أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أسد خياط - برنامج المبارزة















المزيد.....

برنامج المبارزة


أسد خياط

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 13:10
المحور: كتابات ساخرة
    


استضافت قناة الشرارة في حلقة من برنامجها الاسبوعي "المبارزة" الذي تقدمه الحسناء فاتن، شخصيتين متضادتين شكلاً ومضموناً، فالمبارزة دائماً حامية الوطيس، مع الكثير من اللكمات أو الطلقات والهدف القضاء على صاحب الرأي الآخر.
كان بهلول على يمين الحسناء فاتن، قميء الشخصية، مهلهل الملابس، لكنه عالم بكل شيء الدين الطب الفلسفة الاقتصاد، بكلمة واحدة عبقري، له كتب ومؤلفات وأتباع كثر يصدقون ما يقول وما يكتب ويشهدون له. وعلى الطرف الآخر عزوز المتأنق بطقمه الأبيض والوردة على صدره وطربوشه الأحمر وشخصيته الجذابة.
كان موضوع الحلقة "العلم بيننا وبينهم". مهدت الفاتنة فاتن بمقدمة قالت فيها: أن هناك قضايا وأحداث ومكتشفات عندهم لا نعرف عنها شيء، مثل الاحتباس الحراري أو التزايد السكاني غير المنضبط أو اكتشاف أردي ورسوخ نظرية داروين وتطويرها. وأردي هي، كما تعلمون، أنثى عمرها 4.4 مليون عاماً، اكتشفت في اثيوبيا من قبل فريق أمريكي، واسمها العلمي أرديبيتيكوس راميديس، وهي بين القرد والإنسان، أي في طريقها لتصبح إنساناً.
توجهت فاتن بالسؤال إلى الدكتور بهلول: ما رأيك دكتور بهلول بهذا الكلام.
انتفض بهلول قائلاً: انتي بتقولي إيه، مزاح ده ولاّ جد؟ ده عمر الإنسان محسوب باليوم، خمسة الآف سنة وأربعة أشهر وثلاثة أيام من سيدنا آدم لليوم. والحيوان والنبات والأرض والسما قبليهم بكام يوم. ارجعوا لكتابي "نسب آدم". ونظرية داروين نظرية فالصو (1) لا أساس لها من الصحة، والمصيبة أنها بتدرس في جامعاتنا.
أما الاحتباس الحراري ده مؤامرة منهم علينا مؤامرة محسوبة، عندنا بتحمى الأرض والميه بتقل، وعندهم ما شاء الله كله تمام، ده أنا مبارح كنت في القطب وشاهدت ولمست وشعرت بالبرد اللي ملهوش مثيل، ده كل شي جامد هناك، حتى كلامنا كان يطلع جامد فنروح نسخنو على النار حتى نفهمو.
ردَّ عزوز مقاطعاً: عيب يا دكتور لك شو ها الشطح (2)، مجنون يحكي وعاقل يفهم.
يضرب بهلول الطاولة بيده ويصرخ: أَكَّمِل، أَكَّمِل، عايز أَكَّمِل...
تدخلت فاتن قائلة: يا جماعة ... يا جماعة ... طولوا بالكم... دعونا نتكلم بجدية ، رجاءً ... دكتور بهلول سمعت الشتيمة بأذنيك كيف ترد...
بهلول موجهاً كلامه لعزوز: إنتَ مين حتى توجهلي كلام زي ده، إنتَ مين يعرفك في الوقت اللي الملايين بتعرفيني فيه .
عزوز مقاطعاً: لَك (3) أنا أشهر من نار على علم، لَك أنا لما زرت سويسرا زيارة رسمية، وطلعت أنا ورئيس جمهورية سويسرا لحديقة البيت الأخضر لنعمل مؤتمر صحفي، صار الصحفيين يسألو بعضن، لَك مين هاد اللي واقف جنب عزوز.
وبحركة مسرحية ينظر عزوز إلى الكاميرا ويقول: أعزائي المشاهدين، طبعاً كلكن بتعرفو عزوز، بس مين فيكن اللي بيعرف رئيس جمهورية سويسرا. لك هذا دليل على كلامي ولا تقولو عزوز عم يشطح.
المذيعة فاتن: من الواضح أنكما تتآمران علي، لكن لا بأس لنعد الآن إلى حديثنا، رجاءً للمرة الثانية أن نكون جديين، دكتور بهلول تفضل ...
قال بهلول: يا سيدتي أنا باقول هما ما يعرفوش حاجة، لا تتصوري أختي العزيزة قد إيه عدد الفلاسفة والعلماء اللي انتحرو أو جنّو لأنهم ما عرفوش يجاوبو على السؤال الأبدي، البيضة أولاً أو الدجاجة؟
ضحكت فاتن وقبل أن تتدخل، أجاب عزوز: لك شو هالسؤال البايخ (4)... طبعاً الجواب معروف.
تفضل جاوب، قال بهلول بتحد.
الديك أولاً، قال عزوز.
صرخ بهلول: نعم يا روح أمك... بتقول إيه... باقولك البيضة أو الدجاجة ... بتقولي الديك!
