لم تكن وحدها!

جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 10:22
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

لم تكن وحدها تلك الشابة التي ظهرت على شاشة قناة الحرة، وهي توزع برنامج قائمة اتحاد الشعب، معلنة بفخر ان قائمتها لم تسرق، كي تتمكن من مجارات الآخرين في حجم إنفاقهم على الدعايات الانتخابية التي اكتظت بها الشوارع وشاشات التلفزيونات. لم تكن وحدها التي لم يوهنها ضعف الحال وندرة الأموال، واقتنعت بأهمية التطوع من اجل فعل الخير، فهناك المئات معها طرقوا أبواب الجيران والأصدقاء، لأن زيارة بيوت الناس لا تكلف مالا وإنما تولد تكاتفا وحميمية ودفأً.



لم تكن وحدها تلك الشابة في الشارع يوم إطلاق الحملة بل شاركها المئات من المتطوعين الذين طرقوا الأبواب وزاروا المواطنين في بيوتهم وتحدثوا إليهم حول القائمة وحاجتها، الى صوت المواطن الذي يرغب بالتغيير ويتطلع إليه. لم تكن وحدها في تلك الساعة وهي تتحدث بشجاعة عن أفضليات برنامج اتحاد الشعب، هذا البرنامج الذي تحمست اليه مع آلاف الديمقراطيين الذين قرروا التحدي من اجل التغيير، مبشرين بالأمل مطالبين بالعمل.



لم تكن وحدها تلك الشابة التي أعلنت ان قائمة اتحاد الشعب لم تقترب من آفة الفساد، هذه القائمة التي عرف مرشحوها بالنزاهة والعفة والعمل من اجل الخير العام. لم تكن وحدها تعلن ذلك بل شهد معها كل منصف تابع أداء مرشحي اتحاد الشعب وحسن سلوكهم. هؤلاء الذين لم يضعوا شروطاً أمام أي عراقي أو عراقية يرغب بالاشتراك في حملتهم من اجل التغيير، فليس هناك من خطوط تعيق الاشتراك مع مَن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب العراقي، ولم تتلوث جيوبهم بالمال العام.



لم تكن وحدها تلك الشابة من ذكّر بشيء من تاريخنا الزاهر بحب العراق والدفاع عن مصالح الناس، والتضحيات من اجلهم، والدفاع عن لقمة خبزهم. لم تكن وحدها في هذه السعادة التي لا توصف، سعادة تبني قضايا الناس. فمطالب من قبيل: توفير حاجات المواطنين من مأكل وملبس، ومجانية الطبابة والتعليم، وحق العمل والسكن والضمانات الاجتماعية والحياتية الأخرى تصدرت برنامج قائمة اتحاد الشعب، فالمطالبة بتلك القضايا تعبر عن قيم عالية لمن يقوم بها. لذا فالتمسك بهذه القيم هي ما يميز مناصري قائمة اتحاد الشعب، فالتضحيات التي قدموها من اجل ذلك تثبت مصداقيتهم في تبني تلك المطالب، وهذا ما يميزهم أيضا في دعوتهم للمواطنة وتعزيز الوحدة الوطنية بعيداً عن الطائفية والمحاصصة بشتى أنواعها، فالمواطن عندهم هو القيمة الكبرى، كما ان الديرة عندهم هي العراق الموحد، وطائفتهم هي الشعب العراقي بكل تلاوينه.

#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات