا يوفر هذا المنطق طوق نجاة للمحتل من تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لما يقترفه من جرائم؟. ألم يلتفت قادة حماس الانقساميون إلى العناية الخاصة التي يوليها الإعلام الإسرائيلي لأحاديثهم كنصوص مؤسسة لرواية تعفي إسرائيل من أية مسؤوليات تجاه ما تقترفه من جرائم.
هل يمكننا القول أن ما قامت مباحث دبي من إنجاز مهني رفيع في الكشف عن تفاصيل الجريمة النكراء بحق المغدور المبحوح، وقبلا بحق دولة الإمارات العربية المتحدة، تحرص حماس على تبديده هباءا منثورا؟. فهاهي تهدد الغرب عموما بنقل الصراع على أراضيه، مع أن الكل يعلم أن السبيل إلى إنفاذ العدالة في قضية المغدور المبحوح تتطلب تعاون جدي من الغرب. أليس هذا التهديد يمثل دعوة للغرب للتنصل من واجب تحقيق العدالة في مرتكبي هذه القضية؟



#طلال_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة تأتي من بوابة الإخوان المسلمين
- نعم للمصالحة نعم للإنقسام
- عندما أصبحت المقاومة في مواجهة التحرر الوطني
- لماذا هذا السؤال؟
- لا فلسطينية حركة حماس وإخوانيتها
- ما أجمل أن تعود فلسطينيا!
- قضية الجدار... والحرب على الوعي
- مرة أخرى مع قاموس حماس.... الحسم
- تخاريف حماس في معاني النصر والهزيمة
- المنطق في منطق الحرب على غزة
- تقليعة حماس الإعلامية الجديدة: التهديد باللجوء إلى منظمات حق ...
- مفاوضات أم مقاومة
- حماس في مواجهة قانون الطبيعة
- نظرة في معالجة إعلام حماس لتقرير الغارديان


المزيد.....




- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...
- المحكمة الإدارية الفرنسية تؤكد صحة قرار الجزائر في قضية المؤ ...
- عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بالسجن 11 ...
- باكستاني يقتل ابنته لنشرها فيديوهات على -تيك توك-
- طبيب نفسي: يوجد في سوريا من 1 إلى 3 ملايين مريض نفسي
- الولايات المتحدة: أوامر بترحيل المئات من مواطني الدول المغار ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال محمود - أسئلة تفرض نفسها على هامش اغتيال المبحوح المغدور