أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الموساد: غلطة الشاطر بألف














المزيد.....

الموساد: غلطة الشاطر بألف


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 11:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ملاحظة لا بد منها: بداية إذا كانت أساليب الموساد بهذه الضحالة والسذاجة والسطحية والغباء نستغرب، جميعاً، كيف تفوق الصهاينة على العرب طيلة ستين عاماً من عمر الصراع، والمفترض بها-الأساليب- أن تكون على درجة عالية من الدقة والمهارة والمهنية والسرية العالية؟

لقد بدا شريط اغتيال المبحوح الذي نشرته شرطة دبي عن عملية اغتيال المبحوح، القيادي الحماسي، في الإمارة الخليجية في العشرين من الشهر الماضي، وبحق، كفيلم تسجيلي، شكراً للتكنولوجيا الرقمية المذهلة، وشكراً لشرطة دبي، وكلمة حق، على هذا الإنجاز الأمني. إذ يخيـّل للمرء أن أولئك العملاء الموساديين، ومعهم المبحوح، كانوا يؤدون بنجاح دوراً درامياً أسنده لهم مخرج بارع، كان يصورهم، وكانت الصور والمشاهد تتالى تباعاً وفق سيناريو معد مسبقاً، وحتى نهاية الفيلم بموت البطل، وكأن هناك فريق تصوير وإضاءة وديكور، واستطاعت التكنولوجيا الرقمية، الموظـّفة أمنياً، أن تعرض لنا "حلقة" واقعية رائعة عن أفشل وأغبى عملية اغتيال يرتكبها جهاز أمني، سرق أسماء وجوازات سفر بأرقام مسلسلة Serial Numbers لمواطنين إسرائيليين وإنكليز وإيرلنديين وفرنسيين، واستخدم بيانات مواطنين إسرائيليين، لا ناقة لهم ولا جمل، في عملية اغتيال سياسي. والبيانات المستخدمة، مع الجوازات، كانت لسبعة مواطنين إسرائيليين مزدوجي الجنسية، ستة منهم يحملون جوازات سفر بريطانية، والآخر يحمل الجنسية الأمريكية، وجدوا أنفسهم فجأة "نجوماً" تتناقل وسائل الإعلام أسماءهم وصورهم، من دون أن يبرحوا بيوتهم.

لقد استطاعت هذه التكنولوجيا أن تسجل العملية لحظة بلحظة، وكأن فريق تصوير خاص يرافق المبحوح، منذ لحظة وصوله إلى مطار دبي، حتى حجزه للغرفة في الفندق، ودخوله المصعد مع الفريق الأمني الذي تنكر بهيئة لا عبي تنس، ونزولهم معاً في الطابق حيث غرفة المبحوح، ومتابعة فريق الاغتيال له، وتنفيذ العملية، ومن ثم خروج الفريق ونزوله بنفس المصعد.

تشكـّل هذه التسجيلات، مع استخدام جوازات سفر مواطنين إسرائيليين، قرينة إدانة لا تقبل الشك على تورط إسرائيل المباشر في العملية، وسقوط جهاز الموساد سقوطاً مهنياً ذريعاً ومخجلاً لا بد سيستدعي معه سقوط وتطاير رؤوس كبيرة في هذا الجهاز، لاسيما أن بريطانيا استدعت اليوم السفير الإسرائيلي للاستفسار عن ملابسات العملية ما يضع إسرائيل برمتها، مع الجهاز المعني في وضع محرج، ولا يحسد عليه. والسؤال الأهم هل كان الموساد على هذه الدرجة من الغباء والجهل بمدى ما توصلت إليه التكنولوجيا الرقمية وأساليب المراقبة والكشف كي يقع في هذه الفضيحة المدوية، وكلنا يذكر في هذا السياق، كيف قامت شرطة دبي بإعلان اسم قاتل سوزان تميم بعيد سويعات من ارتكابه لجريمة ذبحها بالتنسيق مع رجل الأعمال المصري طلعت مصطفى، حيث تم تسليم الشريط لأجهزة الأمن المصرية، التي قبضت على السكري قبل أن يصل إلى بيته؟ فهذه القضية لا زالت "طرية" ويستغرب كيف تغيب عن جهابذة وجنرالات الموساد الكبار؟ قد يكون هناك تفسير وحيد لما حصل وهو التخبط الناتج عن تسرع بإنجاز العملية والتخطيط لها مع احتمال ورود "المعلومة" الأمنية في وقت يتطلب سرعة الحركة والإنجاز، ما جعل الموساد يلجأ لهذا الأسلوب الركيك والباهت وعدم التحسب للإجراءات الرقابية الدقيقة في دبي. فالهدف دسم، والفرصة سانحة ويجب "اصطياده" بالسرعة الممكنة، الاختراق الأمني الأكبر وسرعة تنفيذ العملية والتسهيل اللوجستي الأكبر الذي عرف الموساد كيف يستغله هو أن الجوازات الأوروبية والأمريكية التي تدخل الخليج، والتي معظمها إسرائيلي لا تخضع لإجراءات الدخول المعتادة من فيزا وتأشيرة تتطلب وقتاً إذ يمكن لأي أوروبي وأمريكي الدخول لدول الخليج من دون الخضوع لأية إجراءات وكأنه من مواطني تلك الدول، ولا يحتاج لكفيل لدخوله وخروجه فهو "أكبر" وأسمى من أن يعامل كما يعامل أبناء العروبة والإسلام. هذا الأمر يضع بعض الاستحقاقات أمام سلطات الخليج تتطلب مراجعة لإجراءات التساهل مع هذه الجوازات، وضرورة معاملتهم بنفس التشدد والدقة والاستمهال والتطويل والتسويف الذي يتبعونه، ويعاملون به إخوانهم في "العروبة والإسلام"، حيث لا يحصل أبناء العروبة والإسلام على تأشيرة إلى الخليج إلا بشق الأنفس مصحوبة بسلسلة أخرى لا داعي لذكرها أهمها ضرورة وجود كفيل.

لا بد من القول أخيراً، إن دخول التكنولوجيا الرقمية المذهلة على الخط تتطلب مراجعة شاملة للعمل الأمني والاستخباراتي في مثل هذه العمليات. وبكل الأحوال، ومهما تكن براعة شرطة دبي، وغباء الموساد في المقابل في هذه العملية، وهمجية وإجرام الفعل الموسادي، فقد خسر المبحوح حياته، وانضم إلى رتل طويل من ضحايا الاغتيال السياسي.

و"الدايم" الله، والبقية بحياتكم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حسن نصر الله أحمد سعيد؟
- زلزال الخليج القادم
- هل يحاكم سفاحو البدو الكبار بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟
- ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!
- هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الموساد: غلطة الشاطر بألف