عزوز: يا فهمان (5) طبعاً الديك أولاً، ومن ضلع الديك الله خلأ (6) الجاجة مثل ما خلأ حوا من ضلع آدم، وأنت بتعرف وعيب نذكر إدَّام (7) الست فاتن شو بيصير من إلّة (8) أدب بين الديك والجاجة، وبعد إلّة الأدب ... هي شو النتيجة مو (9) بيضة يا فهمان...
تدخلت فاتن وهي تغالب ضحكتها، تريد أن تنهي البرنامج ولا تعرف كيف: يا جماعة ... وقبل أن تنهي جملتها، قاطعها عزوز قائلاً: والله يا فاتن لما بتطلع بوجك (10) بصير لا بسمع ولا بفهم، وما بعرف شو بصير خبص، لأنو بسرح، وبحلم حلم غير شكل، وكأني بعدني بالطعشر مو بالستين.
(كاريكاتير الفنان السوري لافا خالد)
ابتسمت فاتن وقالت: أنا فهمت كل ما قلت عدا الطعشر هذه، ماذا تقصد بها؟
عزوز: الطعشر يا ست فاتن يعني من الثلاث طعشر، أربع طعشر، وانتي ماشية، يعني المراهقة، وبالانكليزي بيقولو طنجر (11)، ثم أضاف متسائلاً: قولك أصل طعشر من طنجر؟
صاح بهلول من الجهة المقابلة: العكس صحيح، هما أخذو منا كل العلوم والمعارف و .... قاطعته فاتن قائلة: يا دكتور بهلول مهلاً، أَكْمِل يا سيد عزوز.
قال عزوز: لا ما في شي بس كنت بدي قول لما بشوفك بتذكر أم الولاد وقصة أكلة لحوم البشر، وضحك عزوز حتى بانت نواجذه قبل أن يقلب على قفاه.
فاتن: يا سيد عزوز ماذا تقول ما علاقتي بأم أولادك وبأكلة لحوم البشر.
استعاد عزوز رباطة جأشه وقال: العلاقة يا ستنا ... راح واحد من أكلة لحوم البشر مع ابنه الطعشر للصيد، طبعاً صيد البشر، ليا كلوهن (21)، آمو (13) صادوا صبية متل القمر، يعني مثل حضرتك يا ست فاتن. شاف الطعشر البنت وشطة ريالتو (14) عليها، طبعاً مو من الجوع، والأب كمان ما قصر بالبصبصة (15). قال الطعشر لأبو: بابا يعني مو حرام هاي تتاكل. حك الأب رأسو، وفكر شوي (16)، وآل (17) لإبنو: ولا مقصوف الرقبة (18)، شو رأيك ناخدا (19) معنا عالبيت وناكل أمك محلها. ها ها ها ها وعاد عزوز للضحك.
قالت فاتن: مع الأسف شارف وقت البرنامج على الانتهاء والآن كلمة أخيرة بدقيقة لكل منكما، دكتور بهلول تفضل.
قال الدكتور بهلول: الحقيقة الخبر السعيد هوه التزايد السكاني، والخبر السيء أنها تفرز البطالة والفقر والأمية. وأكرر الخبر السعيد الثاني إنو كل علوم الكون ومعارفه أخذوها منا، والخبر السيء الثاني إننا ما استفدناش منها حاجة.
قالت فاتن: الآن تفضل استاذ عزوز كلمة أخيرة.
قال عزوز: في الحقيقة ذكرني الدكتور بهلول بخبريتو (20) السيء والجيد، بقصة صارت مع صاحبي، وقت كان جنرال متلي في الحرب ... حاول بهلول السؤال عن أي حرب، وأي جيش ... ولكن فاتن قاطعته، كونها تريد إنهاء البرنامج بأي ثمن، مشيرة لعزوز أن يكمل...
تابع عزوز قائلاً: كان في قائد فرقة تموين مع صهاريج مي (21) رايحة بالصحرا لتوصل المي للجنود، آم (22) طيران العدو ضربها، هربت الفرقة وضاعت بالصحرا، وبقيت تمشي حتى خلص البنزين، وبعدين واجهت الطوز (23) وقفت تلات تيام (24) بلياليا، ولما صحي الجو، شاف صاحبي الجنرال أنن (25) ضاعوا وكان عندن مي كفاية بس ما في أكل، وجاعو آم آل الجنرال رح روح أنا وعسكري لندور على شي يتاكل، وبعد يومين رجعو، حاواطوه (26) العسكر الدايخين من الجوع، ألون (27) يا شباب عندي خبريتين وحدة منيحة ووحدة سيئة "على أولت (28) دكتورنا" بإيا وحدة بدكن (29) بلش (30)؟ آلوا بصوت واحد: بلش بالسيئة، آل الجنرال: والله يا شباب ما لقينا شي يتاكل غير بعر الجمال! العما (31) يخرب بيتو عا الخبرية، صار الجنود يتوشوشو (32). بعدين قالوا: والخبرية المنيحة قال الجنرال: الحمد لله يا شباب البعر كتير.
قالت فاتن: أعزائي المشاهدين، استمتعنا معكم بهذا الطرح الحضاري الثقافي الدسم، نتائج التصويت عبر الانترنيت في حقلتنا هذه 99.9 لصالح الدكتور بهلول. أحييكم من قناة الشرارة، برنامج مبارزة، هذه فاتن معكم، وإلى لقاء آخر.

