أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكية التي تحكم مسير العالم بوحدته وتكامله نحو التحرر














المزيد.....

ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكية التي تحكم مسير العالم بوحدته وتكامله نحو التحرر


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 13:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



سجل الكشف عن القوانيين المادية الديالكتيكية نقلة نوعية في وعي البشرية وفي تعبئة وتنظيم قواها من اجل التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية اخر انظمة استغلال الانسان لاخيه الانسان . ولم يكن ذلك ممكنا قبل انجاز علاقات الانتاج القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان مهمتها في تطوير القوى المنتجة القادرة على تحقيق القاعدة المادية لتحرير الانسان من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد اولا ولااعداد القوى القادرة على تحقيق ذلك علميا وسياسيا واجتماعيا ليس على نطاق بلد واحد او عدة بلدان بل على النطاق العالمي، وتسلحها الفكري والسياسي. فقد صاغ مكتشفو النهج المادي الديالكتيكي ماركس وانجلس وتلامذتهما على مر التاريخ التالي، النظريات والشعارات الاممية والترابط بين الاهداف الوطنية والعالمية واشكال التنظيم الجماهيري والطليعي . واذا ما دعموا التجربة السوفياتية على الرغم من كل ثغراتها، فذلك فقط من اجل ان يحولوا تحرر البشرية من حلم طوباوي الى حقيقة ممكنة التحقيق، بكل ما حملته من صراعات دموية وتضحيات هائلة، وبكل ما مرت به من انتكاسات وارتدادات . فصراع الاضداد الذي تجسد بشكله الطبقي تفاقم واشتد مع تطور علاقات الانتاج القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان من صراع الاسياد والعبيد الى صراع الفلاحين والاقطاعيين الى صراع الطبقة العاملة والراسماليين ليصل الى ارفع مستوياته في عصر العولمة الراسمالية، الى الصراع بين عموم البشرية واقطاب العولمة الراسمالية . واستخدمت الطبقات المتناحرة مختلف الوسائل والاسلحة لتحقيق اهدافها المتناقضة. وكان من اشدها تاثيرا السلاح الفكري. فقد كان سلاح التضليل الديني اشدها تأثيرا عبر جميع العصور السالفة في شل طاقات الجماهير المستعبدة والمستغلة حتى يومنا هذا بل هو اليوم حيث يبلغ الصراع بين البشرية واعدائها ذروته من اكثر اسلحة اقطاب الراسمالية فعالية لادامة هيمنتها او على الاقل لاطالة عمرها. فضلا عن تشويه كل ما تتوصل اليه البشرية من مناهج ووسائل واساليب لتطوير كفاحها ومكافحة طلائعها . فكم قتل من العلماء والمبتكرين على مر التاريخ وكم قتل من القادة الجماهيريين . وكم ابدعت الطبقات المستغَلة من وسائل واساليب الكفاح، فكانت الثورات الطبقات اكثرها حسما. ولكن ليس في انهاء استغلال الانسان لاخيه الانسان وانما في تحقيق الانتقال من مرحلة من علاقات الانتاج القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان الى اخرى ارقى وصولا الى علاقات الانتاج الراسمالية . وكانت ثورة اكتوبر الاشتراكية اخر الثورات الاجتماعية الكبرى . ولكنها فشلت في تحرير الشعوب السوفيتية من علاقات الانتاج الراسمالية دع عنك تحرير البشرية !!.
ونجح اقطاب الراسمالية في تسخير ذلك الفشل لبث اليأس من التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية، وسلب ثقة البشرية بنفسها وبافكارها ونهجها المادي الديالكتيكي ، رغم كل ما تعانيه من ازمات قاتلة، ورغم كل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي خلق ويخلق كل الاسس المادية لتحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية ويطرح العديد من الوسائل والاساليب لتحقيق هذا التحرر. واندهعوا بيأسهم من وقف هذا التطور العاصف الى اللجوء الى كل وسائل واساليب العصور السالفة في تركيع البشرية وتضليلها على النطاق العالمي، مستغلين مراكزهم المهيمنة على الاقتصاد العالمي وعلى اجهزة