عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 17:12
المحور:
الادب والفن
رائحة العشب
لا أذكرُ اسم المدينة ، ولا أعرفُ كيف خرجتُ منها : حدث ذلك الآف المرات في مدن اخرى . في كل مدينة أجدني واقفا ، أطرقُ أحد الأبواب ، فيأتيني الصوتُ ، قادما من أقصى نقطة في البعد :
ـ إذهبْ يا رجل ، وابحثْ عن الخلود في مكان آخر .
مصطبة مهجورة ، زقاق يتلوى حول نفسه ، غرفة في فندق ، معسكر لاجئين على حافة بلد ينهار ، نبع ماء بين الجبال ، حانة ، زاوية مقهى ، أو نافذة قطار ..
صوت رأيته ـ أين ؟ ـ و أرتعشتُ كثيرا من رعب جماله.
صوت إمرأة ـ رجل ربما ـ يتجسّد أمامي على هيئة ملاك ، كلما جاءني من خلف باب : " إذهب يارجل .. " وأذهبُ هائما على وجهي ، بين المدن .
آه ، مذ أن كشفتْ لي رائحة العشب ، على طريق أجدادي ، عن كينونتي المدفونة تحت طبقات الطين والخرائب ، وأنا أرنُّ في أركان العالم ، أتشممه في الهوامش وفي الصمت : هذا الصوت الخاص ، المفقود ، والضائع خلف البحث والعثور .
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