أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعدون محسن ضمد - بائعو ذمم














المزيد.....

بائعو ذمم


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 13:43
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


مواقف كثيرة تذكرني بالشاعر الرائع عريان السيد خلف، مواقف تكون محزنة أو مخيفة أو مربكة لدرجة لا تنفع معها إلا كلماته الساخنة والعميقة والمباشرة، وفي أيام الدعاية الانتخابية هذه أجد نفسي مرغماً على ترديد أبيات من أحد أكثر قصائده مبعثاً للحزن واليأس... يقول عريان:
"چنت اودكم/ وچنت اظن شجرة بظهاري الصيف تـچويني الشمس وگعد بسدكم/ وچنت اعد ربعي التنشف العين وأول ما أعدكم/ وچنت أضمكم ضخر لليالي الگحط كلساع افللكم وأشدكم/ شلي عدكم يل صفيتو اجناب ما انشد وعيب النشد عنكم"..
هذا المقطع أجده يعبر عن لسان حال العراق هذه الأيام، الذي يبدو أنه معرَّض دائماً للغدر ومبتلى بتخلي الجميع عنه ساعة شدته. في هذه الأيام وما أن أطالع الصحف أو أتابع الفضائيات أو أتصفح مواقع الأنترنت حتى أتذكر هذه الكلمات وهي تعبر عن حال هذا البلد وهو يمر بظرف الانتخابات فيتخلى عنه من كان يحسب أنهم عيونه التي سيتقي بها فخاخ هذه المحنة.. فآخر الجحافل التي غدرت به وتركت جسده مرمى لسهام الطامعين فيه، هم زمرة من أهم إعلامييه ممن استطاع المال السياسي شراء ذممهم وتسخير أقلامهم أو أصواتهم، الأمر الذي بات يهدد بانهيار المؤسسة الإعلامية برمتها. تغلغل في الوسط الإعلامي هذه الأيام واشبع يأساً وقنوطاً وأنت تشاهد كيف أن أهم رموزه تهافتت تحت أقدام ناثري الدنانير. من الطبيعي أن تكون وسائل الإعلام نوافذ يطل من خلاها السياسيون بشتى اتجاهاتهم ومستوياتهم، وقد تميز هذه الوسائل بينهم ويكون التمييز لصالح أكثرهم ايغالاً بالفساد وإمعاناً بالجريمة، لكن من غير الطبيعي أن يكون سبب التمييز هو شراء الذمم، لأن الإعلامي عندها سيتحول لمطية يركبها الفاسد من السياسيين ويقودها في الاتجاه الذي يريده.
الإعلام سلطة المجتمع الرابعة، عينه التي يميز بها أعداءه من أصدقائه، أذنه التي يسمع بها ما يجب أن يسمعه، صوته الذي يصرخ به أمام قاتليه ومغتصبي حقوقه.. وعندما ينهار الإعلام أو يتم شراؤه فهذا يعني أن المجتمع بات بلا حواس، لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، ما يؤدي الى ضياع حقوق الأطفال واليتامى والأرامل وضحايا الإرهاب والفقراء والمشردين.
المثير لليأس بالموضوع أن بعض السياسيين من اللصوص أو القتلة ممن استطاعوا أن يجدوا بالتوافق السياسي فرصة مناسبة للإفلات من ملاحقة القضاء لهم، استطاعوا الآن أن يجدوا بضعف بعض الإعلاميين فرصة أخرى ستمكنهم من الاستمرار بمسلسل الجريمة والفساد. ويتأكد موضوع اليأس عندما لا يقتصر شراء الذمم على الهامشيين في مجال الإعلام، بل على بعض ممن كانوا يوضعون بمحل النخبة منهم، الأمر الذي بات يهدد مهنية ووسطية أهم المؤسسات الإعلامية ـ بالذات القنوات الفضائية ـ في العراق.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا
- الفاسدون الكبار
- مفوضية حقوق الإنسان
- كرامات
- الاخلاق
- حكاية عن لص واعمى
- مسرحية الزعيم
- لماذا يا سيدي الكريم؟
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (14)
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (12-13)
- بمن نؤمن؟*
- يا إلهي.. ما أرخصكم
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقات 10-11)
- هذيان أسود
- هيئة (مستقلة)
- صرخة الأتحاد المشرفة
- ذيل الناخب


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعدون محسن ضمد - بائعو ذمم