الحكم و وسائل الاعلام. فعادوا الى استخدام الدين وسيلة لتضليل البشرية وشل طاقاتها وخلقوا العديد من بؤر الردة. فاعادوا الى شعوبها الالاف من القيم والتقاليد السالفة، ولاسيما فيما يخص المرأة لشل نصف المجتمع. واعادوا الامية اليها. فكان العراق احد هذه النماذج التي اختارتها الادارة الامريكية . ولم يكن ذلك اعتباطيا. فقد كان بامكان قطب العولمة الراسمالية استغلال ثروات العراق وموقعه الاستراتيجي كما تستغل ثروات مواقع سائر دول الخليج مع اعطاء بعض الفتات للشعب العراقي، ليواكب التطور بحدود البلدان التابعة الاخرى. ولكنها اختارته ليكون نموذجا للبلدان التي تقاوم هيمنتها اولا ولاثبات قدراتها على التحكم بمصير البشرية ومستقبلها ثانيا. فماذا حصدت ؟
نعم لقد ارجعت العراق قرن الى الوراء في جميع المجالات ولاسيما العلمية والحضارية فاعادت الامية لتشكل 50% وكبلت المرأة العراقية بكل مخلفات الماضي من قيود وابادت الاف العلماء والمعاهد العلمية والتربوية وشوهت الطفولة بل واعطبت الاجيال . ولكنها بذلك كشفت عن مدى عدائها للبشرية عموما وعرت كذب كل ادعاءاتها بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان . وتتعاظم على الصعيد العالمي المطالبة بمحاكمة الادارة الامريكية على ما اقترفته من جرائم بحق الشعب العراقي ويتطور هذا النضال الى النضال ضد علاقات الانتاج الراسمالية . فضلا عما كلفها احتلال العراق من خسائر مادية ، قدرت بترليونات الدولارات ، وتقديم الاف الضحايا والمعوقيين ساهمت في تعميق جميع الازمات التي تعانيها في عقر دارها. وعززت مقاومة الشعب العراقي وتطلعه نحو التحرر ثقة الشعوب وعموم البشرية بقدراتها على مقاومة اعتى اعدائها والسير قدما نحو التحرر
لم يغفل المفكرون الماديون الديالكتيكيون منذ البداية مثل هذه الامكانيات والاحتمالات . فالتطور المادي الديالكتيكي لا يسير بخط مستقيم في كل اجزائه ودون ان يمر بتراجع وانتكاسات في بعضها دون ان يؤثر على الخط العام لتطور البشرية في جميع المجالات ولاسيما الاساسية منها والتي يحتل فيها التقدم العلمي والتكنولوجي اليوم المجال الرئيس.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات البرلمانية العراقية في ظل الاحتلال اخر فصول ابادة ...
- تصعيد التهديد الامريكي لايران بالحرب بحجة امتلاكها السلاح ال ...
- جامعة الصداقة بين الشعوب احد اعظم منجزات الحركة الشيوعية في ...
- محاكمة بلير الاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية مقدمة لمحاكم ...
- عقود من الدكتاتورية وسبع سنوات من الابادة والترويع تعجز عن ش ...
- الفوضى المدمرة للانتخابات العراقية في ظل الهيمنة الامريكية ا ...
- الراسمال الارهابي اخطر مراحل الراسمالية وعشية تحرر البشرية ا ...
- توارد قرارات وزير الداخلية بتقييد حرية سفر المرأة العراقية م ...
- خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراس ...
- سجل احتلال ايران بئر فكة تصاعد الصراع الايراني الامريكي وكفا ...
- الشعب العراقي يحدد -الامن- امنية البشرية الرئيسية في عصرنا، ...
- تحتفل البشرية بانجازات عام استكملت القاعدة المادية لتحررها ر ...
- الانظمة الثيوقراطية اخر اسلحة الراسمالية لاطالة عمرها تتهاوى ...
- قمة المناخ في كوبنهاكن نقاشات وصرعات لتضليل البشرية والهائها ...
- جرائم لا تغتفرمن اجل نهب ملايين اطنان النفط العراقي, تدمير ش ...
- العراق يشهد افضع جرائم الراسمالية المحتضرة وابشع مهازل التار ...
- الشعب البريطاني ينجح في محاكمة بلير كمجرم حرب والمحتلون وادو ...
- العراق نموذج للديموقراطية الامريكية في الشرق الاوسط الاحتلال ...
- اعلان عالمي ومواثيق ومنظمات دولية وايام عالمية واطفال العراق ...
- دعم حقوق اللاجئين العراقيين مهمة انسانية عالمية في ظل تخلي ا ...


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكية التي تحكم مسير العالم بوحدته وتكامله نحو التحرر