ترجمة الكلمات الأجنبية:

1) فالصو: خطأ
2) الشطح: المبالغة
3) لَك: يا هذا
4) البايخ: السخيف
5) يا فهمان: يا غبي
6) خلأ: خلق
7) إدَّام: أمام
8) إلّة: قلة
9) مو: أليس كذلك
10) بوجك: بوجهك
11) طنجر: Teeneger
12) ليا كلوهن: حتى يأكلوهم
13) آمو: قاموا
14) شطة ريالتو: سال لعابه
15) البصبصة: النظر خلسة
16) شوي: قليلاً
17) آل: قال
18) مقصوف الرقبة: خبيث
19) ناخذا: نأخذها
20) بخبريتو: بقصته
21) مي: مياه
22) آم: قام
23) الطوز: عاصفة رملية
24) تيام: أيام
25) أنن: أنهم
26) حاواطوه: أحاطوا به
27) ألون: قال لهم
28) أولِت: قول
29) بدكن: أتريدون
30) بلش: أبدأ
31) العما: يا للهول
32) يتوشوشو: يتهامسون



#أسد_خياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية – ما لها وما عليها (الجزء الأول)
- اللغة العربية – ما لها وما عليها (الجزء الثالث)
- صراصير، لكنهم وطنيون
- اللغة العربية ما لها وما عليها (الجزء الثاني)


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أسد خياط - برنامج المبارزة